الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحًا﴾ .
أخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ في قَوْلِهِ: ﴿ولْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحًا﴾ قالَ: هو الرَّجُلُ يَرى المَرْأةَ فَكَأنَّهُ يَشْتَهِي، فَإنْ كانَتْ لَهُ امْرَأةٌ فَلْيَذْهَبْ إلَيْها فَلْيَقْضِ حاجَتَهُ مِنها، وإنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ امْرَأةٌ فَلْيَنْظُرْ في مَلَكُوتِ السَّماواتِ والأرْضِ حَتّى يُغْنِيَهُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ أبِي رَوْقٍ: ﴿ولْيَسْتَعْفِفِ﴾ يَقُولُ: عَمّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ حَتّى يَرْزُقَهُمُ اللَّهُ.
وأخْرَجَ الخَطِيبُ في ”تارِيخِهِ“، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحًا﴾ الآيَةَ. قالَ: لِيَتَزَوَّجْ مَن لا يَجِدُ؛ فَإنَّ اللَّهَ سَيُغْنِيهِ.
* * *
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿والَّذِينَ يَبْتَغُونَ الكِتابَ﴾ .
أخْرَجَ ابْنُ السَّكَنِ في ”مَعْرِفَةِ الصَّحابَةِ“، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَبِيحٍ، عَنْ أبِيهِ قالَ: كُنْتُ مَمْلُوكًا لِحُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ العُزّى، فَسَألْتُهُ الكِتابَ فَأبى فَنَزَلَتْ: (p-٤٥)﴿والَّذِينَ يَبْتَغُونَ الكِتابَ﴾ الآيَةَ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: ﴿والَّذِينَ يَبْتَغُونَ الكِتابَ﴾ يَعْنِي: الَّذِينَ يَطْلُبُونَ المُكاتَبَةَ مِنَ المَمْلُوكِينَ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُقاتِلٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَكاتِبُوهُمْ﴾ قالَ: هَذا تَعْلِيمٌ ورُخْصَةٌ ولَيْسَتْ بِعَزِيمَةٍ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عامِرٍ الشَّعْبِيِّ: ﴿فَكاتِبُوهُمْ﴾ قالَ: إنْ شاءَ كاتَبَ وإنْ شاءَ لَمْ يُكاتِبْ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ قالَ: سَألَنِي سِيرِينُ المُكاتَبَةَ فَأبَيْتُ عَلَيْهِ، فَأتى عُمَرَ بْنَ الخَطّابِ فَأقْبَلَ عَلَيَّ بِالدِّرَّةِ وقالَ: كاتِبْهُ، وتَلا: ﴿فَكاتِبُوهم إنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا﴾ فَكاتَبْتُهُ.
وأخْرَجَ أبُو داوُدَ في ”المَراسِيلِ“، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“، عَنْ يَحْيى بْنِ أبِي كَثِيرٍ قالَ: «قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ﴿فَكاتِبُوهم إنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا﴾ قالَ: «إنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ حِرْفَةً ولا تُرْسِلُوهم كَلًّا عَلى النّاسِ»» .
(p-٤٦)وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿إنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا﴾ قالَ: المالَ.
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُوَيْهِ عَنْ عَلِيٍّ، مِثْلَهُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مُجاهِدٍ، مِثْلَهُ.
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَكاتِبُوهم إنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا﴾ قالَ: أمانَةً ووَفاءً.
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَكاتِبُوهم إنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا﴾ إنْ عَلِمْتَ أنَّ مُكاتَبَكَ يَقْضِيكَ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، والبَيْهَقِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قالَ: قُلْتُ لِعَطاءٍ: ما قَوْلُهُ: ﴿فَكاتِبُوهم إنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا﴾ ما الخَيْرُ؟ المالُ أمِ الصَّلاحُ، أمْ كُلُّ ذَلِكَ؟ قالَ: ما نَراهُ إلّا المالَ، كَقَوْلِهِ: (p-٤٧)﴿كُتِبَ عَلَيْكم إذا حَضَرَ أحَدَكُمُ المَوْتُ إنْ تَرَكَ خَيْرًا﴾ [البقرة: ١٨٠] الخَيْرُ: المالُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمانِيِّ: ﴿إنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا﴾ قالَ: إنْ عَلِمْتُمْ عِنْدَهم أمانَةً.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ قَتادَةَ، وإبْراهِيمَ وأبِي صالِحٍ، مِثْلَهُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ نافِعٍ قالَ: كانَ ابْنُ عُمَرَ يَكْرَهُ أنْ يُكاتِبُ عَبْدَهُ إذا لَمْ يَكُنْ لَهُ حِرْفَةٌ، ويَقُولُ: يُطْعِمُنِي مِن أوْساخِ النّاسِ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ مُجاهِدٍ، وطاوُسٍ في قَوْلِهِ: ﴿إنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا﴾ قالا: مالًا وأمانَةً.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الحَسَنِ، مِثْلَهُ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ (p-٤٨)فِي قَوْلِهِ: ﴿إنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا﴾ قالَ: إنْ عَلِمْتُمْ لَهم حِيلَةً، ولا تُلْقُوا مُؤْنَتَهم عَلى المُسْلِمِينَ، ﴿وآتُوهم مِن مالِ اللَّهِ الَّذِي آتاكُمْ﴾ يَعْنِي: ضَعُوا عَنْهم مِن مُكاتَبَتِهِمْ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والرُّويانِيُّ في ”مُسْنَدِهِ“، والضِّياءُ المَقْدِسِيُّ في ”المُخْتارَةِ“، عَنْ بُرَيْدَةَ: ﴿وآتُوهم مِن مالِ اللَّهِ﴾ قالَ: حَثَّ النّاسَ عَلَيْهِ أنْ يُعْطُوهُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الحَسَنِ: ﴿وآتُوهم مِن مالِ اللَّهِ﴾ قالَ: حَثَّ النّاسَ عَلَيْهِ مَوْلًى وغَيْرَهُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: يَتْرُكُ لِلْمُكاتَبِ طائِفَةً مِن كِتابَتِهِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قالَ: قالَ ابْنُ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿وآتُوهم مِن مالِ اللَّهِ﴾ أمَرَ اللَّهُ المُؤْمِنِينَ أنْ يُعِينُوا في الرِّقابِ، قالَ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ: أمَرَ اللَّهُ السَّيِّدَ أنْ يَدَعَ لِلْمُكاتَبِ الرُّبُعَ مِن ثَمَنِهِ، وهَذا تَعْلِيمٌ مِنَ اللَّهِ لَيْسَ بِفَرِيضَةٍ، ولَكِنْ فِيهِ أجْرٌ.
(p-٤٩)وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وسَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، والبَيْهَقِيُّ: مِن طَرِيقِ أبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، أنَّ عَلِيَّ بْنَ أبِي طالِبٍ قالَ في قَوْلِهِ: ﴿إنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا﴾ قالَ: مالًا. ﴿وآتُوهم مِن مالِ اللَّهِ الَّذِي آتاكُمْ﴾ قالَ: يَتْرُكُ لِلْمُكاتَبِ الرُّبُعَ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، والدَّيْلَمِيُّ، والبَيْهَقِيُّ، مِن طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، «عَنِ النَّبِيِّ ﷺ في قَوْلِهِ: ﴿وآتُوهم مِن مالِ اللَّهِ الَّذِي آتاكُمْ﴾ قالَ: ”يَتْرُكُ لِلْمُكاتَبِ الرُّبُعَ“» .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ قَتادَةَ قالَ: يَتْرُكُ لَهُ العُشْرَ مِن كِتابَتِهِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ سَعْدٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ عُمَرَ، أنَّهُ كاتَبَ عَبْدًا لَهُ يُكْنى أبا أُمَيَّةَ، فَجاءَ بِنَجْمِهِ حِينَ حَلَّ، قالَ: يا أبا أُمَيَّةَ، اذْهَبْ (p-٥٠)فاسْتَعِنْ بِهِ في مُكاتَبَتِكَ. قالَ: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، لَوْ تَرَكْتَهُ حَتّى يَكُونَ مِن آخِرِ نَجْمٍ. قالَ: أخافُ ألّا أُدْرِكَ ذَلِكَ. ثُمَّ قَرَأ: ﴿وآتُوهم مِن مالِ اللَّهِ الَّذِي آتاكُمْ﴾ .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قالَ: كانَ ابْنُ عُمَرَ إذا كانَ لَهُ مَكاتَبٌ لَمْ يَضَعْ عَنْهُ شَيْئًا مِن أوَّلِ نُجُومِهِ؛ مَخافَةَ أنْ يَعْجِزَ فَيَرْجِعَ إلَيْهِ صَدَقَتُهُ، ولَكِنَّهُ إذا كانَ في آخِرِ مُكاتَبَتِهِ وضَعَ عَنْهُ ما أحَبَّ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ: ﴿وآتُوهم مِن مالِ اللَّهِ الَّذِي آتاكُمْ﴾ قالَ: ذَلِكَ عَلى الوُلاةِ، يُعْطُوهم مِنَ الزَّكاةِ، يَقُولُ اللَّهُ: ﴿وفِي الرِّقابِ﴾ [التوبة: ٦٠] [التَّوْبَةِ: ٦٠] .
* * *
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ﴾ الآيَةَ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، ومُسْلِمٌ، وسَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، والبَزّارُ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، والبَيْهَقِيُّ، مِن طَرِيقِ أبِي سُفْيانَ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: كانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ يَقُولُ لِجارِيَةٍ لَهُ: اذْهَبِي (p-٥١)فابْغِينا شَيْئًا، وكانَتْ كارِهَةً، فَأنْزَلَ اللَّهُ: (ولا تُكْرِهُوا فَتَياتِكم عَلى البِغاءِ إنْ أرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الحَياةِ الدُّنْيا ومَن يُكْرِهُّنَّ فَإنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إكْراهِهِنَّ لَهُنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ) هَكَذا كانَ يَقْرَأُها.
وأخْرَجَ مُسْلِمٌ مِن هَذا الطَّرِيقِ، عَنْ جابِرٍ، أنَّ جارِيَةً لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ يُقالُ لَها مُسَيْكَةُ، وأُخْرى يُقالُ لَها أُمَيْمَةُ، فَكانَ يُرِيدُهُما عَلى الزِّنى، فَشَكَتا ذَلِكَ إلى النَّبِيِّ ﷺ فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿ولا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ﴾ الآيَةَ.
وأخْرَجَ النَّسائِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، مِن طَرِيقِ أبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جابِرٍ قالَ: «كانَتْ مُسَيْكَةُ لِبَعْضِ الأنْصارِ، فَجاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقالَتْ: إنَّ سَيِّدِي يُكْرِهُنِي عَلى البِغاءِ. فَنَزَلَتْ: ﴿ولا تُكْرِهُوا فَتَياتِكم عَلى البِغاءِ﴾ [النور»: ٣٣] .
وأخْرَجَ البَزّارُ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنْ أنَسٍ قالَ: كانَتْ جارِيَةٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ (p-٥٢)يُقالُ لَها مُعاذَةُ. يُكْرِهُها عَلى الزِّنى، فَلَمّا جاءَ الإسْلامُ نَزَلَتْ: ﴿ولا تُكْرِهُوا فَتَياتِكم عَلى البِغاءِ﴾ .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، مِثْلَهُ.
وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولا تُكْرِهُوا فَتَياتِكم عَلى البِغاءِ﴾ . قالَ: كانَ أهْلُ الجاهِلِيَّةِ يُبَغِّينَ إماءَهُمْ، فَنُهُوا عَنْ ذَلِكَ في الإسْلامِ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: كانُوا في الجاهِلِيَّةِ يُكْرِهُونَ إماءَهم عَلى الزِّنى، يَأْخُذُونَ أُجُورَهُنَّ، فَنَزَلَتِ الآيَةُ.
وأخْرَجَ الطَّيالِسِيُّ، والبَزّارُ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، بِسَنَدٍ صَحِيحٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّ جارِيَةً لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ كانَتْ تَزْنِي في الجاهِلِيَّةِ فَوَلَدَتْ لَهُ أوْلادًا مِنَ الزِّنى، فَلَمّا حَرَّمَ اللَّهُ الزِّنى قالَ لَها: ما لَكِ لا تَزْنِينَ؟ قالَتْ: لا واللَّهِ، لا أزْنِي أبَدًا. فَضَرَبَها، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿ولا تُكْرِهُوا فَتَياتِكم عَلى البِغاءِ﴾ .
(p-٥٣)وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، والفِرْيابِيُّ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ كانَتْ لَهُ أمَتانِ؛ مُسَيْكَةُ ومُعاذَةُ، وكانَ يُكْرِهُهُما عَلى الزِّنى، فَقالَتْ إحْداهُما: إنْ كانَ خَيْرًا فَقَدِ اسْتَكْثَرْتُ مِنهُ، وإنْ كانَ غَيْرَ ذَلِكَ فَإنَّهُ يَنْبَغِي أنْ أدَعَهُ. فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿ولا تُكْرِهُوا فَتَياتِكم عَلى البِغاءِ﴾ .
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ أبِي مالِكٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولا تُكْرِهُوا فَتَياتِكم عَلى البِغاءِ﴾ قالَ: نَزَلَتْ في عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، وكانَتْ لَهُ جارِيَةٌ تَكْسِبُ عَلَيْهِ، فَأسْلَمَتْ وحَسُنَ إسْلامُها، فَأرادَها أنْ تَفْعَلَ كَما كانَتْ تَفْعَلُ، فَأبَتْ عَلَيْهِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ السُّدِّيِّ قالَ: «كانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ جارِيَةٌ تُدْعى مُعاذَةُ، فَكانَ إذا نَزَلَ بِهِ ضَيْفٌ أرْسَلَها إلَيْهِ لِيُواقِعَها؛ إرادَةَ الثَّوابِ مِنهُ والكَرامَةِ لَهُ، فَأقْبَلَتِ الجارِيَةُ إلى أبِي بَكْرٍ فَشَكَتْ ذَلِكَ إلَيْهِ، فَذَكَرَهُ أبُو بَكْرٍ لِلنَّبِيِّ ﷺ فَأمَرَهُ بِقَبْضِها، فَصاحَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ: مَن يَعْذِرُنا مِن مُحَمَّدٍ؟ يَغْلِبُنا عَلى مَمالِيكِنا؟ فَنَزَلَتِ الآيَةُ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، (p-٥٤)أنَّ رَجُلًا مِن قُرَيْشٍ أُسِرَ يَوْمَ بَدْرٍ، وكانَ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ أسِيرًا، وكانَتْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ جارِيَةٌ يُقالُ لَها: مُعاذَةُ، وكانَ القُرَشِيُّ الأسِيرُ يُرِيدُها عَلى نَفْسِها، وكانَتْ مُسْلِمَةً، فَكانَتْ تَمْتَنِعُ مِنهُ لِإسْلامِها، وكانَ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ أُبَيٍّ يُكْرِهُها عَلى ذَلِكَ ويَضْرِبُها رَجاءَ أنْ تَحْمِلَ لِلْقُرَشِيِّ فَيَطْلُبَ فِداءَ ولَدِهِ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿ولا تُكْرِهُوا فَتَياتِكم عَلى البِغاءِ﴾ .
وأخْرَجَ الخَطِيبُ في ”رُواةِ مالِكٍ“ مِن طَرِيقِ مالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، أنَّ عُمَرَ بْنَ ثابِتٍ أخا بَنِي الحارِثِ بْنِ الخَزْرَجِ حَدَّثَهُ: أنَّ هَذِهِ الآيَةَ في سُورَةِ ”النُّورِ“: ﴿ولا تُكْرِهُوا فَتَياتِكم عَلى البِغاءِ﴾ نَزَلَتْ في مُعاذَةَ جارِيَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ؛ وذَلِكَ أنَّ عَبّاسَ بْنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ كانَ عِنْدَهم أسِيرًا، فَكانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ يَضْرِبُها عَلى أنْ تُمَكِّنَ عَبّاسًا مِن نَفْسِها، رَجاءَ أنْ تَحْمِلَ مِنهُ فَيَأْخُذَ في ولَدِهِ فِداءً، فَكانَتْ تَأْبى عَلَيْهِ. وقالَ: ذَلِكَ الغَرَضُ الَّذِي كانَ ابْنُ أُبَيٍّ يَبْتَغِي.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: كانُوا يَأْمُرُونَ ولائِدَهم أنْ يُباغُوا، فَكُنَّ يَفْعَلْنَ ذَلِكَ ويُصِبْنَ فَيَأْتِينَ بِكَسْبِهِنَّ. قالَ: وكانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ جارِيَةٌ، فَكانَتْ تُباغِي، وكَرِهَتْ ذَلِكَ وحَلَفَتْ ألّا تَفْعَلَهُ، (p-٥٥)فَأكْرَهُها، فَأنْزَلَ اللَّهُ الآيَةَ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُقاتِلِ بْنِ حَيّانَ قالَ: بَلَغَنا، واللَّهُ أعْلَمُ، «أنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ في رَجُلَيْنِ كانا يُكْرِهانِ أمَتَيْنِ لَهُما؛ إحْداهُما اسْمُها مُسَيْكَةُ، وكانَتْ لِلْأنْصارِيِّ، والأُخْرى أُمَيْمَةُ، أُمُّ مُسَيْكَةَ، لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، وكانَتْ مُعاذَةُ وأرْوى بِتِلْكَ المَنزِلَةِ، فَأتَتْ مُسَيْكَةُ وأُمُّها النَّبِيَّ ﷺ فَذَكَرَتا ذَلِكَ لَهُ، فَأنْزَلَ اللَّهُ في ذَلِكَ: ﴿ولا تُكْرِهُوا فَتَياتِكم عَلى البِغاءِ﴾ يَعْنِي الزِّنى» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ رافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: ««كَسْبُ الحِجامِ خَبِيثٌ، ومَهْرُ البَغِيِّ خَبِيثٌ»» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ أبِي جُحَيْفَةَ قالَ: «نَهى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ مَهْرِ البَغِيِّ» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ أبِي مَسْعُودٍ، وأبِي هُرَيْرَةَ، مِثْلَهُ.
(p-٥٦)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، مِن طَرِيقٍ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿ولا تُكْرِهُوا فَتَياتِكم عَلى البِغاءِ﴾ قالَ: لا تُكْرِهُوا إماءَكم عَلى الزِّنى، فَإنْ فَعَلْتُمْ فَإنَّ اللَّهَ لَهُنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ، وإثْمُهُنَّ عَلى مَن يُكْرِهُهُنَّ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ قَتادَةَ: ﴿إنْ أرَدْنَ تَحَصُّنًا﴾ أيْ: عِفَّةً وإسْلامًا.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: ﴿لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الحَياةِ الدُّنْيا﴾ يَعْنِي: كَسْبَهُنَّ وأوْلادَهُنَّ مِنَ الزِّنى.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُجاهِدٍ ﴿فَإنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ قالَ: لِلْمُكْرَهاتِ عَلى الزِّنى.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ قَتادَةَ: ﴿فَإنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ قالَ: لَهُنَّ ولَيْسَتْ لَهم.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قالَ: في قِراءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ: (فَإنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إكْراهِهِنَّ لَهُنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ) .
(p-٥٧)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أنَّهُ كانَ يَقْرَأُ: (فَإنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إكْراهِهِنَّ لَهُنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ) .
{"ayah":"وَلۡیَسۡتَعۡفِفِ ٱلَّذِینَ لَا یَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ یُغۡنِیَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ وَٱلَّذِینَ یَبۡتَغُونَ ٱلۡكِتَـٰبَ مِمَّا مَلَكَتۡ أَیۡمَـٰنُكُمۡ فَكَاتِبُوهُمۡ إِنۡ عَلِمۡتُمۡ فِیهِمۡ خَیۡرࣰاۖ وَءَاتُوهُم مِّن مَّالِ ٱللَّهِ ٱلَّذِیۤ ءَاتَىٰكُمۡۚ وَلَا تُكۡرِهُوا۟ فَتَیَـٰتِكُمۡ عَلَى ٱلۡبِغَاۤءِ إِنۡ أَرَدۡنَ تَحَصُّنࣰا لِّتَبۡتَغُوا۟ عَرَضَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۚ وَمَن یُكۡرِههُّنَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ مِنۢ بَعۡدِ إِكۡرَ ٰهِهِنَّ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











