الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ذَلِكَ ومَن يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فَهو خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ . أخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿ذَلِكَ ومَن يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ﴾ قالَ: الحُرْمَةُ: والحَجُّ والعُمْرَةُ، وما نَهى اللَّهُ عَنْهُ مِن مَعاصِيهِ كُلِّها. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عَطاءٍ وعِكْرِمَةَ: ﴿ذَلِكَ ومَن يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ﴾ قالا: المَعاصِي. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: ﴿ومَن يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ﴾ (p-٤٨٧)قالَ: الحُرُماتُ: المَشْعَرُ الحَرامُ، والبَيْتُ الحَرامُ والمَسْجِدُ الحَرامُ والبَلَدُ الحَرامُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ عَيّاشِ بْنِ أبِي رَبِيعَةَ المَخْزُومِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «لَنْ تَزالَ هَذِهِ الأُمَّةُ بِخَيْرٍ ما عَظَّمُوا هَذِهِ الحُرْمَةَ حَقَّ تَعْظِيمِها - يَعْنِي مَكَّةَ - فَإذا ضَيَّعُوا ذَلِكَ هَلَكُوا» . * * * قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فاجْتَنِبُوا﴾ الآيَةَ. أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿فاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأوْثانِ﴾ يَقُولُ: اجْتَنِبُوا طاعَةَ الشَّيْطانِ في عِبادَةِ الأوْثانِ: ﴿واجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ﴾ يَعْنِي الِافْتِراءَ عَلى اللَّهِ والتَّكْذِيبَ بِهِ. وأخْرَجَ أحْمَدُ، والتِّرْمِذِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ عَنْ أيْمَنَ بْنِ خَرِيمٍ قالَ: «قامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ خَطِيبًا فَقالَ: يا أيُّها النّاسُ، عَدَلَتْ شَهادَةُ الزُّورِ إشْراكًا بِاللَّهِ. ثَلاثًا، ثُمَّ قَرَأ: ﴿فاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأوْثانِ واجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ﴾ [الحج»: ٣٠] . وأخْرَجَ أحْمَدُ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وأبُو داوُدَ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، والبَيْهَقِيُّ في ”شُعَبِ الإيمانِ“ (p-٤٨٨)عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فاتِكٍ الأسَدِيِّ قالَ: «صَلّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ صَلاةَ الصُّبْحِ، فَلَمّا انْصَرَفَ قائِمًا قالَ: عَدَلَتْ شَهادَةُ الزُّورِ الإشْراكَ بِاللَّهِ. ثَلاثَ مَرّاتٍ، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: ﴿واجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ﴾ ﴿حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ﴾ [الحج»: ٣١] . وأخْرَجَ أحْمَدُ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، والتِّرْمِذِيُّ عَنْ أبِي بَكْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ألا أُنْبِئُكم بِأكْبَرِ الكَبائِرِ؟ قُلْنا: بَلى يا رَسُولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ بِاللَّهِ وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ - وكانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ - فَقالَ: ألا وقَوْلُ الزُّورِ، ألا وشَهادَةُ الزُّورِ. فَما زالَ يُكَرِّرُها حَتّى قُلْنا: لَيْتَهُ سَكَتَ» . وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، والفِرْيابِيُّ، وسَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، والطَّبَرانِيُّ، والخَرائِطِيُّ في ”مَكارِمِ الأخْلاقِ“، والبَيْهَقِيُّ في ”شُعَبِ الإيمانِ“، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: شَهادَةُ الزُّورِ تُعْدَلُ بِالشِّرْكِ بِاللَّهِ، ثُمَّ قَرَأ: ﴿فاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأوْثانِ واجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ﴾ . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿واجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ﴾ قالَ: الكَذِبَ. (p-٤٨٩)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُقاتِلٍ: ﴿واجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ﴾ قالَ: يَعْنِي الشِّرْكَ بِالكَلامِ، وذَلِكَ أنَّهم كانُوا يَطُوفُونَ بِالبَيْتِ فَيَقُولُونَ في تَلْبِيَتِهِمْ: لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ إلّا شَرِيكًا هو لَكَ تَمْلِكُهُ وما مَلَكَ. وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ﴾ قالَ: حُجّاجًا لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ؛ وذَلِكَ أنَّ الجاهِلِيَّةَ كانُوا يَحُجُّونَ مُشْرِكِينَ، فَلَمّا أظْهَرَ اللَّهُ الإسْلامَ قالَ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ: حُجُّوا الآنَ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِاللَّهِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ أبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قالَ: كانَ النّاسُ يَحُجُّونَ البَيْتَ وهم مُشْرِكُونَ، فَكانُوا يُسَمُّونَهم حُنَفاءَ الحُجّاجِ فَنَزَلَتْ: ﴿حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ﴾ . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ القاسِمِ مَوْلى أبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قالَ: كانَ ناسٌ مِن مُضَرَ وغَيْرِهِمْ يَحُجُّونَ البَيْتَ وهم مُشْرِكُونَ، وكانَ مَن لا يَحُجُّ البَيْتَ مِنَ المُشْرِكِينَ يَقُولُونَ: قُولُوا: حُنَفاءَ، فَقالَ اللَّهُ: ﴿حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ﴾ يَقُولُ: حُجّاجًا غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ. وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنِ السُّدِّيِّ قالَ: ما كانَ في القُرْآنِ مِن حُنَفاءَ قالَ: مُسْلِمِينَ، وما كانَ حُنَفاءَ مُسْلِمِينَ فَهم حُجّاجٌ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿حُنَفاءَ﴾ قالَ: حُجّاجًا. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ الضَّحّاكِ مِثْلَهُ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُجاهِدٍ: (p-٤٩٠)﴿حُنَفاءَ﴾ قالَ: مُتَّبِعِينَ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿ومَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ﴾، قالَ: هَذا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِمَن أشْرَكَ بِاللَّهِ في بُعْدِهِ مِنَ الهُدى وهَلاكِهِ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿فِي مَكانٍ سَحِيقٍ﴾ قالَ: بَعِيدٍ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب