الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَوَسْوَسَ إلَيْهِ الشَّيْطانُ قالَ يا آدَمُ هَلْ أدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الخُلْدِ﴾ . أخْرَجَ أحْمَدُ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «إنَّ في الجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرّاكِبُ في ظِلِّها مِائَةَ عامٍ لا يَقْطَعُها وهي شَجَرَةُ الخُلْدِ» . وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ والحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ في ”نَوادِرِ الأُصُولِ“، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ وأبُو الشَّيْخِ عَنْ وهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قالَ: لَمّا أسْكَنَ اللَّهُ آدَمَ الجَنَّةَ وزَوْجَتَهُ ونَهاهُ عَنِ الشَّجَرَةِ، كانَتِ الشَّجَرَةُ غُصُونُها مُتَشَعِّبَةٌ بَعْضُها عَلى بَعْضٍ، وكانَ لَها ثَمَرٌ تَأْكُلُهُ المَلائِكَةُ لِخُلْدِهِمْ، وهي الثَّمَرَةُ الَّتِي نَهى اللَّهُ آدَمَ عَنْها وزَوْجَتَهُ، فَلَمّا أرادَ إبْلِيسُ أنْ يَسْتَزِلَّهُما دَخَلَ الحَيَّةَ وكانَتِ الحَيَّةُ لَها أرْبَعُ قَوائِمَ كَأنَّها بُخْتِيَّةٌ مِن أحْسَنِ دابَّةٍ خَلَقَها اللَّهُ، فَلَمّا دَخَلَتِ الحَيَّةُ الجَنَّةَ خَرَجَ مَن جَوْفِها إبْلِيسُ، فَأخَذَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي نَهى اللَّهُ آدَمَ وزَوْجَتَهُ عَنْها، فَجاءَ بِها إلى حَوّاءَ فَقالَ: انْظُرِي إلى هَذِهِ الشَّجَرَةِ ما أطْيَبَ رِيحَها، وأطْيَبَ طَعْمَها، وأحْسَنَ لَوْنَها! فَأخَذَتْها حَوّاءُ (p-٢٥٣)فَأكْلَتْها ثُمَّ ذَهَبَتْ بِها إلى آدَمَ فَقالَتْ: انْظُرْ إلى هَذِهِ الشَّجَرَةِ ما أطْيَبَ رِيحَها وأطْيَبَ طَعْمَها وأحْسَنَ لَوْنَها، فَأكَلَ مِنها آدَمُ: فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما فَدَخَلَ آدَمُ في جَوْفِ الشَّجَرَةِ فَناداهُ رَبُّهُ: أيْنَ أنْتَ؟ قالَ: ها أنَذا يا رَبِّ، قالَ: ألا تَخْرُجُ؟ قالَ: أسْتَحِي مِنكَ يا رَبِّ، قالَ: اهْبِطْ إلى الأرْضِ، ثُمَّ قالَ: يا حَوّاءُ غَرَرْتِ عَبْدِي؟ فَإنَّكِ لا تَحْمِلِينَ حَمْلًا إلّا حَمَلْتِ كُرْهًا، فَإذا أرَدْتِ أنْ تَضَعِي ما في بَطْنِكِ، أشْرَفْتِ عَلى المَوْتِ مِرارًا، وقالَ لِلْحَيَّةِ: أنْتِ الَّتِي دَخَلَ المَلْعُونُ في جَوْفِكِ حَتّى غَرَّ عَبْدِي، أنْتِ مَلْعُونَةٌ لُعْنَةٌ، تَتَحَوَّلُ قَوائِمُكِ في بَطْنِكِ ولا يَكُونُ لَكِ رِزْقٌ إلّا التُّرابَ، أنْتِ عَدُوُّ بَنِي آدَمَ وهم أعْداؤُكِ، أيْنَما لَقِيتِ أحَدًا مِنهم أخَذْتِ بِعَقِبِهِ، وحَيْثُ ما لَقِيَكِ أحَدٌ مِنهم شَدَخَ رَأْسَكِ، قِيلَ لَوَهْبٍ: وهَلْ كانَتِ المَلائِكَةُ تَأْكُلُ؟ قالَ: يَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ. وأخْرَجَ الحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ عَلْقَمَةَ قالَ: اقْتُلُوا الحَيّاتِ كُلَّها إلى الجانَّ الَّذِي كَأنَّهُ مِيلٌ؛ فَإنَّهُ جِنُّها، ولا يَضُرُّ أحَدَكُمْ، كافِرًا قَتَلَ أوْ مُسْلِمًا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب