الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿إنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَناتِ الغافِلاتِ﴾ الآيَةَ. أخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في (p-٧٠٨)قَوْلِهِ: ﴿إنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَناتِ الغافِلاتِ المُؤْمِناتِ﴾ قالَ: نَزَلَتْ في عائِشَةَ خاصَّةً. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، والطَّبَرانِيُّ عَنْ خُصَيْفٍ قالَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أيُّما أشَدُّ؛ الزِّنى أمِ القَذْفُ؟ قالَ: الزِّنى. قُلْتُ: إنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ﴿إنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَناتِ الغافِلاتِ المُؤْمِناتِ﴾ قالَ: إنَّما أُنْزِلَ هَذا في شَأْنِ عائِشَةَ خاصَّةً. وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ عَنِ الضَّحّاكِ قالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ في عائِشَةَ خاصَّةً: ﴿إنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَناتِ الغافِلاتِ المُؤْمِناتِ﴾ . وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ عَنِ الضِّحاكِ: ﴿إنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَناتِ الغافِلاتِ المُؤْمِناتِ﴾ قالَ: إنَّما عُنِيَ بِهَذا نِساءُ النَّبِيِّ ﷺ خاصَّةً. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ أبِي الجَوْزاءِ: ﴿إنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَناتِ الغافِلاتِ المُؤْمِناتِ﴾ قالَ: هَذِهِ لِأُمَّهاتِ المُؤْمِنِينَ خاصَّةً. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ: ﴿إنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَناتِ الغافِلاتِ المُؤْمِناتِ﴾ قالَ: هُنَّ نِساءُ النَّبِيِّ ﷺ . (p-٧٠٩)وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّهُ قَرَأ سُورَةَ ”النُّورِ“ فَفَسَّرَها، فَلَمّا أتى عَلى هَذِهِ الآيَةِ: ﴿إنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَناتِ الغافِلاتِ﴾ قالَ: هَذِهِ في عائِشَةَ وأزْواجِ النَّبِيِّ ﷺ ولَمْ يَجْعَلْ لِمَن فَعَلَ ذَلِكَ تَوْبَةً، وجَعَلَ لِمَن رَمى امْرَأةً مِنَ المُؤْمِناتِ مِن غَيْرِ أزْواجِ النَّبِيِّ ﷺ التَّوْبَةَ، ثُمَّ قَرَأ: ﴿والَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأرْبَعَةِ شُهَداءَ﴾ [النور: ٤] إلى قَوْلِهِ: ﴿إلا الَّذِينَ تابُوا﴾ [النور: ٥] فَجَعَلَ لِمَن قَذَفَ امْرَأةً مِنَ المُؤْمِنِينَ التَّوْبَةَ، ولَمْ يَجْعَلْ لِمَن قُذِفَ امْرَأةً مِن أزْواجِ النَّبِيِّ ﷺ تَوْبَةً. ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: ﴿لُعِنُوا في الدُّنْيا والآخِرَةِ ولَهم عَذابٌ عَظِيمٌ﴾ فَهَمَّ بَعْضُ القَوْمِ أنْ يَقُومَ إلى ابْنِ عَبّاسٍ فَيُقَبِّلَ رَأْسَهُ لِحُسْنِ ما فَسَّرَ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ «عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: رُمِيتُ بِما رُمِيتُ بِهِ وأنا غافِلَةٌ، فَبَلَغَنِي بَعْدَ ذَلِكَ: فَبَيْنا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عِنْدِي جالِسٌ اذْ أُوحِيَ إلَيْهِ، وهو جالِسٌ ثُمَّ اسْتَوى فَمَسَحَ عَلى وجْهِهِ وقالَ: يا عائِشَةُ أبْشِرِي. فَقُلْتُ: بِحَمْدِ اللَّهِ لا بِحَمْدِكَ. فَقَرَأ: ﴿إنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَناتِ الغافِلاتِ المُؤْمِناتِ﴾ حَتّى بَلَغَ: ﴿أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمّا يَقُولُونَ﴾ [النور»: ٢٦] . (p-٧١٠)
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب