الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وعَلى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ﴾ . (p-١٧٨)أخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قالَ: كانَ ابْنُ عَبّاسٍ يَخْطُبُ، فَقَرَأ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿وعَلى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ﴾ قالَ: قَدْ نُسِخَتْ هَذِهِ الآيَةُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، والنَّحّاسُ في «ناسِخِهِ»، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿وعَلى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ﴾ فَكانَ مَن شاءَ صامَ، ومَن شاءَ أفْطَرَ وأطْعَمَ مِسْكِينًا، ثُمَّ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: ١٨٥] فَنَسَخَتِ الأُولى؛ إلّا الكَبِيرَ الفانِيَ، إنْ شاءَ أطْعَمَ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا وأفْطَرَ. وأخْرَجَ أبُو داوُدَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿وعَلى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ﴾ فَكانَ مَن شاءَ مِنهم أنْ يَفْتَدِيَ بِطَعامِ مِسْكِينٍ افْتَدى وتَمَّ لَهُ صَوْمُهُ، فَقالَ: ﴿فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهو خَيْرٌ لَهُ وأنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ﴾، وقالَ: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: ١٨٥] الآيَةَ. وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وأبُو داوُدَ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في الآيَةِ قالَ: كانَتْ رُخْصَةً لِلشَّيْخِ الكَبِيرِ والعَجُوزِ الكَبِيرَةِ وهُما يُطِيقانِ الصَّوْمَ أنْ يُفْطِرا ويُطْعِما مَكانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا، ثُمَّ نُسِخَتْ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقالَ اللَّهُ: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: ١٨٥]، وأثْبَتَ لِلشَّيْخِ الكَبِيرِ والعَجُوزِ الكَبِيرَةِ إذا كانا لا (p-١٧٩)يُطِيقانِ الصَّوْمَ أنْ يُفْطِرا ويُطْعِما، ولِلْحُبْلى والمُرْضِعِ إذا خافَتا أفْطَرَتا وأطْعَمَتا مَكانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا، ولا قَضاءَ عَلَيْهِما. وأخْرَجَ الدّارِمِيُّ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، وأبُو داوُدَ، والتِّرْمِذِيُّ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ خُزَيْمَةَ، وأبُو عَوانَةَ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والنَّحّاسُ، وابْنُ حِبّانَ، والطَّبَرانِيُّ، والحاكِمُ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأكْوَعِ قالَ: لَمّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿وعَلى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ﴾ كانَ مَن شاءَ مِنّا صامَ، ومَن شاءَ أنْ يُفْطِرَ ويَفْتَدِيَ فَعَلَ، حَتّى نَزَلَتِ الآيَةُ الَّتِي بَعْدَها فَنَسَخَتْها: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: ١٨٥] . وأخْرَجَ ابْنُ حِبّانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأكْوَعِ قالَ: «كُنّا في رَمَضانَ في عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، مَن شاءَ صامَ، ومَن شاءَ أفْطَرَ وافْتَدى بِإطْعامِ مِسْكِينٍ، حَتّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة»: ١٨٥] . وأخْرَجَ البُخارِيُّ، عَنِ ابْنِ أبِي لَيْلى قالَ: حَدَّثَنا أصْحابُ مُحَمَّدٍ ﷺ: (p-١٨٠)نَزَلَ رَمَضانُ فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَكانَ مَن أطْعَمَ كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينًا تَرَكَ الصَّوْمَ مِمَّنْ يُطِيقُهُ، ورُخِّصَ لَهم في ذَلِكَ، فَنَسَخَتْها: ﴿وأنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ﴾ فَأُمِرُوا بِالصَّوْمِ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ أبِي لَيْلى، حَدَّثَنا أصْحابُنا: «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ لَمّا قَدِمَ المَدِينَةَ أمَرَهم بِصِيامِ ثَلاثَةِ أيّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ تَطَوُّعًا مِن غَيْرِ فَرِيضَةٍ، ثُمَّ نَزَلَ صِيامُ رَمَضانَ، وكانُوا قَوْمًا لَمْ يَتَعَوَّدُوا الصِّيامَ، فَكانَ يَشْتَدُّ عَلَيْهِمُ الصَّوْمُ، فَكانَ مَن لَمْ يَصُمْ أطْعَمَ مِسْكِينًا، ثُمَّ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ومَن كانَ مَرِيضًا أوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أيّامٍ أُخَرَ﴾ [البقرة: ١٨٥] فَكانَتِ الرُّخْصَةُ لِلْمَرِيضِ والمُسافِرِ، وأُمِرْنا بِالصِّيامِ» . وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ عامِرٍ الشَّعْبِيِّ قالَ: لَمّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿وعَلى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ﴾ أفْطَرَ الأغْنِياءُ وأطْعَمُوا وحَصَلَ الصَّوْمُ عَلى الفُقَراءِ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: ١٨٥] فَصامَ النّاسُ جَمِيعًا. وأخْرَجَ وكِيعٌ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ ابْنِ أبِي لَيْلى قالَ: دَخَلْتُ عَلى عَطاءِ بْنِ أبِي رَباحٍ في شَهْرِ رَمَضانَ وهو يَأْكُلُ، فَقُلْتُ لَهُ: أتَأْكُلُ؟ قالَ: إنَّ الصَّوْمَ (p-١٨١)أوَّلَ ما نَزَلَ كانَ مَن شاءَ صامَ ومَن شاءَ أفْطَرَ وأطْعَمَ مِسْكِينًا كُلَّ يَوْمٍ، فَلَمّا نَزَلَتْ: ﴿فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهو خَيْرٌ لَهُ﴾ كانَ مَن تَطَوَّعَ أطْعَمَ مِسْكِينَيْنِ، فَلَمّا نَزَلَتْ: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: ١٨٥] وجَبَ الصَّوْمُ عَلى كُلِّ مُسْلِمٍ إلّا مَرِيضًا أوْ مُسافِرًا أوِ الشَّيْخَ الكَبِيرَ الفانِيَ مِثْلِيَ، فَإنَّهُ يُفْطِرُ ويُطْعِمُ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا. وأخْرَجَ وكِيعٌ، وسَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ في «المُصَنَّفِ»، والبُخارِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أنَّهُ كانَ يَقْرَأُ: (فِدْيَةٌ طَعامُ مَساكِينَ) وقالَ: هي مَنسُوخَةٌ، نَسَخَتْها الآيَةُ الَّتِي بَعْدَها: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: ١٨٥] . وأخْرَجَ وكِيعٌ، وسُفْيانُ، وعَبْدُ الرَّزّاقِ، والفِرْيابِيُّ، والبُخارِيُّ، وأبُو داوُدَ في «ناسِخِهِ»، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ الأنْبارِيِّ في «المَصاحِفِ»، والطَّبَرانِيُّ، والدّارَقُطْنِيُّ، والبَيْهَقِيُّ مِن طُرُقٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّهُ كانَ يَقْرَأُ: ”وعَلى الَّذِينَ يُطَوَّقُونَهُ“ مُشَدَّدَةً قالَ: يُكَلَّفُونَهُ ولا يُطِيقُونَهُ. ويَقُولُ: لَيْسَتْ بِمَنسُوخَةٍ، هو الشَّيْخُ الكَبِيرُ الهِمُّ، والعَجُوزُ الكَبِيرَةُ الهِمَّةُ، (p-١٨٢)يُطْعِمُونَ لِكُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا ولا يَقْضُونَ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والدّارَقُطْنِيُّ، والحاكِمُ وصَحَّحاهُ، والبَيْهَقِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: (وعَلى الَّذِينَ يُطَوَّقُونَهُ) قالَ: يُكَلَّفُونَهُ، ﴿فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ﴾ واحِدٍ، ﴿فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا﴾ زادَ طَعامَ مِسْكِينٍ آخَرَ، ﴿فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وأنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ﴾ قالَ: فَهَذِهِ لَيْسَتْ مَنسُوخَةً، ولا يُرَخَّصُ إلّا لِلْكَبِيرِ الَّذِي لا يُطِيقُ الصَّوْمَ، أوْ مَرِيضٍ يُعْلَمُ أنَّهُ لا يُشْفى. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ عائِشَةَ أنَّها كانَتْ تَقْرَأُ: (يُطَوَّقُونَهُ) . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي داوُدَ في «المَصاحِفِ»، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أنَّهُ قَرَأ: (وعَلى الَّذِينَ يُطَوَّقُونَهُ) . وأخْرَجَ وكِيعٌ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ الأنْبارِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ أنَّهُ كانَ (p-١٨٣)يَقْرَأُ: (وعَلى الَّذِينَ يُطَوَّقُونَهُ) قالَ: يُكَلَّفُونَهُ. وقالَ: لَيْسَ هي مَنسُوخَةً، الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ يَصُومُونَهُ، والَّذِينَ يُطَوَّقُونَهُ عَلَيْهِمُ الفِدْيَةُ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ الأنْبارِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّهُ قَرَأ: (وعَلى الَّذِينَ يُطَوَّقُونَهُ) قالَ: يَتَجَشَّمُونَهُ، يَتَكَلَّفُونَهُ. وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وأبُو داوُدَ في «ناسِخِهِ»، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ أنَّهُ كانَ يَقْرَؤُها: (وعَلى الَّذِينَ يُطَيَّقُونَهُ) وقالَ: لَوْ كانَ: ﴿يُطِيقُونَهُ﴾ إذَنْ صامُوا. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: نَزَلَتْ: ﴿وعَلى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ﴾ في الشَّيْخِ الكَبِيرِ الَّذِي لا يُطِيقُ الصَّوْمَ، فَرُخِّصَ لَهُ أنْ يُطْعِمَ مَكانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وأبُو داوُدَ في «ناسِخِهِ»، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والدّارَقُطْنِيُّ، والبَيْهَقِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿وعَلى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ﴾ قالَ: لَيْسَتْ مَنسُوخَةً، هو الشَّيْخُ الكَبِيرُ الَّذِي لا يُطِيقُ الصِّيامَ، يُفْطِرُ ويَتَصَدَّقُ لِكُلِّ يَوْمٍ نِصْفَ صاعٍ مِن بُرٍّ؛ مُدًّا لِطَعامِهِ، ومُدًّا لِإدامِهِ. (p-١٨٤)وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ في «طَبَقاتِهِ»، عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: هَذِهِ الآيَةُ نَزَلَتْ في مَوْلايَ قَيْسِ بْنِ السّائِبِ: ﴿وعَلى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ﴾ فَأفْطَرَ وأطْعَمَ لِكُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿وعَلى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ﴾ قالَ: مَن لَمْ يُطِقِ الصَّوْمَ إلّا عَلى جَهْدٍ فَلَهُ أنْ يُفْطِرَ ويُطْعِمَ كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينًا، والحامِلُ، والمُرْضِعُ، والشَّيْخُ الكَبِيرُ، والَّذِي سُقْمٌ دائِمٌ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ في قَوْلِهِ: ﴿وعَلى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ﴾ قالَ: الشَّيْخُ الكَبِيرُ الَّذِي لا يَسْتَطِيعُ الصَّوْمَ، يُفْطِرُ ويُطْعِمُ مَكانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وأبُو يَعْلى، وابْنُ المُنْذِرِ، والدّارَقُطْنِيُّ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ، أنَّهُ ضَعُفَ عَنِ الصَّوْمِ عامًا قَبْلَ مَوْتِهِ، فَصَنَعَ جَفْنَةً مِن ثَرِيدٍ، فَدَعا ثَلاثِينَ مِسْكِينًا فَأطْعَمَهم. وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، عَنْ قَتادَةَ، أنَّ أنَسًا ضَعُفَ عَنِ الصَّوْمِ قَبْلَ مَوْتِهِ عامًا، فَأفْطَرَ وأطْعَمَ كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينًا. (p-١٨٥)وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، والدّارَقُطْنِيُّ وصَحَّحَهُ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّهُ قالَ لِأُمِّ ولَدٍ لَهُ حامِلٍ أوْ مُرْضِعٍ: أنْتِ بِمَنزِلَةِ الَّذِينَ لا يُطِيقُونَ الصِّيامَ، عَلَيْكِ الطَّعامُ، ولا قَضاءَ عَلَيْكِ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والدّارَقُطْنِيُّ، عَنْ نافِعٍ قالَ: أرْسَلَتْ إحْدى بَناتِ ابْنِ عُمَرَ إلى ابْنِ عُمَرَ تَسْألُهُ عَنْ صَوْمِ رَمَضانَ وهي حامِلٌ، قالَ: تُفْطِرُ وتُطْعِمُ كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينًا. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قالَ: تُفْطِرُ الحامِلُ الَّتِي في شَهْرِها، والمُرْضِعُ الَّتِي تَخافُ عَلى ولَدِها، يُفْطِرانِ ويُطْعِمانِ كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينًا، كُلُّ واحِدَةٍ مِنهُما، ولا قَضاءَ عَلَيْهِما. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عُثْمانَ بْنِ الأسْوَدِ قالَ: سَألْتُ مُجاهِدًا عَنِ امْرَأتِي، وكانَتْ حامِلًا، وشَقَّ عَلَيْها الصَّوْمُ. فَقالَ: مُرْها فَلْتُفْطِرْ ولْتُطْعِمْ مِسْكِينًا كُلَّ يَوْمٍ، فَإذا أصَحَّتْ فَلْتَقْضِ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الحَسَنِ قالَ: المُرْضِعُ إذا خافَتْ أفْطَرَتْ وأطْعَمَتْ، والحامِلُ إذا خافَتْ عَلى نَفْسِها أفْطَرَتْ وقَضَتْ، هي بِمَنزِلَةِ المَرِيضِ. (p-١٨٦)وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الحَسَنِ قالَ: تُفْطِرانِ وتَقْضِيانِ صِيامًا. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ النَّخَعِيِّ قالَ: الحامِلُ والمُرْضِعُ إذا خافَتا أفْطَرَتا وقَضَتا مَكانَ ذَلِكَ صَوْمًا. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ إبْراهِيمَ قالَ: إذا خَشِيَ إنْسانٌ عَلى نَفْسِهِ في رَمَضانَ فَلْيُفْطِرْ. * * * قَوْلُهُ تَعالى: ﴿طَعامُ مِسْكِينٍ﴾ . أخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قالَ: قَرَأ ابْنُ عَبّاسٍ سُورَةَ ”البَقَرَةِ“ عَلى المِنبَرِ، فَلَمّا أتى عَلى هَذِهِ الآيَةِ قَرَأ: (طَعامُ مَساكِينَ) . وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ مِن طَرِيقِ طاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّهُ كانَ يَقْرَأُ: ﴿فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ﴾ . وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ﴾ قالَ: واحِدٍ. (p-١٨٧)وأخْرَجَ وكِيعٌ، عَنْ عَطاءٍ في قَوْلِهِ: ﴿فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ﴾ قالَ: مُدٌّ بِمُدِّ أهْلِ مَكَّةَ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قالَ: سَألْتُ طاوُسًا عَنْ أُمِّي، وكانَ أصابَها عُطاشٌ، فَلَمْ تَسْتَطِعْ أنْ تَصُومَ، فَقالَ: تُفْطِرُ وتُطْعِمُ كُلَّ يَوْمٍ مُدًّا مِن بُرٍّ. قُلْتُ: بِأيِّ مُدٍّ؟ قالَ: بِمُدِّ أرْضِكَ. وأخْرَجَ الدّارَقُطْنِيُّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: مَن أدْرَكَهُ الكِبَرُ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أنْ يَصُومَ رَمَضانَ، فَعَلَيْهِ لِكُلِّ يَوْمٍ مُدٌّ مِن قَمْحٍ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ سُفْيانَ قالَ: ما الصَّدَقاتُ والكَفّاراتُ إلّا بِمُدِّ النَّبِيِّ ﷺ . * * * قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهو خَيْرٌ لَهُ﴾ . أخْرَجَ وكِيعٌ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا﴾ قالَ: أطْعَمَ المِسْكِينَ صاعًا. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ في قَوْلِهِ: ﴿فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا﴾ قالَ: أطْعَمَ مِسْكِينَيْنِ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ طاوُسٍ: ﴿فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا﴾ قالَ: (p-١٨٨)أطْعَمَ مَساكِينَ. وأخْرَجَ وكِيعٌ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ أنَسٍ، أنَّهُ أفْطَرَ في رَمَضانَ، وكانَ قَدْ كَبِرَ وأطْعَمَ أرْبَعَةَ مَساكِينَ لِكُلِّ يَوْمٍ. وأخْرَجَ الدّارَقُطْنِيُّ في ”سُنَنِهِ“ مِن طَرِيقِ مُجاهِدٍ قالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ السّائِبِ يَقُولُ: إنَّ شَهْرَ رَمَضانَ يَفْتَدِيهِ الإنْسانُ أنْ يُطْعِمَ عَنْهُ لِكُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا، فَأطْعِمُوا عَنِّي مِسْكِينَيْنِ. * * * قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وأنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكم إنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ . أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ في قَوْلِهِ: ﴿وأنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ﴾ أيْ: أنَّ الصِّيامَ خَيْرٌ لَكم مِنَ الفِدْيَةِ. وأخْرَجَ مالِكٌ، وأحْمَدُ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، وأبُو داوُدَ، والتِّرْمِذِيُّ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ خُزَيْمَةَ، والبَيْهَقِيُّ في «شُعَبِ الإيمانِ»، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضاعَفُ؛ الحَسَنَةُ عَشَرَةُ أمْثالِها إلى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: إلّا الصَّوْمَ فَإنَّهُ لِي وأنا أجْزِي بِهِ، يَدَعُ طَعامَهُ وشَرابَهُ وشَهْوَتَهُ مِن أجْلِي. لِلصّائِمِ فَرْحَتانِ؛ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقاءِ رَبِّهِ، ولَخُلُوفُ فَمِ الصّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ (p-١٨٩)اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ“» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، ومُسْلِمٌ، والنَّسائِيُّ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، وأبِي سَعِيدٍ قالا: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”يَقُولُ اللَّهُ: الصَّوْمُ لِي وأنا أجْزِي بِهِ. لِلصّائِمِ فَرْحَتانِ؛ إذا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذا لَقِيَ رَبَّهُ فَجازاهُ فَرِحَ، ولَخُلُوفِ فَمِ الصّائِمِ عِنْدَ اللَّهِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ“» . وأخْرَجَ أحْمَدُ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ جابِرٍ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «”قالَ رَبُّنا: الصِّيامُ جُنَّةٌ يَسْتَجِنُّ بِها العَبْدُ مِنَ النّارِ، وهو لِي، وأنا أجْزِي بِهِ“» . وسَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «”الصِّيامُ جُنَّةٌ حَصِينَةٌ مِنَ النّارِ“» . وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ أيُّوبَ بْنِ حَسّانَ الواسِطِيِّ قالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَسْألُ سُفْيانَ بْنَ عُيَيْنَةَ فَقالَ: يا أبا مُحَمَّدٍ، فِيما يَرْوِيهِ النَّبِيُّ ﷺ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وجَلَّ: «”كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إلّا الصَّوْمَ فَإنَّهُ لِي، وأنا أجْزِي بِهِ“؟ فَقالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: هَذا مِن أجْوَدِ الأحادِيثِ وأحْكَمِها، إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ يُحاسِبُ اللَّهُ عَبْدَهُ، ويُؤَدِّي ما عَلَيْهِ مِنَ المَظالِمِ مِن سائِرِ عَمَلِهِ، حَتّى لا يَبْقى إلّا الصَّوْمُ، فَيَتَحَمَّلُ اللَّهُ ما بَقِيَ (p-١٩٠)عَلَيْهِ مِنَ المَظالِمِ، ويُدْخِلُهُ بِالصَّوْمِ الجَنَّةَ» . وأخْرَجَ مالِكٌ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، والنَّسائِيُّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”قالَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إلّا الصِّيامَ، فَإنَّهُ لِي، وأنا أجْزِي بِهِ. والصِّيامُ جُنَّةٌ، وإذا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكم فَلا يَرْفُثْ ولا يَصْخَبْ، وإنْ سابَّهُ أحَدٌ أوْ قاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صائِمٌ. والَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصّائِمِ أطِيبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ، لِلصّائِمِ فَرْحَتانِ يَفْرَحُهُما؛ إذا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ“» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ خُزَيْمَةَ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «”لِلْجَنَّةِ ثَمانِيَةُ أبْوابٍ، فِيها بابٌ يُسَمّى الرَّيّانُ، يَدْخُلُ مِنهُ الصّائِمُونَ يَوْمَ القِيامَةِ، لا يَدْخُلُ مَعَهم أحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقالُ: أيْنَ الصّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ مِنهُ، فَإذا دَخَلَ آخِرُهم أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنهُ أحَدٌ“ . زادَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: ”ومَن دَخَلَ مِنهُ شَرِبَ، ومَن شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أبَدًا“» . (p-١٩١)وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”الصِّيامُ لا رِياءَ فِيهِ، قالَ اللَّهُ: هو لِي وأنا أجْزِي بِهِ، يَدَعُ طَعامَهُ وشَرابَهُ مِن أجْلِي“» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، وأبُو داوُدَ، والتِّرْمِذِيُّ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «”مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ“» . وأخْرَجَ النَّسائِيُّ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «”لِلصّائِمِ عِنْدَ إفْطارِهِ دَعْوَةٌ مُسْتَجابَةٌ“» . وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبِي أوْفى قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”نَوْمُ الصّائِمِ عِبادَةٌ، وصَمْتُهُ تَسْبِيحٌ، وعَمَلُهُ مُضاعَفٌ، ودُعاؤُهُ مُسْتَجابٌ، وذَنْبُهُ مَغْفُورٌ“» . وأخْرَجَ ابْنُ عَدِيٍّ في «الكامِلِ»، وأبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ (p-١٩٢)الغَسّانِيُّ، وأبُو سَعِيدِ بْنُ الأعْرابِيِّ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «”ما مِن عَبْدٍ أصْبَحَ صائِمًا إلّا فُتِحَتْ لَهُ أبْوابُ السَّماءِ، وسَبَّحَتْ أعْضاؤُهُ، واسْتَغْفَرَ لَهُ أهْلُ السَّماءِ الدُّنْيا إلى أنْ تَوارى بِالحِجابِ، فَإنْ صَلّى رَكْعَةً أوْ رَكْعَتَيْنِ أضاءَتْ لَهُ السَّماواتُ نُورًا، وقُلْنَ أزْواجُهُ مِنَ الحَوَرِ العِينِ: اللَّهُمَّ اقْبِضْهُ إلَيْنا، فَقَدِ اشْتَقْنا إلى رُؤْيَتِهِ. وإنْ هَلَّلَ أوْ سَبَّحَ أوْ كَبَّرَ تَلَقّاهُ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ يَكْتُبُونَ ثَوابَها إلى أنْ تَوارى بِالحِجابِ“» . وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «”مَن مَنَعَهُ الصِّيامُ مِنَ الطَّعامِ والشَّرابِ يَشْتَهِيهِ، أطْعَمَهُ اللَّهُ مِن ثِمارِ الجَنَّةِ، وسَقاهُ مِن شَرابِها“» . وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «”إنَّ اللَّهَ أوْحى إلى نَبِيٍّ مِن بَنِي إسْرائِيلَ أنْ أخْبِرْ قَوْمَكَ أنْ لَيْسَ عَبْدٌ يَصُومُ يَوْمًا ابْتِغاءَ وجْهِي إلّا أصْحَحْتُ جِسْمَهُ، وأعْظَمْتُ أجْرَهُ“» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ أبِي مُوسى الأشْعَرِيِّ قالَ: بَيْنَما نَحْنُ في البَحْرِ غُزاةً، إذْ مُنادٍ يُنادِي: يا أهْلَ السَّفِينَةِ، قِفُوا نُخْبِرْكم. قالَ أبُو مُوسى: (p-١٩٣)قُلْتُ: ألا تَرى الرِّيحَ لَنا طَيِّبَةً، والشِّراعَ لَنا مَرْفُوعَةً، والسَّفِينَةَ تَجْرِي بِنا في لُجَّةِ البَحْرِ؟ قالَ: أفَلا أُخْبِرُكم بِقَضاءٍ قَضاهُ اللَّهُ عَلى نَفْسِهِ؟ قُلْتُ: بَلى. قالَ: فَإنَّ اللَّهَ قَضى عَلى نَفْسِهِ أيُّما عَبْدٍ عَطَّشَ نَفْسَهُ لِلَّهِ في الدُّنْيا يَوْمًا، فَإنَّ حَقًّا عَلى اللَّهِ أنْ يَرْوِيَهُ يَوْمَ القِيامَةِ. وأخْرَجَ أحْمَدُ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ خُزَيْمَةَ، وابْنُ حِبّانَ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ أبِي أُمامَةَ قالَ: «قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، مُرْنِي بِعَمَلٍ آخُذُهُ عَنْكَ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ. قالَ: ”عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإنَّهُ لا مِثْلَ لَهُ“» . وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبِي رَباحٍ قالَ: تُوضَعُ المَوائِدُ يَوْمَ القِيامَةِ لِلصّائِمِينَ، فَيَأْكُلُونَ والنّاسُ في الحِسابِ. وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عَنْ كَعْبِ الأحْبارِ قالَ: يُنادِي يَوْمَ القِيامَةِ مُنادٍ: إنَّ كُلَّ حارِثٍ يُعْطى بِحَرْثِهِ ويُزادُ، غَيْرَ أهْلِ القُرْآنِ والصِّيامِ، يُعْطَوْنَ أُجُورَهم بِغَيْرِ حِسابٍ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”لِكُلِّ أهْلِ (p-١٩٤)عَمَلٍ بابٌ مِن أبْوابِ الجَنَّةِ، يُدْعَوْنَ مِنهُ بِذَلِكَ العَمَلِ، ولِأهْلِ الصِّيامِ بابٌ يُقالُ لَهُ الرَّيّانُ“» . وأخْرَجَ مالِكٌ في «المُوَطَّأِ»، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، والنَّسائِيُّ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”الصِّيامُ جُنَّةٌ“» . وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ «أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ كانَ يَقُولُ، يَرْوِي ذَلِكَ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وجَلَّ: ”قالَ رَبُّكُمُ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ، يَجْتَنُّ بِها عَبْدِي مِنَ النّارِ“» . وأخْرَجَ أحْمَدُ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «”الصِّيامُ جُنَّةٌ وحِصْنٌ حَصِينَةٌ مِنَ النّارِ“» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ خُزَيْمَةَ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ عُثْمانَ بْنِ أبِي العاصِي الثَّقَفِيِّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «”الصِّيامُ جُنَّةٌ مِنَ النّارِ، كَجُنَّةِ أحَدِكم مِنَ القِتالِ“» . (p-١٩٥)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ خُزَيْمَةَ، والبَيْهَقِيُّ عَنْ أبِي عُبَيْدَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «”الصِّيامُ جُنَّةٌ ما لَمْ يَخْرِقْها“» . وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ في «الأوْسَطِ» مِن حَدِيثِ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”الصِّيامُ جُنَّةٌ ما لَمْ يَخْرِقْها“ . قِيلَ: وبِما يَخْرِقُها؟ قالَ: ”بِكَذِبٍ أوْ غِيبَةٍ“» . وأخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ رَجُلٍ مِن بَنِي سُلَيْمٍ، «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أخَذَ بِيَدِهِ فَقالَ: ”سُبْحانَ اللَّهِ نِصْفُ المِيزانِ، والحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ المِيزانَ، واللَّهُ أكْبَرُ تَمْلَأُ ما بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، والوُضُوءُ نِصْفُ الإيمانِ، والصِّيامُ نِصْفُ الصَّبْرِ“» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ ماجَهْ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «”الصِّيامُ نِصْفُ الصَّبْرِ، وإنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ زَكاةً، وزَكاةُ الجَسَدِ الصَّوْمُ“» . (p-١٩٦)وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والتِّرْمِذِيُّ وصَحَّحَهُ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ أُمِّ عُمارَةَ بِنْتِ كَعْبٍ، «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ دَخَلَ عَلَيْها، فَقَرَّبَتْ إلَيْهِ طَعامًا، فَقالَ: ”كُلِي“ . فَقالَتْ: إنِّي صائِمَةٌ. فَقالَ: ”إنَّ الصّائِمَ إذا أُكِلَ عِنْدَهُ صَلَّتْ عَلَيْهِ المَلائِكَةُ حَتّى يَفْرَغُوا أوْ يَقْضُوا“» . وأخْرُجُ ابْنُ ماجَهْ، والبَيْهَقِيُّ عَنْ بُرَيْدَةَ قالَ: «دَخَلَ بِلالٌ عَلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وهو يَتَغَدّى، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”الغَداءَ يا بِلالُ“ . قالَ: إنِّي صائِمٌ يا رَسُولَ اللَّهِ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”نَأْكُلُ رِزْقَنا وفَضْلُ رِزْقِ بِلالٍ في الجَنَّةِ، أشَعَرْتَ يا بِلالُ أنَّ الصّائِمَ تُسَبِّحُ عِظامُهُ، وتَسْتَغْفِرُ لَهُ المَلائِكَةُ ما أُكِلَ عِنْدَهُ“» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: الصّائِمُ إذا أُكِلَ عِنْدَهُ صَلَّتْ عَلَيْهِ المَلائِكَةُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: الصّائِمُ إذا أُكِلَ عِنْدَهُ سَبَّحَتْ مَفاصِلُهُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خَلِيلٍ، مِثْلَهُ. (p-١٩٧)وأخْرَجَ أبُو يَعْلى، والطَّبَرانِيُّ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْصَرَ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «”مَن صامَ يَوْمًا ابْتِغاءَ وجْهِ اللَّهِ، بَعَّدَهُ اللَّهُ مِن جَهَنَّمَ كَبُعْدِ غُرابٍ طارَ وهو فَرْخٌ حَتّى ماتَ هَرِمًا“» . وأخْرَجَ أحْمَدُ، والبَزّارُ مِن حَدِيثِ أبِي هُرَيْرَةَ، مِثْلَهُ. وأخْرَجَ البَزّارُ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”ثَلاثُ دَعَواتٍ مُسْتَجاباتٍ؛ دَعْوَةُ الصّائِمِ، ودَعْوَةُ المُسافِرِ، ودَعْوَةُ المَظْلُومِ“» . وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عَنْ أنَسٍ قالَ: «خَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ إلى المَسْجِدِ وفِيهِ فِتْيَةٌ مِن أصْحابِهِ، فَقالَ: ”مَن كانَ عِنْدَهُ طَوْلٌ فَلْيَنْكِحْ، وإلّا فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإنَّهُ لَهُ وِجاءٌ، ومَحْسَمَةٌ لِلْعِرْقِ“» . وأخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «”فِي الجَنَّةِ بابٌ يُدْعى الرَّيّانَ، يُدْعى لَهُ الصّائِمُونَ، فَمَن كانَ مِنَ الصّائِمِينَ (p-١٩٨)دَخَلَهُ، ومَن دَخَلَهُ لا يَظْمَأُ أبَدًا“» . وأخْرَجَ ابْنُ ماجَهْ، والحاكِمُ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «”إنَّ لِلصّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً ما تُرَدُّ“» . وأخْرَجَ البَزّارُ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”إنَّ لِلصُّوّامِ يَوْمَ القِيامَةِ حَوْضًا ما يَرِدُهُ غَيْرُ الصُّوّامِ“» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا، والبَزّارُ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ بَعَثَ أبا مُوسى في سَرِيَّةٍ في البَحْرِ، فَبَيْنَما هم كَذَلِكَ قَدْ رَفَعُوا الشِّراعَ في لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ إذا هاتِفٌ مِن قَوْمِهِمْ يَهْتِفُ: يا أهْلَ السَّفِينَةِ قِفُوا أُخْبِرْكم بِقَضاءٍ قَضاهُ اللَّهُ عَلى نَفْسِهِ، قالَ أبُو مُوسى: أخْبِرْنا إنْ كُنْتَ مُخْبِرًا. قالَ: إنَّ اللَّهَ قَضى عَلى نَفْسِهِ أنَّهُ مَن أعْطَشَ نَفْسَهُ لَهُ في يَوْمٍ صائِفٍ سَقاهُ اللَّهُ يَوْمَ العَطَشِ» . وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ، والتِّرْمِذِيُّ وصَحَّحَهُ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ خُزَيْمَةَ، وابْنُ حِبّانَ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ في «الدَّعَواتِ»، عَنِ الحارِثِ الأشْعَرِيِّ، أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «”إنَّ اللَّهَ أمَرَ يَحْيى بْنَ زَكَرِيّا بِخَمْسِ كَلِماتٍ أنْ يَعْمَلَ بِها ويَأْمُرَ بَنِي إسْرائِيلَ أنْ يَعْمَلُوا بِها، وإنَّهُ كادَ أنْ يُبْطِئَ بِها، فَقالَ عِيسى: إنَّ اللَّهَ (p-١٩٩)أمَرَكَ بِخَمْسِ كَلِماتٍ لِتَعْمَلَ بِها وتَأْمُرَ بَنِي إسْرائِيلَ أنْ يَعْمَلُوا بِها، فَإمّا أنْ تَأْمُرَهُمْ، وإمّا أنْ آمُرَهم. فَقالَ يَحْيى: أخْشى إنْ سَبَقْتَنِي بِها أنْ يُخْسَفَ بِي أوْ أُعَذَّبَ. فَجَمَعَ النّاسَ في بَيْتِ المَقْدِسِ، فامْتَلَأ، وقَعَدُوا عَلى الشُّرَفِ، فَقالَ: إنَّ اللَّهَ أمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِماتٍ أنْ أعْمَلَ بِهِنَّ، وآمُرَكم أنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ؛ أوَّلُهُنَّ: أنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ ولا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا؛ وإنَّ مَثَلَ مَن أشْرَكَ بِاللَّهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اشْتَرى عَبْدًا مِن خالِصِ مالِهِ بِذَهَبٍ أوْ ورِقٍ، فَقالَ: هَذِهِ دارِيِّ، وهَذا عَمَلِي، فاعْمَلْ وأدِّ إلَيَّ. فَكانَ يَعْمَلُ ويُؤَدِّي إلى غَيْرِ سَيِّدِهِ، فَأيُّكم يَرْضى أنْ يَكُونَ عَبْدُهُ كَذَلِكَ؟ وإنَّ اللَّهَ أمَرَكم بِالصَّلاةِ، فَإذا صَلَّيْتُمْ فَلا تَلْتَفِتُوا، فَإنَّ اللَّهَ يَنْصِبُ وجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ في صِلاتِهِ ما لَمْ يَلْتَفِتْ، وآمُرُكم بِالصِّيامِ؛ فَإنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ في عِصابَةٍ، مَعَهُ صُرَّةٌ فِيها مِسْكٌ، فَكُلُّهم يُعْجِبُهُ رِيحُها، وإنَّ رِيحَ الصّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ، وآمُرُكم بِالصَّدَقَةِ؛ فَإنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ أسَرَهُ العَدُوُّ، فَأوْثَقُوا يَدَهُ إلى عُنُقِهِ، وقَدَّمُوهُ لِيَضْرِبُوا عُنُقَهُ، فَقالَ: أنا أفْدِي نَفْسِي مِنكم بِالقَلِيلِ والكَثِيرِ. فَفَدى نَفْسَهَ مِنهُمْ، وآمُرُكم أنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ؛ فَإنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ العَدُوُّ في أثَرِهِ سِراعًا، حَتّى إذا أتى عَلى حِصْنٍ حَصِينٍ، فَأحْرَزَ نَفْسَهُ مِنهُمْ، كَذَلِكَ العَبْدُ، لا يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطانِ إلّا بِذِكْرِ اللَّهِ“» . (p-٢٠٠)وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ في ”الأوْسَطِ“، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”«اغْزُوا تَغْنَمُوا، وصُومُوا تَصِحُّوا، وسافِرُوا تَسْتَغْنُوا“» . وأخْرَجَ أحْمَدُ، وابْنُ أبِي الدُّنْيا في كِتابِ ”الجُوعِ“، والطَّبَرانِيُّ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «”الصِّيامُ والقُرْآنُ يَشْفَعانِ لِلْعَبِدِ يَوْمَ القِيامَةِ؛ يَقُولُ الصِّيامُ: أيْ رَبِّ، مَنَعْتُهِ الطَّعامَ والشَّهْوَةَ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، ويَقُولُ القُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النُّوَّمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. قالَ: فَيُشَفَّعانِ“» . وأخْرَجَ أبُو يَعْلى، والطَّبَرانِيُّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”«لَوْ أنَّ رَجُلًا صامَ يَوْمًا تَطَوُّعًا، ثُمَّ أُعْطِيَ مِلءَ الأرْضِ ذَهَبًا، لَمْ يَسْتَوْفِ ثَوابَهُ دُونَ يَوْمِ الحِسابِ“» . وأخْرَجَ البُخارِيُّ، ومُسْلِمٌّ، والتِّرْمِذِيُّ، والنَّسائِيُّ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”ما مِن عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا في سَبِيلِ اللَّهِ إلّا باعَدَ اللَّهُ بِذَلِكَ اليَوْمِ وجْهَهُ عَنِ النّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا“» . (p-٢٠١)وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ في ”الأوْسَطِ“ و”الصَّغِيرِ“، عَنْ أبِي الدَّرْداءِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”مَن صامَ يَوْمًا في سَبِيلِ اللَّهِ جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وبَيْنَ النّارِ خَنْدَقًا كَما بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ“» . وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”مَن صامَ يَوْمًا في سَبِيلِ اللَّهِ بَعُدَتْ مِنهُ النّارُ مَسِيرَةَ مِائَةِ عامٍ“» . وأخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «”مَن صامَ يَوْمًا في سَبِيلِ اللَّهِ زَحْزَحَ اللَّهُ وجْهَهُ عَنِ النّارِ بِذَلِكَ اليَوْمِ سَبْعِينَ خَرِيفًا“» . وأخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أبِي أُمامَةَ، أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «”مَن صامَ يَوْمًا في سَبِيلِ اللَّهِ، جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وبَيْنَ النّارِ خَنْدَقًا كَما بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ“» . وأخْرَجَ أحْمَدُ، والتِّرْمِذِيُّ وحَسَّنَهُ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ خُزَيْمَةَ، وابْنُ حِبّانَ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ؛ الصّائِمُ حَتّى يُفْطِرَ، والإمامُ العادِلُ، ودَعْوَةُ المَظْلُومِ يَرْفَعُها اللَّهُ فَوْقَ الغَمامِ، ويَفْتَحُ لَها أبْوابَ (p-٢٠٢)السَّماءِ، ويَقُولُ الرَّبُّ: وعِزَّتِي لِأنْصُرَنَّكِ ولَوْ بَعْدَ حِينٍ“» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا في كِتابِ ”الجُوعِ“، عَنْ أنَسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”«الصّائِمُونَ تَنْفَحُ مِن أفْواهِهِمْ رِيحُ المِسْكِ، وتُوضَعُ لَهم يَوْمَ القِيامَةِ مائِدَةٌ تَحْتَ العَرْشِ، فَيَأْكُلُونَ مِنها والنّاسُ في شِدَّةٍ“» . وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ في ”الأوْسَطِ“، عَنْ أنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «”إنَّ لِلَّهِ مائِدَةً عَلَيْها ما لا عَيْنٌ رَأتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ عَلى قَلْبِ بَشَرٍ، لا يَقْعُدُ عَلَيْها إلّا الصّائِمُونَ“» . وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ ابْنُ حَيّانَ في ”الثَّوابِ“، عَنْ أنَسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”«إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ يَخْرُجُ الصُّوّامُ مِن قُبُورِهِمْ يُعْرَفُونَ بِرِياحِ صِيامِهِمْ، أفْواهُهم أطْيَبُ مِن رِيحِ المِسْكِ، فَيُلْقَوْنَ بِالمَوائِدِ والأبارِيقِ مُخَتَّمَةً بِالمِسْكِ، فَيُقالُ لَهم: كُلُوا فَقَدْ جُعْتُمْ، واشْرَبُوا فَقَدْ عَطِشْتُمْ، ذَرُوا النّاسَ واسْتَرِيحُوا، فَقَدَ أُعْيِيتُمْ إذِ اسْتَراحَ النّاسُ. فَيَأْكُلُونَ ويَشْرَبُونَ ويَسْتَرِيحُونَ والنّاسُ في عَناءٍ وظَمَأٍ“» . (p-٢٠٣)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي الدُّنْيا في كِتابِ ”الأهْوالِ“، عَنْ مُغِيثِ بْنِ سُمَيٍّ قالَ: تَرْكُدُ الشَّمْسُ فَوْقَ رُءُوسِهِمْ عَلى أذْرُعٍ، وتُفْتَحُ أبْوابُ جَهَنَّمَ، فَتَهُبُّ عَلَيْهِمْ رِياحُها وسَمُومُها، وتَخْرُجُ عَلَيْهَمْ نَفَحاتُها، حَتّى تَجْرِيَ الأرْضُ مِن عَرَقِهِمْ أنْتَنَ مِنَ الجِيَفِ، والصّائِمُونَ في ظِلِّ العَرْشِ. وأخْرَجَ الأصْبَهانِيُّ في ”التَّرْغِيبِ“، مِن طَرِيقِ أحْمَدَ بْنِ أبِي الحَوارِيِّ: أنْبَأنا أبُو سُلَيْمانَ، قالَ: جاءَنِي أبُو عَلِيٍّ الأصَمُّ بِأحْسَنِ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ في الدُّنْيا، قالَ: تُوضَعُ لِلصُّوّامِ مائِدَةٌ يَأْكُلُونَ والنّاسُ في الحِسابِ، فَيَقُولُونَ: يا رَبِّ، نَحْنُ نُحاسَبُ وهَؤُلاءِ يَأْكُلُونَ! فَيَقُولُ: طالَما صامُوا وأفْطَرْتُمْ، وقامُوا ونِمْتُمْ. وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في ”شُعَبِ الإيمانِ“ عَنْ أبِي مالِكٍ الأشْعَرِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”إنَّ في الجَنَّةِ غُرْفَةً يُرى ظاهِرُها مِن باطِنِها، وباطِنُها مِن ظاهِرِها، أعَدَّها اللَّهُ لِمَن ألانَ الكَلامَ، وأطْعَمَ الطَّعامَ، وتابَعَ الصِّيامَ، وصَلّى بِاللَّيْلِ والنّاسُ نِيامٌ“» . وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عَنْ نافِعٍ قالَ: قالَ ابْنُ عُمَرَ: كانَ يُقالُ: إنَّ لِكُلٍّ مُؤْمِنٍ دَعْوَةً مُسْتَجابَةً عِنْدَ إفْطارِهِ، إمّا أنْ تُعَجَّلَ لَهُ في دُنْياهُ، أوْ تُدَّخَرَ لَهُ في آخِرَتِهِ، فَكانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ عِنْدَ إفْطارِهِ: يا واسِعَ المَغْفِرَةِ، اغْفِرْ لِي. وأخْرَجَ أحْمَدُ، عَنْ أنَسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِأصْحابِهِ ذاتَ يَوْمٍ: ”«مَن (p-٢٠٤)شَهِدَ مِنكم جِنازَةً؟“ قالَ عُمَرُ: أنا. قالَ: ”مَن عادَ مَرِيضًا؟“ قالَ عُمَرُ: أنا. قالَ: ”مَن تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ؟“ قالَ عُمَرُ: أنا. قالَ: ”مَن أصْبَحَ صائِمًا؟“ قالَ عُمَرُ: أنا. قالَ: ”وجَبَتْ، وجَبَتْ“» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَباحٍ قالَ: خَرَجْنا إلى مُعاوِيَةَ، فَمَرَرْنا بِراهِبٍ، فَقالَ: تُوضَعُ المَوائِدُ، فَأوَّلُ مَن يَأْكُلُ مِنها الصّائِمُونَ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأبُو داوُدَ، والتِّرْمِذِيُّ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ خُزَيْمَةَ، والدّارَقُطْنِيُّ، والبَيْهَقِيُّ في ”شُعَبِ الإيمانِ“، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «”مَن أفْطَرَ يَوْمًا مِن رَمَضانَ مِن غَيْرِ رُخْصَةٍ ولا مَرَضٍ، لَمْ يَقْضِهِ عَنْهُ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ وإنْ صامَهُ“» . وأخْرَجَ الدّارَقُطْنِيُّ، عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”مَن أفْطَرَ يَوْمًا مِن رَمَضانَ مِن غَيْرِ عُذْرٍ فَعَلَيْهِ صَوْمُ شَهْرٍ“» . وأخْرَجَ الدّارَقُطْنِيُّ، عَنْ رَجاءِ بْنِ جَمِيلٍ قالَ: كانَ رَبِيعَةُ بْنُ أبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: مَن أفْطَرَ يَوْمًا مِن رَمَضانَ صامَ اثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا؛ لِأنَّ اللَّهَ (p-٢٠٥)رَضِيَ مِن عِبادِهِ شَهْرًا مِنَ اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ قالَ: «جاءَ رَجُلٌ إلى النَّبِيِّ ﷺ فَقالَ: إنِّي أفْطَرْتُ يَوْمًا مِن رَمَضانَ، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: ”تَصَدَّقْ واسْتَغْفِرِ اللَّهَ، وصُمْ يَوْمًا مَكانَهُ“» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: مَن أفْطَرَ يَوْمًا مِن رَمَضانَ مُتَعَمِّدًا مِن غَيْرِ سَفَرٍ ولا مَرَضٍ، لَمْ يَقْضِهِ أبَدًا وإنْ صامَ الدَّهْرَ كُلَّهُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قالَ: مَن أفْطَرَ يَوْمًا مِن رَمَضانَ مُتَعَمِّدًا، لَمْ يَقْضِهِ أبَدًا طُولَ الدَّهْرِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب