الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿الحَجُّ أشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ﴾ . أخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ في «الأوْسَطِ»، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنْ أبِي أُمامَةَ قالَ: «قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: في قَوْلِهِ: ﴿الحَجُّ أشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ﴾ ”شَوّالٌ، وذُو القِعْدَةِ، وذُو الحِجَّةِ“» . أخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ في «الأوْسَطِ»، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”﴿الحَجُّ أشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ﴾؛ شَوّالٌ، وذُو القِعْدَةِ، وذُو الحِجَّةِ“» . وأخْرَجَ الخَطِيبُ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: في قَوْلِهِ تَعالى: (p-٣٧٥)﴿الحَجُّ أشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ﴾ ”شَوّالٌ وذُو القِعْدَةِ وذُو الحِجَّةِ“» . وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ: ﴿الحَجُّ أشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ﴾ . قالَ: شَوّالٌ، وذُو القِعْدَةِ، وذُو الحِجَّةِ. وأخْرَجَ الشّافِعِيُّ في «الأُمِّ»، وسَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ نافِعٍ، أنَّهُ سُئِلَ: أسَمِعْتَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُسَمِّي شُهُورَ الحَجِّ؟ فَقالَ: نَعَمْ، كانَ يُسَمِّي؛ شَوّالًا، وذا القِعْدَةِ، وذا الحِجَّةِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، وعَطاءٍ، والضَّحّاكِ، مِثْلَهُ. وأخْرَجَ وكِيعٌ، وسَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“، مِن طُرُقٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: ﴿الحَجُّ أشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ﴾ . قالَ شَوّالٌ، وذُو القِعْدَةِ، وعَشْرُ لَيالٍ مِن ذِي الحِجَّةِ. وأخْرَجَ وكِيعٌ، وسَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ (p-٣٧٦)جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: ﴿الحَجُّ أشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ﴾ . قالَ: شَوّالٌ، وذُو القِعْدَةِ، وعَشْرُ لَيالٍ مِن ذِي الحِجَّةِ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، والطَّبَرانِيُّ، والبَيْهَقِيُّ مِن طُرُقٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿الحَجُّ أشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ﴾ . قالَ: شَوّالٌ، وذُو القِعْدَةِ، وعَشْرٌ مِن ذِي الحِجَّةِ، لا يُفْرَضُ الحَجُّ إلّا فِيهِنَّ. وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، والدّارَقُطْنِيُّ، والطَّبَرانِيُّ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: ﴿الحَجُّ أشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ﴾ . قالَ: شَوّالٌ، وذُو القِعْدَةِ، وعَشْرٌ مِن ذِي الحِجَّةِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ الحَسَنِ، ومُحَمَّدٍ، وإبْراهِيمَ، مِثْلَهُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والطَّبَرانِيُّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أنَّهُ سُئِلَ عَنِ العُمْرَةِ في أشْهُرِ الحَجِّ. فَقالَ: ﴿الحَجُّ أشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ﴾ . لَيْسَ فِيهِنَّ عُمْرَةٌ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قالَ: ما أحَدٌ مِن (p-٣٧٧)أهْلِ العِلْمِ شَكَّ أنَّ عُمْرَةً في غَيْرِ أشْهُرِ الحَجِّ أفْضَلُ مِن عُمْرَةٍ في أشْهُرِ الحَجِّ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: قالَ عُمَرُ: افْصِلُوا بَيْنَ حَجِّكم وعُمْرَتِكُمُ، اجْعَلُوا الحَجَّ في أشْهُرٍ، والعُمْرَةَ في غَيْرِ أشْهُرِ الحَجِّ، أتَمُّ لِحَجِّكم ولِعُمْرَتِكم. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قالَ: سُئِلَ القاسِمُ عَنِ العُمْرَةِ في أشْهُرِ الحَجِّ فَقالَ: كانُوا لا يَرَوْنَها تامَّةً. * * * ﴿فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ﴾ . وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ في قَوْلِهِ: ﴿فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ﴾ . قالَ: مَن أهَلَّ فِيهِنَّ بِحَجٍّ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، والبَيْهَقِيُّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: الفَرْضُ الإحْرامُ. (p-٣٧٨)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ الضَّحّاكِ، مِثْلَهُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ: ﴿فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ﴾ قالَ: الإهْلالُ. وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، والدّارَقُطْنِيُّ، والبَيْهَقِيُّ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ قالَ: فَرْضُ الحَجِّ الإحْرامُ. وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: الفَرْضُ الإهْلالُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قالَ: الإهْلالُ فَرِيضَةُ الحَجِّ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ﴾ يَقُولُ: مَن أحْرَمَ بِحَجٍّ أوْ عُمْرَةٍ. وأخْرَجَ الشّافِعِيُّ في «الأُمِّ»، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: لا يَنْبَغِي لِأحَدٍ أنْ يُحْرِمَ بِالحَجِّ إلّا في أشْهُرِ الحَجِّ، مِن أجْلِ قَوْلِ اللَّهِ: ﴿الحَجُّ أشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ﴾ . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ خُزَيْمَةَ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: لا يُحْرَمُ بِالحَجِّ إلّا في أشْهُرِ الحَجِّ، فَإنَّ مِن سُنَّةِ الحَجِّ أنْ يُحْرَمَ بِالحَجِّ (p-٣٧٩)فِي أشْهُرِ الحَجِّ. وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنْ جابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: ”«لا يَنْبَغِي لِأحَدٍ أنْ يُحْرِمَ بِالحَجِّ إلّا في أشْهُرِ الحَجِّ“» . وأخْرَجَ الشّافِعِيُّ في «الأُمِّ»، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ جابِرٍ مَوْقُوفًا، مِثْلَهُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَطاءٍ أنَّهُ قالَ لِرَجُلٍ قَدْ أحْرَمَ بِالحَجِّ في غَيْرِ أشْهُرِ الحَجِّ: اجْعَلْها عُمْرَةً؛ فَإنَّهُ لَيْسَ لَكَ حَجٌّ، فَإنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ﴿الحَجُّ أشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ﴾ . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ﴾: فَلا يَنْبَغِي أنْ يُلَبِّيَ بِالحَجِّ ثُمَّ يُقِيمَ بِأرْضٍ. وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ في «الأوْسَطِ»، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: ﴿فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ﴾ . قالَ: التَّلْبِيَةُ والإحْرامُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: ﴿فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ﴾ قالَ: (p-٣٨٠)التَّلْبِيَةُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ﴾ قالَ: التَّلْبِيَةُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ طاوُسٍ: ﴿فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ﴾ قالَ: التَّلْبِيَةُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَطاءٍ وإبْراهِيمَ، مِثْلَهُ. وأخْرَجَ مالِكٌ، والشّافِعِيُّ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ، وأبُو داوُدَ، والتِّرْمِذِيُّ وصَحَّحَهُ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ خُزَيْمَةَ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنْ خَلّادِ بْنِ السّائِبِ، عَنْ أبِيهِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”«أتانِي جِبْرِيلُ فَأمَرَنِي أنْ آمُرَ أصْحابِي أنْ يَرْفَعُوا أصْواتَهم بِالإهْلالِ والتَّلْبِيَةِ، فَإنَّها شِعارُ الحَجِّ“» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ خُزَيْمَةَ، وابْنٍ حِبّانَ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خالِدٍ الجُهَنِيِّ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «”جاءَنِي جِبْرِيلُ فَقالَ: مُرْ أصْحابَكَ فَلْيَرْفَعُوا أصْواتَهم بِالتَّلْبِيَةِ، فَإنَّها مِن شِعارِ الحَجِّ“» . (p-٣٨١)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ قالَ: التَّلْبِيَةُ زِينَةُ الحَجِّ. وأخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ خُزَيْمَةَ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنْ أبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ سُئِلَ: أيُّ الأعْمالِ أفْضَلُ؟ قالَ: ”العَجُّ والثَّجُّ“» . وأخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ خُزَيْمَةَ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قالَ: ”«ما مِن مُلَبٍّ يُلَبِّي إلّا لَبّى ما عَنْ يَمِينِهِ وشِمالِهِ مِن حَجَرٍ أوْ شَجَرٍ أوْ مَدَرٍ، حَتّى تَنْقَطِعَ الأرْضُ مِن هاهُنا وهاهُنا عَنْ يَمِينِهِ وشِمالِهِ“» . وأخْرَجَ أحْمَدُ، وابْنُ ماجَهْ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”ما مِن مُحْرِمٍ يُضَحِّي لِلَّهِ يَوْمَهُ يُلَبِّي حَتّى تَغِيبَ الشَّمْسُ، إلّا غابَتْ بِذُنُوبِهِ فَعادَ كَما ولَدَتْهُ أُمُّهُ“» . وأخْرَجَ مالِكٌ، والشّافِعِيُّ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، وأبُو داوُدَ، والنَّسائِيُّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، «أنَّ تَلْبِيَةَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: ”لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، (p-٣٨٢)لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لَكَ والمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ“ . وكانَ ابْنُ عُمَرَ يَزِيدُ فِيها: لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ، والخَيْرُ بِيَدَيْكَ لَبَّيْكَ، والرَّغْباءُ إلَيْكَ والعَمَلُ» . وأخْرَجَ البُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، «أنَّ رَجُلًا أوْقَصَتْهُ راحِلَتُهُ وهو مُحْرِمٌ فَماتَ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”اغْسِلُوهُ بِماءٍ وسِدْرٍ، وكَفِّنُوهُ في ثَوْبَيْهِ، ولا تُخَمِّرُوا وجْهَهُ ولا رَأْسَهُ، فَإنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ القِيامَةِ مُلَبِّيًا“» . وأخْرَجَ الشّافِعِيُّ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: «ما سَمّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ في تَلْبِيَتِهِ حَجًّا قَطُّ ولا عُمْرَةً» . وأخْرَجَ الشّافِعِيُّ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: «كانَ مِن تَلْبِيَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: ”لَبَّيْكَ إلَهَ الخَلْقِ لَبَّيْكَ“» . وأخْرَجَ الشّافِعِيُّ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أبِي وقّاصٍ، أنَّهُ سَمِعَ بَعْضَ (p-٣٨٣)بَنِي أخِيهِ وهو يُلَبِّي: يا ذا المَعارِجِ، فَقالَ سَعْدٌ: إنَّهُ لَذُو المَعارِجِ، وما هَكَذا كُنّا نُلَبِّي عَلى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ . وأخْرَجَ الشّافِعِيُّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثابِتٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، «أنَّهُ كانَ إذا فَرَغَ مِن تَلْبِيَةٍ سَألَ اللَّهَ رِضْوانَهُ والجَنَّةَ، واسْتَعاذَهُ بِرَحْمَتِهِ مِنَ النّارِ» . وأخْرَجَ الشّافِعِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ، «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ كانَ يُكْثِرُ مِنَ التَّلْبِيَةِ» . * * * قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَلا رَفَثَ ولا فُسُوقَ ولا جِدالَ في الحَجِّ﴾ . وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: في قَوْلِهِ: ﴿فَلا رَفَثَ ولا فُسُوقَ ولا جِدالَ في الحَجِّ﴾ قالَ: ”الرَّفَثُ الإعْرابَةُ والتَّعْرِيضُ لِلنِّساءِ بِالجِماعِ، والفُسُوقُ المَعاصِي كُلُّها والجِدالُ جِدالُ الرَّجُلِ لِصاحِبِهِ“» . وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُوَيْهِ، والأصْبَهانِيُّ في «التَّرْغِيبِ»، عَنْ أبِي أُمامَةَ قالَ: «قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ﴿فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلا رَفَثَ﴾ قالَ: ”لا جِماعَ“ ”ولا فُسُوقَ“، قالَ: ”المَعاصِي والكَذِبُ“» . وأخْرَجَ وكِيعٌ، وسُفْيانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، والفِرْيابِيُّ، وسَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ أبِي (p-٣٨٤)شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وأبُو يَعْلى، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“، مِن طُرُقٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في الآيَةِ، قالَ: الرَّفَثُ الجِماعُ، والفُسُوقُ المَعاصِي، والجِدالُ المِراءُ، وفي لَفْظٍ: أنْ تُمارِيَ صاحِبَكَ حَتّى يُغْضِبَكَ أوْ تُغْضِبَهُ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: الرَّفَثُ غِشْيانُ النِّساءِ والقُبَلُ والغَمْزُ، وأنْ يُعَرِّضَ لَها بِالفُحْشِ مِنَ الكَلامِ، والفُسُوقُ مَعاصِي اللَّهِ كُلُّها، والجِدالُ المِراءُ والمُلاحاةُ. وأخْرَجَ سُفْيانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وعَبْدُ الرَّزّاقِ، والفِرْيابِيُّ، وسَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ طاوُسٍ قالَ: سَألْتُ ابْنَ عَبّاسٍ، عَنْ قَوْلِهِ: ﴿فَلا رَفَثَ﴾ . قالَ: الرَّفَثُ الَّذِي ذُكِرَ هُنا لَيْسَ الرَّفَثُ الَّذِي ذُكِرَ في: ﴿أُحِلَّ لَكم لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ﴾ [البقرة: ١٨٧] . ذاكَ الجِماعُ، وهَذا العِرابَةُ بِكَلامِ العَرَبِ، والتَّعْرِيضُ بِذِكْرِ النِّكاحِ. وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ أبِي العالِيَةِ قالَ: كُنْتُ أمْشِي مَعَ ابْنِ عَبّاسٍ (p-٣٨٥)وهُوَ مُحْرِمٌ يَرْتَجِزُ بِالإبِلِ ويَقُولُ: ؎وهُنَّ يَمْشِينَ بِنا هَمِيسا إنْ تَصْدُقَ الطَّيْرُ نَنِكْ لَمِيسا فَقُلْتُ: أتَرْفُثُ وأنْتَ مُحْرِمٌ؟ قالَ: إنَّما الرَّفَثُ ما رُوجِعَ بِهِ النِّساءُ. وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ في الآيَةِ قالَ: الرَّفَثُ الجِماعُ، والفُسُوقُ المَعاصِي، والجِدالُ السِّبابُ والمُنازَعَةُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والطَّبَرانِيُّ في ”الأوْسَطِ“، عَنِ ابْنِ عُمَرَ في قَوْلِهِ: ﴿فَلا رَفَثَ﴾ . قالَ: غِشْيانُ النِّساءِ، ﴿ولا فُسُوقَ﴾ قالَ: السِّبابُ، ﴿ولا جِدالَ﴾ . قالَ: المِراءُ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ في الآيَةِ قالَ: الرَّفَثُ إتْيانُ النِّساءِ والتَّكَلُّمُ بِذَلِكَ لِلرِّجالِ والنِّساءِ إذا ذَكَرُوا ذَلِكَ بِأفْواهِهِمْ، والفُسُوقُ إتْيانُ مَعاصِي اللَّهِ في الحَرَمِ، والجِدالُ السِّبابُ، والمِراءُ الخُصُوماتُ. (p-٣٨٦)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: كانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ لِلْحادِي: لا تُعَرِّضْ بِذِكْرِ النِّساءِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ طاوُسٍ أنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ قالَ: إيّاكم والنِّساءَ، فَإنَّ الإعْرابَ مِنَ الرَّفَثِ. قالَ طاوُسٌ: وأخْبَرْتُ بِذَلِكَ ابْنَ عَبّاسٍ فَقالَ: صَدَقَ ابْنُ الزُّبَيْرِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ طاوُسٍ، أنَّهُ كَرِهَ الإعْرابَ لِلْمُحْرِمِ، قِيلَ: وما الإعْرابُ؟ قالَ: أنْ يَقُولَ: لَوْ أحْلَلْتُ قَدْ أصَبْتُكِ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ في الآيَةِ قالَ: الرَّفَثُ إتْيانُ النِّساءِ، والجِدالُ أنْ تُمارِيَ صاحِبَكَ حَتّى تُغْضِبَهُ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والشِّيرازِيُّ في «الألْقابِ»، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في الآيَةِ قالَ: الرَّفَثُ الجِماعُ، والفُسُوقُ المُنابَزَةُ بِالألْقابِ، تَقُولُ لِأخِيكَ: يا ظالِمُ، يا فاسِقُ، والجِدالُ أنْ تُجادِلَ صاحِبَكَ حَتّى تُغْضِبَهُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ مُجاهِدٍ وعِكْرِمَةَ، قالا: الرَّفَثُ الجِماعُ، والفُسُوقُ المَعاصِي، والجِدالُ المِراءُ. (p-٣٨٧)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ الضَّحّاكِ وعَطاءٍ، مِثْلَهُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ إبْراهِيمَ قالَ: الرَّفَثُ إتْيانُ النِّساءِ، والفُسُوقُ السِّبابُ، والجِدالُ المُماراةُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ الحَسَنِ قالَ: الرَّفَثُ الغِشْيانُ، والفُسُوقُ السِّبابُ، والجِدالُ الِاخْتِلافُ في الحَجِّ. وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ في قَوْلِهِ: ﴿فَلا رَفَثَ﴾ قالَ: لا جِماعَ، ﴿ولا فُسُوقَ﴾: لا سِبابَ، ﴿ولا جِدالَ﴾ لا مِراءَ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ في قَوْلِهِ: ﴿ولا جِدالَ في الحَجِّ﴾ قالَ: الجِدالُ؛ كانَتْ قُرَيْشٌ إذا اجْتَمَعَتْ بِمِنًى، قالَ هَؤُلاءِ: حَجُّنا أتَمُّ مِن حَجِّكم، وقالَ هَؤُلاءِ: حَجُّنا أتَمُّ مِن حَجِّكم. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولا جِدالَ في الحَجِّ﴾ . قالَ: كانُوا يَقِفُونَ مَواقِفَ مُخْتَلِفَةً يَتَجادَلُونَ، كُلُّهم يَدَّعِي أنَّ مَوْقِفَهُ مَوْقِفُ إبْراهِيمَ، فَقَطَعَهُ اللَّهُ حِينَ أعْلَمَ نَبِيَّهُ بِمَناسِكِهِمْ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ (p-٣٨٨)مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولا جِدالَ في الحَجِّ﴾ . قالَ: لا شُبْهَةَ في الحَجِّ، ولا شَكَّ في الحَجِّ، قَدْ بَيَّنَ وعَلَّمَ وقْتَهُ، كانُوا يَحُجُّونَ في ذِي الحِجَّةِ عامَيْنِ، وفي المُحَرَّمِ عامَيْنِ، ثُمَّ حَجُّوا في صَفَرَ، مِن أجْلِ النَّسِيءِ الَّذِي نَسَأ لَهم أبُو ثُمامَةَ، حَتّى وافَقَتْ حَجَّةُ أبِي بَكْرٍ في ذِي القِعْدَةِ قَبْلَ حَجَّةِ النَّبِيِّ ﷺ، ثُمَّ حَجَّ النَّبِيُّ ﷺ مِن قابِلَ في ذِي الحِجَّةِ، فَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ: «”إنَّ الزَّمانَ قَدِ اسْتَدارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ والأرْضَ“» . وأخْرَجَ سُفْيانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولا جِدالَ في الحَجِّ﴾ . قالَ: صارَ الحَجُّ في ذِي الحِجَّةِ، فَلا شَهْرَ يُنْسَأُ. وأخْرَجَ سُفْيانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، والتِّرْمِذِيُّ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”«مَن حَجِّ هَذا البَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ ولَمْ يَفْسُقْ، خَرَجَ مِن ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ“» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”«سِبابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ وقِتالُهُ كُفْرٌ“» . (p-٣٨٩)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ مِن حَدِيثِ أبِي هُرَيْرَةَ، مِثْلَهُ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ في ”مُسْنَدِهِ“، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”«مَن قَضى نُسُكَهُ وقَدْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ“» . وأخْرَجَ أبُو نُعَيْمٍ في «الحِلْيَةِ»، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”«ما عَمَلٌ أحَبُّ إلى اللَّهِ مِن جِهادٍ في سَبِيلِهِ، وحَجَّةٍ مَبْرُورَةٍ مُتَقَبَّلَةٍ لا رَفَثَ فِيها ولا فُسُوقَ ولا جِدالَ“» . وأخْرَجَ الأصْبَهانِيُّ في «التَّرْغِيبِ»، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”«ما مِن عَمَلٍ بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ بَعْدَ الجِهادِ في سَبِيلِ اللَّهِ أفْضَلُ مِن حَجَّةٍ مَبْرُورَةٍ لا رَفَثَ فِيها ولا فُسُوقَ ولا جِدالَ“» . وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنْ أسْماءَ بِنْتِ أبِي بَكْرٍ قالَتْ: «خَرَجْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حُجّاجًا، وكانَتْ زامِلَتُنا مَعَ غُلامِ أبِي بَكْرٍ، فَجَلَسْنا نَنْتَظِرُ حَتّى يَأْتِيَنا، فاطَّلَعَ الغُلامُ يَمْشِي ما مَعَهُ بَعِيرُهُ، فَقالَ أبُو بَكْرٍ: أيْنَ بَعِيرُكَ؟ قالَ: أضَلَّنِي اللَّيْلَةَ. فَقامَ أبُو بَكْرٍ يَضْرِبُهُ، بَعِيرٌ واحِدٌ أضَلَّكَ وأنْتَ رَجُلٌ، فَما يَزِيدُ (p-٣٩٠)رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلى أنْ يَتَبَسَّمَ ويَقُولُ: ”انْظُرُوا إلى هَذا المُحْرِمِ ما يَصْنَعُ!“» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ طاوُسٍ قالَ: لا يَنْظُرُ المُحْرِمُ في المِرْآةِ، ولا يَدْعُو عَلى أحَدٍ وإنْ ظَلَمَهُ. * * * قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وتَزَوَّدُوا فَإنَّ خَيْرَ الزّادِ التَّقْوى واتَّقُونِ يا أُولِي الألْبابِ﴾ . أخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والبُخارِيُّ، وأبُو داوُدَ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ حِبّانَ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: كانَ أهْلُ اليَمَنِ يَحُجُّونَ ولا يَتَزَوَّدُونَ، يَقُولُونَ: نَحْنُ مُتَوَكِّلُونَ. ثُمَّ يَعْدَمُونَ فَيَسْألُونَ النّاسَ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وتَزَوَّدُوا فَإنَّ خَيْرَ الزّادِ التَّقْوى﴾ . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: كانَ ناسٌ يَخْرُجُونَ مِن أهْلِهِمْ لَيْسَتْ مَعَهم أزْوِدَةٌ، يَقُولُونَ: نَحُجُّ بَيْتَ اللَّهِ ولا يُطْعِمُنا! فَقالَ اللَّهُ: تَزَوَّدُوا ما يَكُفُّ وُجُوهَكم عَنِ النّاسِ. (p-٣٩١)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: كانُوا إذا أحْرَمُوا ومَعَهم أزْوادُهُمْ، رَمَوْا بِها واسْتَأْنَفُوا زادًا آخَرَ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وتَزَوَّدُوا فَإنَّ خَيْرَ الزّادِ التَّقْوى﴾ . فَنُهُوا عَنْ ذَلِكَ، وأُمِرُوا أنْ يَتَزَوَّدُوا الكَعْكَ والدَّقِيقَ والسَّوِيقَ. وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، عَنِ الزُّبَيْرِ قالَ: كانَ النّاسُ يَتَوَكَّلُ بَعْضُهم عَلى بَعْضٍ في الزّادِ، فَأمَرَهُمُ اللَّهُ أنْ يَتَزَوَّدُوا، فَقالَ: ﴿وتَزَوَّدُوا فَإنَّ خَيْرَ الزّادِ التَّقْوى﴾ . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ إبْراهِيمَ النَّخَعِيِّ قالَ: كانَ ناسٌ مِنَ الأعْرابِ يَحُجُّونَ بِغَيْرِ زادٍ ويَقُولُونَ: نَتَوَكَّلُ عَلى اللَّهِ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وتَزَوَّدُوا﴾ الآيَةَ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ قَتادَةَ: ﴿وتَزَوَّدُوا فَإنَّ خَيْرَ الزّادِ التَّقْوى﴾ قالَ: كانَ أُناسٌ مِن أهْلِ اليَمَنِ يَحُجُّونَ ولا يَتَزَوَّدُونَ، فَأمَرَهُمُ اللَّهُ بِالزّادِ والنَّفَقَةِ في سَبِيلِ اللَّهِ، وأخْبَرَهم أنَّ خَيْرَ الزّادِ التَّقْوى. وأخْرَجَ سُفْيانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ في قَوْلِهِ: ﴿وتَزَوَّدُوا فَإنَّ خَيْرَ الزّادِ التَّقْوى﴾ قالَ: كانَ ناسٌ يَقْدَمُونَ مَكَّةَ بِغَيْرِ زادٍ في أيّامِ الحَجِّ، فَأُمِرُوا بِالزّادِ. (p-٣٩٢)وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: ﴿وتَزَوَّدُوا﴾ . قالَ: السَّوِيقُ والدَّقِيقُ والكَعْكُ. وأخْرَجَ وكِيعٌ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: ﴿وتَزَوَّدُوا﴾ . قالَ: الخُشْكَنانْجُ والسَّوِيقُ. وأخْرَجَ سُفْيانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: ﴿وتَزَوَّدُوا﴾ . قالَ: هو الكَعْكُ والزَّيْتُ. وأخْرَجَ وكِيعٌ، وسُفْيانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قالَ: ﴿وتَزَوَّدُوا﴾ . قالَ: الطَّعامُ؛ التَّمْرُ والسَّوِيقُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُقاتِلِ بْنِ حَيّانَ قالَ: «لَمّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿وتَزَوَّدُوا﴾ . قامَ رَجُلٌ مِن فُقَراءِ المُسْلِمِينَ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ما نَجِدُ زادًا نَتَزَوَّدُهُ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”تَزَوَّدْ ما تَكُفُّ بِهِ وجْهَكَ عَنِ النّاسِ، وخَيْرُ ما تَزَوَّدْتُمْ بِهِ التَّقْوى“» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي داوُدَ في ”المَصاحِفِ“، عَنْ سُفْيانَ قالَ: في قِراءَةِ عَبْدِ اللَّهِ (p-٣٩٣)(وتَزَوَّدُوا وخَيْرُ الزّادِ التَّقْوى) . وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «”مَن يَتَزَوَّدْ في الدُّنْيا يَنْفَعْهُ في الآخِرَةِ“» . وأخْرَجَ الأصْبَهانِيُّ في «التَّرْغِيبِ»، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوّامِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: ”«العِبادُ عِبادُ اللَّهِ، والبِلادُ بِلادُ اللَّهِ، فَحَيْثُ وجَدْتَ خَيْرًا فَأقِمْ واتَّقِ اللَّهَ“» . وأخْرَجَ أحْمَدُ، والبَغَوِيُّ في ”مُعْجَمِهِ“، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“، والأصْبَهانِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِن أهْلِ البادِيَةِ قالَ: «أخَذَ بِيَدِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمّا عَلَّمَهُ اللَّهُ، فَكانَ فِيما حَفِظْتُ عَنْهُ أنْ قالَ: ”إنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا اتِّقاءَ اللَّهِ إلّا أعْطاكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنهُ“» . وأخْرَجَ أحْمَدُ، والبُخارِيُّ في ”الأدَبِ“، والتِّرْمِذِيُّ وصَحَّحَهُ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ حِبّانَ، والحاكِمُ، والبَيْهَقِيُّ في «شُعَبِ الإيمانِ»، والأصْبَهانِيُّ في «التَّرْغِيبِ»، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: «سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ما أكْثَرُ ما يُدْخِلُ النّاسَ الجَنَّةَ؟ قالَ: ”تَقْوى اللَّهِ، وحُسْنُ الخُلُقِ“ . وسُئِلَ ما أكْثَرُ ما يُدْخِلُ النّاسَ النّارَ؟ قالَ: ”الأجْوَفانِ؛ الفَمُ والفَرْجُ“» . (p-٣٩٤)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا في كِتابِ ”التَّقْوى“، عَنْ رَجُلٍ مِن بَنِي سَلِيطٍ، قالَ: «أتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وهو يَقُولُ: ”المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَخْذُلُهُ ولا يَظْلِمُهُ، التَّقْوى هاهُنا، التَّقْوى هاهُنا“، وأوْمَأ بِيَدِهِ إلى صَدْرِهِ» . وأخْرَجَ الأصْبَهانِيُّ، عَنْ قَتادَةَ بْنِ عَيّاشٍ قالَ: «لَمّا عَقَدَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلى قَوْمِي، أتَيْتُهُ مُوَدِّعًا لَهُ، فَقالَ: ”جَعَلَ اللَّهُ التَّقْوى زادَكَ، وغَفَرَ ذَنْبَكَ، ووَجَّهَكَ لِلْخَيْرِ حَيْثُ تَكُونُ“» . وأخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ، والحاكِمُ، عَنْ أنَسٍ قالَ: «جاءَ رَجُلٌ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إنِّي أُرِيدُ سَفَرًا فَزَوِّدْنِي. فَقالَ: ”زَوَّدَكَ اللَّهُ التَّقْوى“ . قالَ: زِدْنِي، قالَ: ”وغَفَرَ ذَنْبَكَ“ . قالَ: زِدْنِي بِأبِي أنْتَ وأُمِّي، قالَ: ”ويَسَّرَ لَكَ الخَيْرَ حَيْثُما كُنْتَ“» . وأخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: «جاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يُرِيدُ سَفَرًا، فَقالَ: أوْصِنِي. قالَ: ”أُوصِيكَ بِتَقْوى اللَّهِ والتَّكْبِيرِ عَلى كُلِّ شَرَفٍ“، فَلَمّا مَضى قالَ: ”اللَّهُمَّ ازْوِ لَهُ الأرْضَ، وهَوِّنْ عَلَيْهِ السَّفَرَ“» . (p-٣٩٥)وأخْرَجَ الأصْبَهانِيُّ في «التَّرْغِيبِ»، عَنْ أبِي بَكْرٍ، أنَّهُ قالَ في خُطْبَتِهِ: الصِّدْقُ أمانَةٌ، والكَذِبُ خِيانَةٌ، أكْيَسُ الكَيْسِ التُّقى، وأنْوَكُ النَّوَكِ الفُجُورُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا في كِتابِ ”التَّقْوى“، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ، أنَّهُ كَتَبَ إلى ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ: أمّا بَعْدُ، فَإنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوى اللَّهِ، فَإنَّهُ مَنِ اتَّقاهُ وفّاهُ، ومَن أقْرَضَهُ جَزاهُ، ومَن شَكَرَهُ زادَهُ، واجْعَلِ التَّقْوى نُصْبَ عَيْنَيْكَ، وجَلاءَ قَلْبِكَ، واعْلَمْ أنَّهُ لا عَمَلَ لِمَن لا نِيَّةَ لَهُ، ولا أجْرَ لِمَن لا حَسَنَةَ لَهُ، ولا مالَ لِمَن لا رِفْقَ لَهُ، ولا جَدِيدَ لِمَن لا خُلُقَ لَهُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا، عَنْ مالِكِ بْنِ دِينارٍ قالَ: سَألْتُ الحَسَنَ: ما زَيْنُ القُرْآنِ؟ قالَ: التَّقْوى. قُلْتُ: فَما عُقُوبَةُ العالِمِ؟ قالَ: مَوْتُ قَلْبِهِ، وطَلَبُهُ لِلدُّنْيا بِالآخِرَةِ، ولِكُلِّ شَيْءٍ زَيْنٌ، وزَيْنُ القُرْآنِ التَّقْوى. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا، عَنْ قَتادَةَ قالَ: مَكْتُوبٌ في التَّوْراةِ: ابْنَ آدَمَ، اتَّقِ اللَّهَ ونَمْ حَيْثُ شِئْتَ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا، عَنْ وهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قالَ: الإيمانُ عُرْيانٌ، ولِباسُهُ التَّقْوى، وزِينَتُهُ الحَياءُ، ومالُهُ الفِقْهُ. (p-٣٩٦)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا، عَنْ داوُدَ بْنِ هِلالٍ قالَ: كانَ يُقالُ: الَّذِي يُقِيمُ بِهِ العَبْدُ وجْهَهُ عِنْدَ اللَّهِ التَّقْوى، ثُمَّ يَتْبَعُهُ الوَرَعُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا، عَنْ عُرْوَةَ قالَ: كَتَبَتْ عائِشَةُ إلى مُعاوِيَةَ، أمّا بَعْدُ، فاتَّقِ اللَّهَ فَإنَّكَ إذا اتَّقَيْتَ اللَّهَ كَفاكَ النّاسَ، وإذا اتَّقَيْتَ النّاسَ لَمْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا، عَنْ أبِي حازِمٍ قالَ: تَرَصَّدَنِي أرْبَعَةَ عَشَرَ عَدُوًّا؛ أمّا أرْبَعَةٌ مِنها؛ فَشَيْطانٌ يُضِلُّنِي، ومُؤْمِنٌ يَحْسُدُنِي، وكافِرٌ يَقْتُلُنِي، ومُنافِقٌ يُبْغِضُنِي. وأمّا العَشَرَةُ مِنها؛ فالجُوعُ، والعَطَشُ، والحَرُّ، والبَرْدُ، والعُرْيُ، والهَرَمُ، والمَرَضُ، والفَقْرُ، والمَوْتُ، والنّارُ، ولا أُطِيقُهُنَّ إلّا بِسِلاحٍ تامٍّ، ولا أجِدُ لَهم سِلاحًا أفْضَلَ مِنَ التَّقْوى. وأخْرَجَ الأصْبَهانِيُّ في «التَّرْغِيبِ»، عَنِ ابْنِ أبِي نَجِيحٍ قالَ: قالَ سُلَيْمانُ بْنُ داوُدَ عَلَيْهِما السَّلامُ: أُوتِينا مِمّا أُوتِيَ النّاسُ ومِمّا لَمْ يُؤْتُوهُ، وعُلِّمْنا مِمّا عُلِّمَ النّاسُ وما لَمْ يُعَلَّمُوا، فَلَمْ نَجِدْ شَيْئًا هو أفْضَلُ مِن تَقْوى اللَّهِ في السِّرِّ والعَلانِيَةِ، والعَدْلِ في الرِّضا والغَضَبِ، والقَصْدِ في الغِنى والفَقْرِ. وأخْرَجَ الأصْبَهانِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ قالَ: كانَ يُقالُ: مَنِ اتَّقى اللَّهَ أحَبَّهُ النّاسُ وإنْ كَرِهُوا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب