الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولا تَنْكِحُوا المُشْرِكاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ﴾ . أخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُقاتِلِ بْنِ حَيّانَ قالَ: «نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ في أبِي مَرْثَدٍ الغَنَوِيِّ، اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ ﷺ في عَناقَ أنْ يَتَزَوَّجَها، وكانَتْ ذاتَ (p-٥٦٢)حَظٍّ مِن جَمالٍ، وهي مُشْرِكَةٌ، وأبُو مَرْثَدٍ يَوْمَئِذٍ مُسْلِمٌ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّها تُعْجِبُنِي، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿ولا تَنْكِحُوا المُشْرِكاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ ولأمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِن مُشْرِكَةٍ ولَوْ أعْجَبَتْكُمْ﴾ [البقرة»: ٢٢١] . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والنَّحّاسُ في ”ناسِخِهِ“، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولا تَنْكِحُوا المُشْرِكاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ﴾ . قالَ: اسْتَثْنى اللَّهُ مِن ذَلِكَ نِساءَ أهْلِ الكِتابِ، فَقالَ: ﴿والمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ﴾ [المائدة: ٥] . وأخْرَجَ أبُو داوُدَ في ”ناسِخِهِ“، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولا تَنْكِحُوا المُشْرِكاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ﴾ . قالَ: نُسِخَ مِن ذَلِكَ نِكاحُ نِساءِ أهْلِ الكِتابِ، أحَلَّهُنَّ لِلْمُسْلِمِينَ، وحَرَّمَ المُسْلِماتِ عَلى رِجالِهِمْ. وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولا تَنْكِحُوا المُشْرِكاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ﴾ . قالَ: نُسِخَتْ، وأُحِلَّ مِنَ المُشْرِكاتِ نِساءُ أهْلِ الكِتابِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، والطَّبَرانِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿ولا تَنْكِحُوا المُشْرِكاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ﴾ . فَحَجَزَ النّاسَ عَنْهُنَّ حَتّى نَزَلَتِ الآيَةُ الَّتِي بَعْدَها: ﴿والمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ مِن قَبْلِكُمْ﴾ [المائدة: ٥] . فَنَكَحَ النّاسُ نِساءَ (p-٥٦٣)أهْلِ الكِتابِ. وأخْرَجَ وكِيعٌ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والنَّحّاسُ في ”ناسِخِهِ“، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولا تَنْكِحُوا المُشْرِكاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ﴾ . قالَ: يَعْنِي أهْلَ الأوْثانِ. وأخْرَجَ آدَمُ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿ولا تَنْكِحُوا المُشْرِكاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ﴾ . قالَ: نِساءَ أهْلِ مَكَّةَ مِنَ المُشْرِكِينَ، ثُمَّ أحَلَّ مِنهُنَّ نِساءَ أهْلِ الكِتابِ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ قَتادَةَ: ﴿ولا تَنْكِحُوا المُشْرِكاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ﴾ . قالَ: مُشْرِكاتِ العَرَبِ اللّاتِي لَيْسَ لَهُنَّ كِتابٌ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ حَمّادٍ قالَ: سَألْتُ إبْراهِيمَ عَنْ تَزْوِيجِ اليَهُودِيَّةِ والنَّصْرانِيَّةِ، فَقالَ: لا بَأْسَ بِهِ، فَقُلْتُ: ألَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ: ﴿ولا تَنْكِحُوا المُشْرِكاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ﴾ . قالَ: إنَّما ذاكَ المَجُوسِيّاتُ وأهْلُ الأوْثانِ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ جَرِيرٍ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ شَقِيقٍ قالَ: تَزَوَّجَ حُذَيْفَةُ (p-٥٦٤)يَهُودِيَّةً، فَكَتَبَ إلَيْهِ عُمَرُ: خَلِّ سَبِيلَها، فَكَتَبَ إلَيْهِ: أتَزْعُمُ أنَّها حَرامٌ فَأُخْلِّيَ سَبِيلَها؟ فَقالَ: لا أزْعُمُ أنَّها حَرامٌ، ولَكِنِّي أخافُ أنْ تَعاطَوُا المُومِساتِ مِنهُنَّ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أنَّهُ كَرِهَ نِكاحَ نِساءِ أهْلِ الكِتابِ، ويَتَأوَّلُ: ﴿ولا تَنْكِحُوا المُشْرِكاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ﴾ . وأخْرَجَ البُخارِيُّ، والنَّحّاسُ في ”ناسِخِهِ“، عَنْ نافِعٍ، أنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كانَ إذا سُئِلَ عَنْ نِكاحِ الرَّجُلِ النَّصْرانِيَّةَ أوِ اليَهُودِيَّةَ. قالَ: حَرَّمَ اللَّهُ المُشْرِكاتِ عَلى المُؤْمِنِينَ، ولا أعْرِفُ شَيْئًا مِنَ الإشْراكِ أعْظَمَ مِن أنْ تَقُولَ المَرْأةُ: رَبُّها عِيسى، أوْ عَبْدٌ مِن عِبادِ اللَّهِ. * * * قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولأمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِن مُشْرِكَةٍ ولَوْ أعْجَبَتْكُمْ﴾ . أخْرَجَ الواحِدِيُّ، وابْنُ عَساكِرَ، مِن طَرِيقِ السُّدِّيِّ، عَنْ أبِي مالِكٍ، عَنِ ابْنِ (p-٥٦٥)عَبّاسٍ «فِي هَذِهِ الآيَةِ: ﴿ولأمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِن مُشْرِكَةٍ﴾ . قالَ: نَزَلَتْ في عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَواحَةَ، وكانَتْ لَهُ أمَةٌ سَوْداءُ، وإنَّهُ غَضِبَ عَلَيْها فَلَطَمَها، ثُمَّ إنَّهُ فَزِعَ، فَأتى النَّبِيَّ ﷺ فَأخْبَرَهُ خَبَرَها، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: ”ما هي يا عَبْدَ اللَّهِ؟“ . قالَ: تَصُومُ، وتُصَلِّي، وتُحْسِنُ الوُضُوءَ، وتَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، وأنَّكَ رَسُولُهُ، فَقالَ: ”يا عَبْدَ اللَّهِ، هَذِهِ مُؤْمِنَةٌ“، فَقالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَوالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ لَأُعْتِقَنَّها ولَأتَزَوَّجَنَّها، فَفَعَلَ، فَطَعَنَ عَلَيْهِ ناسٌ مِنَ المُسْلِمِينَ، وقالُوا: نَكَحَ أمَةً، وكانُوا يُرِيدُونَ أنْ يَنْكِحُوا إلى المُشْرِكِينَ ويَنْكِحُوهُمْ، رَغْبَةً في أحْسابِهِمْ، فَأنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ: ﴿ولأمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِن مُشْرِكَةٍ﴾ [البقرة»: ٢٢١] . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، مِثْلَهُ سَواءً مُعْضَلًا. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُقاتِلِ بْنِ حَيّانَ في قَوْلِهِ: ﴿ولأمَةٌ مُؤْمِنَةٌ﴾ قالَ: بَلَغَنا أنَّها كانَتْ أمَةً لِحُذَيْفَةَ سَوْداءَ، فَأعْتَقَها وتَزَوَّجَها حُذَيْفَةُ. وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ في ”مُسْنَدِهِ“، وابْنُ ماجَهْ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: ”«لا تَنْكِحُوا النِّساءَ لِحُسْنِهِنَّ، فَعَسى حُسْنُهُنَّ أنْ يُرْدِيَهُنَّ، ولا تَنْكِحُوهُنَّ عَلى أمْوالِهِنَّ، فَعَسى أمْوالُهُنَّ أنْ تُطْغِيَهُنَّ، وانْكِحُوهُنَّ عَلى الدِّينِ، فَلَأمَةٌ سَوْداءُ خَرْماءُ ذاتُ دِينٍ أفْضَلُ“» . (p-٥٦٦)وأخْرَجَ البُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، وأبُو داوُدَ والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: ”«تُنْكَحُ المَرْأةُ لِأرْبَعٍ؛ لِمالِها ولِحَسَبِها ولِجَمالِها ولِدِينِها، فاظْفَرْ بِذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَداكَ“» . وأخْرَجَ مُسْلِمٌ، والتِّرْمِذِيُّ، والنَّسائِيُّ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ جابِرٍ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ لَهُ: «”إنَّ المَرْأةَ تُنْكَحُ عَلى دِينِها ومالِها وجَمالِها، فَعَلَيْكَ بِذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَداكَ“» . وأخْرَجَ أحْمَدُ، والبَزّارُ، وأبُو يَعْلى، وابْنُ حِبّانَ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”«تُنْكَحُ المَرْأةُ عَلى إحْدى خِصالٍ؛ لِجَمالِها ومالِها وخُلُقِها ودِينِها، فَعَلَيْكَ بِذاتِ الدِّينِ والخُلُقِ، تَرِبَتْ يَمِينُكَ“» . وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ في ”الأوْسَطِ“، عَنْ أنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: ”«مَن تَزَوَّجَ امْرَأةً لِعِزِّها لَمْ يَزِدْهُ اللَّهُ إلّا ذُلًّا، ومَن تَزَوَّجَها لِمالِها لَمْ يَزِدْهُ اللَّهُ إلّا فَقَرًا، ومَن تَزَوَّجَها لِحَسَبِها لَمْ يَزِدْهُ اللَّهُ إلّا دَناءَةً، ومَن تَزَوَّجَ امْرَأةً لَمْ يُرِدْ بِها إلّا أنْ يَغُضَّ (p-٥٦٧)بَصَرَهُ، أوْ يُحْصِنَ فَرْجَهُ، أوْ يَصِلَ رَحِمَهُ، بارَكَ اللَّهُ لَهُ فِيها، وبارَكَ لَها فِيهِ“» . وأخْرَجَ البَزّارُ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مالِكٍ الأشْجَعِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”«عُودُوا المَرِيضَ، واتَّبِعُوا الجِنازَةَ، ولا عَلَيْكم ألّا تَأْتُوا العُرْسَ، ولا عَلَيْكم ألّا تَنْكِحُوا المَرْأةَ مِن أجْلِ حُسْنِها؛ فَعَلَّ ألّا يَأْتِيَ بِخَيْرٍ، ولا عَلَيْكم ألّا تَنْكِحُوا المَرْأةَ لِكَثْرَةِ مالِها؛ وعَلَّ مالَها ألّا يَأْتِيَ بِخَيْرٍ، ولَكِنْ ذَواتُ الدِّينِ والأمانَةِ“» . * * * قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولا تُنْكِحُوا المُشْرِكِينَ حَتّى يُؤْمِنُوا﴾ . أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قالَ: النِّكاحُ بِوَلِيٍّ في كِتابِ اللَّهِ، ثُمَّ قَرَأ: ﴿ولا تُنْكِحُوا المُشْرِكِينَ حَتّى يُؤْمِنُوا﴾ . وأخْرَجَ أبُو داوُدَ، والتِّرْمِذِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“، عَنْ أبِي مُوسى، أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: ”«لا نِكاحَ إلّا بِوَلِيٍّ“» . وأخْرَجَ ابْنُ ماجَهْ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ عائِشَةَ، وابْنُ عَبّاسٍ، قالا: قالَ (p-٥٦٨)رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”«لا نِكاحَ إلّا بِوَلِيٍّ“ . وفي حَدِيثِ عائِشَةَ: ”والسُّلْطانُ ولِيُّ مَن لا ولِيَّ لَهُ“» . وأخْرَجَ الشّافِعِيُّ، وأبُو داوُدَ، والتِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“، عَنْ عائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: ”«أيُّما امْرَأةٍ نُكِحَتْ بِغَيْرِ إذَنِ ولِيِّها فَنِكاحُها باطِلٌ – ثَلاثًا- فَإنْ أصابَها فَلَها المَهْرُ بِما اسْتَحَلَّ مِن فَرْجِها، وإنِ اشْتَجَرُوا فالسُّلْطانُ ولِيُّ مَن لا ولِيَّ لَهُ» “ . وأخْرَجَ ابْنُ ماجَهْ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”«لا تُزَوِّجُ المَرْأةُ المَرْأةَ، ولا تُزَوِّجُ المَرْأةُ نَفْسَها، فَإنَّ الزّانِيَةَ هي الَّتِي تُزَوِّجُ نَفْسَها“» . وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”لا نِكاحَ إلّا بَوْلِيٍّ وشاهِدَيْ عَدْلٍ“» . وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عَنْ عِمْرانَ بْنِ حُصَيْنٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”لا يَجُوزُ نِكاحٌ إلّا بَوَلِيٍّ وشاهِدَيْ عَدْلٍ“» . (p-٥٦٩)وأخْرَجَ مالِكٌ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ قالَ: لا تُنْكَحُ المَرْأةُ إلّا بِإذْنِ ولِيِّها، أوْ ذِي الرَّأْيِ مِن أهْلِها، أوِ السُّلْطانِ. وأخْرَجَ الشّافِعِيُّ، والبَيْهَقِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: لا نِكاحَ إلّا بِوَلِيٍّ مُرْشِدٍ وشاهِدَيْ عَدْلٍ. * * * قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِن مُشْرِكٍ ولَوْ أعْجَبَكُمْ﴾ . أخْرَجَ البُخارِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قالَ: «مَرَّ رَجُلٌ عَلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقالَ: ”ما تَقُولُونَ في هَذا؟“ قالُوا: حَرِيٌّ إنْ خَطَبَ أنْ يُنْكَحَ، وإنْ شَفَعَ أنْ يُشَفَّعَ، وإنْ قالَ أنْ يُسْتَمَعَ. قالَ: ثُمَّ سَكَتَ، فَمَرَّ رَجُلٌ مِن فُقَراءِ المُسْلِمِينَ، فَقالَ: ”ما تَقُولُونَ في هَذا؟“ قالُوا: حَرِيٌّ إنْ خَطَبَ ألّا يُنْكَحَ، وإنْ شَفَعَ ألّا يُشَفَّعَ، وإنْ قالَ لا يُسْتَمَعَ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”هَذا خَيْرٌ مِن مِلْءِ الأرْضِ مِثْلَ هَذا“» . وأخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”«إذا خَطَبَ إلَيْكم مَن تَرْضَوْنَ دِينَهُ وخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إلّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ في الأرْضِ وفَسادٌ عَرِيضٌ“» . (p-٥٧٠)وأخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“، عَنْ أبِي حاتِمٍ المُزَنِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”إذا جاءَكم مَن تَرْضَوْنَ دِينَهُ وخُلُقَهُ فَأنْكِحُوهُ، إنْ لا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ في الأرْضِ وفَسادٌ عَرِيضٌ“ . قالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وإنْ كانَ فِيهِ؟ قالَ: ”إذا جاءَكم مَن تَرْضَوْنَ دِينَهُ وخُلُقَهُ فَأنْكِحُوهُ“ . ثَلاثَ مَرّاتٍ» . وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنْ مُعاذٍ الجُهَنِيِّ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «”مَن أعْطى لِلَّهِ، ومَنَعَ لِلَّهِ، وأحَبَّ لِلَّهِ، وأبْغَضَ لِلَّهِ، فَقَدِ اسْتَكْمَلَ إيمانَهُ“» .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب