الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ﴾ الآيَةَ.
أخْرَجَ الأصْبِهانِيُّ في التَّرْغِيبِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««يُنادِي مُنادٍ يَوْمَ القِيامَةِ: أيْنَ أُولُو الألْبابِ؟ قالُوا: أيَّ أُولُو الألْبابِ تُرِيدُ؟ قالَ: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيامًا وقُعُودًا وعَلى جُنُوبِهِمْ ويَتَفَكَّرُونَ في خَلْقِ السَّماواتِ والأرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هَذا باطِلا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النّارِ﴾ عُقِدَ لَهم لِواءٌ فاتَّبَعَ القَوْمُ لِواءَهُمْ، وقالَ لَهم: ادْخُلُوها خالِدِينَ»» .
وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والطَّبَرانِيُّ، مِن طَرِيقٍ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحّاكِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ في قَوْلِهِ: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيامًا وقُعُودًا وعَلى جُنُوبِهِمْ﴾ قالَ: إنَّما هَذا في الصَّلاةِ إذا لَمْ يَسْتَطِعْ قائِمًا فَقاعِدًا، وإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ قاعِدًا فَعَلى جَنْبِهِ.
وأخْرَجَ الحاكِمُ عَنْ عِمْرانَ بْنِ حُصَيْنٍ، «أنَّهُ كانَ بِهِ البَواسِيرُ، فَأمَرَهُ النَّبِيُّ ﷺ أنْ يُصَلِّيَ عَلى جَنْبٍ» .
(p-١٧٩)وأخْرَجَ البُخارِيُّ عَنْ عِمْرانَ بْنِ حُصَيْنٍ قالَ: «كانَتْ بِي بَواسِيرُ فَسَألْتُ النَّبِيَّ ﷺ عَنِ الصَّلاةِ فَقالَ: «صَلِّ قائِمًا، فَإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقاعِدًا، فَإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلى جَنْبٍ»» .
وأخْرَجَ البُخارِيُّ عَنْ عِمْرانَ بْنِ حُصَيْنٍ قالَ: «سَألْتُ النَّبِيَّ ﷺ عَنْ صَلاةِ الرَّجُلِ وهو قاعِدٌ فَقالَ: «مَن صَلّى قائِمًا فَهو أفْضَلُ، ومَن صَلّى قاعِدًا فَلَهُ نِصْفُ أجْرِ القائِمِ، ومَن صَلّى نائِمًا فَلَهُ نِصْفُ أجْرِ القاعِدِ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ في الآيَةِ قالَ: هو ذِكْرُ اللَّهِ في الصَّلاةِ وفي غَيْرِ الصَّلاةِ، وقِراءَةُ القُرْآنِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ قَتادَةَ ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيامًا وقُعُودًا وعَلى جُنُوبِهِمْ﴾ قالَ: هَذِهِ حالاتُكَ كُلُّها يا ابْنَ آدَمَ، اذْكُرِ اللَّهَ وأنْتَ قائِمٌ، فَإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فاذْكُرْهُ جالِسًا، فَإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فاذْكُرْهُ وأنْتَ عَلى جَنْبِكَ، يُسْرٌ مِنَ اللَّهِ وتَخْفِيفٌ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: لا يَكُونُ العَبْدُ مِنَ الذّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا حَتّى يَذْكُرَ اللَّهَ قائِمًا وقاعِدًا ومُضْطَجِعًا.
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ويَتَفَكَّرُونَ﴾ .
(p-١٨٠)أخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ في ”العَظَمَةِ“، والأصْبِهانِيُّ في ”التَّرْغِيبِ“ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ قالَ: «خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلى أصْحابِهِ وهم يَتَفَكَّرُونَ فَقالَ: «لا تَفَكَّرُوا في اللَّهِ، ولَكِنْ تَفَكَّرُوا فِيما خَلَقَ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا في ”كِتابِ التَّفَكُّرِ“ والأصْبِهانِيُّ في ”التَّرْغِيبِ“، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قالَ: «مَرَّ النَّبِيُّ ﷺ عَلى قَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ فَقالَ: «تَفَكَّرُوا في الخَلْقِ، ولا تَفَكَّرُوا في الخالِقِ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا عَنْ عُثْمانَ بْنِ أبِي دَهْرَشٍ قالَ: «بَلَغَنِي أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ انْتَهى إلى أصْحابِهِ وهم سُكُوتٌ لا يَتَكَلَّمُونَ فَقالَ: «ما لَكَمَ لا تَتَكَلَّمُونَ»؟ قالُوا: نَتَفَكَّرُ في خَلْقِ اللَّهِ. قالَ: «كَذَلِكَ فافْعَلُوا، تَفَكَّرُوا في خَلْقِهِ ولا تَفَكَّرُوا فِيهِ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، والأصْبِهانِيُّ في ”التَّرْغِيبِ“ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««تَفَكَّرُوا في آلاءِ اللَّهِ ولا تَفَكَّرُوا في اللَّهِ»» .
وأخْرَجَ أبُو نُعَيْمٍ في ”الحِلْيَةِ“ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (p-١٨١)««تَفَكَّرُوا في خَلْقِ اللَّهِ، ولا تَفَكَّرُوا في اللَّهِ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ في ”الأسْماءِ والصِّفاتِ“ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: تَفَكَّرُوا في كُلِّ شَيْءٍ، ولا تَفَكَّرُوا في ذاتِ اللَّهِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ أبِي الدُّنْيا في ”التَّفَكُّرِ“، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ حِبّانَ في ”صَحِيحِهِ“، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، والأصْبِهانِيُّ في ”التَّرْغِيبِ“، وابْنُ عَساكِرَ عَنْ عَطاءٍ قالَ: «قُلْتُ لِعائِشَةَ: أخْبِرِينِي بِأعْجَبِ ما رَأيْتِ مِن رَسُولِ اللَّهِ ﷺ . قالَتْ: وأيُّ شَأْنِهِ لَمْ يَكُنْ عَجَبًا، إنَّهُ أتانِي لَيْلَةً فَدَخَلَ مَعِي في لِحافِي، ثُمَّ قالَ: «ذَرِينِي أتَعَبَّدُ لِرَبِّي» . فَقامَ فَتَوَضَّأ، ثُمَّ قامَ يُصَلِّي، فَبَكى حَتّى سالَتْ دُمُوعُهُ عَلى صَدْرِهِ، ثُمَّ رَكَعَ فَبَكى، ثُمَّ سَجَدَ فَبَكى، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَبَكى، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتّى جاءَ بِلالٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلاةِ، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ما يُبْكِيكَ وقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأخَّرَ؟ قالَ: «أفَلا أكُونُ عَبْدًا شَكُورًا، ولِمَ لا أفْعَلُ وقَدْ أُنْزِلَ عَلَيَّ هَذِهِ اللَّيْلَةَ: ﴿إنَّ في خَلْقِ السَّماواتِ والأرْضِ واخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهارِ لآياتٍ لأُولِي الألْبابِ﴾ [آل عمران»: ١٩٠] إلى قَوْلِهِ: «﴿سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النّارِ﴾ [آل عمران»: ١٩١] ثُمَّ قالَ: «ويْلٌ لِمَن قَرَأها ولَمْ يَتَفَكَّرْ فِيها»» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا في التَّفَكُّرِ عَنْ سُفْيانَ رَفَعَهُ قالَ: ««مَن قَرَأ آخِرَ (p-١٨٢)سُورَةَ ”آلِ عِمْرانَ“ فَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيها ويْلَهُ»» فَعَدَّ بِأصابِعِهِ عَشْرًا، قِيلَ لِلْأوْزاعِيِّ: ما غايَةُ التَّفَكُّرِ فِيهِنَّ؟ قالَ: يَقْرَؤُهُنَّ وهو يَعْقِلُهُنَّ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا عَنْ عامِرِ بْنِ عَبْدِ قِيسٍ قالَ: سَمِعْتُ غَيْرَ واحِدٍ ولا اثْنَيْنِ ولا ثَلاثَةٍ مِن أصْحابِ مُحَمَّدٍ ﷺ يَقُولُونَ: إنَّ ضِياءَ الإيمانِ، أوْ نُورَ الإيمانِ التَّفَكُّرُ.
وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ وأحْمَدُ في ”الزُّهْدِ“، وابْنُ المُنْذِرِ عَنِ عَوْنٍ قالَ: سَألْتُ أُمَّ الدَّرْداءِ: ما كانَ أفْضَلَ عِبادَةِ أبِي الدَّرْداءِ ؟ قالَتْ: التَّفَكُّرُ والِاعْتِبارُ.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ في ”العَظَمَةِ“ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: تَفَكُّرُ ساعَةٍ خَيْرٌ مِن قِيامِ لَيْلَةٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ عَنْ أبِي الدَّرْداءِ، مِثْلَهُ.
وأخْرَجَ الدَّيْلَمِيُّ عَنْ أنَسٍ مَرْفُوعًا، مِثْلَهُ.
وأخْرَجَ الدَّيْلَمِيُّ مِن وجْهٍ آخَرَ عَنْ أنَسٍ مَوْقُوفًا: تَفَكُّرُ ساعَةٍ في اخْتِلافِ (p-١٨٣)اللَّيْلِ والنَّهارِ خَيْرٌ مِن عِبادَةِ ثَمانِينَ سَنَةً.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ في ”العَظَمَةِ“ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««فِكْرَةُ ساعَةٍ خَيْرٌ مِن عِبادَةِ سِتِّينَ سَنَةً»» .
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ والدَّيْلَمِيُّ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: ««بَيْنَما رَجُلٌ مُسْتَلْقٍ يَنْظُرُ إلى السَّماءِ وإلى النُّجُومِ، فَقالَ: واللَّهِ إنِّي لَأعْلَمُ أنَّ لَكِ خالِقًا ورَبًّا، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، فَنَظَرَ اللَّهُ إلَيْهِ فَغَفَرَ لَهُ»» .
{"ayah":"ٱلَّذِینَ یَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ قِیَـٰمࣰا وَقُعُودࣰا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمۡ وَیَتَفَكَّرُونَ فِی خَلۡقِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبَّنَا مَا خَلَقۡتَ هَـٰذَا بَـٰطِلࣰا سُبۡحَـٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق