الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وإذْ غَدَوْتَ مِن أهْلِكَ﴾ الآيَةَ.
أخْرَجَ ابْنُ إسْحاقَ، والبَيْهَقِيُّ في ”الدَّلائِلِ“، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، وعاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتادَةَ، ومُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى بْنِ حِبّانَ، والحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعاذٍ قالُوا: كانَ يَوْمُ أُحُدٍ يَوْمَ بَلاءٍ وتَمْحِيصٍ، اخْتَبَرَ اللَّهُ بِهِ المُؤْمِنِينَ، ومَحَقَ بِهِ المُنافِقِينَ مِمَّنْ كانَ يُظْهِرُ الإسْلامَ بِلِسانِهِ وهو مُسْتَخْفٍ بِالكُفْرِ، ويَوْمَ أكْرَمَ اللَّهُ فِيهِ مَن أرادَ كَرامَتَهُ بِالشَّهادَةِ مِن أهْلِ وِلايَتِهِ، فَكانَ مِمّا نَزَلَ مِنَ القُرْآنِ في يَوْمِ أُحُدٍ سِتُّونَ آيَةً مِن ”آلِ عِمْرانَ“، فِيها صِفَةُ ما كانَ في يَوْمِهِ ذَلِكَ، ومُعاتِبَةُ مَن عاتَبَ مِنهم، يَقُولُ اللَّهُ تَعالى لِنَبِيِّهِ: ﴿وإذْ غَدَوْتَ مِن أهْلِكَ تُبَوِّئُ المُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ واللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ .
(p-٧٤٢)وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في ”الدَّلائِلِ“ عَنِ ابْنِ شِهابٍ قالَ: «قاتَلَ النَّبِيُّ ﷺ يَوْمَ بَدْرٍ في رَمَضانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ، ثُمَّ قاتَلَ يَوْمَ أُحُدٍ في شَوّالَ سَنَةَ ثَلاثٍ، ثُمَّ قاتَلَ يَوْمَ الخَنْدَقِ، وهو يَوْمُ الأحْزابِ، وبَنِي قُرَيْظَةَ في شَوّالَ سَنَةَ أرْبَعٍ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ والبَيْهَقِيُّ في ”الدَّلائِلِ“ عَنْ عُرْوَةَ قالَ: كانَتْ وقْعَةُ أُحُدٍ في شَوّالَ عَلى رَأْسِ سَنَةٍ مِن وقْعَةِ بَدْرٍ، ولَفْظُ عَبْدِ الرَّزّاقِ: عَلى رَأْسِ سِتَّةِ أشْهُرٍ مِن وقْعَةِ بَنِي النَّضِيرِ، ورَئِيسُ المُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ أبُو سُفْيانَ بْنُ حَرْبٍ.
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عَنْ قَتادَةَ قالَ: كانَتْ وقْعَةُ أُحُدٍ في شَوّالٍ يَوْمَ السَّبْتِ لِإحْدى عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِن شَوّالٍ، وكانَ أصْحابُهُ يَوْمَئِذٍ سَبْعُمِائَةٍ، والمُشْرِكُونَ ألْفَيْنِ، أوْ ما شاءَ اللَّهُ مِن ذَلِكَ.
وأخْرَجَ أبُو يَعْلى، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: يا خالُ، أخْبِرْنِي عَنْ قِصَّتِكم يَوْمَ أُحُدٍ. قالَ: اقْرَأْ بَعْدَ العِشْرِينَ ومِائَةٍ مِن ”آلِ عِمْرانَ“ تَجِدُ قِصَّتَنا: ﴿وإذْ غَدَوْتَ مِن أهْلِكَ تُبَوِّئُ المُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿إذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنكم أنْ تَفْشَلا﴾ [آل عمران: ١٢٢] . قالَ: هُمُ الَّذِينَ طَلَبُوا الأمانَ مِنَ المُشْرِكِينَ إلى قَوْلِهِ: ﴿ولَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ المَوْتَ مِن قَبْلِ أنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأيْتُمُوهُ﴾ [آل عمران: ١٤٣] . قالَ: هو تَمَنِّي المُؤْمِنِينَ لِقاءَ العَدُوِّ، إلى قَوْلِهِ: ﴿أفَإنْ ماتَ أوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أعْقابِكُمْ﴾ [آل عمران: ١٤٤] . قالَ: هو صِياحُ الشَّيْطانِ يَوْمَ أُحُدٍ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ. إلى قَوْلِهِ: ﴿أمَنَةً نُعاسًا﴾ [آل عمران: ١٥٤] . قالَ: أُلْقِيَ عَلَيْهِمُ النُّوَّمُ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، مِن طَرِيقِ العَوْفِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿وإذْ غَدَوْتَ مِن أهْلِكَ تُبَوِّئُ المُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ﴾ . قالَ: يَوْمَ أُحُدٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ في قَوْلِهِ: ﴿تُبَوِّئُ المُؤْمِنِينَ﴾ قالَ: تُوَطِّنُ.
وأخْرَجَ الطَّسْتِيُّ في ”مَسائِلِهِ“ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّ نافِعَ بْنَ الأزْرَقِ سَألَهُ عَنْ قَوْلِهِ: ﴿تُبَوِّئُ المُؤْمِنِينَ﴾ . قالَ: تُوَطِّنُ المُؤْمِنِينَ لِتَسْكُنَ قُلُوبَهم. قالَ: وهَلْ تَعْرِفُ العَرَبُ ذَلِكَ؟ قالَ: نَعَمْ، أما سَمِعْتَ قَوْلَ الأعْشى الشّاعِرِ:
؎وما بَوَّأ الرَّحْمَنُ بَيْتَكَ مَنزِلا بِأجْيادَ غَرْبِيَّ الفَنا والمُحَرَّمِ
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، «عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿وإذْ غَدَوْتَ مِن أهْلِكَ تُبَوِّئُ المُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ﴾ .
(p-٧٤٤)قالَ: مَشى النَّبِيُّ ﷺ يَوْمَئِذٍ عَلى رِجْلَيْهِ يُبَوِّئُ المُؤْمِنِينَ» .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ الحَسَنِ في قَوْلِهِ: ﴿وإذْ غَدَوْتَ مِن أهْلِكَ﴾ . قالَ: يَعْنِي مُحَمَّدًا ﷺ، يُبَوِّئُ المُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ يَوْمَ الأحْزابِ.
وأخْرَجَ ابْنُ إسْحاقَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، ومُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى بْنِ حَبّانَ، وعاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتادَةَ، والحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعاذٍ، وغَيْرِهِمْ، كُلٌّ قَدْ حَدَّثَ بَعْضَ الحَدِيثِ عَنْ يَوْمِ أُحُدٍ قالُوا: «لَمّا أُصِيبَ قُرَيْشٌ أوْ مَن نالَهُ مِنهم يَوْمَ بَدْرٍ مِن كُفّارِ قُرَيْشٍ، ورَجَعَ فَلُّهم إلى مَكَّةَ، ورَجَعَ أبُو سُفْيانَ بِعِيرِهِ، مَشى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبِي رَبِيعَةَ وعِكْرِمَةُ بْنُ أبِي جَهْلٍ وصَفْوانُ بْنُ أُمَيَّةَ في رِجالٍ مِن قُرَيْشٍ مِمَّنْ أُصِيبَ آباؤُهم وأبْناؤُهم وإخْوانُهم بِبَدْرٍ، فَكَلَّمُوا أبا سُفْيانَ بْنَ حَرْبٍ ومَن كانَتْ لَهُ في تِلْكَ العِيرِ مِن قُرَيْشٍ تِجارَةٌ، فَقالُوا: يا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إنَّ مُحَمَّدًا قَدْ وتَرَكم وقَتَلَ خِيارَكُمْ، فَأعِينُونا بِهَذا المالِ عَلى حَرْبِهِ، لَعَلَّنا نُدْرِكُ مِنهُ ثَأْرًا بِمَن أصابَ. فَفَعَلُوا، فاجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ لِحَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وخَرَجَتْ بِحَدِّها وحَدِيدِها، وخَرَجُوا مَعَهم بِالظَّعْنِ التِماسَ الحَفِيظَةِ ولِئَلّا يَفِرُّوا، وخَرَجَ أبُو سُفْيانَ وهو قائِدُ (p-٧٤٥)النّاسِ، فَأقْبَلُوا حَتّى نَزَلُوا بِعَيْنَيْنِ، جَبَلٍ بِبَطْنِ السَّبَخَةِ مِن قَناةٍ عَلى شَفِيرِ الوادِي مِمّا يَلِي المَدِينَةَ، فَلَمّا سَمِعَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ والمُسْلِمُونَ بِالمُشْرِكِينَ قَدْ نَزَلُوا حَيْثُ نَزَلُوا، قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”إنِّي رَأيْتُ بَقَرًا تُنْحَرُ، وأُرِيتُ في ذُبابِ سَيْفِي ثَلْمًا، ورَأيْتُ أنِّي أدْخَلْتُ يَدِي في دِرْعٍ حَصِينَةٍ، فَأوَّلْتُها المَدِينَةَ، فَإنْ رَأيْتُمْ أنْ تُقِيمُوا بِالمَدِينَةِ وتَدَعُوَهم حَيْثُ نَزَلُوا، فَإنْ أقامُوا أقامُوا بَشَرِّ مُقامٍ، وإنْ هم دَخَلُوا عَلَيْنا قاتَلْناهم فِيها“ . ونَزَلَتْ قُرَيْشٌ مَنزِلَها أُحُدًا يَوْمَ الأرْبِعاءِ، فَأقامُوا ذَلِكَ اليَوْمَ ويَوْمَ الخَمِيسِ ويَوْمَ الجُمْعَةِ، وراحَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حِينَ صَلّى الجُمْعَةَ فَأصْبَحَ بِالشِّعْبِ مِن أُحُدٍ، فالتَقَوْا يَوْمَ السَّبْتِ لِلنِّصْفِ مِن شَوّالٍ سَنَةَ ثَلاثٍ، وكانَ رَأْيُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ مَعَ رَأْيِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، يَرى رَأْيَهُ في ذَلِكَ، ألّا يَخْرُجَ إلَيْهِمْ، وكانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَكْرَهُ الخُرُوجَ مِنَ المَدِينَةِ، فَقالَ رِجالٌ مِنَ المُسْلِمِينَ مِمَّنْ أكْرَمَ اللَّهُ بِالشَّهادَةِ يَوْمَ أُحُدٍ وغَيْرِهِمْ مِمَّنْ كانَ فاتَهُ يَوْمَ بَدْرٍ وحَضَرُوهُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، اخْرُجْ بِنا إلى أعْدائِنا، لا يَرَوْنَ أنّا جَبُنّا عَنْهم وضَعُفْنا. فَقالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أقِمْ بِالمَدِينَةِ فَلا تَخْرُجْ إلَيْهِمْ، فَواللَّهِ ما خَرَجْنا مِنها إلى عَدُوٍّ لَنا قَطُّ إلّا أصابَ مِنّا، ولا دَخَلَها عَلَيْنا إلّا أصَبْنا مِنهُمْ، فَدَعْهم يا رَسُولَ اللَّهِ، فَإنْ أقامُوا أقامُوا بَشَرٍّ، وإنْ دَخَلُوا قاتَلَهُمُ النِّساءُ والرِّجالُ والصِّبْيانُ بِالحِجارَةِ مِن فَوْقِهِمْ، وإنْ رَجَعُوا رَجَعُوا خائِبِينَ كَما جاءُوا. فَلَمْ يَزَلِ (p-٧٤٦)النّاسُ بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ الَّذِينَ كانَ مِن أمْرِهِمْ حُبُّ لِقاءِ القَوْمِ، حَتّى دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَلَبِسَ لَأْمَتَهُ، وذَلِكَ يَوْمَ الجُمْعَةِ حِينَ فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْهِمْ وقَدْ نَدِمَ النّاسُ وقالُوا: اسْتَكْرَهْنا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ولَمْ يَكُنْ لَنا ذَلِكَ، فَإنْ شِئْتَ فاقْعُدْ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”ما يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ إذا لَبِسَ لَأْمَتَهُ أنْ يَضَعَها حَتّى يُقاتِلَ“ . فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ في ألْفِ رَجُلٍ مِن أصْحابِهِ، حَتّى إذا كانُوا بِالشَّوْطِ بَيْنَ المَدِينَةِ وأُحُدٍ، تَحَوَّلَ عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ بِثُلْثِ النّاسِ، ومَضى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حَتّى سَلَكَ في حَرَّةِ بَنِي حارِثَةَ، فَذَبَّ فَرَسٌ بِذَنَبِهِ، فَأصابَ ذُبابَ سَيْفِهِ فاسْتَلَّهُ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ - وكانَ يُحِبُّ الفَأْلَ ولا يَعْتافُ - لِصاحِبِ السَّيْفِ: ”شُمَّ سَيْفَكَ، فَإنِّي أرى السُّيُوفَ سَتُسَلُّ اليَوْمَ“ . ومَضى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حَتّى نَزَلَ بِالشِّعْبِ مِن أُحُدٍ مِن عَدْوَةٍ الوادِي إلى الجَبَلِ، فَجَعَلَ ظَهْرَهُ وعَسْكَرَهُ إلى أُحُدٍ، وتَعَبّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِلْقِتالِ وهو في سَبْعِمِائَةِ رَجُلٍ، وأمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلى الرُّماةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ، والرُّماةُ خَمْسُونَ رَجُلًا، فَقالَ: ”انْضَحْ عَنّا الخَيَلَ بِالنَّبْلِ؛ لا يَأْتُونا مِن خَلْفِنا، إنْ كانَ عَلَيْنا أوْ لَنا فَأنْتَ مَكانَكَ، لا نُؤْتَيَنَّ مِن قِبَلَكَ“ . وظاهَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَيْنَ دِرْعَيْنِ» .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ لِأصْحابِهِ يَوْمَ أُحُدٍ: (p-٧٤٧)”أشِيرُوا عَلَيَّ، ما أصْنَعُ؟“ فَقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، اخْرُجْ إلى هَذِهِ الأكْلُبِ. فَقالَتِ الأنْصارُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ما غَلَبَنا عَدُوٌّ لَنا أتانًا في دِيارِنا، فَكَيْفَ وأنْتَ فِينا؟! فَدَعا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ، ولَمْ يَدْعُهُ قَطُّ قَبْلَها، فاسْتَشارَهُ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، اخْرُجْ بِنا إلى هَذِهِ الأكْلُبِ. وكانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُعْجِبُهُ أنْ يَدْخُلُوا عَلَيْهِ المَدِينَةَ فَيُقاتِلُوا في الأزِقَّةِ، فَأتى النُّعْمانُ بْنُ مالِكٍ الأنْصارِيُّ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، لا تَحْرِمْنِي الجَنَّةَ. قالَ لَهُ: ”بِمَ؟“ قالَ: بِأنِّي أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، وأنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وأنِّي لا أفِرُّ مِنَ الزَّحْفِ. قالَ: ”صَدَقْتَ“ . فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ، ثُمَّ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ دَعا بِدِرْعِهِ فَلَبِسَها، فَلَمّا رَأوْهُ وقَدْ لَبِسَ السِّلاحَ نَدِمُوا وقالُوا: بِئْسَما صَنَعْنا، نُشِيرُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ والوَحْيُ يَأْتِيهِ. فَقامُوا واعْتَذَرُوا إلَيْهِ وقالُوا: اصْنَعْ ما رَأيْتَ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”لا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أنْ يَلْبَسَ لَأْمَتَهُ فَيَضَعُها حَتّى يُقاتِلَ“ . وخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إلى أحَدٍ في ألْفِ رَجُلٍ، وقَدْ وعَدَهُمُ الفَتْحَ إنْ صْبَرُوا، فَرَجَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبَيٍّ في ثَلاثِمِائَةٍ، فَتَبِعَهم أبُو جابِرٍ السُّلَمِيُّ يَدْعُوهُمْ، فَأعْيَوْهُ وقالُوا لَهُ: ما نَعْلَمُ قِتالًا، ولَئِنْ أطَعْتَنا لِتَرْجِعَنَّ مَعَنا. وقالَ: ﴿إذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنكم أنْ تَفْشَلا﴾ [آل عمران: ١٢٢] . وهم بَنُو سَلِمَةُ وبَنُو حارِثَةَ، هَمُّوا بِالرُّجُوعِ حِينَ رَجَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ فَعَصَمَهُمُ اللَّهُ، وبَقِيَ (p-٧٤٨)رَسُولُ اللَّهِ ﷺ في سَبْعِمِائَةٍ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ «عَنْ قَتادَةَ: ﴿وإذْ غَدَوْتَ مِن أهْلِكَ تُبَوِّئُ المُؤْمِنِينَ﴾ . قالَ: ذاكَ يَوْمَ أُحُدٍ، غَدا نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ مِن أهْلِهِ إلى أُحُدٍ يُبَوِّئُ المُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ، وأُحُدٌ بِناحِيَةِ المَدِينَةِ» .
{"ayah":"وَإِذۡ غَدَوۡتَ مِنۡ أَهۡلِكَ تُبَوِّئُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ مَقَـٰعِدَ لِلۡقِتَالِۗ وَٱللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











