الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿يَسْألُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرامِ﴾ الآيَةَ.
أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والطَّبَرانِيُّ، والبَيْهَقِيُّ في (p-٥٣٥)”سُنَنِهِ“، بِسَنَدٍ صَحِيحٍ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، «أنَّهُ بَعَثَ رَهْطًا، وبَعَثَ عَلَيْهِمْ أبا عُبَيْدَةَ بْنِ الجَرّاحِ، أوْ عُبَيْدَةَ بْنَ الحارِثِ، فَلَمّا ذَهَبَ لِيَنْطَلِقَ بَكى صَبابَةً إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَجَلَسَ وبَعَثَ مَكانَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ، وكَتَبَ لَهُ كِتابًا، وأمَرَهُ ألّا يَقْرَأ الكِتابَ حَتّى يَبْلُغَ مَكانَ كَذا وكَذا، وقالَ: ”لا تُكْرِهَنَّ أحَدًا مِن أصْحابِكَ عَلى المَسِيرِ مَعَكَ“ . فَلَمّا قَرَأ الكِتابَ اسْتَرْجَعَ وقالَ: سَمْعًا وطاعَةً لِلَّهِ ولِرَسُولِهِ، فَخَبَّرَهُمُ الخَبَرَ، وقَرَأ عَلَيْهِمُ الكِتابَ، فَرَجَعَ رَجُلانِ، ومَضى بَقِيَّتُهُمْ، فَلَقَوُا ابْنَ الحَضْرَمِيِّ فَقَتَلُوهُ، ولَمْ يَدْرُوا أنَّ ذَلِكَ اليَوْمَ مِن رَجَبٍ أوْ جُمادى، فَقالَ المُشْرِكُونَ لِلْمُسْلِمِينَ: قَتَلْتُمْ في الشَّهْرِ الحَرامِ؟! فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿يَسْألُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرامِ قِتالٍ فِيهِ﴾ الآيَةَ، فَقالَ بَعْضُهم: إنْ لَمْ يَكُونُوا أصابُوا وِزْرًا فَلَيْسَ لَهم أجْرٌ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا والَّذِينَ هاجَرُوا وجاهَدُوا في سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ واللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [البقرة»: ٢١٨] .
وأخْرَجَ البَزّارُ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ «فِي قَوْلِهِ: ﴿يَسْألُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرامِ قِتالٍ فِيهِ﴾ . قالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ فُلانٍ في سَرِيَّةٍ، فَلَقُوا عَمْرَو بْنَ الحَضْرَمِيِّ بِبَطْنِ نَخْلَةَ»، فَذَكَرَ الحَدِيثَ.
(p-٥٣٦)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «إنَّ المُشْرِكِينَ صَدُّوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ورَدُّوهُ عَنِ المَسْجِدِ الحَرامِ في شَهْرٍ حَرامٍ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلى نَبِيِّهِ في شَهْرٍ حَرامٍ مِنَ العامِ المُقْبِلِ، فَعابَ المُشْرِكُونَ عَلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ القِتالَ في شَهْرٍ حَرامٍ، فَقالَ اللَّهُ: ﴿قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وكُفْرٌ بِهِ والمَسْجِدِ الحَرامِ وإخْراجُ أهْلِهِ مِنهُ أكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ﴾ مِنَ القِتالِ فِيهِ، وإنَّ مُحَمَّدًا ﷺ بَعَثَ سَرِيَّةً، فَلَقُوا عَمْرَو بْنَ الحَضْرَمِيِّ وهو مُقْبِلٌ مِنَ الطّائِفِ في آخِرِ لَيْلَةٍ مِن جُمادى وأوَّلِ لَيْلَةٍ مِن رَجَبٍ، وإنَّ أصْحابَ مُحَمَّدٍ كانُوا يَظُنُّونَ أنَّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مِن جُمادى، وكانَتْ أوَّلَ رَجَبٍ ولَمْ يَشْعُرُوا، فَقَتَلَهُ رَجُلٌ مِنهُمْ، وأخَذُوا ما كانَ مَعَهُ، وإنَّ المُشْرِكِينَ أرْسَلُوا يُعَيِّرُونَهُ بِذَلِكَ، فَقالَ اللَّهُ: ﴿يَسْألُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ﴾ . وغَيْرُهُ أكْبَرُ مِنهُ ﴿وصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وكُفْرٌ بِهِ والمَسْجِدِ الحَرامِ﴾، وإخْراجُ أهْلِ المَسْجِدِ الحَرامِ مِنهُ أكْبَرُ مِنَ الَّذِي أصابَ أصْحابُ مُحَمَّدٍ ﷺ، والشِّرْكُ أشَدُّ مِنهُ» .
وأخْرَجَ ابْنُ إسْحاقَ، حَدَّثَنِي الكَلْبِيُّ، عَنْ أبِي صالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: نَزَلَ فِيما كانَ مِن مُصابِ عَمْرِو بْنِ الحَضْرَمِيِّ: ﴿يَسْألُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرامِ قِتالٍ فِيهِ﴾ إلى آخِرِ الآيَةِ.
وأخْرَجَ ابْنُ مَندَهْ، وابْنُ عَساكِرَ، مِن طَرِيقِ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ بَعَثَ صَفْوانَ ابْنَ بَيْضاءَ في سَرِيَّةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ قِبَلَ الأبْواءِ (p-٥٣٧)فَغَنِمُوا، وفِيهِمْ نَزَلَتْ: ﴿يَسْألُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرامِ قِتالٍ فِيهِ﴾ الآيَةَ» .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، مِن طَرِيقِ السُّدِّيِّ، «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بَعَثَ سَرِيَّةً وكانُوا سَبْعَةَ نَفَرٍ، عَلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ الأسَدِيُّ، وفِيهِمْ عَمّارُ بْنُ ياسِرٍ، وأبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وسَعْدُ بْنُ أبِي وقّاصٍ، وعُتْبَةُ بْنُ غَزْوانَ السُّلَمِيُّ حَلِيفٌ لِبَنِي نَوْفَلٍ، وسُهَيْلُ ابْنُ بَيْضاءَ، وعامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، وواقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ اليَرْبُوعِيُّ حَلِيفٌ لِعُمَرَ بْنِ الخَطّابِ، وكَتَبَ مَعَ ابْنِ جَحْشٍ كِتابًا، وأمَرَهُ ألّا يَقْرَأهُ حَتّى يَنْزِلَ بَطْنَ مَلَلٍ، فَلَمّا نَزَلَ بِبَطْنِ مَلَلٍ فَتَحَ الكِتابَ، فَإذا فِيهِ أنْ: ”سِرْ حَتّى تَنْزِلَ بَطْنَ نَخْلَةَ“، فَقالَ لِأصْحابِهِ: مَن كانَ يُرِيدُ المَوْتَ فَلْيَمْضِ ولْيُوصِ، فَإنِّي مُوصٍ وماضٍ لِأمْرِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَسارَ وتَخَلَّفَ عَنْهُ سَعْدُ بْنُ أبِي وقّاصٍ، وعُتْبَةُ بْنُ غَزْوانَ، أضَلّا راحِلَةً لَهُما، وسارَ ابْنُ جَحْشٍ إلى بَطْنِ نَخْلَةَ، فَإذا هم بِالحَكَمِ بْنِ كَيْسانَ، وعَبْدِ اللَّهِ بْنِ المُغِيرَةِ، والمُغِيرَةِ بْنِ عُثْمانَ، وعَمْرِو بْنِ الحَضْرَمِيِّ، فاقْتَتَلُوا، فَأسَرُوا الحَكَمَ بْنَ كَيْسانَ وعَبْدَ اللَّهِ بْنَ المُغِيرَةِ، وانْفَلَتَ المُغِيرَةُ، وقُتِلَ عَمْرُو بْنُ الحَضْرَمِيِّ، قَتَلَهُ واقَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَكانَتْ أوَّلَ غَنِيمَةٍ غَنِمَها أصْحابُ مُحَمَّدٍ ﷺ، فَلَمّا رَجَعُوا إلى المَدِينَةِ بِالأسِيرَيْنِ وما غَنِمُوا مِنَ الأمْوالِ قالَ المُشْرِكُونَ: مُحَمَّدٌ يَزْعُمُ أنَّهُ يَتَّبِعُ طاعَةَ اللَّهِ، وهو أوَّلُ مَنِ اسْتَحَلَّ الشَّهْرَ (p-٥٣٨)الحَرامَ، وقَتَلَ صاحِبَنا في رَجَبٍ، فَقالَ المُسْلِمُونَ: إنَّما قَتَلْناهُ في جُمادى، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿يَسْألُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ﴾: لا يَحِلُّ، وما صَنَعْتُمْ - أنْتُمْ يا مَعْشَرَ المُشْرِكِينَ- أكْبَرُ مِنَ القَتْلِ في الشَّهْرِ الحَرامِ حِينَ كَفَرْتُمْ بِاللَّهِ، وصَدَدْتُمْ عَنْهُ مُحَمَّدًا وأصْحابَهُ، وإخْراجُ أهْلِ المَسْجِدِ الحَرامِ مِنهُ – حِينَ أخْرَجُوا مُحَمَّدًا- أكْبَرُ مِنَ القَتْلِ عِنْدَ اللَّهِ، ﴿والفِتْنَةُ﴾ . وهي الشِّرْكُ - أعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ القَتْلِ في الشَّهْرِ الحَرامِ. فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿وصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وكُفْرٌ بِهِ﴾ الآيَةَ» .
وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: «إنَّ رَجُلًا مِن بَنِي تَمِيمٍ أرْسَلَهُ النَّبِيُّ ﷺ في سَرِيَّةٍ، فَمَرَّ بِابْنِ الحَضْرَمِيِّ يَحْمِلُ خَمْرًا مِنَ الطّائِفِ إلى مَكَّةَ، فَرَماهُ بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ، وكانَ بَيْنَ قُرَيْشٍ ومُحَمَّدٍ عَقْدٌ، فَقَتَلَهُ في آخِرِ يَوْمٍ مِن جُمادى الآخِرَةِ، وأوَّلِ يَوْمٍ مِن رَجَبٍ،، فَقالَتْ قُرَيْشٌ: في الشَّهْرِ الحَرامِ ولَنا عَهْدٌ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ﴾ الآيَةَ. يَقُولُ: كُفْرٌ بِاللَّهِ، وعِبادَةُ الأوْثانِ أكْبَرُ مِن قَتْلِ ابْنِ الحَضْرَمِيِّ» .
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أبِي مالِكٍ الغِفارِيِّ قالَ: «بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ في جَيْشٍ، فَلَقِيَ ناسًا مِنَ المُشْرِكِينَ بِبَطْنِ (p-٥٣٩)نَخْلَةَ»، والمُسْلِمُونَ يَحْسَبُونَ أنَّهُ آخِرُ يَوْمٍ مِن جُمادى، وهو أوَّلُ يَوْمٍ مِن رَجَبٍ، فَقَتَلَ المُسْلِمُونَ ابْنَ الحَضْرَمِيِّ، فَقالَ المُشْرِكُونَ: ألَسْتُمْ تَزْعُمُونَ أنَّكم تُحْرِّمُونَ الشَّهْرَ الحَرامَ والبَلَدَ الحَرامَ؟ وقَدْ قَتَلْتُمْ في الشَّهْرِ الحَرامِ، فَأنْزَلُ اللَّهُ: ﴿يَسْألُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرامِ قِتالٍ فِيهِ﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿أكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ﴾ مِنَ الَّذِي اسْتَكْبَرْتُمْ مِن قَتْلِ ابْنِ الحَضْرَمِيِّ، ﴿والفِتْنَةُ﴾ الَّتِي أنْتُمْ عَلَيْها مُقِيمُونَ، يَعْنِي الشِّرْكَ، ﴿أكْبَرُ مِنَ القَتْلِ﴾ .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في ”الدَّلائِلِ“، مِن طَرِيقِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بَعَثَ سَرِيَّةً مِنَ المُسْلِمِينَ، وأمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ الأسَدِيَّ، فانْطَلَقُوا حَتّى هَبَطُوا نَخْلَةَ، فَوَجَدُوا بِها عَمْرَو بْنَ الحَضْرَمِيِّ في عِيرِ تِجارَةٍ لِقُرَيْشٍ في يَوْمٍ بَقِيَ مِنَ الشَّهْرِ الحَرامِ، فاخْتَصَمَ المُسْلِمُونَ؛ فَقالَ قائِلٌ مِنهم: هَذِهِ غِرَّةٌ مِن عَدُوٍّ، وغُنْمٌ رُزِقْتُمُوهُ، ولا نَدْرِي أمِنَ الشَّهْرِ الحَرامِ هَذا اليَوْمُ أمْ لا؟ وقالَ قائِلٌ مِنهم: لا نَعْلَمُ اليَوْمَ إلّا مِنَ الشَّهْرِ الحَرامِ، ولا نَرى أنْ تَسْتَحِلُّوهُ لِطَمَعٍ أشْفَيْتُمْ عَلَيْهِ. فَغَلَبَ عَلى الأمْرِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا، فَشَدُّوا عَلى ابْنِ الحَضْرَمِيِّ، فَقَتَلُوهُ وغَنِمُوا عِيرَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ كُفّارَ قُرَيْشٍ، وكانَ ابْنُ الحَضْرَمِيِّ أوَّلَ قَتِيلٍ قُتِلَ بَيْنَ المُسْلِمِينَ والمُشْرِكِينَ، فَرَكِبَ وفْدُ كُفّارِ قُرَيْشٍ حَتّى قَدِمُوا عَلى النَّبِيِّ ﷺ بِالمَدِينَةِ، فَقالُوا: أتُحِلُّ القِتالَ في الشَّهْرِ الحَرامِ؟ فَأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: (p-٥٤٠)﴿يَسْألُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ إلى آخِرِ الآيَةِ. فَحَدَّثَهُمُ اللَّهُ في كِتابِهِ: إنَّ القِتالَ في الشَّهْرِ الحَرامِ حَرامٌ كَما كانَ، وإنَّ الَّذِي يَسْتَحِلُّونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ هو أكْبَرُ مِن ذَلِكَ؛ مِن صَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ حِينَ يَسْجُنُونَهم ويُعَذِّبُونَهم ويَحْبِسُونَهم أنْ يُهاجِرُوا إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وكُفْرِهِمْ بِاللَّهِ وصَدِّهِمُ المُسْلِمِينَ عَنِ المَسْجِدِ الحَرامِ في الحَجِّ والعُمْرَةِ والصَّلاةِ فِيهِ، وإخْراجِهِمْ أهْلَ المَسْجِدِ الحَرامِ، وهم سُكّانُهُ مِنَ المُسْلِمِينَ، وفَتْنِهِمْ إيّاهم عَنِ الدِّينِ، فَبَلَغَنا أنَّ النَّبِيَّ ﷺ عَقَلَ ابْنَ الحَضْرَمِيِّ، وحَرَّمَ الشَّهْرَ الحَرامَ كَما كانَ يُحَرِّمُهُ، حَتّى أنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ ورَسُولِهِ﴾ [التوبة»: ١] .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وأبُو داوُدَ في ”ناسِخِهِ“، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، ومِقْسَمٍ، قالا: لَقِيَ واقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَمْرَو بْنَ الحَضْرَمِيِّ أوَّلَ لَيْلَةٍ مِن رَجَبٍ، وهو يَرى أنَّهُ مِن جُمادى، فَقَتَلَهُ فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿يَسْألُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرامِ قِتالٍ فِيهِ﴾ الآيَةَ. قالَ الزُّهْرِيُّ: «فَكانَ النَّبِيُّ ﷺ فِيما بَلَغَنا يُحَرِّمُ القِتالَ في الشَّهْرِ الحَرامِ، ثُمَّ أُحِلَّ بَعْدُ» .
وأخْرَجَ ابْنُ إسْحاقَ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ، مِن طَرِيقِ يَزِيدَ بْنِ رُومانَ، عَنْ عُرْوَةَ قالَ: «بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ إلى نَخْلَةَ، (p-٥٤١)فَقالَ لَهُ: ”كُنْ بِها حَتّى تَأْتِيَنا بِخَبَرٍ مِن أخْبارِ قُرَيْشٍ“ . ولَمْ يَأْمُرْهُ بِقِتالٍ، وذَلِكَ في الشَّهْرِ الحَرامِ، وكَتَبَ لَهُ كِتابًا قَبْلَ أنْ يُعْلِمَهُ أيْنَ يَسِيرُ، فَقالَ: ”اخْرُجْ أنْتَ وأصْحابُكَ، حَتّى إذا سِرْتَ يَوْمَيْنِ فافْتَحْ كِتابَكَ، وانْظُرْ فِيهِ، فَما أمَرْتُكَ بِهِ فامْضِ لَهُ، ولا تَسْتَكْرِهَنَّ أحَدًا مِن أصْحابِكَ عَلى الذَّهابِ مَعَكَ“، فَلَمّا سارَ يَوْمَيْنِ فَتَحَ الكِتابَ، فَإذا فِيهِ أنِ: ”امْضِ حَتّى تَنْزِلَ نَخْلَةَ فَتَأْتِيَنا مِن أخْبارِ قُرَيْشٍ بِما اتَّصَلَ إلَيْكَ مِنهُمْ“، فَقالَ لِأصْحابِهِ حِينَ قَرَأ الكِتابَ: سَمْعٌ وطاعَةٌ، مَن كانَ مِنكم لَهُ رَغْبَةٌ في الشَّهادَةِ فَلْيَنْطَلِقْ مَعِي، فَإنِّي ماضٍ لِأمْرِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، ومَن كَرِهْ ذَلِكَ مِنكم فَلْيَرْجِعْ، فَإنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَدْ نَهانِي أنْ أسْتَكْرِهَ مِنكم أحَدًا، فَمَضى مَعَهُ القَوْمُ حَتّى إذا كانُوا بِبُحْرانَ أضَلَّ سَعْدُ بْنُ أبِي وقّاصٍ وعُتْبَةُ بْنُ غَزْوانَ بَعِيرًا لَهُما كانا يَعْتَقِبانَهُ، فَتَخَلَّفا عَلَيْهِ يَطْلُبانِهِ، ومَضى القَوْمُ حَتّى نَزَلُوا نَخْلَةَ، فَمَرَّ بِهِمْ عَمْرُو بْنُ الحَضْرَمِيِّ، والحَكَمُ بْنُ كَيْسانَ، وعُثْمانُ والمُغِيرَةُ ابْنا عَبْدِ اللَّهِ، مَعَهم تِجارَةٌ قَدِمُوا بِها مِنَ الطّائِفِ؛ أُدْمٌ وزَبِيبٌ، فَلَمّا رَآهُمُ القَوْمُ أشْرَفِ لَهم واقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وكانَ قَدْ حَلَقَ رَأْسَهُ، فَلَمّا رَأوْهُ حَلِيقًا قالُوا: عُمّارٌ، لَيْسَ عَلَيْكم مِنهم بَأْسٌ، وائْتَمَرَ القَوْمُ بِهِمْ أصْحابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وهو آخِرُ يَوْمٍ مِن رَجَبٍ، (p-٥٤٢)فَقالُوا: لَئِنْ قَتَلْتُمُوهُمْ، إنَّكم لَتَقْتُلُونَهم في الشَّهْرِ الحَرامِ، ولَئِنْ تَرَكْتُمُوهم لَيَدْخُلُنَّ في هَذِهِ اللَّيْلَةِ مَكَّةَ الحَرَمَ، فَلَيَمْتَنِعُنَّ مِنكم، فَأجْمَعَ القَوْمُ عَلى قَتْلِهِمْ، فَرَمى واقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ عَمْرَو بْنَ الحَضْرَمِيِّ بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ، واسْتَأْسَرَ عُثْمانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ والحَكَمَ بْنَ كَيْسانَ، وهَرَبَ المُغِيرَةُ فَأعْجَزَهم، واسْتاقُوا العِيرَ فَقَدِمُوا بِها عَلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقالَ لَهم: ”واللَّهِ ما أمَرْتُكم بِقِتالٍ في الشَّهْرِ الحَرامِ“، فَأوْقَفَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الأسِيرَيْنِ والعِيرَ، فَلَمْ يَأْخُذْ مِنها شَيْئًا، فَلَمّا قالَ لَهم رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ما قالَ سُقِطَ في أيْدِيهِمْ، وظَنُّوا أنْ قَدْ هَلَكُوا، وعَنَّفَهم إخْوانُهم مِنَ المُسْلِمِينَ، وقالَتْ قُرَيْشٌ حِينَ بَلَغَهم أمْرُ هَؤُلاءِ: قَدْ سَفَكَ مُحَمَّدٌ الدَّمَ الحَرامَ، وأخَذَ المالَ، وأسَرَ الرِّجالَ، واسْتَحَلَّ الشَّهْرَ الحَرامَ، فَأنْزَلَ اللَّهُ في ذَلِكَ: ﴿يَسْألُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرامِ قِتالٍ فِيهِ﴾ الآيَةَ. فَلَمّا نَزَلَ ذَلِكَ أخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ العِيرَ، وفَدى الأسِيرَيْنِ، فَقالَ المُسْلِمُونَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أتَطْمَعُ أنْ يَكُونَ لَنا غَزْوَةٌ؟ فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا والَّذِينَ هاجَرُوا وجاهَدُوا في سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ﴾ . وكانُوا ثَمانِيَةً، وأمِيرُهُمُ التّاسِعُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ» .
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ في قَوْلِهِ: ﴿يَسْألُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرامِ قِتالٍ فِيهِ﴾ قالَ: يَقُولُ: يَسْألُونَكَ عَنْ قِتالٍ فِيهِ. قالَ: وكَذَلِكَ كانَ يَقْرَؤُها: ”عَنْ قِتالٍ فِيهِ.“ (p-٥٤٣)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي داوُدَ في ”المَصاحِفِ“، عَنِ الأعْمَشِ قالَ: في قِراءَةِ عَبْدِ اللَّهِ ”يَسْألُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرامِ عَنْ قِتالٍ فِيهِ“ .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي داوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أنَّهُ كانَ يَقْرَأُ هَذا الحَرْفَ: ”قَتْلٍ فِيهِ“ .
وأخْرَجَ عَنْ عَطاءِ بْنِ مَيْسَرَةَ قالَ: أُحِلَّ القِتالُ في الشَّهْرِ الحَرامِ في ”بَراءَةَ“ في قَوْلِهِ: ﴿فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أنْفُسَكم وقاتِلُوا المُشْرِكِينَ كافَّةً﴾ [التوبة: ٣٦] .
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ سُفْيانَ الثَّوْرِيِّ، أنَّهُ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ، فَقالَ: هَذا شَيْءٌ مَنسُوخٌ، ولا بَأْسَ بِالقِتالِ في الشَّهْرِ الحَرامِ.
وأخْرَجَ النَّحّاسُ في ”ناسِخِهِ“، مِن طَرِيقِ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ قَوْلَهُ: ﴿يَسْألُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرامِ قِتالٍ فِيهِ﴾ . أيْ: في الشَّهْرِ الحَرامِ، ﴿قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ﴾ . أيْ: عَظِيمٌ، فَكانَ القِتالُ مَحْظُورًا حَتّى نَسَخَتْهُ آيَةُ السَّيْفِ في ”بَراءَةَ“: ﴿فاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وجَدْتُمُوهُمْ﴾ [التوبة: ٥] . فَأُبِيحُوا القِتالَ في الأشْهُرِ الحُرُمِ وفي غَيْرِها.
وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: ﴿والفِتْنَةُ أشَدُّ مِنَ القَتْلِ﴾ [البقرة: ١٩١] . (p-٥٤٤)قالَ: الشِّرْكُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿ولا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ﴾ قالَ: كُفّارُ قُرَيْشٍ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أنَسٍ في قَوْلِهِ: ﴿أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ﴾ قالَ: هَؤُلاءِ خِيارُ هَذِهِ الأُمَّةِ، ثُمَّ جَعَلَهُمُ اللَّهُ أهْلَ رَجاءٍ، إنَّهُ مَن رَجا طَلَبَ، ومَن خافَ هَرَبَ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ قَتادَةَ في الآيَةِ قالَ: هَؤُلاءِ خِيارُ هَذِهِ الأُمَّةِ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ أهْلَ رَجاءٍ كَما تَسْمَعُونَ.
{"ayahs_start":217,"ayahs":["یَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ قِتَالࣲ فِیهِۖ قُلۡ قِتَالࣱ فِیهِ كَبِیرࣱۚ وَصَدٌّ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ وَكُفۡرُۢ بِهِۦ وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَإِخۡرَاجُ أَهۡلِهِۦ مِنۡهُ أَكۡبَرُ عِندَ ٱللَّهِۚ وَٱلۡفِتۡنَةُ أَكۡبَرُ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۗ وَلَا یَزَالُونَ یُقَـٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ یَرُدُّوكُمۡ عَن دِینِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَـٰعُوا۟ۚ وَمَن یَرۡتَدِدۡ مِنكُمۡ عَن دِینِهِۦ فَیَمُتۡ وَهُوَ كَافِرࣱ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِۖ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ","إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَٱلَّذِینَ هَاجَرُوا۟ وَجَـٰهَدُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ یَرۡجُونَ رَحۡمَتَ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ"],"ayah":"یَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ قِتَالࣲ فِیهِۖ قُلۡ قِتَالࣱ فِیهِ كَبِیرࣱۚ وَصَدٌّ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ وَكُفۡرُۢ بِهِۦ وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَإِخۡرَاجُ أَهۡلِهِۦ مِنۡهُ أَكۡبَرُ عِندَ ٱللَّهِۚ وَٱلۡفِتۡنَةُ أَكۡبَرُ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۗ وَلَا یَزَالُونَ یُقَـٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ یَرُدُّوكُمۡ عَن دِینِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَـٰعُوا۟ۚ وَمَن یَرۡتَدِدۡ مِنكُمۡ عَن دِینِهِۦ فَیَمُتۡ وَهُوَ كَافِرࣱ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِۖ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق