قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولِلْمُطَلَّقاتِ﴾ الآيَةَ.
أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ زَيْدٍ قالَ: لَمّا نَزَلَ قَوْلُهُ: ﴿مَتاعًا بِالمَعْرُوفِ حَقًّا عَلى المُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٦] . قالَ رَجُلٌ: إنْ أحْسَنْتُ فَعَلْتُ، وإنْ لَمْ أُرِدْ ذَلِكَ لَمْ أفْعَلْ. فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿ولِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالمَعْرُوفِ حَقًّا عَلى المُتَّقِينَ﴾ .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ قالَ: نَسَخَتْ هَذِهِ الآيَةُ الَّتِي بَعْدَها، قَوْلُهُ: ﴿وإنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أنْ تَمَسُّوهُنَّ وقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ﴾ [البقرة: ٢٣٧] . نَسَخَتْ: ﴿ولِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالمَعْرُوفِ﴾ .
وأخْرَجَ عَنْ عَتّابِ بْنِ خُصَيْفٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالمَعْرُوفِ﴾ . قالَ: كانَ ذَلِكَ قَبْلَ الفَرائِضِ.
وأخْرَجَ مالِكٌ، وعَبْدُ الرَّزّاقِ، والشّافِعِيُّ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والنَّحّاسُ في ”ناسِخِهِ“، وابْنُ المُنْذِرِ، والبَيْهَقِيُّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: لِكُلِّ مُطَلَّقَةٍ مُتْعَةٌ، إلّا الَّتِي يُطَلِّقُها ولَمْ يَدْخُلْ بِها، وقَدْ فَرَضَ لَها، كَفى بِالنِّصْفِ مَتاعًا.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ قالَ: لِكُلِّ مُؤْمِنَةٍ طُلِّقَتْ، حُرَّةً أوْ أمَةً، مُتْعَةٌ. وقَرَأ: ﴿ولِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالمَعْرُوفِ حَقًّا عَلى المُتَّقِينَ﴾ .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ،، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: «لَمّا طَلَّقَ حَفْصُ بْنُ المُغِيرَةِ امْرَأتَهُ (p-١١٤)فاطِمَةَ، أتَتِ النَّبِيَّ ﷺ، فَقالَ لِزَوْجِها: ”مَتِّعْها“ . قالَ: لا أجِدُ ما أُمَتِّعُها. قالَ: ”فَإنَّهُ لا بُدَّ مِنَ المَتاعِ، مَتِّعْها ولَوْ نِصْفَ صاعٍ مِن تَمْرٍ“» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أبِي العالِيَةِ: ﴿ولِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالمَعْرُوفِ حَقًّا عَلى المُتَّقِينَ﴾ قالَ: لِكُلِّ مُطَلَّقَةٍ مُتْعَةٌ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ يَعْلى بْنِ حَكِيمٍ قالَ: قالَ رَجُلٌ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: المُتْعَةُ عَلى كُلِّ أحَدٍ هِيَ؟ قالَ: لا. قالَ: فَعَلى مَن هِيَ؟ قالَ: عَلى المُتَّقِينَ.
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عَنْ قَتادَةَ قالَ: طَلَّقَ رَجُلٌ امْرَأتَهُ عِنْدَ شُرَيْحٍ، فَقالَ لَهُ شُرَيْحٌ: مَتَّعْتَها؟ فَقالَتِ المَرْأةُ: إنَّهُ لَيْسَتْ لِي عَلَيْهِ مُتْعَةٌ، إنَّما قالَ اللَّهُ: ﴿ولِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالمَعْرُوفِ حَقًّا عَلى المُتَّقِينَ﴾ . ولِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالمَعْرُوفِ، ﴿حَقًّا عَلى المُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٦] . ولَيْسَ مِن أُولَئِكَ.
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عَنْ شُرَيْحٍ، أنَّهُ قالَ لِرَجُلٍ فارَقَ امْرَأتَهُ: لا تَأْبى أنْ تَكُونَ مِنَ المُتَّقِينَ، لا تَأْبى أنْ تَكُونَ مِنَ المُحْسِنِينَ.
وأخْرَجَ الشّافِعِيُّ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: نَفَقَةُ المُطَلَّقَةِ ما لَمْ تُحَرَّمْ، فَإذا حُرِّمَتْ فَمَتاعٌ بِالمَعْرُوفِ.
(p-١١٥)
{"ayah":"وَلِلۡمُطَلَّقَـٰتِ مَتَـٰعُۢ بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُتَّقِینَ"}