الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وإذا سَألَكَ عِبادِي عَنِّي فَإنِّي قَرِيبٌ﴾ الآيَةَ. أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، والبَغَوِيُّ في ”مُعْجَمِهِ“، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، مِن طَرِيقِ الصُّلْبِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأنْصارِ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قالَ: «جاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أقَرِيبٌ رَبُّنا فَنُناجِيَهُ أمْ بَعِيدٌ فَنُنادِيَهُ؟ فَسَكَتَ النَّبِيُّ ﷺ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وإذا سَألَكَ عِبادِي عَنِّي فَإنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي ولْيُؤْمِنُوا بِي﴾ إذا أمَرْتُهم أنْ يَدْعُوَنِي فَدَعَوْنِي اسْتَجَبْتُ لَهم» . وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ الحَسَنِ قالَ: «سَألَ أصْحابُ النَّبِيِّ ﷺ: أيْنَ رَبُّنا؟ فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وإذا سَألَكَ عِبادِي عَنِّي فَإنِّي قَرِيبٌ﴾ الآيَةَ» . وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُوَيْهِ عَنْ أنَسٍ قالَ: «سَألَ أعْرابِيٌّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ: أيْنَ رَبُّنا؟ قالَ: ”في السَّماءِ عَلى عَرْشِهِ“ ثُمَّ تَلا: ﴿الرَّحْمَنُ عَلى العَرْشِ اسْتَوى﴾ [طه: ٥] ”. فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وإذا سَألَكَ عِبادِي عَنِّي فَإنِّي قَرِيبٌ﴾ الآيَةَ» . وأخْرَجَ ابْنُ عَساكِرَ في“ تارِيخِهِ”، عَنْ عَلِيٍّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:“ «لا (p-٢٦٠)تَعْجِزُوا عَنِ الدُّعاءِ، فَإنَّ اللَّهَ أنْزَلَ عَلَيَّ: ﴿ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: ٦٠] فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ، رَبُّنا يَسْمَعُ الدُّعاءَ، أمْ كَيْفَ ذَلِكَ؟ فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وإذا سَألَكَ عِبادِي عَنِّي فَإنِّي قَرِيبٌ﴾ الآيَةَ» . وأخْرَجَ وكِيعٌ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ عَطاءِ بْنِ أبِي رَباحٍ، أنَّهُ بَلَغَهُ لَمّا نَزَلَتْ: ﴿وقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: ٦٠] قالُوا: لَوْ نَعْلَمُ أيَّ ساعَةٍ نَدْعُو؟ فَنَزَلَتْ: ﴿وإذا سَألَكَ عِبادِي عَنِّي فَإنِّي قَرِيبٌ﴾ إلى قَوْلِهِ ﴿يَرْشُدُونَ﴾ . وأخْرَجَ سُفْيانُ بْنُ عُيَيْنَةَ في ”تَفْسِيرِهِ“، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أحْمَدَ في ”زَوائِدِ الزُّهْدِ“، مِن طَرِيقِ سُفْيانَ، عَنْ أُبَيٍّ قالَ: «قالَ المُسْلِمُونَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أقَرِيبٌ رَبُّنا فَنُناجِيَهُ أمْ بِعِيدٌ فَنُنادِيَهُ؟ فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وإذا سَألَكَ عِبادِي عَنِّي فَإنِّي قَرِيبٌ﴾ الآيَةَ» . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ قَتادَةَ قالَ: ذُكِرَ لَنا أنَّهُ لَمّا أنْزَلَ اللَّهُ: ﴿ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: ٦٠] . قالَ رِجالٌ: كَيْفَ نَدْعُو يا نَبِيَّ اللَّهِ؟ فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وإذا سَألَكَ عِبادِي عَنِّي فَإنِّي قَرِيبٌ﴾ الآيَةَ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ قالَ: لَمّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ﴿ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: ٦٠] قالُوا: كَيْفَ لَنا بِهِ أنْ نَلْقاهُ حَتّى نَدْعُوَهُ؟ فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وإذا سَألَكَ عِبادِي عَنِّي فَإنِّي قَرِيبٌ﴾ الآيَةَ. (p-٢٦١)قالُوا: صَدَقَ رَبُّنا، وهو بِكُلِّ مَكانٍ. وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قالَ: قالَ المُسْلِمُونَ: أقَرِيبٌ رَبُّنا فَنُناجِيَهُ أمْ بَعِيدٌ فَنُنادِيَهُ؟ فَنَزَلَتْ: ﴿فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي﴾ لِيُطِيعُونِي، والِاسْتِجابَةُ هي الطّاعَةُ، ﴿ولْيُؤْمِنُوا بِي﴾ لِيَعْلَمُوا أنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِي إذا دَعانِي. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ الحَسَنِ قالَ: مِفْتاحُ البِحارِ السُّفُنُ، ومِفْتاحُ الأرْضِ الطُّرُقُ، ومِفْتاحُ السَّماءِ الدُّعاءُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ في ”المُصَنَّفِ“، وأحْمَدُ في ”الزُّهْدِ“، عَنْ كَعْبٍ قالَ: قالَ مُوسى: أيْ رَبِّ، أقَرِيبٌ أنْتَ فَأُناجِيَكَ، أمْ بَعِيدٌ فَأُنادِيَكَ؟ قالَ: يا مُوسى، أنا جَلِيسُ مَن ذَكَرَنِي. قالَ: يا رَبِّ، فَإنّا نَكُونُ مِنَ الحالِ عَلى حالٍ نُعَظِّمُكَ أوْ نُجِلُّكَ أنْ نَذْكُرَكَ عَلَيْها. قالَ: وما هِيَ؟ قالَ: الجَنابَةُ والغائِطُ. قالَ: يا مُوسى، اذْكُرْنِي عَلى كُلِّ حالٍ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، وأبُو داوُدَ، والتِّرْمِذِيُّ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، والبَيْهَقِيُّ في ”الأسْماءِ والصِّفاتِ“، عَنْ أبِي مُوسى الأشْعَرِيِّ قالَ: «كُنّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ في غَزاةٍ فَجَعَلْنا لا نَصْعَدُ شَرَفًا، ولا نَهْبِطُ وادِيًا إلّا رَفَعْنا أصْواتَنا بِالتَّكْبِيرِ، فَدَنا مِنّا فَقالَ: (p-٢٦٢)”يا أيُّها النّاسُ، ارْبَعُوا عَلى أنْفُسِكُمْ، فَإنَّكم لا تَدْعُونَ أصَمَّ ولا غائِبًا، إنَّما تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا، إنَّ الَّذِي تَدْعُونَ أقْرَبُ إلى أحَدِكم مِن عُنُقِ راحِلَتِهِ“» . وأخْرَجَ أحْمَدُ، عَنْ أنَسٍ، أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: ”«يَقُولُ اللَّهُ: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وأنا مَعَهُ إذا دَعانِي“» . وأخْرَجَ أحْمَدُ، وأبُو داوُدَ، والتِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ، وابْنُ ماجَهْ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ في ”الأسْماءِ والصِّفاتِ“، عَنْ سَلْمانَ الفارِسِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: ”«إنَّ رَبَّكم حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحِي مِن عَبْدِهِ إذا رَفَعَ يَدَيْهِ إلَيْهِ أنْ يَرُدَّهُما صِفْرًا“، وفي لَفْظٍ: ”يَسْتَحِي أنْ يَبْسُطَ العَبْدُ إلَيْهِ يَسْألُ بِهِما خَيْرًا فَيَرُدُّهُما خائِبَتَيْنِ“» . وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عَنْ سَلْمانَ قالَ: إنِّي أجِدُ في ”التَّوْراةِ“: إنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحِي أنْ يَرُدَّ يَدَيْنِ خائِبَتَيْنِ يُسْألُ بِهِما خَيْرًا. (p-٢٦٣)وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، والحاكِمُ عَنْ أنَسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”«إنَّ رَبَّكم حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحِي إذا رَفَعَ العَبْدُ يَدَيْهِ إلَيْهِ أنْ يَرُدَّهُما حَتّى يَجْعَلَ فِيهِما خَيْرًا“» . وأخْرَجَ أبُو نُعَيْمٍ في ”الحِلْيَةِ“ عَنْ أنَسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”«إنَّ اللَّهَ جَوادٌ كَرِيمٌ، يَسْتَحِي مِنَ العَبْدِ المُسْلِمِ إذا دَعاهُ أنْ يَرُدَّ يَدَيْهِ صِفْرًا لَيْسَ فِيهِما شَيْءٌ“» . وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ في ”الكَبِيرِ“ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”«إنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحِي أنْ يَرْفَعَ العَبْدُ يَدَيْهِ فَيَرُدَّهُما صِفْرًا لا خَيْرَ فِيهِما، فَإذا رَفَعَ أحَدُكم يَدَيْهِ فَلْيَقُلْ: يا حَيُّ يا قَيُّومُ، لا إلَهَ إلّا أنْتَ، يا أرْحَمَ الرّاحِمِينَ. ثَلاثَ مَرّاتٍ، ثُمَّ إذا رَدَّ يَدَيْهِ فَلْيُفْرِغِ الخَيْرَ عَلى وجْهِهِ“» . وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ عَنْ سَلْمانَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”«ما رَفَعَ قَوْمٌ أكُفَّهم إلى اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ يَسْألُونَهُ شَيْئًا إلّا كانَ حَقًّا عَلى اللَّهِ أنْ يَضَعَ في أيْدِيهِمُ الَّذِي سَألُوا“» . وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ في ”الأوْسَطِ“، عَنْ جابِرٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”إنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحِي مِن عَبْدِهِ أنْ يَرْفَعَ إلِيهِ يَدَيْهِ فَيَرُدَّهُما صِفْرًا لَيْسَ فِيهِما شَيْءٌ“» . (p-٢٦٤)وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ في ”الدُّعاءِ“ عَنِ الوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبِي مُغِيثٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”«إذا دَعا أحَدُكم فَرَفَعَ يَدَيْهِ، فَإنَّ اللَّهَ جاعِلٌ في يَدَيْهِ بَرَكَةً ورَحْمَةً، فَلا يَرُدَّهُما حَتّى يَمْسَحَ بِهِما وجْهَهُ“» . مُعْضَلٌ. وأخْرَجَ البَزّارُ، والبَيْهَقِيُّ في ”شُعَبِ الإيمانِ“، عَنْ أنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: ”«يَقُولُ اللَّهُ تَعالى: يا ابْنَ آدَمَ، واحِدَةٌ لِي، وواحِدَةٌ لَكَ، وواحِدَةٌ فِيما بَيْنِي وبَيْنَكَ، وواحِدَةٌ فِيما بَيْنَكَ وبَيْنَ عِبادِي؛ فَأمّا الَّتِي لِي، فَتَعْبُدُنِي لا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا، وأمّا الَّتِي لَكَ، فَما عَمِلْتَ مِن شَيْءٍ أوْ مِن عَمَلٍ وفَّيْتُكَهُ، وأمّا الَّتِي بَيْنِي وبَيْنَكَ، فَمِنكَ الدُّعاءُ وعَلَيَّ الإجابَةُ، وأمّا الَّتِي بَيْنَكَ وبَيْنَ عِبادِي، فارْضَ لَهم ما تَرْضى لِنَفْسِكَ“» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ، والبُخارِيُّ في ”الأدَبِ“، والحاكِمُ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ، أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: ”«ما مِن مُسْلِمٍ يَدْعُو اللَّهَ بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيها إثْمٌ ولا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إلّا أعْطاهُ اللَّهُ بِها إحْدى ثَلاثِ خِصالٍ، إمّا أنْ يُعَجِّلَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وإمّا أنْ يَدَّخِرَها لَهُ في الآخِرَةِ، وإمّا أنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَها“ . قالُوا: إذَنْ نُكْثِرُ. قالَ: ”اللَّهُ أكْثَرُ“» . وأخْرَجَ البُخارِيُّ ومُسْلِمٌ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: (p-٢٦٥)”«يُسْتَجابُ لِأحَدِكم ما لَمْ يَعْجَلْ، يَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي“» . وأخْرَجَ الحاكِمُ عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”لا يُغْنِي حَذَرٌ مِن قَدَرٍ، والدُّعاءُ يَنْفَعُ مِمّا نَزَلَ ومِمّا لَمْ يَنْزِلْ، وإنَّ البَلاءَ لَيَنْزِلُ فَيَتَلَقّاهُ الدُّعاءُ، فَيَعْتَلِجانِ إلى يَوْمِ القِيامَةِ“» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، والحاكِمُ، عَنْ ثَوْبانَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”«لا يَرُدُّ القَدَرَ إلّا الدُّعاءُ، ولا يَزِيدُ في العُمْرِ إلّا البِرُّ“» . وأخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ، والحاكِمُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”«الدُّعاءُ يَنْفَعُ مِمّا نَزَلَ ومِمّا لَمْ يَنْزِلْ، فَعَلَيْكم عِبادَ اللَّهِ بِالدُّعاءِ“» . وأخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والحاكِمُ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: ”«ادْعُو اللَّهَ وأنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإجابَةِ، واعْلَمُوا أنَّ اللَّهَ لا يَقْبَلُ دُعاءً مِن قَلْبٍ غافِلٍ لاهٍ“» . وأخْرَجَ الحاكِمُ، عَنْ أنَسٍ مَرْفُوعًا: ”«لا تَعْجِزُوا في الدُّعاءِ، فَإنَّهُ لا يَهْلِكُ مَعَ (p-٢٦٦)الدُّعاءِ أحَدٌ“» . وأخْرَجَ الحاكِمُ، عَنْ جابِرٍ مَرْفُوعًا: ”«يَدْعُو اللَّهُ بِالمُؤْمِنِ يَوْمَ القِيامَةِ حَتّى يُوقِفَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيَقُولُ: عَبْدِي، إنِّي أمَرْتُكَ أنْ تَدْعُوَنِي، ووَعَدْتُكَ أنْ أسْتَجِيبَ لَكَ، فَهَلْ كُنْتَ تَدْعُونِي؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ يا رَبِّ. فَيَقُولُ: أما إنَّكَ لَمْ تَدْعُنِي بِدَعْوَةٍ إلّا اسْتَجَبْتُ لَكَ، ألَيْسَ دَعَوْتَنِي يَوْمَ كَذا وكَذا، لِغَمٍّ نَزَلَ بِكَ أنْ أُفَرِّجَ عَنْكَ فَفَرَّجْتُ عَنْكَ؟ فَيَقُولُ: بَلى يا رَبِّ. فَيَقُولُ: فَإنِّي عَجَّلْتُها لَكَ في الدُّنْيا، ودَعَوْتَنِي يَوْمَ كَذا وكَذا لِغَمٍّ نَزَلَ بِكَ، أنْ أُفْرِّجَ عَنْكَ فَلَمْ تَرَ فَرَجًا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ يا رَبِّ، فَيَقُولُ: إنِّي ادَّخَرْتُ لَكَ بِها في الجَنَّةِ كَذا وكَذا، ودَعَوْتَنِي في حاجَةٍ أقْضِيَها لَكَ“ . فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: ”فَلا يَدْعُو اللَّهَ عَبْدُهُ المُؤْمِنُ إلّا بَيَّنَ لَهُ؛ إمّا أنْ يَكُونَ عَجَّلَ لَهُ في الدُّنْيا، وإمّا أنْ يَكُونَ ادَّخَرَ لَهُ في الآخِرَةِ، فَيَقُولُ المُؤْمِنُ في ذَلِكَ المَقامِ: يا لَيْتَهُ لَمْ يَكُنْ عُجِّلَ لَهُ شَيْءٌ مِن دُعائِهِ“» . وأخْرَجَ البُخارِيُّ في ”الأدَبِ المُفْرِدِ“، والحاكِمُ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: ”«ما مِن عَبْدٍ يَنْصِبُ وجْهَهُ إلى اللَّهِ في مَسْألَةٍ إلّا أعْطاهُ اللَّهُ إيّاها؛ إمّا أنْ يُعَجِّلَها لَهُ في الدُّنْيا، وإمّا أنْ يَدَّخِرَها لَهُ في الآخِرَةِ“» . وأخْرَجَ البُخارِيُّ في ”الأدَبِ المُفْرِدِ“ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: (p-٢٦٧)«”يُسْتَجابُ لِأحَدِكم ما لَمْ يَدْعُ بِإثْمٍ أوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، أوْ يَسْتَعْجِلْ فَيَقُولَ: دَعَوْتُ فَلا أرى يَسْتَجِيبُ لِي، فَيَدَعُ الدُّعاءَ“» . وأخْرَجَ أحْمَدُ، عَنْ أنَسٍ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: ”«لا يَزالُ العَبْدُ بِخَيْرٍ ما لَمْ يَسْتَعْجِلْ“ . قالُوا: وكَيْفَ يَسْتَعْجِلُ؟ قالَ: ”يَقُولُ: دَعَوْتُ رَبِّي فَلَمْ يَسْتَجِبْ لِي“» . وأخْرَجَ أحْمَدُ في ”الزُّهْدِ“ عَنْ مالِكِ بْنِ دِينارٍ قالَ: قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالى عَلى لِسانِ نَبِيٍّ مِن أنْبِياءِ بَنِي إسْرائِيلَ: قُلْ لِبَنِي إسْرائِيلَ: تَدْعُونِي بِألْسِنَتِكم وقُلُوبُكم بَعِيدَةٌ مِنِّي، باطِلٌ ما يَرْهَبُونِي. وقالَ: تَدْعُونِي وعَلى أيْدِيكُمُ الدَّمُ، اغْسِلُوا أيْدِيَكم مِنَ الدَّمِ- أيْ: مِنَ الخَطايا- هَلُمُّوا نادُونِي. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، والنَّسائِيُّ، عَنْ أنَسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”«إذا دَعا أحَدُكم فَلْيَعْزِمْ في الدُعاءِ، ولا يَقُولُ: اللَّهُمَّ إنْ شِئْتَ فَأعْطِنِي، فَإنَّ اللَّهَ لا مُسْتَكْرِهَ لَهُ“» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ ماجَهْ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ (p-٢٦٨)ﷺ: «لا يَقُلْ أحَدُكُمُ: اغْفِرْ لِي إنْ شِئْتَ. ولْيَعْزِمْ في المَسْألَةِ، فَإنَّهُ لا مُكْرِهَ لَهُ”» . وأخْرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أحْمَدَ في زَوائِدِ“المُسْنَدِ”عَنْ عُبادَةَ بْنِ الصّامِتِ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ:“ «ما عَلى ظَهْرِ الأرْضِ مِن رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو اللَّهَ بِدَعْوَةٍ إلّا آتاهُ اللَّهُ إيّاها، أوْ كَفَّ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَها، ما لَمْ يَدْعُ بِإثْمٍ أوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ”» . وأخْرَجَ أحْمَدُ، عَنْ جابِرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ:“ «ما مِن أحَدٍ يَدْعُو بِدُعاءٍ إلّا آتاهُ اللَّهُ ما سَألَ، وكَفَّ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهُ، ما لَمْ يَدْعُ بِإثْمٍ أوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ”» . وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُوَيْهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:“ «إنَّ اللَّهَ إذا أرادَ أنْ يَسْتَجِيبَ لِعَبْدٍ أذِنَ لَهُ في الدُّعاءِ”» . وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في“ الأسْماءِ والصِّفاتِ”عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ:“ «إذا سَألَ أحَدُكم رَبَّهُ مَسْألَةً، فَتَعَرَّفَ الِاسْتِجابَةَ، فَلْيَقُلْ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِعِزَّتِهِ وجَلالِهِ تَتِمُّ الصّالِحاتُ. ومَن أبْطَأ عَنْهُ مِن ذَلِكَ شَيْءٌ فَلْيَقُلْ: الحَمْدُ لِلَّهِ عَلى كُلِّ حالٍ”» . (p-٢٦٩)وأخْرَجَ الحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ مُعاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قالَ: «لَوْ عَرَفْتُمُ اللَّهَ حَقَّ مَعْرِفَتِهِ لَزالَتْ بِدُعائِكُمُ الجِبالُ“» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ في ”الزُّهْدِ“، عَنْ أبِي ذَرٍّ قالَ: يَكْفِي مِنَ الدُّعاءِ مَعَ البَرِّ ما يَكْفِي الطَّعامَ مِنَ المِلْحِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَبِيبٍ قالَ: صَلَّيْتُ إلى جَنْبِ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ المَغْرِبَ، فَرَفَعْتُ صَوْتِي بِالدُّعاءِ، فانْتَهَرَنِي وقالَ: ظَنَنْتَ أنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِقَرِيبٍ مِنكَ؟ وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والتِّرْمِذِيُّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”مَن فُتِحَ لَهُ في الدُّعاءِ مِنكم فُتِحَتْ لَهُ أبْوابُ الإجابَةِ“»، ولَفْظُ التِّرْمِذِيِّ: ”«مَن فُتِحَ لَهُ مِنكم بابُ الدُّعاءِ فُتِحَتْ لَهُ أبْوابُ الرَّحْمَةِ، وما سُئِلَ شَيْئًا أحَبَّ إلَيْهِ مِن أنْ يُسْألَ العافِيَةَ“» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ إبْراهِيمَ التَّيْمِيِّ قالَ: كانَ يُقالُ: إذا بَدَأ الرَّجُلُ بِالثَّناءِ قَبْلَ الدُّعاءِ فَقَدِ اسْتَوْجَبَ، وإذا بَدَأ بِالدُّعاءِ قَبْلَ الثَّناءِ كانَ عَلى رَجاءٍ. (p-٢٧٠)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ هِلالِ بْنِ يِسافٍ قالَ: بَلَغَنِي أنَّ المُسْلِمَ إذا دَعا فَلَمْ يُسْتَجَبْ لَهُ كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ سَلْمانَ قالَ: لَمّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ قالَ: واحِدَةٌ لِي وواحِدَةٌ لَكَ، وواحِدَةٌ بَيْنِي وبَيْنَكَ؛ فَأمّا الَّتِي لِي، فَتَعْبُدُنِي لا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا، وأمّا الَّتِي لَكَ، فَما عَمِلْتَ مِن شَيْءٍ جَزِيتُكَ بِهِ، وأمّا الَّتِي بَيْنِي وبَيْنَكَ، فَمِنكَ المَسْألَةُ والدُّعاءُ وعَلَيَّ الإجابَةُ. وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنْ نافِعِ بْنِ مَعْدِ يَكْرِبَ قالَ: «كُنْتُ أنا وعائِشَةُ فَقالَتْ: سَألْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: ﴿أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إذا دَعانِ﴾ قالَ: ”يا رَبِّ، مَسْألَةَ عائِشَةَ“ . فَهَبَطَ جِبْرِيلُ فَقالَ: إنَّ اللَّهَ يُقْرِئُكَ السَّلامَ: هَذا عَبْدِي الصّالِحُ بِالنِّيَّةِ الصّادِقَةِ وقَلْبُهُ تَقِيٌّ، يَقُولُ: يا رَبِّ. فَأقُولُ: لَبَّيْكَ. فَأقْضِي حاجَتَهُ» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا في ”الدُّعاءِ“، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، والبَيْهَقِيُّ في ”الأسْماءِ والصِّفاتِ“، والأصْبَهانِيُّ في ”التَّرْغِيبِ“، والدَّيْلَمِيُّ، مِن طَرِيقِ الكَلْبِيِّ، عَنْ أبِي صالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: حَدَّثَنِي جابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَرَأ: ”﴿وإذا سَألَكَ عِبادِي عَنِّي فَإنِّي قَرِيبٌ﴾“ (p-٢٧١)الآيَةَ. فَقالَ: " اللَّهُمَّ إنِّكَ أمَرْتَ بِالدُّعاءِ، وتَكَفَّلْتَ بِالإجابَةِ، لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لَكَ والمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ، اللَّهُمَّ أشْهَدُ أنَّكَ فَرْدٌ أحَدٌ صَمَدٌ، لَمْ تَلِدْ، ولَمْ تُولَدْ، ولَمْ يَكُنْ لَكَ كُفُوًا أحَدٌ، وأشْهَدُ أنَّ وعْدَكَ حَقٌّ، ولِقاءَكَ حَقٌّ، والجَنَّةَ حَقٌّ، والنّارَ حَقٌّ، والسّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها، وأنَّكَ تَبْعَثُ مَن في القُبُورِ» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ أنَسٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي﴾ قالَ: لِيَدْعُوَنِي، ﴿ولْيُؤْمِنُوا بِي﴾ أنَّهم إذا دَعَوْنِي اسْتَجَبْتُ لَهم. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ مُجاهِدٍ: ﴿فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي﴾ قالَ: فَلْيُطِيعُوا لِي. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أبِي رَجاءٍ عَطاءٍ الخُراسانِيِّ: ﴿فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي﴾ قالَ: فَلْيَدْعُونِي، ﴿ولْيُؤْمِنُوا بِي﴾ يَقُولُ: أنِّي أسْتَجِيبُ لَهم. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ الرَّبِيعِ في قَوْلِهِ: (p-٢٧٢)﴿لَعَلَّهم يَرْشُدُونَ﴾ . قالَ: يَهْتَدُونَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب