الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿إنَّ الَّذِينَ هم مِن خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ﴾ الآيَةَ. أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ الحَسَنِ قالَ: إنَّ المُؤْمِنَ جَمَعَ إحْسانًا وشَفَقَةً، وإنَّ المُنافِقَ جَمَعَ إساءَةً وأمْنًا ثُمَّ تَلا: ﴿إنَّ الَّذِينَ هم مِن خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿أنَّهم إلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ﴾ وقالَ المُنافِقُ: ﴿إنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي﴾ [القصص: ٧٨] [القَصَصِ: ٧٨] . وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وأحْمَدُ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والتِّرْمِذِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ أبِي الدُّنْيا في ”نَعْتِ الخائِفِينَ“، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، والبَيْهَقِيُّ في ”شُعَبِ الإيمانِ“ «عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، قَوْلُ اللَّهِ: ﴿والَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وقُلُوبُهم وجِلَةٌ﴾ أهْوَ الرَّجُلُ يَسْرِقُ ويَزْنِي ويَشْرَبُ الخَمْرَ، وهو مَعَ ذَلِكَ يَخافُ اللَّهَ ؟ قالَ: لا ولَكِنَّ الرَّجُلُ يَصُومُ ويَتَصَدَّقُ ويُصَلِّي، وهو مَعَ ذَلِكَ يَخافُ اللَّهَ ألّا يَتَقَبَّلَ (p-٦٠٠)مِنهُ» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ الأنْبارِيِّ في ”المَصاحِفِ“، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: «قالَتْ عائِشَةُ: يا رَسُولَ اللَّهِ: ﴿والَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وقُلُوبُهم وجِلَةٌ﴾ أهُمُ الَّذِينَ يُخْطِئُونَ ويَعْمَلُونَ بِالمَعاصِي؟ وفي لَفْظٍ: هو الَّذِي يُذْنِبُ الذَّنْبَ وهو وجِلٌ مِنهُ؟ قالَ: لا ولَكِنْ هُمُ الَّذِينَ يُصَلُّونَ ويَصُومُونَ ويَتَصَدَّقُونَ وقُلُوبُهم وجِلَةٌ» . وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿والَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا﴾ قالَ: يُعْطُونَ ما أعْطَوْا. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿والَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا﴾ قالَ: يَتَصَدَّقُونَ ويُنْفِقُونَ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿والَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وقُلُوبُهم وجِلَةٌ﴾ قالَ: يَعْمَلُونَ خائِفِينَ. وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ في قَوْلِهِ: ﴿والَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا﴾ (p-٦٠١)قالَ: الزَّكاةَ. وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ عائِشَةَ: ﴿والَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا﴾ قالَتْ: هُمُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ اللَّهَ ويُطِيعُونَهُ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: ﴿والَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا﴾ قالَ: يُعْطُونَ ما أعْطَوْا: ﴿وقُلُوبُهم وجِلَةٌ﴾ قالَ: مِمّا يَخافُونَ مِمّا بَيْنَ أيْدِيهِمْ مِنَ المَوْقِفِ وسُوءِ الحِسابِ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿والَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا﴾ قالَ: يُعْطُونَ ما أعْطَوْا: ﴿وقُلُوبُهم وجِلَةٌ﴾ قالَ: المُؤْمِنُ يُنْفِقُ مالَهُ وقَلْبُهُ وجِلٌ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ الحَسَنِ وقَتادَةَ أنَّهُما كانا يَقْرَآنِ: ﴿يُؤْتُونَ ما آتَوْا﴾ قالا: يَعْمَلُونَ ما عَمِلُوا مِنَ الخَيْراتِ، ويُعْطُونَ ما أعْطَوْا عَلى خَوْفٍ مِنَ اللَّهِ ووَجَلٍ. وأخْرَجَ ابْنُ المُبارَكِ في ”الزُّهْدِ“ وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ عَنِ الحَسَنِ: ﴿والَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وقُلُوبُهم وجِلَةٌ﴾ قالَ: كانُوا يَعْمَلُونَ ما يَعْمَلُونَ مِن أعْمالِ البِرِّ ويَخافُونَ أنْ لا يُنَجِّيَهم ذَلِكَ مِن عَذابِ اللَّهِ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ ابْنِ أبِي مُلَيْكَةَ قالَ: قالَتْ عائِشَةُ: لِأنْ تَكُونَ هَذِهِ (p-٦٠٢)الآيَةُ كَما أقْرَأُ أحَبُّ إلَيَّ مِن حُمْرِ النِّعَمِ، فَقالَ لَها ابْنُ عَبّاسٍ: ما هِيَ؟ قالَتْ: ﴿والَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا﴾ . وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ عَنْ عائِشَةَ، «عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أنَّهُ قَرَأ: ( والَّذِينَ يُؤْتُونَ ما أتَوْا ) مَقْصُورٌ مِنَ المَجِيءِ» . وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وأحْمَدُ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والبُخارِيُّ في ”تارِيخِهِ“، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أشْتَةَ، وابْنُ الأنْبارِيِّ مَعًا في ”المَصاحِفِ“ والدّارَقُطْنِيُّ في ”الأفْرادِ“ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، «عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ أنَّهُ سَألَ عائِشَةَ: كَيْفَ كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿والَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا﴾ أوْ: ( والَّذِينَ يُؤْتُونَ ما أتَوْا ) ؟ فَقالَتْ: أيَّتُهُما أحَبُّ إلَيْكَ؟ قُلْتُ: والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأحَدُهُما أحَبُّ إلَيَّ مِنَ الدُّنْيا جَمِيعًا، قالَتْ: أيَّتُهُما؟ قُلْتُ: ( والَّذِينَ يُؤْتُونَ ما أتَوْا ) . فَقالَتْ: أشْهَدُ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَذَلِكَ كانَ يَقْرَؤُها، وكَذَلِكَ أُنْزِلَتْ، ولَكِنَّ الهِجاءَ حُرِّفَ» . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿أُولَئِكَ يُسارِعُونَ في الخَيْراتِ وهم لَها سابِقُونَ﴾ قالَ: سَبَقَتْ لَهُمُ السَّعادَةُ (p-٦٠٣)مِنَ اللَّهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب