الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ الآيَتَيْنِ.
أخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿وقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا ولْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ﴾ (p-٥٣٤)قالَ: قَوْلُ كُفّارِ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ لِمَن آمَنَ مِنهُمْ؛ قالُوا: لا نُبْعَثُ نَحْنُ ولا أنْتُمْ، فاتَّبِعُونا؛ فَإنْ كانَ عَلَيْكم شَيْءٌ فَهو عَلَيْنا.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ الضَّحّاكِ: ﴿وقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ هُمُ القادَةُ مِنَ الكُفّارِ، ﴿لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ لِمَن آمَنَ مِنَ الأتْباعِ: ﴿اتَّبِعُوا سَبِيلَنا﴾ دِينَنا واتْرُكُوا دِينَ مُحَمَّدٍ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ قَتادَةَ: ﴿وما هم بِحامِلِينَ﴾ قالَ: ما هم بِفاعِلِينَ، ﴿ولَيَحْمِلُنَّ أثْقالَهُمْ﴾ قالَ: أوْزارُهُمْ، ﴿وأثْقالا مَعَ أثْقالِهِمْ﴾ قالَ: أوْزارَ مَن أضَلُّوا.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ في ”المُصَنَّفِ“، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ قالَ: كانَ أبُو جَهْلٍ وصَنادِيدُ قُرَيْشٍ يَتَلَقَّوْنَ النّاسَ إذا جاءُوا إلى النَّبِيِّ ﷺ يُسْلِمُونَ، يَقُولُونَ: إنَّهُ يُحَرِّمُ الخَمْرَ، ويُحَرِّمُ الزِّنى، ويُحَرِّمُ ما كانَتْ تَصْنَعُ العَرَبُ، فارْجِعُوا فَنَحْنُ نَحْمِلُ أوْزارَكم. فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿ولَيَحْمِلُنَّ أثْقالَهُمْ﴾ .
وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿ولَيَحْمِلُنَّ أثْقالَهم وأثْقالا مَعَ أثْقالِهِمْ﴾ قالَ: هي مِثْلُ الَّتِي في ”النَّحْلِ“: ﴿لِيَحْمِلُوا أوْزارَهم كامِلَةً يَوْمَ القِيامَةِ ومِن أوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ﴾ [النحل: ٢٥] [النَّحْلِ: ٢٥] .
(p-٥٣٥)وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿ولَيَحْمِلُنَّ أثْقالَهم وأثْقالا مَعَ أثْقالِهِمْ﴾ قالَ: حَمْلُهم ذُنُوبَ أنْفُسِهِمْ، وذُنُوبَ مَن أطاعَهُمْ، ولا يُخَفِّفُ ذَلِكَ عَمَّنِ أطاعَهم مِنَ العَذابِ شَيْئًا.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ الحَسَنِ، أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: ««أيُّما داعٍ دَعا إلى هُدًى، فاتُّبِعَ عَلَيْهِ وعُمِلَ بِهِ، فَلَهُ مِثْلُ أُجُورِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ، ولا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِن أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وأيُّما داعٍ دَعا إلى ضَلالَةٍ، فاتُّبِعَ عَلَيْهِ وعُمِلَ بِهِ فَعَلَيْهِ مِثْلُ أوْزارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ولا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِن أوْزارِهِمْ شَيْئًا»» . قالَ عَوْنٌ: وكانَ الحَسَنُ مِمّا يَقْرَأُ عَلَيْها: ﴿ولَيَحْمِلُنَّ أثْقالَهم وأثْقالا مَعَ أثْقالِهِمْ﴾ إلى آخِرِ الآيَةِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ أبِي أُمامَةَ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: ««إيّاكم والظُّلْمَ، فَإنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَوْمَ القِيامَةِ: وعِزَّتِي لا يُجِيزُنِي اليَوْمَ ظُلْمٌ. ثُمَّ يُنادِي مُنادٍ فَيَقُولُ: أيْنَ فُلانُ بْنُ فُلانٍ؟ فَيَأْتِي يَتْبَعُهُ مِنَ الحَسَناتِ أمْثالُ الجِبالِ، فَيَشْخَصُ النّاسُ إلَيْها أبْصارَهُمْ، حَتّى يَقُومَ بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ، ثُمَّ يَأْمُرُ المُنادِيَ يُنادِي: مَن كانَتْ لَهُ تِباعَةٌ أوْ ظُلامَةٌ عِنْدَ فُلانِ بْنِ فُلانٍ فَهَلُمَّ. فَيُقْبِلُونَ حَتّى يَجْتَمِعُوا قِيامًا بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ فَيَقُولُ الرَّحْمَنُ: اقْضُوا عَنْ عَبْدِي. فَيَقُولُونَ: (p-٥٣٦)كَيْفَ نَقْضِي عَنْهُ؟ فَيَقُولُ: خُذُوا لَهم مِن حَسَناتِهِ. ولا يَزالُونَ يَأْخُذُونَ مِنها حَتّى لا تَبْقى مِنها حَسَنَةٌ، وقَدْ بَقِيَ مِن أصْحابِ الظُّلاماتِ، فَيَقُولُ: اقْضُوا عَنْ عَبْدِي. فَيَقُولُونَ: لَمْ تَبْقَ لَهُ حَسَنَةٌ. فَيَقُولُ: خُذُوا مِن سَيِّئاتِهِمْ فاحْمِلُوها عَلَيْهِ» . ثُمَّ نَزَعَ النَّبِيُّ ﷺ بِهَذِهِ الآيَةِ: ﴿ولَيَحْمِلُنَّ أثْقالَهم وأثْقالا مَعَ أثْقالِهِمْ﴾ [العنكبوت»: ١٣] .
وأخْرَجَ أحْمَدُ عَنْ حُذَيْفَةَ قالَ: «سَألَ رَجُلٌ عَلى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَأمْسَكَ القَوْمُ، ثُمَّ إنَّ رَجُلًا أعْطاهُ، فَأعْطى القَوْمَ، فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَن سَنَّ خَيْرًا فاسْتُنَّ بِهِ، كانَ لَهُ أجْرُهُ، ومِن أُجُورِ مَن يَتْبَعُهُ غَيْرَ مُنْتَقِصٍ مِن أُجُورِهِمْ شَيْئًا، ومَن سَنَّ شَرًّا فاسْتُنَّ بِهِ، كانَ عَلَيْهِ وِزْرُهُ، ومِن أوْزارِ مَن يَتْبَعُهُ، غَيْرَ مُنْتَقِصٍ مِن أوْزارِهِمْ شَيْئًا»» .
وأخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، وأبِي الدَّرْداءِ، قالا: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««سِيرُوا، سَبَقَ المُفَرِّدُونَ» . قِيلَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، (p-٥٣٧)ومَنِ المُفَرِّدُونَ؟ قالَ: «الَّذِينَ يُهْتَرُونَ في ذِكْرِ اللَّهِ، يَضَعُ الذِّكْرُ عَنْهم أثْقالَهُمْ، فَيَأْتُونَ يَوْمَ القِيامَةِ خِفافًا»» .
{"ayahs_start":12,"ayahs":["وَقَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لِلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّبِعُوا۟ سَبِیلَنَا وَلۡنَحۡمِلۡ خَطَـٰیَـٰكُمۡ وَمَا هُم بِحَـٰمِلِینَ مِنۡ خَطَـٰیَـٰهُم مِّن شَیۡءٍۖ إِنَّهُمۡ لَكَـٰذِبُونَ","وَلَیَحۡمِلُنَّ أَثۡقَالَهُمۡ وَأَثۡقَالࣰا مَّعَ أَثۡقَالِهِمۡۖ وَلَیُسۡـَٔلُنَّ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ عَمَّا كَانُوا۟ یَفۡتَرُونَ"],"ayah":"وَلَیَحۡمِلُنَّ أَثۡقَالَهُمۡ وَأَثۡقَالࣰا مَّعَ أَثۡقَالِهِمۡۖ وَلَیُسۡـَٔلُنَّ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ عَمَّا كَانُوا۟ یَفۡتَرُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











