الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿أمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إذا دَعاهُ ويَكْشِفُ السُّوءَ﴾ . أخْرَجَ أحْمَدُ، وأبُو داوُدَ، والطَّبَرانِيُّ، عَنْ رَجُلٍ مِن بَلْهُجَيْمٍ قالَ: «قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إلامَ تَدْعُو؟ قالَ: «أدْعُو إلى اللَّهِ وحْدَهُ، الَّذِي إنْ مَسَّكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ كَشَفَ عَنْكَ، والَّذِي إنْ ضَلَلْتَ بِأرْضٍ قَفْرٍ فَدَعْوَتَهُ رَدَّ عَلَيْكَ، والَّذِي إنْ أصابَكَ سَنَةٌ فَدَعَوْتَهُ أنْزَلَ لَكَ»» . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ في قَوْلِهِ: ﴿ويَكْشِفُ السُّوءَ﴾ قالَ: الضُّرَّ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ سُحَيْمِ بْنِ نَوْفَلٍ قالَ: بَيْنَما نَحْنُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ، إذْ جاءَتْ ولِيدَةٌ إلى سَيِّدِها فَقالَتْ: ما يَحْبِسُكَ وقَدْ لَفَعَ فُلانٌ مُهْرَكَ بِعَيْنِهِ، فَتَرَكَهُ يَدُورُ في الدّارِ كَأنَّهُ في فَلَكٍ؟ قُمْ فابْتَغِ راقِيًا. فَقالَ عَبْدُ اللَّهِ: لا تَبْتَغِ راقِيًا، وانْفُثْ في مَنخَرِهِ الأيْمَنِ أرْبَعًا، وفي الأيْسَرِ ثَلاثًا، وقُلْ: لا بَأْسَ، أذْهِبِ البَأْسَ رَبَّ النّاسِ، اشْفِ أنْتَ الشّافِي، لا يَكْشِفُ الضُّرَّ إلّا أنْتَ. قالَ: فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ إلَيْنا، فَقالَ: فَعَلْتُ ما أمَرْتَنِي، فَما جِئْتُ حَتّى راثَ وبالَ وأكَلَ. (p-٣٩٢)وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ عَنْ سَعْدِ بْنِ جُنادَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««مَن فارَقَ الجَماعَةَ فَهو في النّارِ عَلى وجْهِهِ؛ لِأنَّ اللَّهَ تَعالى يَقُولُ: ﴿أمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إذا دَعاهُ ويَكْشِفُ السُّوءَ ويَجْعَلُكم خُلَفاءَ الأرْضِ﴾ فالخِلافَةُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ، فَإنْ كانَ خَيْرًا فَهو يَذْهَبُ بِهِ، وإنْ كانَ شَرًّا فَهو يُؤْخَذُ بِهِ، عَلَيْكَ أنْتَ بِالطّاعَةِ فِيما أمَرَ اللَّهُ بِهِ»» . وأخْرَجَ البَغَوِيُّ في «مُعْجَمِهِ» عَنِ إيادِ بْنِ لَقِيطٍ قالَ: قالَ جَعْدَةُ بْنُ هُبَيْرَةَ لِجُلَسائِهِ: إنِّي قَدْ عَلِمْتُ ما لَمْ تَعْلَمُوا، وأدْرَكْتُ ما لَمْ تُدْرِكُوا، إنَّهُ سَيَجِيءُ بَعْدَ هَذا - يَعْنِي مُعاوِيَةَ - أُمَراءُ لَيْسَ مِن رِجالِهِ ولا مِن ضُرَبائِهِ، ولَيْسَ فِيهِمْ أصْغَرُ أوْ أبْتَرُ حَتّى تَقُومَ السّاعَةُ، هَذا السُّلْطانُ سُلْطانُ اللَّهِ، جَعَلَهُ ولَيْسَ أنْتُمْ تَجْعَلُونَهُ، إلا وإنَّ لِلرّاعِي عَلى الرَّعِيَّةِ حَقًّا، ولِلرَّعِيَّةِ عَلى الرّاعِي حَقًّا، فَأدُّوا إلَيْهِمْ حَقَّهُمْ، فَإنْ ظَلَمُوكم فَكِلُوهم إلى اللَّهِ، فَإنَّكم وإيّاهم تَخْتَصِمُونَ يَوْمَ القِيامَةِ، وإنَّ الخَصْمَ لِصاحِبِهِ الَّذِي أدّى إلَيْهِ الحَقَّ الَّذِي عَلَيْهِ في الدُّنْيا. ثُمَّ قَرَأ: ﴿فَلَنَسْألَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إلَيْهِمْ ولَنَسْألَنَّ المُرْسَلِينَ﴾ [الأعراف: ٦] حَتّى بَلَغَ: (والوَزْنُ يَوْمَئِذٍ القِسْطُ) [الأعْرافِ: ٦- ٨] . هَكَذا قَرَأ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ قَتادَةَ: (p-٣٩٣)﴿ويَجْعَلُكم خُلَفاءَ الأرْضِ﴾ قالَ خَلَفًا بَعْدَ خَلَفٍ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿ويَجْعَلُكم خُلَفاءَ الأرْضِ﴾ قالَ: خَلَفاءَ لِمَن قَبْلَكم مِنَ الأُمَمِ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: ﴿أمَّنْ يَهْدِيكم في ظُلُماتِ البَرِّ﴾ قالَ: ضَلالَةِ الطَّرِيقِ، ﴿والبَحْرِ﴾ قالَ: ضَلالَةِ طُرُقِهِ ومَوْجِهِ وما يَكُونُ فِيهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب