الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وما اخْتَلَفَ﴾ الآيَةَ. أخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ في قَوْلِهِ: ﴿وما اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ﴾ . قالَ: بَنُو إسْرائِيلَ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ أبِي العالِيَةِ في قَوْلِهِ: ﴿إلا مِن بَعْدِ ما جاءَهُمُ العِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ﴾ . يَقُولُ: بَغْيا عَلى الدُّنْيا وطَلَبِ مُلْكِها وسُلْطانِها، فَقَتَلَ بَعْضُهم بَعْضًا عَلى الدُّنْيا، مِن بَعْدِ ما كانُوا عُلَماءَ النّاسِ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ الرَّبِيعِ قالَ: إنَّ مُوسى لَمّا حَضَرَهُ المَوْتُ دَعا سَبْعِينَ حَبْرًا مِن أحْبارِ بَنِي إسْرائِيلَ، فاسْتَوْدَعَهُمُ التَّوْراةَ وجَعَلَهم أُمَناءَ عَلَيْهِ، كُلَّ حَبْرٍ جُزْءٌ مِنهُ، واسْتَخْلَفَ مُوسى يُوشَعَ بْنَ نُونٍ، فَلَمّا مَضى القَرْنُ الأوَّلُ ومَضى الثّانِي ومَضى الثّالِثُ وقَعَتِ الفُرْقَةُ بَيْنَهم، وهُمُ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ مِن أبْناءِ أُولَئِكَ السَّبْعِينَ، حَتّى أهْراقُوا بَيْنَهُمُ الدِّماءَ، ووَقَعَ الشَّرُّ والِاخْتِلافُ، وكانَ ذَلِكَ كُلُّهُ مِن قِبَلِ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ؛ بَغْيًا بَيْنَهم عَلى الدُّنْيا طَلَبًا لِسُلْطانِها ومُلْكِها وخَزائِنِها وزُخْرُفِها، فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ جَبابِرَتَهم. (p-٤٩٠)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ: ﴿وما اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ﴾: يَعْنِي النَّصارى، ﴿إلا مِن بَعْدِ ما جاءَهُمُ العِلْمُ﴾ الَّذِي جاءَكَ. أيْ أنَّ اللَّهَ الواحِدُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَإنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الحِسابِ﴾ . قالَ إحْصاؤُهُ عَلَيْهِمْ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ الحَسَنِ في قَوْلِهِ: ﴿فَإنْ حاجُّوكَ﴾ . قالَ: إنْ حاجَّكَ اليَهُودُ والنَّصارى. وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: ﴿فَإنْ حاجُّوكَ﴾ . قالَ: اليَهُودُ والنَّصارى، فَقالُوا: إنَّ الدِّينَ اليَهُودَيَّةُ والنَّصْرانِيَّةُ. فَقُلْ يا مُحَمَّدُ: ﴿أسْلَمْتُ وجْهِيَ لِلَّهِ﴾ . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ: ﴿فَإنْ حاجُّوكَ﴾ . أيْ: بِما يَأْتُونَ بِهِ مِنَ الباطِلِ؛ مِن قَوْلِهِمْ: خَلَقْنا وفَعَلْنا وجَعَلْنا وأمَرْنا. فَإنَّما هي شُبْهَةُ باطِلٍ قَدْ عَرَفُوا ما فِيها مِنَ الحَقِّ، فَقُلْ: ﴿أسْلَمْتُ وجْهِيَ لِلَّهِ﴾ . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ الحَسَنِ في قَوْلِهِ: ﴿ومَنِ اتَّبَعَنِ﴾ . قالَ: لِيَقُلْ مَنِ اتَّبَعَكَ مِثْلَ ذَلِكَ. (p-٤٩١)وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قالَ: «أتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فَقُلْتُ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، إنِّي أسْألُكَ بِوَجْهِ اللَّهِ، بِمَ بَعَثَكَ رَبُّنا؟ قالَ: ”بِالإسْلامِ“ . قُلْتُ: وما آيَتُهُ؟ قالَ: ”أنْ تَقُولَ: أسْلَمْتُ وجْهِيَ لِلَّهِ وتَخَلَّيْتُ، وتُقِيمَ الصَّلاةَ، وتُؤْتِيَ الزَّكاةَ، كُلُّ مُسْلِمٍ عَنْ مُسْلِمٍ مُحَرَّمٌ، أخَوانِ نَصِيرانِ لا يَقْبَلُ اللَّهُ مِن مُسْلِمٍ أشْرَكَ بَعْدَ ما أسْلَمَ عَمَلًا حَتّى يُفارِقَ المُشْرِكِينَ إلى المُسْلِمِينَ مالِي آخُذُ بِحُجَزِكم عَنِ النّارِ! ألا إنَّ رَبِّي داعِيَّ، ألا وإنَّهُ سائِلِي: هَلْ بَلَّغْتَ عِبادِي؟ وإنِّي قائِلٌ: رَبِّ قَدْ أبْلَغْتُهُمْ، فَلْيُبَلِّغْ شاهِدُكم غائِبَكُمْ، ثُمَّ إنَّهُ تَدْعُونَ مُفَدَّمَةً أفْواهُكم بِالفِدامِ، ثُمَّ أوَّلُ ما يُبِينُ عَنْ أحَدِكم لَفَخِذُهُ وكَفُّهُ“ . قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، هَذا دِينُنا؟ قالَ: ”هَذا دِينُكُمْ، وأيْنَما تُحْسِنْ يَكْفِكَ“» . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿وقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ﴾ . قالَ: اليَهُودُ والنَّصارى، ﴿والأُمِّيِّينَ﴾ . قالَ: هُمُ الَّذِينَ لا يَكْتُبُونَ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ الرَّبِيعِ: ﴿فَإنْ أسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا﴾ . قالَ: مَن تَكَلَّمَ بِهَذا صِدْقًا مِن قَلْبِهِ، يَعْنِي الإيمانَ، فَقَدِ اهْتَدى، ﴿وإنْ تَوَلَّوْا﴾ (p-٤٩٢)يَعْنِي عَنِ الإيمانِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب