الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿والبُدْنَ جَعَلْناها لَكم مِن شَعائِرِ اللَّهِ﴾ . أخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عاصِمٍ أنَّهُ قَرَأ: ﴿والبُدْنَ﴾ خَفِيفَةً. (p-٤٩٧)وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قالَ: لا نَعْلَمُ البُدْنَ إلّا مِنَ الإبِلِ والبَقَرِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: البُدْنُ ذاتُ الخَوْفِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: لَيْسَ البُدْنُ إلّا مِنَ الإبِلِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ عَبْدِ الكَرِيمِ قالَ: اخْتَلَفَ عَطاءٌ والحَكَمُ فَقالَ عَطاءٌ: البُدْنُ مِنَ الإبِلِ والبَقَرِ، وقالَ الحَكَمُ: مِنَ الإبِلِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ قالَ: البُدْنُ البَعِيرُ والبَقَرَةُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ الحَسَنِ قالَ: البُدْنُ مِنَ البَقَرِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ سُلَيْمانَ بْنِ يَعْقُوبَ الرِّياحِيِّ عَنْ أبِيهِ قالَ: أوْصى إلَيَّ رَجُلٌ وأوْصى بِبَدَنَةٍ، فَأتَيْتُ ابْنَ عَبّاسٍ فَقُلْتُ لَهُ: إنَّ رَجُلًا أوْصى إلَيَّ بِبَدَنَةٍ، فَهَلْ تُجْزَئُ عَنِّي بَقَرَةٌ؟ قالَ: نَعَمْ، ثُمَّ قالَ: مِمَّنْ صاحِبُكُمْ؟ فَقُلْتُ: مِن بَنِي رِياحٍ، قالَ: ومَتى اقْتَنى بَنُو رِياحٍ البَقَرَ إلى الإبِلِ؟ (p-٤٩٨)وهِمَ صاحِبُكم إنَّما البَقَرُ لِلْأسْدِ وعَبْدِ القَيْسِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: إنَّما سُمِّيَتِ البُدْنَ مِن قِبَلِ السَّمانَةِ. * * * قَوْلُهُ تَعالى: ﴿لَكم فِيها خَيْرٌ﴾ الآيَةَ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ إبْراهِيمَ في قَوْلِهِ: ﴿لَكم فِيها خَيْرٌ﴾ قالَ: هي البَدَنَةُ إنِ احْتاجَ إلى ظَهْرٍ رَكِبَ أوْ إلى لَبَنٍ شَرِبَ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿لَكم فِيها خَيْرٌ﴾ قالَ: لَكم أجْرٌ ومَنافِعُ في البُدْنِ. وأخْرَجَ أحْمَدُ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ ماجَهْ والطَّبَرانِيُّ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ في ”شُعَبِ الإيمانِ“ عَنْ زَيْدِ بْنِ أرْقَمَ قالَ: «قلْنا يا رَسُولَ اللَّهِ ما هَذِهِ الأضاحِي؟ قالَ: سُنَّةُ أبِيكم إبْراهِيمَ قالَ: فَما لَنا فِيها يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَسَنَةٌ. قالُوا: فالصُّوفُ؟ قالَ: بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنَ (p-٤٩٩)الصُّوفِ حَسَنَةٌ» . وأخْرَجَ ابْنُ عَدِيٍّ والدّارَقُطْنِيُّ والطَّبَرانِيُّ، والبَيْهَقِيُّ في ”شُعَبِ الإيمانِ“، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ما أُنْفِقَتِ الوَرِقُ في شَيْءٍ أفْضَلَ مِن نَحِيرَةٍ في يَوْمِ عِيدٍ» . وأخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ، وابْنُ ماجَهْ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ عائِشَةَ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «ما عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عَمَلًا أحَبَّ إلى اللَّهِ مِن هِراقَةِ دَمٍ، وإنَّها لَتَأْتِي يَوْمَ القِيامَةِ بِقُرُونِها وأظْلافِها وأشْعارِها، وإنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكانٍ قَبْلَ أنْ يَقَعَ عَلى الأرْضِ، فَطِيبُوا بِها نَفْسًا» . وأخْرَجَ ابْنُ ماجَهْ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَن وجَدَ سَعَةً لَأنْ يُضَحِّيَ فَلَمْ يُضَحِّ، فَلا يَقْرَبَنَّ مُصَلّانا» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مالِكِ بْنِ أنَسٍ قالَ: حَجَّ سَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ، وحَجَّ مَعَهُ ابْنُ حَرْمَلَةَ، فاشْتَرى سَعِيدٌ كَبْشًا فَضَحّى بِهِ، واشْتَرى ابْنُ حَرْمَلَةَ بَدَنَةً بِسِتَّةِ (p-٥٠٠)دَنانِيرَ فَنَحَرَها، فَقالَ لَهُ سَعِيدٌ: أما كانَ لَكَ فِينا أُسْوَةٌ؟ فَقالَ: إنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ: ﴿والبُدْنَ جَعَلْناها لَكم مِن شَعائِرِ اللَّهِ لَكم فِيها خَيْرٌ﴾ فَأحْبَبْتُ أنْ آخُذَ الخَيْرَ مِن حَيْثُ دَلَّنِي اللَّهُ عَلَيْهِ، فَأعْجَبَ ذَلِكَ ابْنَ المُسَيَّبِ مِنهُ، وجَعَلَ يُحَدِّثُ بِها عَنْهُ. وأخْرَجَ أبُو نُعَيْمٍ في ”الحِلْيَةِ“، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قالَ: حَجَّ صَفْوانُ بْنُ سُلَيْمٍ ومَعَهُ سَبْعَةُ دَنانِيرَ، فاشْتَرى بِها بَدَنَةً، فَقِيلَ لَهُ: لَيْسَ مَعَكَ إلّا سَبْعَةُ دَنانِيرَ تَشْتَرِي بِها بَدَنَةٍ، فَقالَ: إنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ: ﴿لَكم فِيها خَيْرٌ﴾ . وأخْرَجَ قاسِمُ بْنُ أصْبَغَ، وابْنُ عَبْدِ البَرِّ في ”التَّمْهِيدِ“ عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: «يا أيُّها النّاسُ، ضَحُّوا وطِيبُوا بِها نَفَسًا؛ فَإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: ما مِن عَبْدٍ يُوَجِّهُ بِأُضْحِيَّتِهِ إلى القِبْلَةِ إلّا كانَ دَمُها وفَرْثُها وصُوفُها حَسَناتٍ مُحْضَراتٍ في مِيزانِهِ يَوْمَ القِيامَةِ؛ فَإنَّ الدَّمَ إنْ وقَعَ في التُّرابِ، فَإنَّما يَقَعُ في حِرْزِ اللَّهِ، حَتّى يُوَفِّيَهُ صاحِبَهُ يَوْمَ القِيامَةِ. وقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: - اعْمَلُوا قَلِيلًا تُجْزَوْا كَثِيرًا» . (p-٥٠١)وأخْرَجَ أحْمَدُ عَنْ أبِي الأشَدِّ السُّلَمِيِّ عَنْ أبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إنَّ أفْضَلَ الضَّحايا أغْلاها وأسْمَنُها» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ طاوُسٍ قالَ: ما أنْفَقَ النّاسُ مِن نَفَقَةٍ أعْظَمَ أجْرًا مِن دَمٍ يُهَراقُ يَوْمَ النَّحْرِ، إلّا رَحِمٌ مُحْتاجَةٌ يَصِلُها. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿لَكم فِيها خَيْرٌ﴾ قالَ: إنِ احْتاجَ إلى اللَّبَنِ شَرِبَ وإنِ احْتاجَ إلى الرُّكُوبِ رَكِبَ، وإنِ احْتاجَ إلى الصُّوفِ أخَذَ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ قالَ: قالَ رَجُلٌ لِابْنِ عَبّاسٍ: أيَرْكَبُ الرَّجُلُ البَدَنَةَ؟ قالَ: عَلى غَيْرِ مُثْقِلٍ قالَ: فَيَحْلُبُها عَلى غَيْرِ مُجْهِدٍ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ عَلِيٍّ قالَ: يَرْكَبُ الرَّجُلُ بَدَنَتَهُ بِالمَعْرُوفِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ حِبّانَ عَنْ جابِرٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (p-٥٠٢)«ارْكَبُوا الهَدْيَ بِالمَعْرُوفِ حَتّى تَجِدُوا ظَهْرًا» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ عَطاءٍ: «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ - رَخَّصَ لَهم أنْ يَرْكَبُوها إذا احْتاجُوا إلَيْها» . وأخْرَجَ مالِكٌ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، وأبُو داوُدَ، والنَّسائِيُّ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ: «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَأى رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً فَقالَ: ارْكَبْها. قالَ: إنَّها بِدِنَةً، قالَ: ارْكَبْها ويْلَكَ. أوْ ويْحَكَ» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ أنَسٍ: «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَأى رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً أوْ هَدْيَةً فَقالَ: ارْكَبْها. قالَ: إنَّها بَدَنَةٌ - أوْ هَدْيَةٌ. قالَ: وإنْ كانَتْ» . * * * قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافَّ﴾ . وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ أبِي الدُّنْيا في ”الأضاحِي“، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“ عَنْ أبِي ظَبْيانَ قالَ: سَألْتُ ابْنَ عَبّاسٍ عَنْ قَوْلِهِ: ﴿فاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافَّ﴾ قالَ: إذا أرَدْتَ أنْ تَنْحَرَ البَدَنَةَ فَأقِمْها عَلى ثَلاثِ قَوائِمَ مَعْقُولَةً، ثُمَّ قُلْ: بِاسْمِ اللَّهِ واللَّهُ أكْبَرُ، اللَّهُمَّ مِنكَ ولَكَ. (p-٥٠٣)وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وأبُو عُبَيْدٍ وسَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ مِن طُرُقٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿صَوافَّ﴾ قالَ: قِيامًا مَعْقُولَةً. وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّهُ نَحَرَ بَدَنَةً وهي قائِمَةٌ مَعْقُولَةٌ إحْدى يَدَيْها، وقالَ: صَوافَّ كَما قالَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، «عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّهُ رَأى رَجُلًا قَدْ أناخَ بَدَنَتَهُ وهو يَنْحَرُها، فَقالَ: ابْعَثْها قِيامًا مُقَيَّدَةً سُنَّةَ مُحَمَّدٍ» ﷺ . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ سابِطٍ: «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ وأصْحابَهُ كانُوا يَعْقِلُونَ يَدَ البَدَنَةِ اليُسْرى، ويَنْحَرُونَها قائِمَةً عَلى ما بَقِيَ مِن قَوائِمِها» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أنَّهُ كانَ يَنْحَرُها وهي مَعْقُولَةٌ يَدُها اليُمْنى. (p-٥٠٤)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنِ الحَسَنِ في البَدَنَةِ كَيْفَ تُنْحَرُ؟ قالَ: تَعْقِلُ يَدَها اليُسْرى، وتَنْحَرُها مِن قِبَلِ يَدِها اليُمْنى. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ مُجاهِدٍ، أنَّهُ كانَ يَعْقِلُ يَدَها اليُسْرى إذا أرادَ أنْ يَنْحَرَها. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ عَطاءٍ قالَ: اعْقِلْ أيَّ اليَدَيْنِ شِئْتَ. وأخْرَجَ ابْنُ الأنْبارِيِّ في ”المَصاحِفِ“ والضِّياءُ في ”المُخْتارَةِ“، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّهُ كانَ يَقْرَأُ ( فاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافِنَ ) . وأخْرَجَ ابْنُ الأنْبارِيِّ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ( صَوافِنَ ) قالَ: مَعْقُولَةً عَلى ثَلاثَةٍ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ الأنْبارِيِّ، عَنْ قَتادَةَ قالَ: كانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ يَقْرَأُ ( فاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافِنَ ) أيْ مُعَقَّلَةً قِيامًا. (p-٥٠٥)وأخْرَجَ أبُو عُبَيْدٍ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرانَ قالَ: في قِراءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ: ( صَوافِنَ ) . يَعْنِي: قِيامًا. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: أنَّهُ كانَ يَقْرَؤُها ( صَوافِنَ ) وقالَ: رَأيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَنْحَرُ بَدَنَتَهُ وهي عَلى ثَلاثِ قَوائِمَ، قِيامًا مَعْقُولَةً. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“ عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: مَن قَرَأها ( صَوافِنَ ) قالَ: مَعْقُولَةً، ومَن قَرَأها: ﴿صَوافَّ﴾ قالَ: يَصُفُّ بَيْنَ يَدَيْها، ولَفْظُ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ: مَن قَرَأها: ﴿صَوافَّ﴾ فَهي قائِمَةٌ مَضْمُومَةٌ يَدَيْها، ومَن قَرَأها ( صَوافِنَ ) قِيامًا مَعْقُولَةً، ولَفْظُ ابْنِ أبِي شَيْبَةَ: الصَّوّافُّ عَلى أرْبَعٍ، والصَّوافِنُ عَلى ثَلاثٍ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وأبُو عُبَيْدٍ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ الأنْبارِيِّ في ”المَصاحِفِ“، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ الحَسَنِ أنَّهُ كانَ يَقْرَؤُها: ( صَوافِيَ ) قالَ: خالِصَةً لِلَّهِ تَعالى، قالَ: كانُوا يَذْبَحُونَها لِأصْنامِهِمْ. وأخْرَجَ أبُو عُبَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ أنَّهُ قَرَأ: ( فاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافِيَ ) بِالياءِ مُنْتَصِبَةً، وقالَ: خالِصَةً لِلَّهِ مِنَ الشِّرْكِ؛ (p-٥٠٦)لِأنَّهم كانُوا يُشْرِكُونَ في الجاهِلِيَّةِ إذا نَحَرُوها. * * * قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَإذا وجَبَتْ جُنُوبُها فَكُلُوا مِنها﴾ . أخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿فَإذا وجَبَتْ﴾ قالَ: سَقَطَتْ عَلى جَنْبِها. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿فَإذا وجَبَتْ﴾ قالَ: نُحِرَتْ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿فَإذا وجَبَتْ جُنُوبُها﴾ قالَ: إذا سَقَطَتْ إلى الأرْضِ. وأخْرَجَ أبُو داوُدَ، والنَّسائِيُّ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، وأبُو نُعَيْمٍ في ”الدَّلائِلِ“ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ قُرْطٍ قالَ: «قُدِّمَ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ - بَدَناتٌ خَمْسٌ أوْ سِتٌّ فَطَفِقْنَ يَزْدَلِفْنَ إلَيْهِ بِأيَّتِهِنَّ يَبْدَأُ، فَلَمّا وجَبَتْ جُنُوبُها قالَ: مَن شاءَ اقْتَطَعَ» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أنَّهُ كانَ يُطْعِمُ مِن بَدَنَتِهِ قَبْلَ أنْ يَأْكُلَ مِنها ويَقُولُ: ﴿فَكُلُوا مِنها وأطْعِمُوا﴾ هُما سَواءٌ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ إبْراهِيمَ قالَ: كانُوا لا يَأْكُلُونَ مِن شَيْءٍ جَعَلُوهُ لِلَّهِ، ثُمَّ رُخِّصَ لَهم أنْ يَأْكُلُوا مِنَ الهَدْيِ والأضاحِي وأشْباهِهِ. (p-٥٠٧)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قالَ: لا يُؤْكَلُ مِنَ النَّذْرِ ولا مِن جَزاءِ الصَّيْدِ ولا مِمّا جُعِلَ لِلْمَساكِينِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قالَ: لا يُؤْكَلُ مِنَ النَّذْرِ ولا مِنَ الكَفّارَةِ ولا مِمّا جُعِلَ لِلْمَساكِينِ. * * * قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وأطْعِمُوا القانِعَ والمُعْتَرَّ﴾ . أخْرَجَ ابْنُ مَرْدُوَيْهِ عَنْ مُعاذٍ قالَ: «أمَرَنا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أنْ نُطْعِمَ مِنَ الضَّحايا الجارَ والسّائِلَ والمُتَعَفِّفَ» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّهُ كانَ بِمِنًى فَتَلا هَذِهِ الآيَةَ: ﴿فَكُلُوا مِنها وأطْعِمُوا القانِعَ والمُعْتَرَّ﴾ وقالَ: لِغُلامٍ مَعَهُ: هَذِهِ القانِعُ الَّذِي يَقْنَعُ بِما آتَيْتَهُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: القانِعُ المُتَعَفِّفُ والمُعْتَرُّ السّائِلُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: القانِعُ الَّذِي يَقْنَعُ بِما أُوتِيَ، والمُعْتَرُّ الَّذِي يَعْتَرِضُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: القانِعُ الَّذِي يَجْلِسُ في بَيْتِهِ. وأخْرَجَ الطَّسْتِيُّ في ”مَسائِلِهِ“، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّ نافِعَ بْنَ الأزْرَقِ قالَ لَهُ: (p-٥٠٨)أخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ: ﴿القانِعَ والمُعْتَرَّ﴾ قالَ: القانِعُ الَّذِي يَقْنَعُ بِما أُعْطِيَ، والمُعْتَرُّ الَّذِي يَعْتَرِضُ الأبْوابَ. قالَ: وهَلْ تَعْرِفُ العَرَبُ ذَلِكَ؟ قالَ: نَعَمْ، أما سَمِعْتَ قَوْلَ الشّاعِرِ: ؎عَلى مُكْثِرِيهِمْ حَقُّ مَن يَعْتَرِيهِمْ وعِنْدَ المُقِلِّينَ السَّماحَةُ والبَذْلُ وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّهُ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ قالَ: أمّا القانِعُ فالقانِعُ بِما أرْسَلْتَ إلَيْهِ في بَيْتِهِ، والمُعْتَرُّ الَّذِي يَعْتَرِيكَ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ مُجاهِدٍ مِثْلَهُ. وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: القانِعُ الَّذِي يَسْألُ والمُعْتَرُّ الَّذِي يَعْتَرِضُ ولا يَسْألُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قالَ: القانِعُ السّائِلُ الَّذِي يَسْألُ ثُمَّ أنْشَدَ: ؎لَمالُ المَرْءِ يُصْلِحُهُ فَيُغْنِي ∗∗∗ مَفاقِرَهُ أعَفُّ مِنَ القُنُوعِ (p-٥٠٩)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الحَسَنِ قالَ: القانِعُ الَّذِي يَقْنَعُ إلَيْكَ فِيما في يَدَيْكَ، والمُعْتَرُّ الَّذِي يَتَصَدّى لَكَ لِتُطْعِمَهُ، ولَفْظُ ابْنِ أبِي شَيْبَةَ: والمُعْتَرُّ الَّذِي يَعْتَرِيكَ؛ ويُرِيكَ نَفْسَهُ ولا يَسْألُكَ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“ عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: القانِعُ الطّامِعُ بِما قِبَلَكَ ولا يَسْألُكَ، والمُعْتَرُّ الَّذِي يَعْتَرِيكَ ولا يَسْألُكَ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قالَ: القانِعُ الَّذِي يَسْألُ فَيُعْطى في يَدَيْهِ، والمُعْتَرُّ الَّذِي يَعْتَرُّ فَيَطُوفُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قالَ: القانِعُ أهْلُ مَكَّةَ، والمُعْتَرُّ سائِرُ النّاسِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ مُجاهِدٍ مِثْلَهُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: القانِعُ السّائِلُ، والمُعْتَرُّ مُعْتَرُّ البُدْنِ. وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“ عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: البائِسُ الَّذِي يَسْألُ بِيَدِهِ إذا سَألَ، والقانِعُ الطّامِعُ الَّذِي يَطْمَعُ في ذَبِيحَتِكَ مِن جِيرانِكَ، والمُعْتَرُّ الَّذِي (p-٥١٠)يَعْتَرِيكَ بِنَفْسِهِ ولا يَسْألُكَ يَتَعَرَّضُ لَكَ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ القاسِمِ بْنِ أبِي بَزَّةَ، أنَّهُ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: ما الَّذِي آكُلُ وما الَّذِي أُعْطِي القانِعَ والمُعْتَرَّ؟ قالَ: اقْسِمْها ثَلاثَةَ أجْزاءٍ، قِيلَ: ما القانِعُ؟ قالَ: مَن كانَ حَوْلَكَ. قِيلَ: وإنْ ذَبَحَ؟ قالَ: وإنْ ذَبَحَ، والمُعْتَرُّ: الَّذِي يَأْتِيكَ ويَسْألُكَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب