الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ﴾ .
أخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، وأبُو الشَّيْخِ في “ العَظَمَةِ “، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ «عَنْ أبِي ذَرٍّ (p-٢٧٥)قالَ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ أرَأيْتَ آدَمَ نَبِيًّا كانَ؟ قالَ: نَعَمْ، كانَ نَبِيًّا رَسُولًا، كَلَّمَهُ اللَّهُ قِبَلًا، قالَ لَهُ ﴿يا آدَمُ اسْكُنْ أنْتَ وزَوْجُكَ الجَنَّةَ﴾ [البقرة»: ٣٥] .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والطَّبَرانِيُّ «عَنْ أبِي ذَرٍّ قالَ: قُلْتُ يا رَسُولَ اللَّهِ، مَن أوَّلُ الأنْبِياءِ؟ قالَ: آدَمُ، قُلْتُ: نَبِيٌّ كانَ؟ قالَ: نَعَمْ، مُكَلَّمٌ، قُلْتُ: ثُمَّ مَن؟ قالَ: نُوحٌ وبَيْنَهُما عَشَرَةُ آباءٍ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والبُخارِيُّ في ”تارِيخِهِ“ والبَزّارُ، والبَيْهَقِيُّ في ”الشُّعَبِ“ «عَنْ أبِي ذَرٍّ قالَ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أيُّ الأنْبِياءِ كانَ أوَّلَ؟ قالَ: آدَمُ. قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ونَبِيٌّ كانَ؟ قالَ: نَعَمْ، نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ، قُلْتُ: كَمْ كانَ المُرْسَلُونَ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: ثَلاثَمِائَةٍ وخَمْسَةَ عَشَرَ، جَمًّا غَفِيرًا» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ والآجُرِّيُّ في ”الأرْبَعِينَ“ «عَنْ أبِي ذَرٍّ قالَ: قُلْتُ: (p-٢٧٦)يا رَسُولَ اللَّهِ مَن كانَ أوَّلَهُمْ؟ - يَعْنِي الرُّسُلَ - قالَ: آدَمُ قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أنَبِيٌّ مُرْسَلٌ؟ قالَ: نَعَمْ، خَلَقَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ، ونَفَخَ فِيهِ مِن رُوحِهِ، وسَوّاهُ قِبَلًا» .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ حِبّانَ، والطَّبَرانِيُّ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ في “ الأسْماءِ والصِّفاتِ “ عَنْ أبِي أُمامَةَ الباهِلِيِّ «أنَّ رَجُلًا قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أنَبِيٌّ كانَ آدَمُ؟ قالَ: نَعَمْ، مُكَلَّمٌ، قالَ: كَمْ بَيْنَهُ وبَيْنَ نُوحٍ؟ قالَ: عَشَرَةُ قُرُونٍ. قالَ: كَمْ بَيْنَ نُوحٍ وبَيْنَ إبْراهِيمَ؟ قالَ: عَشَرَةُ قُرُونٍ. قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، كَمِ الأنْبِياءُ؟ قالَ: مِائَةُ ألْفٍ وأرْبَعَةٌ وعِشْرُونَ ألْفًا، قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، كَمْ كانَتِ الرُّسُلُ مِن ذَلِكَ؟ قالَ: ثَلَثَمِائَةٍ وخَمْسَةَ عَشَرَ، جَمًّا غَفِيرًا» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، وابْنُ المُنْذِرِ، والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ عَنْ أبِي أُمامَةَ «أنَّ أبا ذَرٍّ قالَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، أيُّ الأنْبِياءِ كانَ أوَّلَ؟ قالَ: آدَمُ، قالَ: أوَ نَبِيٌّ كانَ آدَمُ؟ قالَ: نَعَمْ، نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ، خَلَقَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ مِن رُوحِهِ، ثُمَّ قالَ لَهُ يا آدَمُ قَبِلًا، قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ كَمْ وفاءُ عِدَّةِ الأنْبِياءِ؟ قالَ: مِائَةُ ألْفٍ وأرْبَعَةٌ وعِشْرُونَ ألْفًا، الرُّسُلُ مِن ذَلِكَ ثَلاثُمِائَةٍ وخَمْسَةَ عَشَرَ، جَمًّا غَفِيرًا» .
(p-٢٧٧)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا في كِتابِ الشُّكْرِ والحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ في ”نَوادِرِ الأُصُولِ“، والبَيْهَقِيُّ في ”الشُّعَبِ“، وابْنُ عَساكِرَ في ”تارِيخِهِ“ عَنِ الحَسَنِ قالَ: قالَ مُوسى: يا رَبِّ كَيْفَ يَسْتَطِيعُ آدَمُ أنْ يُؤَدِّيَ شُكْرَ ما صَنَعْتَهُ إلَيْهِ؟ خَلَقْتَهُ بِيَدِكَ ونَفَخْتَ فِيهِ مِن رُوحِكَ وأسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ، وأمَرْتَ المَلائِكَةَ فَسَجَدُوا لَهُ، فَقالَ: يا مُوسى عَلِمَ أنَّ ذَلِكَ مِنِّي فَحَمِدَنِي عَلَيْهِ، فَكانَ ذَلِكَ شُكْرًا لِما صَنَعْتُ إلَيْهِ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ أبِي العالِيَةِ قالَ: خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ يَوْمَ الجُمْعَةِ وأدْخَلَهُ الجَنَّةَ يَوْمَ الجُمْعَةِ فَجَعَلَهُ في جَنّاتِ الفِرْدَوْسِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: ما سَكَنَ آدَمُ الجَنَّةَ إلّا ما بَيْنَ صَلاةِ العَصْرِ إلى غُرُوبِ الشَّمْسِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، والبَيْهَقِيُّ في “ الأسْماءِ والصِّفاتِ “، وابْنُ عَساكِرَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِن أدِيمِ الأرْضِ يَوْمَ الجُمُعَةِ بَعْدَ العَصْرِ، فَسَمّاهُ آدَمَ ثُمَّ عَهِدَ إلَيْهِ فَنَسِيَ، فَسَمّاهُ الإنْسانَ، قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: فَتاللَّهِ ما غابَتِ الشَّمْسُ مِن ذَلِكَ اليَوْمِ حَتّى أُهْبِطَ مِنَ الجَنَّةِ.
(p-٢٧٨)وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وأحْمَدُ في “ الزُّهْدِ “، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنِ الحَسَنِ قالَ: لَبِثَ آدَمُ في الجَنَّةِ ساعَةً مِن نَهارٍ، تِلْكَ السّاعَةُ مِائَةٌ وثَلاثُونَ سَنَةً مِن أيّامِ الدُّنْيا.
وأخْرَجَ أحْمَدُ في “ الزُّهْدِ “ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قالَ: ما كانَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ في الجَنَّةِ إلّا مِقْدارَ ما بَيْنَ الظَّهْرِ والعَصْرِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ اللَّهِ في ”زَوائِدِهِ“ عَنْ مُوسى بْنِ عُقْبَةَ قالَ: مَكَثَ آدَمُ في الجَنَّةِ رُبْعَ النَّهارِ، وذَلِكَ ساعَتانِ ونِصْفٌ، وذَلِكَ مِائَتا سَنَةٍ وخَمْسُونَ سَنَةً، فَبَكى عَلى الجَنَّةِ مِائَةَ سَنَةٍ.
* * *
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وزَوْجُكَ﴾ .
أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ في “ الأسْماءِ والصِّفاتِ “، وابْنُ عَساكِرَ مِن طَرِيقِ السُّدِّيِّ بْنِ أبِي مالِكٍ وعَنْ أبِي صالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ وعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وناسٍ مِنَ الصَّحابَةِ قالُوا: لَمّا سَكَنَ آدَمُ الجَنَّةَ كانَ يَمْشِي فِيها وحْشًا، لَيْسَ لَهُ زَوْجٌ يَسْكُنُ إلَيْها، فَنامَ نَوْمَةً، (p-٢٧٩)فاسْتَيْقَظَ فَإذا عِنْدَ رَأْسِهِ امْرَأةٌ قاعِدَةٌ خَلَقَها اللَّهُ مِن ضِلَعِهِ، فَسَألَها ما أنْتِ؟ قالَتِ: امْرَأةٌ، قالَ: ولِمَ خُلِقْتِ؟ قالَتْ: تَسْكُنُ إلَيَّ. قالَتْ لَهُ المَلائِكَةُ يَنْظُرُونَ ما بَلَغَ عِلْمُهُ: ما اسْمُها يا آدَمُ؟ قالَ: حَوّاءُ، قالُوا: لِمَ سُمِّيَتْ حَوّاءُ؟ قالَ: لِأنَّها خُلِقَتْ مِن حَيٍّ. فَقالَ اللَّهُ ﴿يا آدَمُ اسْكُنْ أنْتَ وزَوْجُكَ الجَنَّةَ﴾ .
وأخْرَجَ سُفْيانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: نامَ آدَمُ فَخَلَقَتْ حَوّاءُ مِن قُصَيْراهُ فاسْتَيْقَظَ فَرَآها، فَقالَ: مَن أنْتِ؟ فَقالَتْ: أنا أثا، يَعْنِي: امْرَأةٌ بِالسُّرْيانِيَّةِ.
وأخْرَجَ البُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اسْتَوْصُوا بِالنِّساءِ خَيْرًا، فَإنَّ المَرْأةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شَيْءٍ مِنَ الضِّلَعِ رَأْسُهُ، وإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ تَرَكْتَهُ وفِيهِ عِوَجٌ، فاسْتَوْصُوا بِالنِّساءِ خَيْرًا» .
وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ، وابْنُ عَساكِرَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: إنَّما سُمِّيَتْ حَوّاءَ (p-٢٨٠)لِأنَّها أُمُّ كُلِّ حَيٍّ.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، وابْنُ عَساكِرَ مِن وجْهٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: إنَّما سُمِّيَتِ المَرْأةُ مَرْأةً لِأنَّها خُلِقَتْ مِنَ المَرْءِ، وسُمِّيَتْ حَوّاءَ لِأنَّها أُمُّ كُلِّ حَيٍّ.
وأخْرَجَ إسْحاقُ بْنُ بِشْرٍ، وابْنُ عَساكِرَ عَنْ عَطاءٍ قالَ: لَمّا سَجَدَتِ المَلائِكَةُ لِآدَمَ نَفَرَ إبْلِيسُ نَفْرَةً ثُمَّ ولّى مُدْبِرًا وهو يَلْتَفِتُ أحْيانًا يَنْظُرُ هَلْ عَصى رَبَّهُ أحَدٌ غَيْرُهُ، فَعَصَمَهُمُ اللَّهُ ثُمَّ قالَ اللَّهُ لِآدَمَ: قُمْ يا آدَمُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ، فَقامَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ورَدُّوا عَلَيْهِ، ثُمَّ عَرَضَ الأسْماءَ عَلى المَلائِكَةِ، فَقالَ اللَّهُ لِمَلائِكَتِهِ: زَعَمْتُمْ أنَّكم أعْلَمُ مِنهُ ﴿أنْبِئُونِي بِأسْماءِ هَؤُلاءِ إنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ﴾ [البقرة: ٣١] ﴿قالُوا سُبْحانَكَ﴾ [البقرة: ٣٢] إنَّ العِلْمَ مِنكَ ولَكَ ولا عِلْمَ لَنا إلّا ما عَلَّمْتَنا، فَلَمّا أقَرُّوا بِذَلِكَ ﴿قالَ يا آدَمُ أنْبِئْهم بِأسْمائِهِمْ﴾ [البقرة: ٣٣] فَقالَ آدَمُ: هَذِهِ ناقَةٌ جَمَلٌ بَقَرَةٌ نَعْجَةٌ شاةٌ فَرَسٌ، وهو مِن خَلْقِ رَبِّي، فَكُلُّ شَيْءٍ سَمّى آدَمُ فَهو اسْمُهُ إلى يَوْمِ القِيامَةِ، وجَعَلَ يَدْعُو كُلَّ شَيْءٍ بِاسْمِهِ حِينَ يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ، حَتّى بَقِيَ الحِمارُ، وهو آخِرُ شَيْءٍ مَرَّ عَلَيْهِ، فَخالَفَ الحِمارُ مِن وراءِ ظَهْرِهِ فَناداهُ آدَمُ: أقْبِلْ (p-٢٨١)يا حِمارُ، فَعَلِمَتِ المَلائِكَةُ أنَّهُ أكْرَمُ عَلى اللَّهِ وأعْلَمُ مِنهُمْ، ثُمَّ قالَ لَهُ رَبُّهُ: يا آدَمُ ادْخُلِ الجَنَّةَ تَحْيا وتُكْرَمْ. فَدَخَلَ الجَنَّةَ فَنَهاهُ عَنِ الشَّجَرَةِ قَبْلَ أنْ يَخْلُقَ حَوّاءَ، فَكانَ آدَمُ لا يَسْتَأْنِسُ إلى خَلْقٍ في الجَنَّةِ ولا يَسْكُنُ إلَيْهِ، ولَمْ يَكُنْ في الجَنَّةِ شَيْءٌ يُشْبِهُهُ، فَألْقى اللَّهُ عَلَيْهِ النَّوْمَ وهو أوَّلُ نَوْمٍ كانَ، فانْتُزِعَتْ مِن ضِلَعِهِ الصُّغْرى مِن جانِبِهِ الأيْسَرِ، فَخُلِقَتْ حَوّاءُ مِنهُ، فَلَمّا اسْتَيْقَظَ آدَمُ جَلَسَ فَنَظَرَ إلى حَوّاءَ تُشْبِهُهُ مِن أحْسَنِ البَشَرِ- ولِكُلِّ امْرَأةٍ فَضْلٌ عَلى الرَّجُلِ بِضِلَعٍ- وكانَ اللَّهُ عَلَّمَ آدَمَ اسْمَ كُلِّ شَيْءٍ فَجاءَتْهُ المَلائِكَةُ فَهَنَّوْهُ وسَلَّمُوا عَلَيْهِ فَقالُوا: يا آدَمُ ما هَذِهِ؟ قالَ: هَذِهِ مَرْأةٌ، قِيلَ لَهُ: فَما اسْمُها؟ قالَ: حَوّاءُ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ سَمَّيْتَها حَوّاءَ؟ قالَ: لِأنَّها خُلِقَتْ مِن حَيٍّ، فَنُفِخَ بَيْنَهُما مِن رُوحِ اللَّهِ، فَما كانَ مِن شَيْءٍ يَتَراحَمُ النّاسُ بِهِ فَهو مِن فَضْلِ رَحْمَتِها.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ أشْعَثَ الحُدّانِيُّ قالَ: كانَتْ حَوّاءُ مِن نِساءِ الجَنَّةِ، وكانَ الوَلَدُ يُرى في بَطْنِها- إذا حَمَلَتْ- ذَكَرًا أمْ أُنْثى مِن صَفائِها.
(p-٢٨٢)وأخْرَجَ ابْنُ عَدِيٍّ، وابْنُ عَساكِرَ، عَنْ إبْراهِيمَ النَّخَعِيِّ قالَ: لَمّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وخَلَقَ لَهُ زَوْجَتَهُ بَعَثَ إلَيْهِ مَلَكًا وأمَرَهُ بِالجِماعِ فَفَعَلَ، فَلَمّا فَرَغَ قالَتْ لَهُ حَوّاءُ: يا آدَمُ هَذا طَيِّبٌ زِدْنا مِنهُ.
* * *
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وكُلا مِنها رَغَدًا﴾ .
أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ عَساكِرَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وناسٍ مِنَ الصَّحابَةِ قالَ الرَّغَدُ: الهَنِيءُ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ الرَّغَدُ سَعَةُ المَعِيشَةِ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿وكُلا مِنها رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُما﴾ قالَ: لا حِسابَ عَلَيْهِمْ.
* * *
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولا تَقْرَبا هَذِهِ الشَّجَرَةَ﴾ .
أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، وابْنُ عَساكِرَ مِن طُرُقٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: الشَّجَرَةُ الَّتِي نَهى اللَّهُ عَنْها آدَمَ السُّنْبُلَةُ، وفي (p-٢٨٣)لَفْظٍ: البُرُّ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ وهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قالَ: الشَّجَرَةُ الَّتِي نَهى اللَّهُ عَنْها آدَمَ البُرُّ، ولَكِنَّ الحَبَّةَ مِنها في الجَنَّةِ كَكُلى البَقَرِ ألْيَنُ مِنَ الزُّبْدِ، وأحْلى مِنَ العَسَلِ.
وأخْرَجَ وكِيعٌ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ أبِي مالِكٍ الغِفارِيِّ في قَوْلِهِ: ﴿ولا تَقْرَبا هَذِهِ الشَّجَرَةَ﴾ قالَ: السُّنْبُلَةُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، مِن وجْهٍ آخَرَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: الشَّجَرَةُ الَّتِي نُهِيَ عَنْها آدَمُ، الكَرْمُ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، مِثْلَهُ.
وأخْرَجَ وكِيعٌ، وابْنُ سَعْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وأبُو الشَّيْخِ عَنْ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ قالَ: الشَّجَرَةُ الَّتِي افْتَتَنَ بِها آدَمُ الكَرْمُ، وجُعِلَتْ فِتْنَةً لِوَلَدِهِ مِن بَعْدِهِ، والَّتِي أكَلَ (p-٢٨٤)مِنها آدَمُ العِنَبُ.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: هي اللَّوْزُ.
قُلْتُ: كَذا في النُّسْخَةِ، وهي قَدِيمَةٌ، وعِنْدِي أنَّها تَصَحَّفَتْ مِنَ الكَرْمِ.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولا تَقْرَبا هَذِهِ الشَّجَرَةَ﴾ قالَ: بَلَغَنِي أنَّها التِّينَةُ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ بَعْضِ الصَّحابَةِ قالَ: هي تِينَةٌ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ قَتادَةَ قالَ: هي التِّينُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ عَنْ أبِي مالِكٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولا تَقْرَبا هَذِهِ الشَّجَرَةَ﴾ قالَ: هي النَّخْلَةُ.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ قالَ: هي الأُتْرُجُّ.
وأخْرَجَ أحْمَدُ في “ الزُّهْدِ “ عَنْ شُعَيْبٍ الجُبائِيِّ قالَ: كانَتِ الشَّجَرَةُ الَّتِي (p-٢٨٥)نَهى اللَّهُ عَنْها آدَمَ وزَوْجَتَهُ شَبَهَ البُرِّ، تُسَمّى الدَّعَةَ وكانَ لِباسُهُمُ النُّورَ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ عَنْ أبِي العالِيَةِ قالَ: كانَتِ الشَّجَرَةُ مَن أكَلَ مِنها أحْدَثَ ولا يَنْبَغِي أنْ يَكُونَ في الجَنَّةِ حَدَثٌ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿ولا تَقْرَبا هَذِهِ الشَّجَرَةَ﴾ قالَ: ابْتَلى اللَّهُ آدَمَ كَما ابْتَلى المَلائِكَةَ قَبْلَهُ، وكُلُّ شَيْءٍ خُلِقَ مُبْتَلًى، ولَمْ يَدَعِ اللَّهُ شَيْئًا مِن خَلْقِهِ إلّا ابْتَلاهُ بِالطّاعَةِ، فَما زالَ البَلاءُ بِآدَمَ حَتّى وقَعَ فِيما نُهِيَ عَنْهُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ قَتادَةَ قالَ: ابْتَلى اللَّهُ آدَمَ فَأسْكَنَهُ الجَنَّةَ يَأْكُلُ مِنها رَغَدًا حَيْثُ شاءَ، ونَهاهُ عَنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ أنْ يَأْكُلَ مِنها، وقَدَّمَ إلَيْهِ فِيها، فَما زالَ بِهِ البَلاءُ حَتّى وقَعَ فِيما نُهِيَ عَنْهُ، فَبَدَتْ لَهُ سَوْءَتُهُ عِنْدَ ذَلِكَ، وكانَ لا يَراها، فَأُهْبِطَ مِنَ الجَنَّةِ.
{"ayah":"وَقُلۡنَا یَـٰۤـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ وَكُلَا مِنۡهَا رَغَدًا حَیۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّـٰلِمِینَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق