الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ﴾ الآيَتَيْنِ. أخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ﴾ أيْ مِن مَكَّةَ إلى المَدِينَةِ: ﴿بِغَيْرِ حَقٍّ﴾ يَعْنِي مُحَمَّدًا ﷺ وأصْحابَهُ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنْ عُثْمانَ بْنِ عَفّانَ قالَ: فِينا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ﴾ والآيَةُ بَعْدَها أُخْرِجْنا مِن دِيارِنا بِغَيْرِ حَقٍّ، ثُمَّ مُكِّنّا في الأرْضِ، فَأقَمْنا الصَّلاةَ، وآتَيْنا الزَّكاةَ وأمَرْنا بِالمَعْرُوفِ، ونَهَيْنا عَنِ المُنْكَرِ، فَهي لِي ولِأصْحابِي. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ عَنْ ثابِتِ بْنِ (p-٥١٥)عَوْسَجَةَ الحَضْرَمِيِّ قالَ: حَدَّثَنِي سَبْعَةٌ وعِشْرُونَ مِن أصْحابِ عَلِيٍّ وعَبْدِ اللَّهِ مِنهم لاحِقُ بْنُ الأقْمَرِ والعَيْزارُ بْنُ جَرْوَلٍ، وعَطِيَّةُ القُرَظِيُّ، أنَّ عَلِيًّا قالَ: إنَّما أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ في أصْحابِ مُحَمَّدٍ: ﴿ولَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النّاسَ﴾ الآيَةَ قالَ: لَوْلا دَفْعُ اللَّهِ بِأصْحابِ مُحَمَّدٍ عَنِ التّابِعِينَ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عاصِمٍ أنَّهُ قَرَأ: ﴿ولَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النّاسَ﴾ بِغَيْرِ ألِفٍ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ زَيْدٍ: ﴿ولَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النّاسَ﴾ الآيَةَ، قالَ: لَوْلا القِتالُ والجِهادُ. وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنْ مُجاهِدٍ في الآيَةِ، قالَ: دَفْعُ المُشْرِكِينَ بِالمُسْلِمِينَ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُجاهِدٍ في الآيَةِ قالَ: مَنعُ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ في الشَّهادَةِ وفي الحَقِّ، وفِيما يَكُونُ مِثْلَ هَذا، يَقُولُ: لَوْلا هَذا لَهَلَكَتْ هَذِهِ الصَّوامِعُ وما ذُكِرَ مَعَها. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ﴾ الآيَةَ. قالَ: الصَّوامِعُ الَّتِي يَكُونُ فِيها الرُّهْبانُ والبِيَعُ مَساجِدُ (p-٥١٦)اليَهُودِ، ( ﴿وصَلَواتٌ﴾ ) كَنائِسُ النَّصارى، والمَساجِدُ مَساجِدُ المُسْلِمِينَ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: البِيَعُ بِيَعُ النَّصارى ( ﴿وصَلَواتٌ﴾ ) كَنائِسُ اليَهُودِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ الضَّحّاكِ قالَ: صَلَواتُ كَنائِسُ اليَهُودِ يُسَمُّونَ الكَنِيسَةَ صَلُوتا. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ عاصِمٍ الجَحْدَرِيِّ، أنَّهُ قَرَأ: ( وصُلُوتٌ ) قالَ: الصُّلُوتُ دُونَ الصَّوامِعِ، قالَ: وكَيْفَ تُهْدَمُ الصَّلاةُ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أبِي العالِيَةِ قالَ: البِيَعُ بِيَعُ النَّصارى، والصَّلَواتُ: صُلُوتا: بِيَعٌ صِغارٌ لِلنَّصارى. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ أبِي العالِيَةِ في الآيَةِ قالَ: صَوامِعُ الرُّهْبانِ وبِيَعُ النَّصارى، وصَلَواتٌ مَساجِدُ الصّابِئِينَ، يُسَمُّونَها بِصَلَواتٍ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: (p-٥١٧)﴿صَوامِعُ﴾ قالَ: هي لِلصّابِئِينَ ( ﴿وبِيَعٌ﴾ ) لِلنَّصارى، ( ﴿وصَلَواتٌ﴾ ) كَنائِسُ اليَهُودِ ( ﴿ومَساجِدُ﴾ ) لِلْمُسْلِمِينَ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُجاهِدٍ في الآيَةِ قالَ: الصَّوامِعُ صَوامِعُ الرُّهْبانِ، ( ﴿وبِيَعٌ﴾ ) كَنائِسُ ( ﴿وصَلَواتٌ﴾ ) ﴿ومَساجِدُ﴾ لِأهْلِ الكِتابِ ولِأهْلِ الإسْلامِ بِالطُّرُقِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: ( ﴿وصَلَواتٌ﴾ ) قالَ: صَلَواتُ أهْلِ الإسْلامِ، تَنْقَطِعُ إذا دَخَلَ عَلَيْهِمُ العَدُوُّ، وتَنْقَطِعُ العِبادَةُ مِنَ المَساجِدِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ الضَّحّاكِ في قَوْلِهِ: ﴿يُذْكَرُ فِيها اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا﴾ يَعْنِي في كُلِّ ما ذُكِرَ مِنَ الصَّوامِعِ والصَّلَواتِ والمَساجِدِ يَقُولُ: في كُلِّ هَذا يُذْكَرُ اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا، ولَمْ يَخُصَّ المَساجِدَ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ أبِي العالِيَةِ في قَوْلِهِ: ﴿الَّذِينَ إنْ مَكَّنّاهم في الأرْضِ﴾ قالَ: أصْحابُ مُحَمَّدٍ ﷺ . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ: ﴿الَّذِينَ إنْ مَكَّنّاهم في الأرْضِ﴾ قالَ: هُمُ الوُلاةُ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ في قَوْلِهِ: ﴿الَّذِينَ إنْ مَكَّنّاهم في الأرْضِ﴾ قالَ: أرْضِ المَدِينَةِ، ﴿أقامُوا الصَّلاةَ﴾ قالَ: المَكْتُوبَةَ، ﴿وآتَوُا الزَّكاةَ﴾ قالَ: المَفْرُوضَةَ: ﴿وأمَرُوا بِالمَعْرُوفِ﴾ (p-٥١٨)قالَ بِلا إلَهَ إلّا اللَّهُ: ﴿ونَهَوْا عَنِ المُنْكَرِ﴾ قالَ: عَنِ الشِّرْكِ بِاللَّهِ: ﴿ولِلَّهِ عاقِبَةُ الأُمُورِ﴾ قالَ: وعِنْدَ اللَّهِ ثَوابُ ما صَنَعُوا. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ أبِي العالِيَةِ في الآيَةِ، قالَ: كانَ أمْرُهم بِالمَعْرُوفِ أنَّهم دَعَوْا إلى اللَّهِ وحْدَهُ وعِبادَتِهِ لا شَرِيكَ لَهُ، وكانَ نَهْيُهم أنَّهم نَهَوْا عَنْ عِبادَةِ الشَّيْطانِ، وعِبادَةِ الأوْثانِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿الَّذِينَ إنْ مَكَّنّاهم في الأرْضِ﴾ الآيَةَ قالَ: هَذا شَرْطُ اللَّهِ عَلى هَذِهِ الأُمَّةِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب