الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿والَّذِينَ لا يَدْعُونَ﴾ الآيَةَ. أخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وأحْمَدُ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، والتِّرْمِذِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، والبَيْهَقِيُّ في ”شُعَبِ الإيمانِ“، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: «سُئِلَ النَّبِيُّ ﷺ: أيُّ الذَّنْبِ أكْبَرُ؟ قالَ: «أنْ تَجْعَلْ لِلَّهِ نِدًّا وهو خَلَقَكَ» . قُلْتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: «أنْ تَقْتُلَ ولَدَكَ خَشْيَةَ أنْ يَطْعَمَ مَعَكَ» . قُلْتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: «أنْ تُزانِيَ حَلِيلَةَ جارِكَ» . فَأنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ: ﴿والَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ ولا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلا بِالحَقِّ ولا يَزْنُونَ﴾ [الفرقان»: ٦٨] . (p-٢١٣)وأخْرَجَ البُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، وأبُو داوُدَ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والحاكِمُ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، والبَيْهَقِيُّ، مِن طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، «أنَّ ناسًا مِن أهْلِ الشِّرْكِ قَدْ قَتَلُوا فَأكْثَرُوا، وزَنَوْا فَأكْثَرُوا، ثُمَّ أتَوْا مُحَمَّدًا ﷺ فَقالُوا: إنَّ الَّذِي تَقُولُ وتَدْعُو إلَيْهِ لَحَسَنٌ، لَوْ تُخْبِرُنا أنَّ لَما عَمِلْنا كَفّارَةً. فَنَزَلَتْ: ﴿والَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ﴾ ونَزَلَتْ: ﴿قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا﴾ [الزمر: ٥٣] الآيَةَ [الزُّمَرِ»: ٥٣] . وأخْرَجَ البُخارِيُّ، وابْنُ المُنْذِرِ، مِن طَرِيقِ القاسِمِ بْنِ أبِي بَزَّةَ أنَّهُ سَألَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ: هَلْ لِمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا مِن تَوْبَةٍ؟ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ: ﴿ولا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلا بِالحَقِّ﴾ فَقالَ سَعِيدٌ: قَرَأْتُها عَلى ابْنِ عَبّاسٍ كَما قَرَأْتَها عَلَيَّ فَقالَ: هَذِهِ مَكِّيَّةٌ، نَسَخَتْها آيَةٌ مَدَنِيَّةٌ الَّتِي في سُورَةِ ”النِّساءِ“ . وأخْرَجَ ابْنُ المُبارَكِ عَنْ شُفَيٍّ الأصْبَحِيِّ قالَ: إنَّ في جَهَنَّمَ جَبَلًا يُدْعى صَعُودًا، يَطْلُعُ فِيهِ الكافِرُ أرْبَعِينَ خَرِيفًا قَبْلَ أنْ يَرْقاهُ، وإنْ في جَهَنَّمَ قَصْرًا يُقالُ لَهُ: هَوًى، يُرْمى الكافِرُ مِن أعْلاهُ، فَيَهْوِي أرْبَعِينَ خَرِيفًا قَبْلَ أنْ يَبْلُغَ أصْلَهُ، قالَ تَعالى: ﴿ومَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى﴾ [طه: ٨١] [طه: ٨١] . وإنْ في جَهَنَّمَ وادِيًا (p-٢١٤)يُدْعى: أثامًا، فِيهِ حَيّاتٌ وعَقارِبُ، في فَقارِ إحْداهُنَّ مِقْدارُ سَبْعِينَ قُلَّةً مِنَ السُّمِّ، والعَقْرَبُ مِنهُنَّ مِثْلُ البَغْلَةِ المُوكَفَةِ، وإنَّ في جَهَنَّمَ وادِيًا يُدْعى غَيًّا، يَسِيلُ قَيْحًا ودَمًا. وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ «سَألْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ: أيُّ الأعْمالِ أفْضَلُ؟ قالَ: «الصَّلَواتُ لِمَواقِيتِها» . قُلْتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: «بِرُّ الوالِدَيْنِ» . قُلْتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: «الجِهادُ في سَبِيلِ اللَّهِ» . ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي، وسَألْتُهُ: أيُّ الذَّنْبِ أعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قالَ: «الشِّرْكُ بِاللَّهِ» . قُلْتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: «أنْ تُزانِيَ حَلِيلَةَ جارِكَ» . قُلْتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: «أنْ تَقْتُلَ ولَدَكَ أنْ يُطْعِمَ مَعَكَ» . فَما لَبِثْنا إلّا يَسِيرًا حَتّى أنْزَلَ اللَّهُ: ﴿والَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ ولا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلا بِالحَقِّ ولا يَزْنُونَ﴾ [الفرقان»: ٦٨] . وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُوَيْهِ، «عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: سَألْتُ الأسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ: هَلْ كانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يُفَضِّلُ عَمَلًا عَلى عَمَلٍ؟ قالَ: نَعَمْ، سَألْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ قالَ: سَألْتَنِي عَمّا سَألْتُ عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أيُّ الأعْمالِ (p-٢١٥)أحَبُّها إلى اللَّهِ، وأقْرَبُها مِنَ اللَّهِ؟ قالَ: «الصَّلاةُ لِوَقْتِها» . قُلْتُ: ثُمَّ ماذا عَلى إثْرِ ذَلِكَ؟ قالَ: «ثُمَّ بِرُّ الوالِدَيْنِ» . قُلْتُ: ثُمَّ ماذا عَلى إثْرِ ذَلِكَ؟ قالَ: «الجِهادُ في سَبِيلِ اللَّهِ» . ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي. قُلْتُ: فَأيُّ الأعْمالِ أبْغَضُها إلى اللَّهِ وأبْعَدُها مِنَ اللَّهِ؟ قالَ: «أنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وهو خَلَقَكَ، وأنْ تَقْتُلَ ولَدَكَ أنْ يَأْكُلَ مَعَكَ، وأنْ تُزانِيَ حَلِيلَةَ جارِكَ» . ثُمَّ قَرَأ: ﴿والَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ﴾ الآيَةَ» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ أبِي فاخِتَةَ قالَ: «قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِرَجُلٍ: «إنَّ اللَّهَ يَنْهاكَ أنْ تَعْبُدَ المَخْلُوقَ وتَذْرَ الخالِقَ، ويَنْهاكَ أنْ تَقْتُلَ ولَدَكَ وتَغْذُوَ كَلْبَكَ، ويَنْهاكَ أنْ تَزْنِيَ بِحَلِيلَةِ جارِكَ»» . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو في قَوْلِهِ: ﴿يَلْقَ أثامًا﴾ قالَ: وادٍ في جَهَنَّمَ. وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿يَلْقَ أثامًا﴾ قالَ: وادٍ في جَهَنَّمَ مِن قَيْحٍ ودَمٍ. (p-٢١٦)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قالَ: أثامٌ أوْدِيَةٌ في جَهَنَّمَ فِيها الزُّناةُ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ قَتادَةَ: ﴿يَلْقَ أثامًا﴾ قالَ: نَكالًا، وكُنّا نُحَدَّثُ أنَّهُ وادٍ في جَهَنَّمَ، وقَدْ ذُكِرَ لَنا أنَّ لُقْمانَ كانَ يَقُولُ: يا بُنَيَّ، إيّاكَ والزِّنى؛ فَإنْ أوَّلَهُ مَخافَةٌ، وآخِرَهُ نَدامَةٌ. وأخْرَجَ ابْنُ المُبارَكِ في ”الزُّهْدِ“، عَنْ شُفَيٍّ الأصْبَحِيِّ قالَ: إنَّ في جَهَنَّمَ وادِيًا يُدْعى أثامًا، فِيهِ حَيّاتٌ وعَقارِبُ، في فَقارِ إحْداهُنَّ مِقْدارُ سَبْعِينَ قُلَّةً مِنَ السُّمِّ، والعَقْرَبُ مِنهُنَّ مِثْلُ البَغْلَةِ المُوكَفَةِ. وأخْرَجَ ابْنُ الأنْبارِيِّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّ نافِعَ بْنَ الأزْرَقِ قالَ لَهُ: أخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ: ﴿يَلْقَ أثامًا﴾ ما الأثامُ؟ قالَ: الجَزاءُ؛ قالَ فِيهِ عامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ: ؎ورَوَّيْنا الأسِنَّةَ مِن صُداءٍ ولاقَتْ حِمْيَرٌ مِنّا أثاما وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَرَأ: «﴿ومَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أثامًا﴾ [الفرقان»: ٦٨]» . (p-٢١٧)وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عاصِمٍ، أنَّهُ قَرَأ: (يُضاعَفُ) بِالرَّفْعِ، (لَهُ العَذابُ يَوْمَ القِيامَةِ ويَخْلُدُ فِيهِ) بِنَصْبِ الياءِ ورَفْعِ اللّامِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: ﴿ويَخْلُدْ فِيهِ﴾ يَعْنِي في العَذابِ، ﴿مُهانًا﴾ يَعْنِي: يُهانُ فِيهِ. وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: لَمّا نَزَلَتْ: ﴿والَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ﴾ الآيَةَ. اشْتَدَّ ذَلِكَ عَلى المُسْلِمِينَ، فَقالُوا: ما مَنّا أحَدٌ إلّا أشْرَكَ وقَتَلَ وزَنى. فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا﴾ [الزمر: ٥٣] الآيَةَ [الزُّمَرِ: ٥٣]، يَقُولُ لِهَؤُلاءِ الَّذِينَ أصابُوا هَذا في الشِّرْكِ، ثُمَّ نَزَلَتْ بَعْدَهُ: ﴿إلا مَن تابَ وآمَنَ وعَمِلَ عَمَلا صالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ﴾ فَأبْدَلَهُمُ اللَّهُ بِالكُفْرِ الإسْلامَ، وبِالمَعْصِيَةِ الطّاعَةَ، وبِالإنْكارِ المَعْرِفَةَ، وبِالجَهالَةِ العِلْمَ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قالَ: نَزَلَتْ آيَةٌ مِن ”تَبارَكَ“ بِالمَدِينَةِ في شَأْنِ قاتِلِ حَمْزَةَ؛ وحْشِيٍّ (p-٢١٨)وأصْحابِهِ كانُوا يَقُولُونَ: أنا لَنَعْرِفُ الإسْلامَ وفَضْلَهُ، فَكَيْفَ لَنا بِالتَّوْبَةِ وقَدْ عَبَدْنا الأوْثانَ وقَتَلْنا أصْحابَ مُحَمَّدٍ، وشَرِبْنا الخُمُورَ، ونَكَحْنا المُشْرِكاتِ؟ فَأنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ: ﴿والَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ﴾ الآيَةَ. ثُمَّ أُنْزِلَتْ تَوْبَتُهم: ﴿إلا مَن تابَ وآمَنَ وعَمِلَ عَمَلا صالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ﴾ فَأبْدَلَهُمُ اللَّهُ بِقِتالِ المُسْلِمِينَ قِتالَ المُشْرِكِينَ، وبِنِكاحِ المُشْرِكاتِ نِكاحَ المُؤْمِناتِ، وبِعِبادَةِ الأوْثانِ عِبادَةَ اللَّهِ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عامِرٍ، أنَّهُ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: ﴿والَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ﴾ الآيَةَ. قالَ: هَؤُلاءِ كانُوا في الجاهِلِيَّةِ فَأشْرَكُوا وقَتَلُوا وزَنَوْا، فَقالُوا: لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَنا، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿إلا مَن تابَ﴾ الآيَةَ. قالَ: كانَتِ التَّوْبَةُ والإيمانُ والعَمَلُ الصّالِحُ، وكانَ الشِّرْكُ والقَتْلُ والزِّنى، كانَتْ ثَلاثٌ مَكانَ ثَلاثٍ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أبِي مالِكٍ قالَ: لَمّا نَزَلَتْ: ﴿والَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ﴾ الآيَةَ. قالَ بَعْضُ أصْحابِ النَّبِيِّ ﷺ: كُنّا أشْرَكْنا في الجاهِلِيَّةِ وقَتَلْنا. فَنَزَلَتْ: ﴿إلا مَن تابَ﴾ الآيَةَ. وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، «عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قَرَأْناها عَلى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ سِنِينَ: ﴿والَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ ولا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلا بِالحَقِّ ولا يَزْنُونَ ومَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أثامًا﴾ . (p-٢١٩)ثُمَّ نَزَلَتْ: ﴿إلا مَن تابَ وآمَنَ﴾ فَما رَأيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فَرِحَ بِشَيْءٍ قَطُّ فَرَحَهُ بِها، وفَرَحَهُ بِ: ﴿إنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ [الفتح: ١] [الفَتْحِ»: ١] . وأخْرَجَ أبُو داوُدَ في ”ناسِخِهِ“ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿والَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ ولا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلا بِالحَقِّ ولا يَزْنُونَ ومَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أثامًا﴾ ثُمَّ اسْتَثْنى ﴿إلا مَن تابَ وآمَنَ وعَمِلَ عَمَلا صالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ﴾ . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: «صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ العَتَمَةَ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ، فَإذا امْرَأةٌ عِنْدَ بابِي، فَقالَتْ: جِئْتُكَ أسْألُكَ عَنْ عَمَلٍ عَمِلْتُهُ، هَلْ تَرى لِي مِنهُ تَوْبَةً؟ قُلْتُ: وما هُوَ؟ قالَتْ: زَنَيْتُ ووُلِدَ لِي وقَتَلْتُهُ. قُلْتُ: لا، ولا كَرامَةَ. فَقامَتْ وهي تَقُولُ: واحَسْرَتاهْ! أخُلِقَ هَذا الجَسَدُ لِلنّارِ؟ فَلَمّا صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ الصُّبْحَ مِن تِلْكَ اللَّيْلَةِ قَصَصْتُ عَلَيْهِ أمْرَ المَرْأةِ، قالَ: «ما قُلْتَ لَها»؟ قالَ: قُلْتُ: لا، ولا كَرامَةَ. قالَ: «بِئْسَ ما قُلْتَ، أما كُنْتَ تَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿والَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿إلا مَن تابَ﴾ [الفرقان»: ٧٠] ؟ الآيَةَ. قالَ (p-٢٢٠)أبُو هُرَيْرَةَ: فَخَرَجْتُ فَما بَقِيَتْ دارٌ بِالمَدِينَةِ ولا خِطَّةٌ إلّا وقَفْتُ عَلَيْها فَقُلْتُ: إنْ كانَ فِيكُمُ المَرْأةُ الَّتِي جاءَتْ أبا هُرَيْرَةَ فَلْتَأْتِ ولْتُبْشِرْ. فَلَمّا انْصَرَفْتُ مِنَ العِشاءِ إذا هي عِنْدَ بابِي، فَقُلْتُ: أبْشِرِي، إنِّي ذَكَرْتُ لِلنَّبِيِّ ﷺ ما قُلْتِ لِي، وما قُلْتُ لَكِ فَقالَ: «بِئْسَ ما قُلْتَ، أما كُنْتَ تَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ» . وقَرَأْتُها عَلَيْها فَخَرَّتْ ساجِدَةً وقالَتْ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ لِي تَوْبَةً ومَخْرَجًا، اشْهَدْ أنَّ هَذِهِ الجارِيَةَ -لِجارِيَةٍ مَعَها- وابْنًا لَها حُرّانِ لِوَجْهِ اللَّهِ، وإنِّي قَدْ تُبْتُ مِمّا عَمِلْتُ» . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ﴾ قالَ: هُمُ المُؤْمِنُونَ، كانُوا مِن قَبْلِ إيمانِهِمْ عَلى السَّيِّئاتِ، فَرَغِبَ اللَّهُ بِهِمْ عَنْ ذَلِكَ فَحَوَّلَهم إلى الحَسَناتِ، فَأبْدَلَهُمُ مَكانَ السَّيِّئاتِ الحَسَناتِ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿إلا مَن تابَ﴾ قالَ: مِن ذَنْبِهِ. ﴿وآمَنَ﴾ قالَ: بِرَبِّهِ، ﴿وعَمِلَ صالِحًا﴾ قالَ: فِيما بَيْنَهُ وبَيْنَ رَبِّهِ، (p-٢٢١)﴿فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ﴾ قالَ: إنَّما التَّبْدِيلُ طاعَةُ اللَّهِ بَعْدَ عِصْيانِهِ، وذِكْرُ اللَّهِ بَعْدَ نِسْيانِهِ، والخَيْرُ يَعْمَلُهُ بَعْدَ الشَّرِّ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ الحَسَنِ: ﴿فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ﴾ قالَ: التَّبْدِيلُ في الدُّنْيا؛ يُبَدِّلُ اللَّهُ بِالعَمَلِ السَّيِّئِ العَمَلَ الصّالِحَ، وبِالشِّرْكِ إخْلاصًا، وبِالفُجُورِ عَفافًا، ونَحْوَ ذَلِكَ. وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ﴾ قالَ: الإيمانُ بَعْدَ الشِّرْكِ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ: ﴿يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ﴾ قالَ: إذا تابُوا جَعَلَ اللَّهُ ما عَمِلُوا مِن سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ: ﴿يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ﴾ قالَ: في الآخِرَةِ. وقالَ الحَسَنُ: في الدُّنْيا. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ أبِي عُثْمانَ النَّهْدِيِّ قالَ: إنَّ المُؤْمِنَ يُعْطى كِتابَهُ في سِتْرٍ مِنَ اللَّهِ فَيَقْرَأُ سَيِّئاتِهِ، فَإذا قَرَأ تَغَيَّرَ لَها لَوْنُهُ حَتّى يَمُرَّ بِحَسَناتِهِ، فَيَقْرَأها، فَيَرْجِعُ إلَيْهِ لَوْنُهُ، ثُمَّ يَنْظُرُ فَإذا سَيِّئاتُهُ قَدْ بُدِّلَتْ حَسَناتٍ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَقُولُ: ﴿هاؤُمُ اقْرَءُوا كِتابِيَهْ﴾ [الحاقة: ١٩] [الحاقَّةِ: ١٩] . وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ سَلْمانَ قالَ: يُعْطى رَجُلٌ يَوْمَ القِيامَةِ صَحِيفَةً، فَيَقْرَأُ أعْلاها، فَإذا سَيِّئاتُهُ فَإذا كادَ يَسُوءُ ظَنَّهُ نَظَرَ في (p-٢٢٢)أسْفَلِها، فَإذا حَسَناتُهُ، ثُمَّ يَنْظُرُ في أعْلاها، فَإذا هي قَدْ بُدِّلَتْ حَسَناتٍ. وأخْرَجَ أحْمَدُ، وهَنّادٌ، ومُسْلِمٌ، والتِّرْمِذِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، والبَيْهَقِيُّ في ”الأسْماءِ والصِّفاتِ“، عَنْ أبِي ذَرٍّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««يُؤْتى بِالرَّجُلِ يَوْمَ القِيامَةِ فَيُقالُ: اعْرِضُوا عَلَيْهِ صِغارَ ذُنُوبِهِ. فَيُعْرَضُ عَلَيْهِ صِغارُها، ويُنَحّى عَنْهُ كِبارُها، فَيُقالُ: عَمِلْتَ يَوْمَ كَذا وكَذا، كَذا وكَذا. وهو مُقِرٌّ لَيْسَ يُنْكِرُ، وهو مُشْفِقٌ مِنَ الكِبارِ أنْ تَجِيءَ، فَيُقالُ: أعْطُوهُ مَكانَ كُلِّ سَيِّئَةٍ عَمَلِها حَسَنَةً»» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««لَيَأْتِينَّ ناسٌ يَوْمَ القِيامَةِ ودُّوا أنَّهُمُ اسْتَكْثَرُوا مِنَ السَّيِّئاتِ» . قِيلَ: مَن هُمْ؟ قالَ: الَّذِينَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ» . وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ: ﴿فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ﴾ قالَ: حَتّى يَتَمَنّى العَبْدُ أنَّ سَيِّئاتِهِ كانَتْ أكْثَرَ مِمّا هي. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أبِي العالِيَةِ، أنَّهُ قِيلَ لَهُ: إنَّ أُناسًا يَزْعُمُونَ (p-٢٢٣)أنَّهم يَتَمَنَّوْنَ أنْ يَسْتَكْثِرُوا مِنَ الذُّنُوبِ. قالَ: ولِمَ ذاكَ؟ قالَ: يَتَأوَّلُونَ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ﴾ فَقالَ أبُو العالِيَةِ، وكانَ إذا أُخْبِرَ بِما لا يَعْلَمُ قالَ: آمَنتُ بِما أنْزَلَ اللَّهُ مِن كِتابٍ. ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِن خَيْرٍ مُحْضَرًا وما عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أنَّ بَيْنَها وبَيْنَهُ أمَدًا بَعِيدًا﴾ [آل عمران: ٣٠] [آلِ عِمْرانَ: ٣٠] . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مَكْحُولٍ قالَ: «جاءَ شَيْخٌ كَبِيرٌ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، رَجُلٌ غَدَرَ وفَجَرَ، لَمْ يَدْعْ حاجَةً ولا داجَةً إلّا اقْتَطَعَها بِيَمِينِهِ، ولَوْ قُسِمَتْ خَطِيئَتُهُ بَيْنَ أهْلِ الأرْضِ لَأوْبَقَتْهُمْ، فَهَلْ لَهُ مِن تَوْبَةٍ؟ فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أسْلَمْتَ»؟ . قالَ: نَعَمْ. قالَ: «فَإنَّ اللَّهَ غافِرٌ لَكَ، ومُبَدِّلٌ سَيِّئاتِكَ حَسَناتٍ» . قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، وغَدارَتِي، وفَجَراتِي! قالَ: «وغَدِراتِكَ وفَجَراتِكَ»» . وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ قالَ: «جاءَ شابٌّ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أرَأيْتَ مَن لَمْ يَدَعْ سَيِّئَةً إلّا عَمِلَها، ولا خَطِيئَةً إلّا رَكِبَها، ولا أشْرَفَ لَهُ سَهْمٌ فَما (p-٢٢٤)فَوْقَهُ إلّا اقْتَطَعَهُ بِيَمِينِهِ، ومَن لَوْ قُسِمَتْ خَطاياهُ عَلى أهْلِ المَدِينَةِ لَغَمَرَتْهُمْ؟ فَقالَ النَّبِيُّ: ﷺ: «أأسْلَمْتَ»؟ . قالَ: أمّا أنا فَأشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. قالَ: «اذْهَبْ فَقَدْ بَدَّلَ اللَّهُ سَيِّئاتِكَ حَسَناتٍ» قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، وغَدارَتِي وفَجَراتِي! قالَ: «وغَدارَتِكَ وفَجَراتِكَ» . ثَلاثًا، فَوَلّى الشّابُّ وهو يَقُولُ: اللَّهُ أكْبَرُ» . وأخْرَجَ البَغَوِيُّ، وابْنُ قانِعٍ، والطَّبَرانِيُّ، «عَنْ أبِي طَوِيلٍ شَطْبٍ المَمْدُودِ، أنَّهُ أتى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: أرَأيْتَ رَجُلًا عَمِلَ الذُّنُوبَ كُلَّها»؟ فَذَكَرَ نَحْوَهُ. وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنْ أبِي مُوسى قالَ: التَّبْدِيلُ يَوْمَ القِيامَةِ، إذا وقَفَ العَبْدُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ، والكِتابُ بَيْنَ يَدَيْهِ يَنْظُرُ في السَّيِّئاتِ والحَسَناتِ، فَيَقُولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَكَ. ويَسْجُدُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيَقُولُ: قَدْ بُدِّلَتْ. فَيَسْجُدُ، فَيَقُولُ الخَلائِقُ: طُوبى لِهَذا العَبْدِ الَّذِي لَمْ يَعْمَلْ سَيِّئَةً قَطُّ. وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ عَنْ أبِي مالِكٍ الأشْعَرِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ««إذا (p-٢٢٥)نامَ ابْنُ آدَمَ قالَ المَلَكُ لِلشَّيْطانِ: أعْطِنِي صَحِيفَتَكَ. فَيُعْطِيهِ إيّاها، فَما وجَدَ في صَحِيفَتِهِ مِن حَسَنَةٍ مَحا بِها عَشْرَ سَيِّئاتٍ مِن صَحِيفَةِ الشَّيْطانِ، وكَتَبَهُنَّ حَسَناتٍ، فَإذا أرادَ أحَدُكُمُ أنْ يَنامُ فَلْيُكَبِّرْ ثَلاثًا وثَلاثِينَ تَكْبِيرَةً، ويَحْمَدْ أرْبَعًا وثَلاثِينَ تَحْمِيدَةً ويُسَبِّحْ ثَلاثًا وثَلاثِينَ تَسْبِيحَةً فَتِلْكَ، مِائَةٌ»» . وأخْرَجَ ابْنُ عَساكِرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ في قَوْلِهِ: ﴿يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ﴾ قالَ: يَجْعَلُ مَكانَ السَّيِّئاتِ حَسَناتٍ. قالَ: فَقالَ خالِدٌ سَبَلانُ: يُخْرِجُهم مِنَ السَّيِّئاتِ إلى الحَسَناتِ! قالَ: فَرَأيْتُ مَكْحُولًا غَضِبَ حَتّى جَعَلَ يَرْتَعِدُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب