الباحث القرآني

(p-٥٦٤)قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولِلَّهِ المَشْرِقُ والمَغْرِبُ﴾ الآيَةَ. أخْرَجَ أبُو عُبَيْدٍ في ”النّاسِخِ والمَنسُوخِ“، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: «أوَّلُ ما نُسِخَ لَنا مِنَ القُرْآنِ- فِيما ذُكِرَ لَنا واللَّهُ أعْلَمُ - شَأْنُ القِبْلَةِ، قالَ اللَّهُ تَعالى ﴿ولِلَّهِ المَشْرِقُ والمَغْرِبُ فَأيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وجْهُ اللَّهِ﴾ فاسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَصَلّى نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ وتَرَكَ البَيْتَ العَتِيقَ، ثُمَّ صَرَفَهُ اللَّهُ تَعالى إلى البَيْتِ العَتِيقِ ونَسَخَها، فَقالَ ﴿ومِن حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وجْهَكَ﴾ [البقرة: ١٤٩] الآيَةَ [ البَقَرَةِ»: ١٤٩، ١٥٠] . وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ «عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وناسٍ مِنَ الصَّحابَةِ في قَوْلِهِ: ﴿ولِلَّهِ المَشْرِقُ والمَغْرِبُ فَأيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وجْهُ اللَّهِ﴾ قالَ: كانَ النّاسُ يُصَلُّونَ قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ، فَلَمّا قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ المَدِينَةَ عَلى رَأْسِ ثَمانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِن مُهاجَرِهِ، وكانَ إذا صَلّى رَفَعَ رَأْسَهُ إلى السَّماءِ فَنَظَرَ ما يُؤْمَرُ بِهِ فَنَسَخَتْها قِبَلَ الكَعْبَةِ» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، ومُسْلِمٌ، والتِّرْمِذِيُّ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ والنَّحّاسُ في “ ناسِخِهِ “، والطَّبَرانِيُّ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: «كانَ النَّبِيُّ ﷺ يُصَلِّي عَلى راحِلَتِهِ تَطَوُّعًا أيْنَما تَوَجَّهَتْ بِهِ. ثُمَّ قَرَأ ابْنُ عُمَرَ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿فَأيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وجْهُ اللَّهِ﴾ وقالَ ابْنُ عُمَرَ: في هَذا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ» . (p-٥٦٥)وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ والدّارَقُطْنِيُّ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: أُنْزِلَتْ ﴿فَأيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وجْهُ اللَّهِ﴾ أنْ تُصَلِّيَ حَيْثُما تَوَجَّهَتْ بِكَ راحِلَتُكَ في التَّطَوُّعِ. وأخْرَجَ البُخارِيُّ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: «رَأيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ في غَزْوَةِ أنْمارَ يُصَلِّي عَلى راحِلَتِهِ مُتَوَجِّهًا قِبَلَ المَشْرِقِ تَطَوُّعًا» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والبُخارِيُّ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ كانَ يُصَلِّي عَلى راحِلَتِهِ قِبَلَ المَشْرِقِ - فَإذا أرادَ أنْ يُصَلِّيَ المَكْتُوبَةَ نَزَلَ واسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ وصَلّى» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ وأبُو داوُدَ، والبَيْهَقِيُّ عَنْ أنَسٍ «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كانَ إذا سافَرَ وأرادَ أنْ يَتَطَوَّعَ بِالصَّلاةِ اسْتَقْبَلَ بِناقَتِهِ القِبْلَةَ وكَبَّرَ ثُمَّ صَلّى حَيْثُ تَوَجَّهَتِ النّاقَةُ» . وأخْرَجَ أبُو داوُدَ والطَّيالِسِيُّ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والتِّرْمِذِيُّ وضَعَّفَهُ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ والعُقَيْلِيُّ وضَعَّفَهُ والدّارَقُطْنِيُّ، وأبُو نُعَيْمٍ (p-٥٦٦)فِي “ الحِلْيَةِ “، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“ عَنْ عامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قالَ: «كُنّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ في لَيْلَةٍ سَوْداءَ مُظْلِمَةٍ، فَنَزَلْنا مَنزِلًا فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَأْخُذُ الأحْجارَ فَيَعْمَلُ مَسْجِدًا فَيُصَلِّي فِيهِ، فَلَمّا أنْ أصْبَحْنا إذا نَحْنُ قَدْ صَلَّيْنا عَلى غَيْرِ القِبْلَةِ، فَقُلْنا: يا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْنا لَيْلَتَنا هَذِهِ لِغَيْرِ القِبْلَةِ، فَأنْزَلَ اللَّهُ ﴿ولِلَّهِ المَشْرِقُ والمَغْرِبُ﴾ الآيَةَ، فَقالَ: مَضَتْ صَلاتُكم» . وأخْرَجَ الدّارَقُطْنِيُّ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: «بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ سَرِيَّةً كَنْتُ فِيها، فَأصابَتْنا ظُلْمَةٌ فَلَمْ نَعْرِفِ القِبْلَةَ، فَقالَتْ طائِفَةٌ مِنّا: القِبْلَةُ هَهُنا قِبَلَ الشَّمالِ. فَصَلَّوْا وخَطُّوا خَطًّا، وقالَ بَعْضُنا: القِبْلَةُ هَهُنا قِبَلَ الجَنُوبِ. فَصَلَّوْا وخَطُّوا خَطًّا، فَلَمّا أصْبَحُوا وطَلَعَتِ الشَّمْسُ أصْبَحَتْ تِلْكَ الخُطُوطُ لِغَيْرِ القِبْلَةِ، فَلَمّا قَفَلْنا مِن سَفَرِنا سَألْنا النَّبِيَّ ﷺ فَسَكَتَ، وأنْزَلَ اللَّهُ ﴿ولِلَّهِ المَشْرِقُ والمَغْرِبُ﴾ الآيَةَ» . وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ عَطاءٍ، «أنَّ قَوْمًا عُمِّيَتْ عَلَيْهِمُ القِبْلَةُ فَصَلّى كُلُّ إنْسانٍ مِنهم إلى ناحِيَةٍ، ثُمَّ أتَوْا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَأنْزَلَ اللَّهُ ﴿فَأيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وجْهُ اللَّهِ﴾ [البقرة»: ١١٥] . (p-٥٦٧)وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُوَيْهِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بَعَثَ سَرِيَّةً، فَأصابَتْهم ضَبابَةٌ فَلَمْ يَهْتَدُوا إلى القَبْلِهِ، فَصَلَّوْا لِغَيْرِ القِبْلَةِ، ثُمَّ اسْتَبانَ لَهم بَعْدَما طَلَعَتِ الشَّمْسُ أنَّهم صَلَّوْا لِغَيْرِ القِبْلَةِ، فَلَمّا جاءُوا إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حَدَّثُوهُ، فَأنْزَلَ اللَّهُ ﴿ولِلَّهِ المَشْرِقُ والمَغْرِبُ﴾ الآيَةَ» . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ قَتادَةَ «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: إنَّ أخًا لَكم قَدْ ماتَ - يَعْنِي النَّجاشِيَّ - فَصَلُّوا عَلَيْهِ. قالُوا: نُصَلِّي عَلى رَجُلٍ لَيْسَ بِمُسْلِمٍ ؟ فَنَزَلَتْ: ﴿وإنَّ مِن أهْلِ الكِتابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: ١٩٩] الآيَةَ [ آلِ عِمْرانَ: ١٩٩]، قالُوا: فَإنَّهُ كانَ لا يُصَلِّي إلى القِبْلَةِ، فَأنْزَلَ اللَّهُ ﴿ولِلَّهِ المَشْرِقُ والمَغْرِبُ﴾ الآيَةَ» . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: لَمّا نَزَلَتِ ﴿ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: ٦٠] [ غافِرٍ: ٦٠] قالُوا: إلى أيْنَ. فَنَزَلَتْ ﴿فَأيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وجْهُ اللَّهِ﴾ . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: ﴿فَأيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وجْهُ اللَّهِ﴾ قالَ: قِبْلَةُ اللَّهِ أيْنَما تَوَجَّهْتَ شَرْقًا أوْ غَرْبًا. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والتِّرْمِذِيُّ، والبَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“ عَنْ مُجاهِدٍ ﴿فَثَمَّ وجْهُ اللَّهِ﴾ قالَ: قِبْلَةُ اللَّهِ، فَأيْنَما كُنْتُمْ في شَرْقٍ أوْ غَرْبٍ (p-٥٦٨)فاسْتَقْبِلُوها. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والتِّرْمِذِيُّ عَنْ قَتادَةَ في هَذِهِ الآيَةِ قالَ: هي مَنسُوخَةٌ نَسَخَها قَوْلُهُ: ﴿فَوَلِّ وجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرامِ﴾ [البقرة: ١٤٩] [ البَقَرَةِ: ١٤٤] أيْ تِلْقاءَهُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والتِّرْمِذِيُّ وصَحَّحَهُ، وابْنُ ماجَهْ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «ما بَيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ قِبْلَةٌ» . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ والدّارَقُطْنِيُّ، والبَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، مِثْلَهُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والبَيْهَقِيُّ عَنْ عُمَرَ قالَ: ما بَيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ قِبْلَةٌ إذا تَوَجَّهْتَ قِبَلَ البَيْتِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب