الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولا جُناحَ عَلَيْكم فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِن خِطْبَةِ النِّساءِ﴾ الآيَةَ. أخْرَجَ وكِيعٌ، والفِرْيابِيُّ، وعَبْدُ الرَّزّاقِ، وسَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والبُخارِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولا جُناحَ عَلَيْكم فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِن خِطْبَةِ النِّساءِ﴾ قالَ: التَّعْرِيضُ أنْ يَقُولَ: إنِّي أُرِيدُ التَّزْوِيجَ، وإنِّي لَأُحِبُّ امْرَأةً مِن أمْرِها وأمْرِها، وإنَّ مِن شَأْنِيَ النِّساءَ، ولَوَدِدْتُ أنَّ اللَّهَ يَسَّرَ لِيَ امْرَأةً صالِحَةً. مِن غَيْرِ أنْ يَنْصِبَ لَها. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في الآيَةِ قالَ: يُعَرِّضُ لَها في عِدَّتِها، يَقُولُ لَها: إنْ رَأيْتِ أنْ لا تَسْبِقِينِي بِنَفْسِكِ. ولَوَدِدْتُ أنَّ اللَّهَ قَدْ هَيَّأ بَيْنِي وبَيْنَكِ. ونَحْوَ هَذا مِنَ الكَلامِ، فَلا حَرَجَ. (p-٢٢)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿ولا جُناحَ عَلَيْكم فِيما عَرَّضْتُمْ﴾ قالَ: يَقُولُ: إنِّي فِيكِ لَراغِبٌ، ولَوَدِدْتُ أنِّي تَزَوَّجْتُكِ. حَتّى يُعْلِمَها أنَّهُ يُرِيدُ تَزْوِيجَها، مِن غَيْرِ أنْ يُوجِبَ عُقْدَةً، أوْ يُعاهِدَها عَلى عَهْدٍ. وأخْرَجَ مالِكٌ، والشّافِعِيُّ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ القاسِمِ، عَنْ أبِيهِ، أنَّهُ كانَ يَقُولُ في قَوْلِ اللَّهِ: ﴿ولا جُناحَ عَلَيْكم فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِن خِطْبَةِ النِّساءِ﴾ أنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لِلْمَرْأةِ وهي في عِدَّتِها مِن وفاةِ زَوْجِها: إنَّكِ عَلِيَّ لَكَرِيمَةٌ، وإنِّي فِيكِ لَراغِبٌ، واللَّهُ سائِقٌ إلَيْكِ خَيْرًا أوْ رِزْقًا. أوْ نَحْوَ هَذا مِنَ القَوْلِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ إبْراهِيمَ قالَ: لا بَأْسَ بِالهَدِيَّةِ في تَعْرِيضِ النِّكاحِ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ الحَسَنِ في قَوْلِهِ: ﴿أوْ أكْنَنْتُمْ في أنْفُسِكُمْ﴾ قالَ: أسْرَرْتُمْ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ عَنِ الضَّحّاكِ، مِثْلَهُ. (p-٢٣)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ: ﴿أوْ أكْنَنْتُمْ في أنْفُسِكُمْ﴾ قالَ: أنْ يَدْخُلَ فَيُسَلِّمَ ويُهْدِيَ إنْ شاءَ، ولا يَتَكَلَّمُ بِشَيْءٍ. وأخْرَجَ وكِيعٌ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ الحَسَنِ في قَوْلِهِ: ﴿عَلِمَ اللَّهُ أنَّكم سَتَذْكُرُونَهُنَّ﴾ قالَ: بِالخِطْبَةِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿عَلِمَ اللَّهُ أنَّكم سَتَذْكُرُونَهُنَّ﴾ قالَ: ذِكْرُهُ إيّاها في نَفْسِهِ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولَكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا﴾ قالَ: لا يَقُولُ لَها: إنِّي عاشِقٌ، وعاهِدِينِي أنْ لا تَتَزَوَّجِي غَيْرِي. ونَحْوَ هَذا، ﴿إلا أنْ تَقُولُوا قَوْلا مَعْرُوفًا﴾ وهو قَوْلُهُ: إنْ رَأيْتِ أنْ لا تَسْبِقِينِي بِنَفْسِكِ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولَكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا﴾ قالَ: الزِّنى، كانَ الرَّجُلُ يَدْخُلُ مِن أجْلِ الزِّنى، وهو يُعَرِّضُ بِالنِّكاحِ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ عَنِ الحَسَنِ وأبِي مِجْلَزٍ والنَّخَعِيِّ، مِثْلَهُ. وأخْرَجَ الطَّسْتِيُّ في ”مَسائِلِهِ“ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّ نافِعَ بْنَ الأزْرَقِ سَألَهُ عَنْ (p-٢٤)قَوْلِهِ: ﴿لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا﴾ قالَ: السِّرُّ: الجِماعُ، قالَ: وهَلْ تَعْرِفُ العَرَبُ ذَلِكَ ؟ قالَ: نَعَمْ، أما سَمِعْتَ قَوْلَ امْرِئِ القَيْسِ: ؎ألا زَعَمَتْ بَسْباسَةُ اليَوْمَ أنَّنِي كَبِرْتُ وأنْ لا يُحْسِنَ السِّرَّ أمْثالِي وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ مُقاتِلِ بْنِ حَيّانَ قالَ: بَلَغَنا أنَّ مَعْنى: ﴿لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا﴾ الرَّفَثُ مِنَ الكَلامِ؛ أيْ: لا يُواجِهُها الرَّجُلُ في تَعْرِيضِ الجِماعِ مِن نَفْسِهِ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا﴾ قالَ: هو الَّذِي يَأْخُذُ عَلَيْها عَهْدًا أوْ مِيثاقًا أنْ تَحْبِسَ نَفْسَها، ولا تَنْكِحَ غَيْرَهُ. وأخْرَجَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، مِثْلَهُ. وأخْرَجَ سُفْيانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا﴾ قالَ: لا يَخْطُبُها في عِدَّتِها. ﴿إلا أنْ تَقُولُوا قَوْلا مَعْرُوفًا﴾ قالَ: يَقُولُ: إنَّكِ لَجَمِيلَةٌ، وإنَّكِ لَفي مَنصِبٍ، وإنَّكِ لَمَرْغُوبٌ فِيكِ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿إلا أنْ تَقُولُوا قَوْلا مَعْرُوفًا﴾ قالَ: يَقُولُ: إنَّكِ لَجَمِيلَةٌ، وإنَّكِ لَإلى خَيْرٍ، وإنَّ النِّساءَ مِن حاجَتِي. (p-٢٥)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ﴾ قالَ: لا تَنْكِحُوا. ﴿حَتّى يَبْلُغَ الكِتابُ أجَلَهُ﴾ قالَ: حَتّى تَنْقَضِيَ العِدَّةُ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ مُجاهِدٍ، مِثْلَهُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ أبِي مالِكٍ: ﴿ولا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ حَتّى يَبْلُغَ الكِتابُ أجَلَهُ﴾ . قالَ: لا تُواعِدْها في عِدَّتِها، أنِّي أتَزَوَّجُكِ حَتّى تَنْقَضِيَ عِدَّتُكِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ قَتادَةَ: ﴿واعْلَمُوا أنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما في أنْفُسِكم فاحْذَرُوهُ﴾ قالَ: وعِيدٌ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب