الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وإذْ قالَ إبْراهِيمُ﴾ الآيَةَ.
أخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ في ”العَظَمَةِ“، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: إنَّ إبْراهِيمَ مَرَّ بِرَجُلٍ مَيِّتٍ - زَعَمُوا أنَّهُ حَبَشِيٌّ - عَلى ساحِلِ البَحْرِ، فَرَأى دَوابَّ البَحْرِ تَخْرُجُ فَتَأْكُلُ مِنهُ، وسِباعَ الأرْضِ تَأْتِيهِ فَتَأْكُلُ مِنهُ، والطَّيْرَ تَقَعُ عَلَيْهِ فَتَأْكُلُ مِنهُ، فَقالَ إبْراهِيمُ عِنْدَ ذَلِكَ: رَبِّ، هَذِهِ دَوابُّ البَحْرِ تَأْكُلُ مِن هَذا، وسِباعُ الأرْضِ والطَّيْرُ ثُمَّ تُمِيتُ هَذِهِ فَتَبْلِي، ثُمَّ تُحْيِيها، فَأرِنِي كَيْفَ تُحْيِي المَوْتى. قالَ: أوَلَمْ تُؤْمِن يا إبْراهِيمُ أنِّي أُحْيِي المَوْتى؟ قالَ: بَلى يا رَبِّ، ﴿ولَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ . يَقُولُ: لِأرى مِن آياتِكَ وأعْلَمَ أنَّكَ قَدْ أجَبْتَنِي. فَقالَ اللَّهُ: خُذْ أرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ. فَصَنَعَ ما صَنَعَ، والطَّيْرُ الَّذِي أخَذَهُ؛ وزٌّ ورالٌ (p-٢١٩)ودِيكٌ وطاوُسٌ، وأخَذَ نِصْفَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ، ثُمَّ أتى أرْبَعَةَ أجْبُلٍ فَجَعَلَ عَلى كُلِّ جَبَلٍ نِصْفَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ، وهو قَوْلُهُ:﴿ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنهُنَّ جُزْءًا﴾ . ثُمَّ تَنَحّى ورُءُوسُهُما تَحْتَ قَدَمَيْهِ، فَدَعا بِاسْمِ اللَّهِ الأعْظَمِ، فَرَجَعَ كُلُّ نِصْفٍ إلى نِصْفِهِ، وكُلُّ رِيشٍ إلى طائِرِهِ، ثُمَّ أقْبَلَتْ تَطِيرُ بِغَيْرِ رُءُوسٍ إلى قَدَمِهِ تُرِيدُ رُءُوسَها بِأعْناقِها، فَرَفَعَ قَدَمَهُ فَوَضَعَ كُلُّ طائِرٍ مِنها عُنُقَهُ في رَأْسِهِ، فَعادَتْ كَما كانَتْ، ﴿واعْلَمْ أنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ﴾ يَقُولُ: مُقْتَدِرٌ عَلى ما يَشاءُ، ﴿حَكِيمٌ﴾ يَقُولُ: مُحْكِمٌ لِما أرادَ. الرّالُ: فَرْخُ النَّعامِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ عَنْ قَتادَةَ، نَحْوَهُ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: بَلَغَنِي أنَّ إبْراهِيمَ بَيْنا هو يَسِيرُ عَلى الطَّرِيقِ إذا هو بِجِيفَةِ حِمارٍ عَلَيْها السِّباعُ والطَّيْرُ قَدْ تَمَزَّقَ لَحْمُها وبَقِيَ عِظامُها، فَوَقَفَ فَعَجِبَ ثُمَّ قالَ: رَبِّ قَدْ عَلِمْتُ لَتَجْمَعَنَّها مِن بُطُونِ هَذِهِ السِّباعِ والطَّيْرِ، رَبِّ أرِنِي كَيْفَ تُحْيِي المَوْتى. قالَ: أوَلَمْ تُؤْمِن؟ قالَ: بَلى، ولَكِنْ لَيْسَ الخَبَرُ كالمُعايَنَةِ.
(p-٢٢٠)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ الحَسَنِ قالَ: سَألَ إبْراهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ رَبَّهُ أنْ يُرِيَهُ كَيْفَ يُحْيِي المَوْتى، وذَلِكَ مِمّا لَقِيَ مِن قَوْمِهِ مِنَ الأذى، فَدَعا بِهِ عِنْدَ ذَلِكَ مِمّا لَقِيَ مِنهم مَنَ الأذى، فَقالَ: رَبِّ أرِنِي كَيْفَ تُحْيِي المَوْتى.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ السُّدِّيِّ قالَ: لَمّا اتَّخَذَ اللَّهُ إبْراهِيمَ خَلِيلًا سَألَ مَلَكُ المَوْتِ أنْ يَأْذَنَ لَهُ فَيُبَشِّرَ إبْراهِيمَ بِذَلِكَ، فَأذِنَ لَهُ. فَأتى إبْراهِيمَ ولَيْسَ في البَيْتِ، فَدَخَلَ دارَهُ وكانَ إبْراهِيمُ مِن أغْيَرِ النّاسِ إذا خَرَجَ أغْلَقَ البابَ، فَلَمّا جاءَ وجَدَ في بَيْتِهِ رَجُلًا ثارَ إلَيْهِ لِيَأْخُذَهُ وقالَ لَهُ: مَن أذِنَ لَكَ أنْ تَدْخُلَ دارِي ؟ قالَ مَلَكُ المَوْتِ: أذِنَ لِي رَبُّ هَذِهِ الدّارِ. قالَ إبْراهِيمُ: صَدَقْتَ، وعَرَفَ أنَّهُ مَلَكُ المَوْتِ. قالَ: مَن أنْتَ ؟ قالَ: أنا مَلَكُ المَوْتِ، جِئْتُكَ أُبَشِّرُكَ بِأنَّ اللَّهَ قَدِ اتَّخَذَكَ خَلِيلًا، فَحَمِدَ اللَّهَ وقالَ: يا مَلَكَ المَوْتِ، أرِنِي كَيْفَ تَقْبِضُ أنْفاسَ الكُفّارِ. قالَ: يا إبْراهِيمُ لا تُطِيقُ ذَلِكَ. قالَ: بَلى. قالَ: فَأعْرِضْ. فَأعْرَضَ إبْراهِيمُ ثُمَّ نَظَرَ فَإذا هو بِرَجُلٍ أسْوَدَ يَنالُ رَأْسُهُ السَّماءَ، يَخْرُجُ مِن فِيهِ لَهَبُ النّارِ، لَيْسَ مِن شَعَرَةٍ في جَسَدِهِ إلّا في صُورَةِ رَجُلٍ يَخْرُجُ مِن فِيهِ ومَسامِعِهِ لَهَبُ النّارِ، فَغُشِيَ عَلى إبْراهِيمَ، ثُمَّ أفاقَ وقَدْ تَحَوَّلَ مَلَكُ المَوْتِ في الصُّورَةِ الأُولى. فَقالَ: يا مَلَكَ المَوْتِ، لَوْ لَمْ يَلْقَ الكافِرُ عِنْدَ مَوْتِهِ مِنَ البَلاءِ والحُزْنِ إلّا صُورَتَكَ لَكَفاهُ، فَأرِنِي كَيْفَ تَقْبِضُ أنْفاسَ المُؤْمِنِينَ. قالَ: (p-٢٢١)فَأعْرِضْ. فَأعْرَضَ إبْراهِيمُ ثُمَّ التَفَتَ فَإذا هو بِرَجُلٍ شابٍّ أحْسَنِ النّاسِ وجْهًا وأطْيَبِهِ رِيحًا في ثِيابٍ بِيضٍ. قالَ: يا مَلَكَ المَوْتِ، لَوْ لَمْ يَرَ المُؤْمِنُ عِنْدَ مَوْتِهِ مِن قُرَّةِ العَيْنِ والكَرامَةِ إلّا صُورَتَكَ هَذِهِ لَكانَ يَكْفِيهِ. فانْطَلَقَ مَلَكُ المَوْتِ، وقامَ إبْراهِيمُ يَدْعُو رَبَّهُ يَقُولُ: رَبِّ، أرِنِي كَيْفَ تُحْيِي المَوْتى حَتّى أعْلَمَ أنِّي خَلِيلُكَ. قالَ: ﴿أوَلَمْ تُؤْمِن﴾ ؟ يَقُولُ: تُصَدِّقْ بِأنِّي خَلِيلُكَ. قالَ: بَلى، ولَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي بِخُلُولَتِكَ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ في ”الأسْماءِ والصِّفاتِ“، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ قالَ: بِالخُلَّةِ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ في ”الأسْماءِ والصِّفاتِ“، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ يَقُولُ: أعْلَمُ أنَّكَ تُجِيبُنِي إذا دَعَوْتُكَ وتُعْطِينِي إذا سَألْتُكَ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، والبَيْهَقِيُّ في ”الشُّعَبِ“، عَنْ مُجاهِدٍ وإبْراهِيمَ: ﴿لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ قالَ: لِأزْدادَ إيمانًا (p-٢٢٢)إلى إيمانِي.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ في ”الأسْماءِ والصِّفاتِ“، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”نَحْنُ أحَقُّ بِالشَّكِّ مِن إبْراهِيمَ إذْ قالَ: ﴿رَبِّ أرِنِي كَيْفَ تُحْيِ المَوْتى قالَ أوَلَمْ تُؤْمِن قالَ بَلى ولَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾، ويَرْحَمُ اللَّهُ لُوطًا؛ لَقَدْ كانَ يَأْوِي إلى رُكْنٍ شَدِيدٍ، ولَوْ لَبِثْتُ في السِّجْنِ ما لَبِثَ يُوسُفُ لَأجَبْتُ الدّاعِيَ“» .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أيُّوبَ في قَوْلِهِ: ﴿ولَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ قالَ: قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: ما في القُرْآنِ آيَةٌ أرْجى عِنْدِي مِنها.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّهُ قالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاصِ: أيُّ آيَةٍ في القُرْآنِ أرْجى عِنْدَكَ؟ فَقالَ: قَوْلُ اللَّهِ: ﴿يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا﴾ [الزمر: ٥٣] الآيَةَ، فَقالَ ابْنُ عَبّاسٍ: لَكِنْ أنا أقُولُ: قَوْلُ اللَّهِ لِإبْراهِيمَ: ﴿أوَلَمْ تُؤْمِن قالَ بَلى﴾ فَرَضِيَ مِن إبْراهِيمَ بِقَوْلِهِ بَلى، فَهَذا لِما يَعْتَرِضُ في الصُّدُورِ ويُوَسْوِسُ بِهِ الشَّيْطانُ.
(p-٢٢٣)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ مِن طَرِيقِ حَنَشٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿فَخُذْ أرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ﴾ قالَ: الغُرْنُوقُ والطّاوُسُ والدِّيكُ والحَمامَةُ، الغُرْنُوقُ: الكُرْكِيُّ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: الأرْبَعَةُ مِنَ الطَّيْرِ: الدِّيكُ والطّاوُوسُ والغُرابُ والحَمامُ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ في ”الشُّعَبِ“ مِن طُرُقٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿فَصُرْهُنَّ﴾ قالَ: قَطِّعْهُنَّ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ مِن طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿فَصُرْهُنَّ﴾ قالَ: هي بِالنَّبَطِيَّةِ: شَقِّقْهُنَّ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ: ﴿فَصُرْهُنَّ﴾ قالَ: بِالنَّبَطِيَّةِ: قَطِّعْهُنَّ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ قَتادَةَ: ﴿فَصُرْهُنَّ﴾ قالَ: هَذِهِ الكَلِمَةُ بِالحَبَشِيَّةِ يَقُولُ: قَطِّعْهُنَّ واخْلِطْ دِماءَهُنَّ ورِيشَهُنَّ.
(p-٢٢٤)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ مِن طَرِيقِ العَوْفِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿فَصُرْهُنَّ﴾ قالَ: أوْثَقَهُنَّ. فَلَمّا أوْثَقَهُنَّ ذَبَحَهُنَّ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ وهْبٍ قالَ: ما مِنَ اللُّغَةِ شَيْءٌ إلّا مِنها في القُرْآنِ شَيْءٌ. قِيلَ: وما فِيهِ مِنَ الرُّومِيَّةِ ؟ قالَ: ﴿فَصُرْهُنَّ﴾ يَقُولُ: قَطِّعْهُنَّ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ في ”البَعْثِ“ مِن طَرِيقِ أبِي جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿فَصُرْهُنَّ إلَيْكَ﴾ قالَ: قَطِّعْ أجْنِحَتَهُنَّ ثُمَّ اجْعَلْهُنَّ أرْباعًا رُبْعًا هاهُنا ورُبْعًا هاهُنا في أرْباعِ الأرْضِ، ﴿ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا﴾ قالَ: هَذا مَثَلٌ، كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ المَوْتى مِثْلَ هَذا.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتادَةَ قالَ: أُمِرَ أنْ يَأْخُذَ أرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَيَذْبَحَهُنَّ ثُمَّ يَخْلِطُ بَيْنَ لُحُومِهِنَّ ورِيشِهِنَّ ودِمائِهِنَّ ثُمَّ يُجَزِّئَهُنَّ عَلى أرْبَعَةِ أجْبُلٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ عَطاءٍ: ﴿فَصُرْهُنَّ إلَيْكَ﴾ اضْمُمْهُنَّ (p-٢٢٥)إلَيْكَ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ مِن طَرِيقِ طاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: وضَعَهُنَّ عَلى سَبْعَةِ أجْبُلٍ، وأخَذَ الرُّءُوسَ بِيَدِهِ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إلى القَطْرَةِ تَلْقى القَطْرَةَ، والرِّيشَةِ تَلْقى الرِّيشَةَ حَتّى صِرْنَ أحْياءً لَيْسَ لَهُنَّ رُءُوسٌ، فَجِئْنَ إلى رُءُوسِهِنَّ فَدَخَلْنَ فِيها.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿ثُمَّ ادْعُهُنَّ﴾ قالَ: دَعاهُنَّ بِاسْمِ إلَهِ إبْراهِيمَ تَعالَيْنَ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي جَرِيرٍ عَنِ الرَّبِيعِ في قَوْلِهِ: ﴿يَأْتِينَكَ سَعْيًا﴾ قالَ: شَدًّا عَلى أرْجُلِهِنَّ.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنِ الحَسَنِ قالَ: أخَذَ دِيكًا وطاوُسًا وغُرابًا وحَمامًا، فَقَطَعَ رُءُوسَهُنَّ وقَوائِمَهُنَّ وأجْنِحَتَهُنَّ، ثُمَّ أتى الجَبَلَ فَوَضَعَ عَلَيْهِ لَحْمًا ودَمًا ورِيشًا ثُمَّ فَرَّقَهُ عَلى أرْبَعَةِ أجْبالٍ ثُمَّ نُودِيَ: أيَّتُها العِظامُ المُتَمَزِّقَةُ واللُّحُومُ المُتَفَرِّقَةُ والعُرُوقُ المُتَقَطِّعَةُ اجْتَمِعْنَ يَرُدُّ اللَّهُ فَيَكُنَّ أرْواحَكُنَّ، فَوَثَبَ العَظْمُ إلى العَظْمِ، وطارَتِ الرِّيشَةُ إلى الرِّيشَةِ، وجَرى (p-٢٢٦)الدَّمُ إلى الدَّمِ، حَتّى رَجَعَ إلى كُلِّ طائِرٍ دَمُهُ ولَحْمُهُ ورِيشُهُ، ثُمَّ أوْحى اللَّهُ إلى إبْراهِيمَ: إنَّكَ سَألْتَنِي كَيْفَ أُحْيِي المَوْتى، وإنِّي خَلَقْتُ الأرْضَ وجَعَلْتُ فِيها أرْبَعَةَ أرْواحٍ: الشَّمالَ والصِّبا والجَنُوبَ والدَّبُّورَ، حَتّى إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ نَفَخَ نافِخٌ في الصُّورِ فَيَجْتَمِعُ مَن في الأرْضِ مِنَ القَتْلى والمَوْتى كَما اجْتَمَعَتْ أرْبَعَةُ أطْيارٍ مِن أرْبَعَةِ جِبالٍ، ثُمَّ قَرَأ: ﴿ما خَلْقُكم ولا بَعْثُكم إلا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ﴾ [لقمان: ٢٨] .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في ”الشُّعَبِ“ عَنِ الحَسَنِ في قَوْلِهِ: ﴿رَبِّ أرِنِي كَيْفَ تُحْيِ المَوْتى﴾ قالَ: إنْ كانَ إبْراهِيمُ لَمُوقِنًا أنَّ اللَّهَ يُحْيِي المَوْتى، ولَكِنْ لا يَكُونُ الخَبَرُ كالعِيانِ، إنَّ اللَّهَ أمَرَهُ أنْ يَأْخُذَ أرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَيَذْبَحُهُنَّ ويَنْتِفُهُنَّ ثُمَّ قَطَّعَهُنَّ أعْضاءً أعْضاءً ثُمَّ خَلَطَ بَيْنَهُنَّ جَمِيعًا، ثُمَّ جَزَّأهُنَّ أرْبَعَةَ أجْزاءٍ، ثُمَّ جَعَلَ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنهُنَّ جُزْءًا، ثُمَّ تَنَحّى عَنْهُنَّ، فَجَعَلَ يَعْدُو كُلُّ عُضْوٍ إلى صاحِبِهِ حَتّى اسْتَوَيْنَ كَما كُنَّ قَبْلَ أنْ يَذْبَحَهُنَّ، ثُمَّ أتَيْنَهُ سَعْيًا.
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَصُرْهُنَّ إلَيْكَ﴾ قالَ: يَقُولُ: انْتِفْ رِيشَهُنَّ ولُحُومَهُنَّ ومَزِّقْهُنَّ تَمْزِيقًا.
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ عَطاءٍ قالَ: يَقُولُ: شَقِّقْهُنَّ ثُمَّ اخْلِطْهُنَّ.
{"ayah":"وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَ ٰهِـۧمُ رَبِّ أَرِنِی كَیۡفَ تُحۡیِ ٱلۡمَوۡتَىٰۖ قَالَ أَوَلَمۡ تُؤۡمِنۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّیَطۡمَىِٕنَّ قَلۡبِیۖ قَالَ فَخُذۡ أَرۡبَعَةࣰ مِّنَ ٱلطَّیۡرِ فَصُرۡهُنَّ إِلَیۡكَ ثُمَّ ٱجۡعَلۡ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلࣲ مِّنۡهُنَّ جُزۡءࣰا ثُمَّ ٱدۡعُهُنَّ یَأۡتِینَكَ سَعۡیࣰاۚ وَٱعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِیزٌ حَكِیمࣱ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق