الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكم ما في الأرْضِ جَمِيعًا﴾ الآيَةَ.
أخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكم ما في الأرْضِ جَمِيعًا﴾ قالَ: سَخَّرَ لَكم ما في الأرْضِ جَمِيعًا، كَرامَةً مِنَ اللَّهِ ونِعْمَةً لِابْنِ آدَمَ، مَتاعًا وبِلُغَةً ومَنفَعَةً إلى أجَلٍ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ في “ العَظَمَةِ “ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكم ما في الأرْضِ جَمِيعًا﴾ قالَ: سَخَّرَ لَكم ما في الأرْضِ جَمِيعًا ﴿ثُمَّ اسْتَوى إلى السَّماءِ﴾ قالَ: خَلَقَ اللَّهُ الأرْضَ قَبْلَ السَّماءِ، فَلَمّا خَلَقَ الأرْضَ ثارَ مِنها دُخانٌ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ ﴿ثُمَّ اسْتَوى إلى السَّماءِ فَسَوّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ﴾ يَقُولُ: خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ بَعْضَهُنَّ فَوْقَ بَعْضٍ، وسَبْعَ أرَضِينَ بَعْضَهُنَّ تَحْتَ بَعْضٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ في “ الأسْماءِ والصِّفاتِ “ مِن طَرِيقِ السُّدِّيِّ عَنْ أبِي مالِكٍ، وعَنْ أبِي صالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، وعَنْ مُرَّةَ الهَمْدانِيِّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وعَنْ ناسٍ مِن أصْحابِ (p-٢٣١)رَسُولِ اللَّهِ ﷺ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكم ما في الأرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوى إلى السَّماءِ فَسَوّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ﴾ قالَ: إنَّ اللَّهَ كانَ عَرْشُهُ عَلى الماءِ، ولَمْ يَخْلُقْ شَيْئًا قَبْلَ الماءِ، فَلَمّا أرادَ أنْ يَخْلُقَ الخَلْقَ أخْرَجَ مِنَ الماءِ دُخانًا، فارْتَفَعَ فَوْقَ الماءِ، فَسَما عَلَيْهِ، فَسَمّاهُ سَماءً، ثُمَّ أيْبَسَ الماءَ فَجَعَلَهُ أرْضًا واحِدَةً، ثُمَّ فَتَقَها سَبْعَ أرْضِينَ في يَوْمَيْنِ، في الأحَدِ والِاثْنَيْنِ، فَخَلَقَ الأرْضَ عَلى حُوتٍ، وهو الَّذِي ذَكَرَهُ في قَوْلِهِ: ﴿ن والقَلَمِ﴾ [القلم: ١] [ القَلَمِ: ١] والحُوتُ في الماءِ والماءُ عَلى ظَهْرِ صَفاةٍ والصَّفاةُ عَلى ظَهْرِ مَلَكٍ والمَلَكُ عَلى صَخْرَةِ، والصَّخْرَةُ في الرِّيحِ وهي الصَّخْرَةُ الَّتِي ذَكَرَها لُقْمانُ، لَيْسَتْ في السَّماءِ ولا في الأرْضِ، فَتَحَرَّكَ الحُوتُ فاضْطَرَبَ، فَتَزَلْزَلَتِ الأرْضُ فَأرْسى عَلَيْها الجِبالَ فَقَرَّتْ، فالجِبالُ تَفْخَرُ عَلى الأرْضِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ ﴿وألْقى في الأرْضِ رَواسِيَ أنْ تَمِيدَ بِكُمْ﴾ [النحل: ١٥] [ النَّحْلِ: ١٥] وخَلَقَ الجِبالَ فِيها، وأقْواتَ أهْلِها، وشَجَرَها وما يَنْبَغِي لَها في يَوْمَيْنِ: في الثُّلاثاءِ والأرْبِعاءَ، وذَلِكَ قَوْلُهُ ﴿أإنَّكم لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأرْضَ﴾ [فصلت: ٩] إلى قَوْلِهِ ﴿وبارَكَ فِيها﴾ [فصلت: ١٠] [ فُصِّلَتْ: ٩، ١٠] يَقُولُ: أنْبَتَ شَجَرَها (وقَدَّرَ فِيها أقْواتَها) يَقُولُ: أقْواتَها لِأهْلِها ﴿فِي أرْبَعَةِ أيّامٍ سَواءً لِلسّائِلِينَ﴾ [فصلت: ١٠] يَقُولُ: مَن سَألَ فَهَكَذا الأمْرُ ﴿ثُمَّ اسْتَوى إلى السَّماءِ وهي دُخانٌ﴾ [فصلت: ١١] [ فُصِّلَتْ: ١١] وكانَ ذَلِكَ الدُّخانُ مِن (p-٢٣٢)تَنَفُّسِ الماءِ حِينَ تَنَفَّسُ، جَعَلَها سَماءً واحِدَةً ثُمَّ فَتَقَها فَجَعَلَها سَبْعَ سَماواتٍ في يَوْمَيْنِ: في الخَمِيسِ والجُمْعَةِ، وإنَّما سُمِّيَ يَوْمَ الجُمْعَةِ لِأنَّهُ جُمِعَ فِيهِ خَلْقُ السَّماواتِ والأرْضِ ﴿وأوْحى في كُلِّ سَماءٍ أمْرَها﴾ [فصلت: ١٢] [ فُصِّلَتْ: ١٢] قالَ: خَلَقَ في كُلِّ سَماءٍ خَلْقَها مِنَ المَلائِكَةِ والخَلْقِ الَّذِي فِيها مِنَ البِحارِ وجِبالَ البَرَدِ ومِمّا لا يُعْلَمُ، ثُمَّ زَيَّنَ السَّماءَ بِالكَواكِبِ فَجَعَلَها زِينَةً وحِفْظًا مِنَ الشَّياطِينِ فَلَمّا فَرَغَ مِن خَلْقِ ما أحَبَّ اسْتَوى عَلى العَرْشِ.
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في “ الأسْماءِ والصِّفاتِ “ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ثُمَّ اسْتَوى إلى السَّماءِ﴾ يَعْنِي صَعِدَ أمْرُهُ إلى السَّماءِ (فَسَوّاهُنَّ) يَعْنِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ قالَ: أجْرى النّارَ عَلى الماءِ، فَبَخَّرَ البَحْرَ فَصَعِدَ في الهَواءِ فَجَعَلَ السَّماواتِ مِنهُ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ عَنْ أبِي العالِيَةِ في قَوْلِهِ: ﴿ثُمَّ اسْتَوى إلى السَّماءِ﴾ قالَ: ارْتَفَعَ، وفي قَوْلِهِ: ﴿فَسَوّاهُنَّ﴾ قالَ: سَوّى خَلْقَهُنَّ.
(p-٢٣٣)وأخْرَجَ عُثْمانُ بْنُ سَعِيدٍ الدّارِمِيُّ في (كِتابِ الرَّدِّ عَلى الجَهْمِيَّةِ) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: لَمّا أرادَ اللَّهُ أنْ يَخْلُقَ الأشْياءَ إذْ كانَ عَرْشُهُ عَلى الماءِ، وإذْ لا أرْضَ ولا سَماءَ، خَلَقَ الرِّيحَ فَسَلَّطَها عَلى الماءِ حَتّى اضْطَرَبَتْ أمْواجُهُ، وأثارَ رُكامَهُ، فَأخْرَجَ مِنَ الماءِ دُخانًا وطِينًا وزَبَدًا، فَأمَرَ الدُّخانَ فَعَلا وسَما ونَما، فَخَلَقَ مِنهُ السَّماواتِ وخَلَقَ مِنَ الطِّينِ الأرَضِينَ، وخَلَقَ مِنَ الزَّبَدِ الجِبالَ.
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والبُخارِيُّ في ”التّارِيخِ“، ومُسْلِمٌ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ المُنْذِرِ، وأبُو الشَّيْخِ في “ العَظَمَةِ “، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، والبَيْهَقِيُّ في ”كِتابِ الأسْماءِ والصِّفاتِ“ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ «أخَذَ النَّبِيُّ ﷺ بِيَدِي فَقالَ: خَلَقَ اللَّهُ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ وخَلَقَ الجِبالَ يَوْمَ الأحَدِ، وخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وخَلَقَ المَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلاثاءِ، وخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الأرْبِعاءِ، وبَثَّ فِيها الدَّوابَّ يَوْمَ الخَمِيسِ، وخَلَقَ آدَمَ يَوْمَ الجُمْعَةِ بَعْدَ العَصْرِ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وأبُو داوُدَ، والتِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ، وابْنُ ماجَهْ وعُثْمانُ بْنُ سَعِيدٍ الدّارِمِيُّ في ”الرَّدِّ عَلى الجَهْمِيَّةِ“، وابْنُ أبِي الدُّنْيا في (p-٢٣٤)”كِتابِ المَطَرِ“، وابْنُ أبِي عاصِمٍ في السُّنَّةِ، وأبُو يَعْلى، وابْنُ خُزَيْمَةَ في ”التَّوْحِيدِ“، وابْنُ أبِي حاتِمٍ وأبُو أحْمَدَ، والحاكِمُ في ”الكُنى“، والطَّبَرانِيُّ في ”الكَبِيرِ“، وأبُو الشَّيْخِ في ”العَظَمَةِ“، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، واللّالِكائِيُّ في ”السُّنَّةِ“، والبَيْهَقِيُّ في “ الأسْماءِ والصِّفاتِ “ عَنِ العَبّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، قالَ: «كُنّا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ فَقالَ: هَلْ تَدْرُونَ كَمْ بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ؟ قُلْنا: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ. قالَ: بَيْنَهُما مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، ومِن كُلِّ سَماءٍ إلى سَماءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، وكِثَفُ كُلِّ سَماءٍ خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ، وفَوْقَ السَّماءِ السّابِعَةِ بَحْرٌ، بَيْنَ أعْلاهُ وأسْفَلَهُ كَما بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ ثَمانِيَةُ أوْعالٍ، بَيْنَ رُكَبِهِنَّ وأظْلافِهِنَّ كَما بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ العَرْشُ بَيْنَ أسْفَلِهِ وأعْلاهُ كَما بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، واللَّهُ سُبْحانَهُ وتَعالى فَوْقَ ذَلِكَ، ولَيْسَ يَخْفى عَلَيْهِ مِن أعْمالِ بَنِي آدَمَ شَيْءٌ» .
(p-٢٣٥)وأخْرَجَ إسْحاقُ بْنُ راهَوَيْهِ في ”مُسْنَدِهِ“، والبَزّارُ، وأبُو الشَّيْخِ في “ العَظَمَةِ “، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، والبَيْهَقِيُّ عَنْ أبِي ذَرٍّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ما بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عامٍ، وغِلَظُ كُلِّ سَماءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عامٍ، وما بَيْنَ السَّماءِ إلى الَّتِي تَلِيها مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عامٍ كَذَلِكَ إلى السَّماءِ السّابِعَةِ، والأرْضُونَ مِثْلُ ذَلِكَ، وما بَيْنَ السَّماءِ السّابِعَةِ إلى العَرْشِ مِثْلُ جَمِيعِ ذَلِكَ، ولَوْ حَفَرْتُمْ لِصاحِبِكم ثُمَّ دَلَّيْتُمُوهُ لَوَجَدَ اللَّهَ ثَمَّةَ. يَعْنِي عِلْمَهُ» .
وأخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ، وأبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: «كُنّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَمَرَّتْ سَحابَةٌ فَقالَ: أتَدْرُونَ ما هَذِهِ؟ قالُوا: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ. فَقالَ: هَذِهِ الغَيايَةُ هَذِهِ رَوايا الأرْضِ يَسُوقُها اللَّهُ إلى بَلَدٍ لا يَعْبُدُونَهُ ولا يَشْكُرُونَهُ، هَلْ تَدْرُونَ ما فَوْقَ ذَلِكَ؟ قالُوا: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ. قالَ: فَإنَّ فَوْقَ ذَلِكَ سَماءٌ. هَلْ تَدْرُونَ ما فَوْقَ ذَلِكَ؟ قالُوا: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ. قالَ: فَإنَّ فَوْقَ ذَلِكَ مَوْجًا مَكْفُوفًا وسَقْفًا (p-٢٣٦)مَحْفُوظًا، هَلْ تَدْرُونَ ما فَوْقَ ذَلِكَ؟ قالُوا: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ. قالَ: فَإنَّ فَوْقَ ذَلِكَ سَماءً، هَلْ تَدْرُونَ ما فَوْقَ ذَلِكَ؟ قالُوا: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ. قالَ: فَإنَّ فَوْقَ ذَلِكَ سَماءً أُخْرى، هَلْ تَدْرُونَ كَمْ بَيْنَهُما؟ قالُوا: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ. قالَ: فَإنَّ بَيْنَهُما مَسِيرَةَ خَمْسِمِائَةِ عامٍ. حَتّى عَدَّ سَبْعَ سَماواتٍ، بَيْنَ كُلِّ سَماءَيْنِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عامٍ ثُمَّ قالَ: هَلْ تَدْرُونَ ما فَوْقَ ذَلِكَ؟ قالُوا: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ. قالَ: فَإنَّ فَوْقَ ذَلِكَ العَرْشَ، فَهَلْ تَدْرُونَ كَمْ بَيْنَهُما؟ قالُوا: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ. قالَ: فَإنَّ بَيْنَ ذَلِكَ كَما بَيْنَ السَّماءَيْنِ ثُمَّ قالَ: هَلْ تَدْرُونَ ما هَذِهِ؟ هَذِهِ أرْضٌ، هَلْ تَدْرُونَ ما تِحَتَها؟ قالُوا: اللَّهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ، قالَ: أرْضٌ أُخْرى وبَيْنَهُما مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عامٍ حَتّى عَدَّ سَبْعَ أرَضِينَ بَيْنَ كُلِّ أرْضَيْنِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عامٍ» .
وأخْرَجَ عُثْمانُ بْنُ سَعِيدٍ الدّارِمِيُّ في ”الرَّدِّ عَلى الجَهْمِيَّةِ“، وابْنُ المُنْذِرِ، والطَّبَرانِيُّ، وأبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ واللّالِكائِيُّ، والبَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: ما بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ خَمْسُمِائَةِ عامٍ وما بَيْنَ كُلِّ سَماءَيْنِ خَمْسُمِائَةِ عامٍ، وبُصْرُ كُلِّ سَماءٍ وأرْضٍ - يَعْنِي غِلَظُ ذَلِكَ - مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ (p-٢٣٧)عامٍ، وما بَيْنَ السَّماءِ السّابِعَةِ إلى الكُرْسِيِّ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عامٍ، وما بَيْنَ الكُرْسِيِّ والماءِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عامِ، والعَرْشُ عَلى الماءِ، واللَّهُ فَوْقَ العَرْشِ، وهو يَعْلَمُ ما أنْتُمْ عَلَيْهِ.
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاصِ أنَّهُ نَظَرَ إلى السَّماءِ فَقالَ: تَبارَكَ اللَّهُ، ما أشَدَّ بَياضَها والثّانِيَةُ أشَدُّ بَياضًا مِنها- ثُمَّ كَذَلِكَ حَتّى بَلَغَ سَبْعَ سَماواتٍ، وخَلَقَ فَوْقَ السّابِعَةِ الماءَ، وجَعَلَ فَوْقَ الماءِ العَرْشَ وجَعَلَ فَوْقَ السَّماءِ الدُّنْيا الشَّمْسَ والقَمَرَ والنُّجُومَ والرُّجُومَ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «قالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ ما هَذِهِ السَّماءُ؟ قالَ: هَذا مَوْجٌ مَكْفُوفٌ عَنْكم» .
وأخْرَجَ إسْحاقُ بْنُ راهَوَيْهِ في ”مُسْنَدِهِ“، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والطَّبَرانِيُّ في ”الأوْسَطِ“، وأبُو الشَّيْخِ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أنَسٍ قالَ: السَّماءُ (p-٢٣٨)الدُّنْيا مَوْجٌ مَكْفُوفٌ والثّانِيَةُ مَرْمَرَةٌ بَيْضاءُ والثّالِثَةُ حَدِيدٌ، والرّابِعَةُ نُحاسٌ، والخامِسَةُ فِضَّةٌ، والسّادِسَةُ ذَهَبٌ، والسّابِعَةُ ياقُوتَةٌ حَمْراءُ، وما فَوْقَ ذَلِكَ صَحارِي مِن نُورٍ، ولا يَعْلَمُ ما فَوْقَ ذَلِكَ إلّا اللَّهُ ومَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِالحَجْبِ يُقالُ لَهُ: مَيْطاطُرُوشُ.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ عَنْ سَلْمانَ الفارِسِيِّ قالَ: السَّماءُ الدُّنْيا مِن زُمُرُّدَةٍ خَضْراءَ، واسْمُها رَقِيعاءُ، والثّانِيَةُ مِن فِضَّةٍ بَيْضاءَ واسْمُها أرْقِلُونُ، والثّالِثَةُ مِن ياقُوتَةٍ حَمْراءَ، واسْمُها قَيْدُومُ، والرّابِعَةُ مِن دُرَّةٍ بَيْضاءَ واسْمُها ماعُونا، والخامِسَةُ مِن ذَهَبَةٍ حَمْراءَ واسْمُها دِيقا، والسّادِسَةُ مِن ياقُوتَةٍ صَفْراءَ واسْمُها دِقْناءُ، والسّابِعَةُ مِن نُورٍ، واسْمُها عُرَيْبا.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ قالَ: اسْمُ السَّماءِ الدُّنْيا رَقِيعٌ، واسْمُ السّابِعَةِ الصُّراحُ.
(p-٢٣٩)وأخْرَجَ عُثْمانُ بْنُ سَعِيدٍ الدّارِمِيُّ في كِتابِ ”الرَّدِّ عَلى الجَهْمِيَّةِ“، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: سَيِّدُ السَّماواتِ السَّماءُ الَّتِي فِيها العَرْشُ، وسَيِّدُ الأرَضِينَ الأرْضُ الَّتِي أنْتُمْ عَلَيْها.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قالَ: كَتَبَ ابْنُ عَبّاسٍ إلى أبِي الجَلْدِ يَسْألُهُ عَنِ السَّماءِ، مِن أيِّ شَيْءٍ هي فَكَتَبَ إلَيْهِ: إنَّ السَّماءَ مِن مَوْجٍ مَكْفُوفٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ حَبَّةَ العُرَنِيِّ قالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا ذاتَ يَوْمٍ يَحْلِفُ: والَّذِي خَلَقَ السَّماءَ مِن دُخانٍ وماءٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ عَنْ كَعْبٍ قالَ: السَّماءُ أشَدُّ بَياضًا مِنَ اللَّبَنِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ سُفْيانَ الثَّوْرِيِّ قالَ: تَحْتَ الأرَضِينَ صَخْرَةٌ بَلَغَنا أنَّ تِلْكَ الصَّخْرَةَ مِنها خُضْرَةُ السَّماءِ.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ في “ العَظَمَةِ “، والبَيْهَقِيُّ في “ الأسْماءِ والصِّفاتِ “ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: تَفَكَّرُوا في كُلِّ شَيْءٍ ولا تَفَكَّرُوا في ذاتِ اللَّهِ، فَإنَّ بَيْنَ السَّماءِ (p-٢٤٠)السّابِعَةِ إلى كُرْسِيِّهِ سَبْعَةَ آلافِ نُورٍ، وهو فَوْقَ ذَلِكَ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ جَرِيرٍ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿فَسَوّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ﴾ قالَ: بَعْضُهُنَّ فَوْقَ بَعْضٍ بَيْنَ كُلِّ سَماءَيْنِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عامٍ.
* * *
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ .
أخْرَجَ ابْنُ الضُّرَيْسِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: إنَّ أعْدَلَ آيَةٍ في القُرْآنِ آخِرُها اسْمٌ مِن أسْماءِ اللَّهِ.
{"ayah":"هُوَ ٱلَّذِی خَلَقَ لَكُم مَّا فِی ٱلۡأَرۡضِ جَمِیعࣰا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰۤ إِلَى ٱلسَّمَاۤءِ فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَـٰوَ ٰتࣲۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمࣱ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق