الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وإنْ مِنكم إلا وارِدُها﴾ . أخْرَجَ أحْمَدُ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، والبَيْهَقِيُّ في ”البَعْثِ“ عَنْ أبِي سُمَيَّةَ قالَ: «ْاختَلَفْنا في الوُرُودِ، فَقالَ بَعْضُنا: لا يَدْخُلُها مُؤْمِنٌ، وقالَ بَعْضُهم: (p-١١٣)يَدْخُلُونَها جَمِيعًا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا. فَلَقِيتُ جابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فَذَكَرْتُ لَهُ فَقالَ وأهْوى بِإصْبَعَيْهِ إلى أُذُنَيْهِ: صَمْتًا إنْ لَمْ أكُنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: لا يَبْقى بَرٌّ ولا فاجِرٌ إلّا دَخَلَها، فَتَكُونُ عَلى المُؤْمِنِ بَرْدًا وسَلامًا كَما كانَتْ عَلى إبْراهِيمَ، حَتّى إنَّ لِلنّارِ ضَجِيجًا مَن بَرْدِهِمْ: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا ونَذَرُ الظّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا﴾ [مريم»: ٧٢] . وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ وسَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ وهَنّادٌ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ والبَيْهَقِيُّ في ”البَعْثِ“ عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: خاصَمَ نافِعُ بْنُ الأزْرَقِ ابْنَ عَبّاسٍ، فَقالَ ابْنُ عَبّاسٍ: الوُرُودُ الدُّخُولُ. وقالَ نافِعٌ: لا، فَقَرَأ ابْنُ عَبّاسٍ: ﴿إنَّكم وما تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أنْتُمْ لَها وارِدُونَ﴾ [الأنبياء: ٩٨] [ الأنْبِياءِ: ٩٨ ] وقالَ: أوَرَدُوا أمْ لا؟ وقَرَأ: ( ﴿يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ القِيامَةِ فَأوْرَدَهُمُ النّارَ وبِئْسَ الوِرْدُ المَوْرُودُ﴾ [هود: ٩٨] ) [ هُودٍ: ٩٨ ] أوَرَدُوا أمْ لا؟ أمّا أنا وأنْتَ فَسَنَدْخُلُها، فانْظُرْ هَلْ نَخْرُجُ مِنها أمْ لا؟ وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿وإنْ مِنكم إلا وارِدُها﴾ قالَ: يَرِدُها البَرُّ والفاجِرُ، ألَمْ تَسْمَعْ قَوْلَهُ: ﴿فَأوْرَدَهُمُ النّارَ وبِئْسَ الوِرْدُ المَوْرُودُ﴾ [هود: ٩٨] وقَوْلَهُ: ﴿ونَسُوقُ المُجْرِمِينَ إلى جَهَنَّمَ وِرْدًا﴾ [مريم: ٨٦] [ مَرْيَمَ: ٨٦ ] . (p-١١٤)وأخْرَجَ الحاكِمُ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: ( ﴿وإنْ مِنكم إلا وارِدُها﴾ ) قالَ: وإنْ مِنكم إلّا داخِلُها. وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في ”البَعْثِ“ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في الآيَةِ قالَ: لا يَبْقى أحَدٌ إلّا دَخِلُها. وأخْرَجَ هَنّادٌ، والطَّبَرانِيُّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ في قَوْلِهِ: ( ﴿وإنْ مِنكم إلا وارِدُها﴾ ) قالَ: وُرُودُها الصِّراطُ. وأخْرَجَ أحْمَدُ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والتِّرْمِذِيُّ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ في ”البَعْثِ“، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ «فِي قَوْلِهِ: ( ﴿وإنْ مِنكم إلا وارِدُها﴾ ) قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: يَرِدُ النّاسُ كُلُّهُمُ النّارَ، ثُمَّ يُصْدُرُونَ عَنْها بِأعْمالِهِمْ، فَأوَّلُهم كَلَمْحِ البَرْقِ، ثُمَّ كالرِّيحِ، ثُمَّ كَحُضْرِ الفَرَسِ، ثُمَّ كالرّاكِبِ في رَحْلِهِ، ثُمَّ كَشَدِّ الرَّجُلِ، ثُمَّ كَمَشْيِهِ» . وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنِ (p-١١٥)ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: يَرِدُ النّاسُ الصِّراطَ جَمِيعًا، ووُرُودُهم قِيامُهم حَوْلَ النّارِ، ثُمَّ يَصْدُرُونَ عَنِ الصِّراطِ بِأعْمالِهِمْ، فَمِنهم مَن يَمُرُّ مِثْلَ البَرْقِ، ومِنهم مَن يَمُرُّ مِثْلَ الرِّيحِ، ومِنهم مَن يَمُرُّ مِثْلَ الطَّيْرِ، ومِنهم مَن يَمُرُّ كَأجْوَدِ الخَيْلِ، ومِنهم مَن يَمُرُّ كَأجْوَدِ الإبِلِ، ومِنهم مَن يَمُرُّ كَعَدْوِ الرَّجُلِ، حَتّى أنَّ آخِرَهم مَرًّا رَجُلٌ نُورُهُ عَلى مَوْضِعِ إبْهامِ قَدَمَيْهِ، يَمُرُّ مُتَكَفِّئًا بِهِ الصِّراطُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ في قَوْلِهِ: ( ﴿وإنْ مِنكم إلا وارِدُها﴾ ) قالَ: الصِّراطُ عَلى جَهَنَّمَ مِثْلُ حَدِّ السَّيْفِ، فَتَمُرُّ الطَّبَقَةُ الأُولى كالبَرْقِ، والثّانِيَةُ كالرِّيحِ، والثّالِثَةُ كَأجْوَدِ الخَيْلِ، والرّابِعَةُ كَأجْوَدِ الإبِلِ والبَهائِمِ، ثُمَّ يَمُرُّونَ عَلى مَنازِلِهِمْ، والمَلائِكَةُ يَقُولُونَ: رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنِ المُغِيرَةِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «شِعارُ المُسْلِمِينَ عَلى الصِّراطِ يَوْمَ القِيامَةِ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ» . وأخْرَجَ ابْنُ مَرْدُوَيْهِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «﴿وإنْ مِنكم إلا وارِدُها﴾ يَقُولُ: مُجْتازٌ فِيها» . وأخْرَجَ هَنّادٌ في ”الزُّهْدِ“ وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ في الآيَةِ قالَ: (p-١١٦)الصِّراطُ عَلى جَهَنَّمَ يَرِدُونَ عَلَيْهِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وهَنّادٌ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ، وابْنُ الأنْبارِيِّ في ”المَصاحِفِ“ عَنْ خالِدِ بْنِ مَعْدانَ قالَ: إذا دَخَلَ أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ قالُوا: رَبَّنا، ألَمْ تَعِدْنا أنّا نَرِدُ النّارَ؟ قالَ: بَلى، ولَكِنَّكم مَرَرْتُمْ عَلَيْها وهي خامِدَةٌ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ الأنْبارِيِّ، والبَيْهَقِيُّ في ”البَعْثِ“ عَنِ الحَسَنِ في قَوْلِهِ: ( ﴿وإنْ مِنكم إلا وارِدُها﴾ ) قالَ: الوُرُودَ المَمَرُّ عَلَيْها مِن غَيْرِ أنْ يَدْخُلَها. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ ( ﴿وإنْ مِنكم إلا وارِدُها﴾ ) قالَ: هو المَمَرُّ عَلَيْها. وأخْرَجَ ابْنُ الأنْبارِيِّ عَنْ أبِي نَضْرَةَ في قَوْلِهِ: ( ﴿وإنْ مِنكم إلا وارِدُها﴾ ) قالَ يُحْمَلُونَ عَلى الصِّراطِ إلى جَهَنَّمَ، وهي كَأنَّها مَتْنُ إهالَةٍ، فَتَمِيلُ بِهِمْ فَيَقُولُ اللَّهُ لِجَهَنَّمَ: خُذِي أصْحابَكِ، ودَعِي أصْحابِي. فَيَخْسِفُ بِهِمُ الصِّراطُ، ويَنْجُو المُؤْمِنُونَ، وهو قَوْلُ اللَّهِ ( ﴿فاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأنّى يُبْصِرُونَ﴾ [يس: ٦٦] ) [ يس: ٦٦ ] . (p-١١٧)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ أبِي العَوّامِ قالَ: قالَ كَعْبٌ: هَلْ تَدْرُونَ ما قَوْلُهُ ( ﴿وإنْ مِنكم إلا وارِدُها﴾ )؟ قالُوا: ما كُنّا نَرى وُرُودَها إلّا دُخُولَها، قالَ: لا، ولَكِنَّ وُرُودَها أنْ يُجاءَ بِجَهَنَّمَ كَأنَّها مَتْنُ إهالَةٍ؛ حَتّى اسْتَوَتْ عَلَيْها أقْدامُ الخَلائِقِ بَرِّهِمْ وفاجِرِهِمْ، ناداها مُنادٍ: خُذِي أصْحابَكِ وذَرِي أصْحابِي. فَيُخْسَفُ بِكُلِّ ولِيٍّ لَها، لَهي أعْلَمُ بِهِمْ مِنَ الوالِدِ بِوَلَدِهِ، ويَنْجُو المُؤْمِنُونَ نَدِيَّةً ثِيابُهم. قالَ: وإنَّ الخازِنَ مِن خَزَنَةِ جَهَنَّمَ ما بَيْنَ مَنكِبَيْهِ مَسِيرَةُ سَنَةٍ، مَعَهُ عَمُودٌ مِن حَدِيدٍ لَهُ شُعْبَتانِ، يَدْفَعُ الدَّفْعَةَ فَيَكُبُّ في النّارِ تِسْعَمِائَةِ ألْفٍ. أوْ كَما قالَ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: ( ﴿وإنْ مِنكم إلا وارِدُها﴾ ) قالَ: وُرُودُ المُسْلِمِينَ المُرُورُ عَلى الجِسْرِ بَيْنَ ظَهْرَيْها، ووُرُودُ المُشْرِكِينَ أنْ يَدْخُلُوها، وقَدْ أحاطَ بِالجِسْرِ مِنَ المَلائِكَةِ، دُعاؤُهم يَوْمَئِذٍ: يا اللَّهُ سَلِّمْ سَلِّمْ. وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قالَ: حُضُورُها وُرُودُها. وأخْرَجَ ابْنُ الأنْبارِيِّ في ”المَصاحِفِ“ عَنْ مَرْزُوقِ بْنِ أبِي سَلامَةَ قالَ: قالَ نافِعُ بْنُ الأزْرَقِ لِابْنِ عَبّاسٍ: ما الوُرُودُ؟ قالَ: الدُّخُولُ. قالَ: لا، الوُرُودُ الوُقُوفُ عَلى شَفِيرِها. فَقالَ: ويْحَكَ! أما تَقْرَأُ كِتابَ اللَّهِ: ﴿وما أمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ﴾ [هود: ٩٧] ﴿يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ القِيامَةِ فَأوْرَدَهُمُ النّارَ﴾ [هود: ٩٨] ) [ هُودٍ: ٩٧، ٩٨ ] أفَتُراهُ – ويْحَكَ- إنَّما أوْقَفَهم عَلى شَفِيرِها؟ واللَّهُ تَعالى يَقُولُ ﴿ويَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ أدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أشَدَّ العَذابِ﴾ [غافر: ٤٦] ) [ غافِرٍ: ٤٦ ] . (p-١١٨)وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ عَنْ أبِي أيُّوبَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أوَّلُ مَن يَخْتَصِمُ يَوْمَ القِيامَةِ الرَّجُلُ وامْرَأتُهُ، وما يَنْطِقُ لِسانُها ولا لِسانُهُ ولَكِنْ يَداها ورِجْلاها يَشْهَدانِ عَلَيْها بِما كانَتْ تُغَيَّبُ لَهُ، ويَداهُ ورِجْلاهُ يَشْهَدانِ عَلَيْهِ بِما كانَ يُوَلِّيها، ثُمَّ يُدْعى الرَّجُلُ وخَوَلُهُ وخَدَمُهُ كَمِثْلِ ذَلِكَ، ثُمَّ يُؤْتى بِأهْلِ الأسْواقِ، فَما هي بِقَرارِيطَ تُؤْخَذُ مِنهم ولا دَوانِقَ، إلّا حَسَناتُ ذا تُدْفَعُ إلى ذا، وسَيِّئاتُ ذا تُدْفَعُ إلى ذا، ثُمَّ يُؤْتى بِالجَبابِرَةِ في مَقامِعَ مِن حَدِيدٍ فَيُوقَفُونَ عِنْدَ رَبِّ العالَمِينَ، فَيَقُولُ سُوقُوهم إلى النّارِ. فَما أدْرِي أيَدْخُلُونَها، أوْ كَما قالَ اللَّهُ ( ﴿وإنْ مِنكم إلا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا﴾ [مريم»: ٧١] ) . وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّ عُمَرَ لَمّا طُعِنَ قالَ: واللَّهِ لَوْ أنَّ لِي ما عَلى الأرْضِ مِن شَيْءٍ لافْتَدَيْتُ بِهِ مِن هَوْلِ المُطَّلَعِ. فَقالَ ابْنُ عَبّاسٍ: فَقُلْتُ لَهُ واللَّهِ إنِّي لَأرْجُو ألّا تَراها إلّا مِقْدارَ ما قالَ اللَّهُ: ( ﴿وإنْ مِنكم إلا وارِدُها﴾ ) . (p-١١٩)وأخْرَجَ الحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ والخَطِيبُ، والبَيْهَقِيُّ في ”الشُّعَبِ“ عَنْ يَعْلى ابْنِ مُنْيَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «تَقُولُ النّارُ لِلْمُؤْمِنِ يَوْمَ القِيامَةِ: جُزْ يا مُؤْمِنُ، فَقَدْ أطْفَأ نُورُكَ لَهَبِي» . وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ، وأحْمَدُ، وهَنّادٌ، ومُسْلِمٌ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ الأنْبارِيِّ، والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا يَدْخُلُ النّارَ أحَدٌ شَهِدَ بَدْرًا والحُدَيْبِيَةَ. قالَتْ حَفْصَةُ: ألَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ: ( ﴿وإنْ مِنكم إلا وارِدُها﴾ ) قالَ ألَمْ: تَسْمَعِيهِ يَقُولُ: ( ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا﴾ [مريم»: ٧٢] )؟ . وأخْرَجَ البُخارِيُّ ومُسْلِمٌ والتِّرْمِذِيُّ والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا يَمُوتُ لِمُسْلِمٍ ثَلاثَةٌ مِنَ الوَلَدِ فَيَلِجَ النّارَ إلّا تَحِلَّةَ القَسَمِ. ثُمَّ قَرَأ سُفْيانُ: ( ﴿وإنْ مِنكم إلا وارِدُها﴾ [مريم»: ٧١] ) . (p-١٢٠)وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَشِيرٍ الأنْصارِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَن ماتَ لَهُ ثَلاثَةٌ مِنَ الوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الحِنْثَ، لَمْ يَرِدِ النّارَ إلّا عابِرَ سَبِيلٍ. يَعْنِي الجَوازَ عَلى الصِّراطِ» . وأخْرَجَ أحْمَدُ، والبُخارِيُّ في ”تارِيخِهِ“، وأبُو يَعْلى والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنْ مُعاذِ بْنِ أنَسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قالَ: «مَن حَرَسَ مِن وراءِ المُسْلِمِينَ في سَبِيلِ اللَّهِ مُتَطَوِّعًا لا يَأْخُذُهُ سُلْطانٌ، لَمْ يَرَ النّارَ بِعَيْنِهِ إلّا تَحِلَّةَ القَسَمِ فَإنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ( ﴿وإنْ مِنكم إلا وارِدُها﴾ [مريم»: ٧١] ) . وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ الأنْبارِيِّ، والبَيْهَقِيُّ في ”البَعْثِ“، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّهُ قَرَأ: ”وإنْ مِنهم إلّا وارِدُها“ يَعْنِي الكُفّارَ قالَ: لا يَرِدُها مُؤْمِنٌ. كَذا قَرَأها. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ عِكْرِمَةَ، أنَّهُ قَرَأ: ”وإنْ مِنهم إلّا وارِدُها“ . قالَ: (p-١٢١)وهُمُ الظَّلَمَةُ. كَذَلِكَ كُنّا نَقْرَؤُها. وأخْرَجَ ابْنُ المُبارَكِ وأحْمَدُ في ”الزُّهْدِ“، وابْنُ عَساكِرَ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المُزَنِيِّ قالَ: «لَمّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ( ﴿وإنْ مِنكم إلا وارِدُها﴾ ) ذَهَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَواحَةَ إلى بَيْتِهِ فَبَكى، فَجاءَتِ المَرْأةُ فَبَكَتْ، وجاءَتِ الخادِمُ فَبَكَتْ، وجاءَ أهْلُ البَيْتِ فَجَعَلُوا يَبْكُونَ، فَلَمّا انْقَطَعَتْ عَبْرَتُهم قالَ: يا أهْلاهُ، ما الَّذِي أبْكاكم قالُوا: لا نَدْرِي، ولَكِنْ رَأيْناكَ بِكَيْتَ فَبَكَيْنا. قالَ: إنَّهُ أُنْزِلَتْ عَلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ آيَةٌ يُنْبِئُنِي فِيها رُبِّي تَبارَكَ وتَعالى أنِّي وارِدٌ النّارَ، ولَمْ يُنْبِئْنِي أنِّي صادِرٌ عَنْها، فَذاكَ الَّذِي أبْكانِي» . وأخْرَجَ أبُو نُعَيْمٍ في ”الحِلْيَةِ“ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قالَ: «لَمّا أرادَ ابْنُ رَواحَةَ الخُرُوجَ إلى أرْضِ مُؤْتَةَ مِنَ الشّامِ، أتاهُ المُسْلِمُونَ يُوَدِّعُونَهُ، فَبَكى فَقالَ: أما واللَّهِ ما بِي حُبُّ الدُّنْيا ولا صَبابَةٌ لَكُمْ، ولَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَرَأ هَذِهِ الآيَةَ: ( ﴿وإنْ مِنكم إلا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا﴾ ) فَقَدْ عَلِمْتُ أنِّي وارِدٌ النّارَ، ولا أدْرِي كَيْفَ الصُّدُورُ بَعْدَ الوُرُودِ» . وأخْرَجَ ابْنُ المُبارَكِ وسَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ وأحْمَدُ وهَنّادُ بْنُ السَّرِيِّ مَعًا في ”الزُّهْدِ“، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والحاكِمُ، والبَيْهَقِيُّ في ”البَعْثِ“ عَنْ قَيْسِ بْنِ أبِي حازِمٍ قالَ: بَكى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَواحَةَ، فَقالَتِ (p-١٢٢)امْرَأتُهُ: ما يُبْكِيكَ؟ قالَ: إنِّي أُنْبِئْتُ أنّى وارِدُ النّارَ، ولَمْ أُنْبَأْ أنِّي صادِرٌ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنِ الحَسَنِ قالَ: كانَ أصْحابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إذا التَقَوْا يَقُولُ الرَّجُلُ لِصاحِبِهِ: هَلْ أتاكَ أنَّكَ وارِدٌ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيَقُولُ: هَلْ أتاكَ أنَّكَ خارِجٌ؟ فَيَقُولُ: لا. فَيَقُولُ: فَفِيمَ الضَّحِكُ إذَنْ. وأخْرَجَ ابْنُ المُبارَكِ، وهَنّادٌ عَنْ أبِي مَيْسَرَةَ، أنَّهُ أوى إلى فِراشِهِ فَقالَ: يا لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي. فَقالَتِ امْرَأتُهُ: يا أبا مَيْسَرَةَ، إنِّ اللَّهَ قَدْ أحْسَنَ إلَيْكَ؛ هَداكَ إلى الإسْلامِ، فَقالَ: أجَلْ ولَكِنَّ اللَّهَ قَدْ بَيَّنَ لَنا أنّا وارِدُو النّارِ، ولَمْ يُبَيِّنْ لَنا أنّا صادِرُونَ عَنْها. وأخْرَجَ ابْنُ المُبارَكِ عَنِ الحَسَنِ قالَ: قالَ رَجُلٌ لِأخِيهِ: يا أخِي، هَلْ أتاكَ انْكَ وارِدٌ النّارَ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَهَلْ أتاكَ أنَّكَ خارِجٌ مِنها؟ قالَ: لا. قالَ: فَفِيمَ الضَّحِكُ؟ فَما رُئِيَ ضاحِكًا حَتّى ماتَ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: الحُمّى حَظُّ كَلِّ مُؤْمِنٍ مِنَ النّارِ ثُمَّ قَرَأ: ( ﴿وإنْ مِنكم إلا وارِدُها﴾ ) . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: الحُمّى في الدُّنْيا حَظُّ المُؤْمِنِ مِنَ (p-١٢٣)الوُرُودِ في الآخِرَةِ. وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في ”شُعَبِ الإيمانِ“ عَنْ مُجاهِدٍ في الآيَةِ قالَ: مَن حُمَّ مِنَ المُسْلِمِينَ فَقَدْ ورَدَها. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: «خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَعُودُ رَجُلًا مِن أصْحابِهِ وعِكًا وأنا مَعَهُ، فَقالَ: إنَّ اللَّهَ يَقُولُ: هي نارِي أُسَلِّطُها عَلى عَبْدِي المُؤْمِنِ لِتَكُونَ حَظَّهُ مِنَ النّارِ في الآخِرَةِ» . وأخْرَجَ الخَطِيبُ في ”تالِي التَّلْخِيصِ“ عَنْ عِكْرِمَةَ في قَوْلِهِ ( ﴿وإنْ مِنكم إلا وارِدُها﴾ ) قالَ: الدُّخُولُ، ( ﴿كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا﴾ ) . قالَ: قَسَمًا واجِبًا. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ( ﴿حَتْمًا مَقْضِيًّا﴾ ) قالَ: قَضاءً مِنَ اللَّهِ. وأخْرَجَ ابْنُ الأنْبارِيِّ في ”الوَقْفِ والِابْتِداءِ“ والطَّسْتِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّ نافِعَ بْنَ الأزْرَقِ قالَ لَهُ: أخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ: ( ﴿حَتْمًا مَقْضِيًّا﴾ ) قالَ: الحَتْمُ الواجِبُ. قالَ: وهَلْ تَعْرِفُ العَرَبُ ذَلِكَ؟ قالَ: نَعَمْ، أما سَمِعْتَ أُمَيَّةَ بْنَ أبِي الصَّلْتِ وهو يَقُولُ:(p-١٢٤) ؎عِبادُكَ يُخْطِئُونَ وأنْتَ رَبٌّ بِكَفَّيْكَ المَنايا والحُتُومُ وأخْرَجَ ابْنُ الأنْبارِيِّ عَنْ أبِي سَلامَةَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّهُ قَرَأ: ( ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا ) بِضَمِّ الثّاءِ. وأخْرَجَ ابْنُ الأنْبارِيِّ مِن طُرُقٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّهُ كانَ يَقْرَأُ: ”ثَمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا“ بِفَتْحِ الثّاءِ. وأخْرَجَ ابْنُ الأنْبارِيِّ، عَنِ ابْنِ أبِي لَيْلى أنَّهُ كانَ يَقْرَأُ: ”ثَمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا“ بِفَتْحِ الثّاءِ ويَقُولُ: الوُرُودُ الدُّخُولُ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ( ﴿ونَذَرُ الظّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا﴾ ) وكَذَلِكَ كانَ يَقْرَؤُها، يَعْنِي: باقِينَ فِيها. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ( ﴿ونَذَرُ الظّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا﴾ ) قالَ: جِثِيًّا عَلى رُكَبِهِمْ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ زَيْدٍ في الآيَةِ قالَ: الجِثِيُّ شَرُّ الجُلُوسِ، ولا يَجْلِسُ الرَّجُلُ جاثِيًا إلّا عِنْدَ كَرْبٍ نَزَلَ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ( ﴿جِثِيًّا﴾ ) قالَ: عَلى رُكَبِهِمْ. (p-١٢٥)
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب