الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿واذْكُرْ في الكِتابِ مَرْيَمَ﴾ الآيَةَ.
أخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿إذِ انْتَبَذَتْ﴾ أيِ انْفَرَدَتْ ﴿مِن أهْلِها مَكانًا شَرْقِيًّا﴾ قالَ: قِبَلَ المَشْرِقِ شاسِعًا مُنْتَحِيًا.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿انْتَبَذَتْ مِن أهْلِها مَكانًا شَرْقِيًّا﴾ قالَ: مَكانًا أظَلَّتْها الشَّمْسُ أنْ يَراها أحَدٌ مِنهم.
وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: إنَّما اتَّخَذَتِ النَّصارى المَشْرِقَ قِبْلَةً لِأنَّ مَرْيَمَ اتَّخَذَتْ مِن أهْلِها مَكانًا شَرْقِيًّا، فاتَّخَذا مِيلادَهُ قِبْلَةً، وإنَّما سَجَدَتِ اليَهُودُ عَلى حَرْفٍ، حِينَ نُتِقَ فَوْقَهُمُ الجَبَلُ، فَجَعَلُوا يَتَخَوَّفُونَ وهم يَنْظُرُونَ إلَيْهِ، يَتَخَوَّفُونَ أنْ يَقَعَ عَلَيْهِمْ، فَسَجَدُوا سَجْدَةً رَضِيَها اللَّهُ، فاتَّخَذُوها سُنَّةً.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: إنَّ أهْلَ الكِتابِ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الصَّلاةُ إلى البَيْتِ والحَجُّ إلَيْهِ، وما صَرَفَهم عَنْهُ إلّا قِيلُ رَبِّكَ: ﴿إذِ انْتَبَذَتْ مِن أهْلِها مَكانًا شَرْقِيًّا﴾ (p-٤٠)قالَ: خَرَجَتْ مِنهم مَكانًا شَرْقِيًّا، فَصَلُّوا قِبَلَ مَطْلِعِ الشَّمْسِ.
وأخْرَجَ ابْنُ عَساكِرَ مِن طَرِيقِ داوُدَ بْنِ أبِي هِنْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: لَمّا بَلَغَتْ مَرْيَمُ، فَبَيْنا هي في بَيْتِها مُنْفَصِلَةٌ، إذْ دَخَلَ عَلَيْها رَجُلٌ بِغَيْرِ إذْنٍ، فَخَشِيَتْ أنْ يَكُونَ دَخَلَ عَلَيْها لِيَغْتالَها، فَقالَتْ: ﴿إنِّي أعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنكَ إنْ كُنْتَ تَقِيًّا﴾ [مريم: ١٨] قالَ: ﴿إنَّما أنا رَسُولُ رَبِّكِ لأهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا﴾ [مريم: ١٩] قالَتْ: ﴿أنّى يَكُونُ لِي غُلامٌ ولَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ولَمْ أكُ بَغِيًّا﴾ [مريم: ٢٠] قالَ: ﴿كَذَلِكِ قالَ رَبُّكِ﴾ [مريم: ٢١] فَجَعَلَ جِبْرِيلُ يُرَدِّدُ ذَلِكَ عَلَيْها، وتَقُولُ: ﴿أنّى يَكُونُ لِي غُلامٌ﴾ [مريم: ٢٠] وتَغَفَّلَها جِبْرِيلُ فَنَفَخَ في جَيْبِ دِرْعِها ونَهَضَ عَنْها، واسْتَمَرَّ بِها حَمْلُها، فَقالَتْ: إنْ خَرَجْتُ نَحْوَ المَغْرِبِ فالقَوْمُ يُصَلُّونَ نَحْوَ المَغْرِبِ، ولَكِنْ أخْرُجُ نَحْوَ المَشْرِقِ حَيْثُ لا يَرانِي أحَدٌ. فَخَرَجَتْ نَحْوَ المَشْرِقِ، فَبَيْنا هي تَمْشِي إذْ فَجَأها المَخاضُ، فَنَظَرَتْ هَلْ تَجِدُ شَيْئًا تَسْتَتِرُ بِهِ، فَلَمْ تَرَ إلّا جِذْعَ النَّخْلَةِ، فَقالَتْ: أسْتَتِرُ بِهَذا الجِذْعِ مِنَ النّاسِ، وكانَ تَحْتَ الجِذْعِ نَهْرٌ يَجْرِي، فانْضَمَّتْ إلى النَّخْلَةِ، فَلَمّا وضَعَتْهُ خَرَّ كُلُّ شَيْءٍ يُعْبَدُ مِن دُونِ اللَّهِ في مَشارِقِ الأرْضِ، ومَغارِبِها ساجِدًا لِوَجْهِهِ، وفَزِعَ إبْلِيسُ، فَخَرَجَ، فَصَعِدَ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا يُنْكِرُهُ، وأتى المَشْرِقَ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا يُنْكِرُهُ، ودَخَلَ الأرْضَ، فَلَمْ يَرَ شَيْئًا يُنْكِرُهُ، وجَعَلَ لا يَصْبِرُ، فَأتى المَغْرِبَ لِيَنْظُرَ، فَلَمْ يَرَ شَيْئًا يُنْكِرُهُ، فَبَيْنا هو يَطُوفُ إذْ مَرَّ بِالنَّخْلَةِ، فَإذا هو بِامْرَأةٍ مَعَها غُلامٌ قَدْ ولَدَتْهُ، وإذا المَلائِكَةُ قَدْ أحْدَقُوا بِها وبِابْنِها، (p-٤١)وبِالنَّخْلَةِ، فَقالَ: هَهُنا حَدَثَ الأمْرُ. فَمالَ إلَيْهِمْ، فَقالَ: أيُّ شَيْءٍ هَذا الَّذِي حَدَثَ ؟ فَكَلَّمَتْهُ المَلائِكَةُ، فَقالُوا: نَبِيٌّ وُلِدَ بِغَيْرِ ذَكَرٍ، قالَ: أما واللَّهِ لَأُضِلَّنَّ بِهِ أكْثَرَ العالَمِينَ. أضَلَّ اليَهُودَ فَكَفَرُوا بِهِ، وأضَلَّ النَّصارى، فَقالُوا هو ابْنُ اللَّهِ. قالَ: وناداها مَلَكٌ مِن تَحْتِها ﴿قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا﴾ [مريم: ٢٤] قالَ إبْلِيسُ: ما حَمَلَتْ أُنْثى إلّا بِعِلْمِي، ولا وضَعَتْهُ إلّا عَلى كَفِّي، لَيْسَ هَذا الغُلامَ، لَمْ أعْلَمْ بِهِ حِينَ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ، ولَمْ أعْلَمْ بِهِ حِينَ وضَعَتْهُ.
وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ في ”الأسْماءِ والصِّفاتِ”، وابْنُ عَساكِرَ مِن طَرِيقِ السُّدِّيِّ عَنْ أبِي مالِكٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ وعَنْ مُرَّةَ بْنِ مَسْعُودٍ قالا: خَرَجَتْ مَرْيَمُ إلى جانِبِ المِحْرابِ بِحَيْضٍ أصابَها، فَلَمّا طَهُرَتْ إذْ هي بِرَجُلٍ مَعَها ﴿فَتَمَثَّلَ لَها بَشَرًا﴾ [مريم: ١٧] فَفَزِعَتْ، وقالَتْ: ﴿إنِّي أعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنكَ إنْ كُنْتَ تَقِيًّا﴾ [مريم: ١٨] فَخَرَجَتْ وعَلَيْها جِلْبابُها، فَأخَذَ بِكُمِّها، فَنَفَخَ في جَيْبِ دِرْعِها، وكانَ مَشْقُوقًا مِن قُدّامِها، فَدَخَلَتِ النَّفْخَةُ صَدْرَها فَحَمَلَتْ، فَأتَتْها أُخْتُها امْرَأةُ زَكَرِيّا لَيْلَةً تَزُورُها، فَلَمّا فَتَحَتْ لَها البابَ التَزَمَتْها، فَقالَتِ امْرَأةُ زَكَرِيّا: يا مَرْيَمُ أُشْعِرْتُ أنِّي حُبْلى. قالَتْ مَرْيَمُ: أُشْعِرْتُ أيْضًا أنِّي حُبْلى، فَقالَتِ امْرَأةُ زَكَرِيّا: فَإنِّي وجَدْتُ ما في بَطْنِي يَسْجُدُ لِلَّذِي في بَطْنِكِ. فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ﴾ [آل عمران: ٣٩] فَوَلَدَتِ امْرَأةُ زَكَرِيّا يَحْيى، ولَمّا بَلَغَ أنْ تَضَعَ مَرْيَمُ خَرَجَتْ إلى جانِبِ المِحْرابِ ﴿فَأجاءَها المَخاضُ إلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذا﴾ [مريم: ٢٣] الآيَةَ ﴿فَناداها﴾ [مريم: ٢٤] جِبْرِيلُ ﴿مِن تَحْتِها ألا تَحْزَنِي﴾ [مريم: ٢٤] فَلَمّا (p-٤٢)ولَدَتْهُ ذَهَبَ الشَّيْطانُ فَأخْبَرَ بَنِي إسْرائِيلَ أنَّ مَرْيَمَ ولَدَتْ، فَلَمّا أرادُوها عَلى الكَلامِ أشارَتْ إلى عِيسى، فَتَكَلَّمَ فَقالَ: ﴿إنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الكِتابَ﴾ [مريم: ٣٠] الآياتِ، فَلَمّا وُلِدَ لَمْ يَبْقَ في الأرْضِ صَنَمٌ إلّا خَرَّ لِوَجْهِهِ.
وأخْرَجَ إسْحاقُ بْنُ بِشْرٍ، وابْنُ عَساكِرَ، مِن طَرِيقِ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿واذْكُرْ في الكِتابِ مَرْيَمَ﴾ يَقُولُ: قُصَّ ذِكْرُها عَلى اليَهُودِ والنَّصارى ومُشْرِكِي العَرَبِ ﴿إذِ انْتَبَذَتْ﴾ يَعْنِي خَرَجَتْ ﴿مِن أهْلِها مَكانًا شَرْقِيًّا﴾ قالَ: كانَتْ خَرَجَتْ مِن بَيْتِ المَقْدِسِ مِمّا يَلِي المَشْرِقَ ﴿فاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجابًا﴾ [مريم: ١٧] وذَلِكَ أنَّ اللَّهَ لَمّا أرادَ أنْ يَبْتَدِئَها بِالكَرامَةِ ويُبَشِّرَها بِعِيسى، وكانَتِ اغْتَسَلَتْ مِنَ المَحِيضِ، فَتَشَرَّقَتْ وجَعَلَتْ بَيْنَها وبَيْنَ قَوْمِها ﴿حِجابًا﴾ [مريم: ١٧] يَعْنِي: جَبَلًا، فَكانَ الجَبَلُ بَيْنَ مَجْلِسِها وبَيْنَ بَيْتِ المَقْدِسِ ﴿فَأرْسَلْنا إلَيْها رُوحَنا﴾ [مريم: ١٧] يَعْنِي جِبْرِيلَ ﴿فَتَمَثَّلَ لَها بَشَرًا﴾ [مريم: ١٧] في صُورَةِ الآدَمِيِّينَ ﴿سَوِيًّا﴾ [مريم: ١٧] يَعْنِي: مُعْتَدِلًا شابًّا، أبْيَضَ الوَجْهِ، جَعْدًا قَطَطًا، حِينَ اخْضَرَّ شارِبُهُ، فَلَمّا نَظَرَتْ إلَيْهِ قائِمًا بَيْنَ يَدَيْها، ﴿قالَتْ إنِّي أعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنكَ إنْ كُنْتَ تَقِيًّا﴾ [مريم: ١٨] وذَلِكَ أنَّها شَبَّهَتْهُ بِشابٍّ كانَ يَراها ونَشَأ مَعَها، يُقالُ (p-٤٣)لَهُ يُوسُفُ مِن بَنِي إسْرائِيلَ، وكانَ مِن خَدَمِ بَيْتِ المَقْدِسِ، فَخافَتْ أنْ يَكُونَ الشَّيْطانُ اسْتَزَلَّهُ، فَمِن ثَمَّ قالَتْ: ﴿إنِّي أعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنكَ إنْ كُنْتَ تَقِيًّا﴾ [مريم: ١٨] يَعْنِي: إنْ كُنْتَ تَخافُ اللَّهَ. قالَ جِبْرِيلُ، وتَبَسَّمَ: ﴿إنَّما أنا رَسُولُ رَبِّكِ لأهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا﴾ [مريم: ١٩] يَعْنِي: لِلَّهِ مُطِيعًا مِن غَيْرِ بَشَرٍ، ﴿قالَتْ أنّى يَكُونُ لِي غُلامٌ ولَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ﴾ [مريم: ٢٠] يَعْنِي زَوْجًا ﴿ولَمْ أكُ بَغِيًّا﴾ [مريم: ٢٠] أيْ: مُومِسَةً، قالَ جِبْرِيلُ: ﴿كَذَلِكِ﴾ [مريم: ٢١] يَعْنِي: هَكَذا ﴿قالَ رَبُّكِ هو عَلَيَّ هَيِّنٌ﴾ [مريم: ٢١] يَعْنِي خَلْقَهُ مِن غَيْرِ بَشَرٍ ﴿ولِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنّاسِ﴾ [مريم: ٢١] يَعْنِي: عِبْرَةً لِلنّاسِ - والنّاسُ هُنا لِلْمُؤْمِنِينَ خاصَّةً - ورَحْمَةً مِنّا لِمَن صَدَّقَ بِأنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، ﴿وكانَ أمْرًا مَقْضِيًّا﴾ [مريم: ٢١] يَعْنِي كائِنًا أنْ يَكُونَ مِن غَيْرِ بَشَرٍ. فَدَنا جِبْرِيلُ فَنَفَخَ في جَيْبِها، فَدَخَلَتِ النَّفْخَةُ جَوْفَها، فاحْتَمَلَتْ كَما تَحْمِلُ النِّساءُ في الرَّحِمِ والمَشِيمَةِ، ووَضَعَتْهُ كَما تَضَعُ النِّساءُ، فَأصابَها العَطَشُ، فَأجْرى اللَّهُ لَها جَدْوَلًا مِنَ الأُرْدُنِّ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا﴾ [مريم: ٢٤] والسَّرِيُّ الجَدْوَلُ، وحَمَلَ الجِذْعُ مِن ساعَتِهِ ﴿رُطَبًا جَنِيًّا﴾ [مريم: ٢٥] فَناداها مِن تَحْتِها جِبْرِيلُ ﴿وهُزِّي إلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ﴾ [مريم: ٢٥] لَمْ يَكُنْ عَلى رَأْسِها سَعَفٌ، وكانَتْ قَدْ يَبِسَتْ مُنْذُ دَهْرٍ طَوِيلٍ، فَأحْياها اللَّهُ لَها وحَمَلَتْ فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا﴾ [مريم: ٢٥] يَعْنِي طَرِيًّا بِغُبارِهِ ﴿فَكُلِي﴾ [مريم: ٢٦] مِنَ الرُّطَبِ ﴿واشْرَبِي﴾ [مريم: ٢٦] مِنَ الجَدْوَلِ ﴿وقَرِّي عَيْنًا﴾ [مريم: ٢٦] بِوَلَدِكِ، فَقالَتْ: فَكَيْفَ بِي إذا سَألُونِي: مِن أيْنَ هَذا ؟ قالَ لَها جِبْرِيلُ: ﴿فَإمّا تَرَيِنَّ﴾ [مريم: ٢٦] يَعْنِي فَإذا رَأيْتِ ﴿مِنَ البَشَرِ أحَدًا﴾ [مريم: ٢٦] فَأعْنَتَكِ في أمْرِكِ ﴿فَقُولِي إنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا﴾ [مريم: ٢٦] يَعْنِي صَمْتًا في أمْرِ عِيسى ﴿فَلَنْ أُكَلِّمَ اليَوْمَ إنْسِيًّا﴾ [مريم: ٢٦] في أمْرِهِ، حَتّى يَكُونَ هو الَّذِي يُعَبِّرُ (p-٤٤)عَنِّي وعَنْ نَفْسِهِ، قالَ: فَفَقَدُوا مَرْيَمَ مِن مِحْرابِها، فَسَألُوا يُوسُفَ، فَقالَ: لا عِلْمَ لِي بِها، وإنَّ مِفْتاحَ بابِ مِحْرابِها مَعَ زَكَرِيّا، فَطَلَبُوا زَكَرِيّا وفَتَحُوا البابَ ولَيْسَتْ فِيهِ، فاتَّهَمُوهُ فَأخَذُوهُ ووَبَّخُوهُ، فَقالَ رَجُلٌ: إنِّي رَأيْتُها في مَوْضِعِ كَذا، فَخَرَجُوا في طَلَبِها، فَسَمِعُوا صَوْتَ عَقْعَقٍ في رَأْسِ الجِذْعِ الَّذِي مَرْيَمُ مِن تَحْتِهِ، فانْطَلَقُوا إلَيْهِ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ: ﴿فَأتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ﴾ [مريم: ٢٧] قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: لَمّا رَأتْ أنَّ قَوْمَها قَدْ أقْبَلُوا إلَيْها، احْتَمَلَتِ الوَلَدَ إلَيْهِمْ حَتّى تَلْقاهم بِهِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿فَأتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ﴾ [مريم: ٢٧] أيْ لا تَخافُ رِيبَةً ولا تُهْمَةً، فَلَمّا نَظَرُوا إلَيْها شَقَّ أبُوها مِدْرَعَتَهُ، وجَعَلَ التُّرابَ عَلى رَأْسِهِ، وإخْوَتُها وآلُ زَكَرِيّا فَـ ﴿قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا﴾ [مريم: ٢٧] يَعْنِي عَظِيمًا ( ﴿يا أُخْتَ هارُونَ﴾ [مريم: ٢٨] ) كانَتْ مِن آلِ هارُونَ، ﴿ما كانَ أبُوكِ امْرَأ سَوْءٍ وما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا﴾ [مريم: ٢٨] يَعْنِي زانِيَةً، فَأنّى أُتِيتِ هَذا هَذا الأخَ الصّالِحَ، والأبَ الصّالِحَ، والأُمَّ الصّالِحَةَ؟ ﴿فَأشارَتْ إلَيْهِ﴾ [مريم: ٢٩] فَقالَتْ لَهم: أنْ كَلِّمُوهُ فَإنَّهُ سَيُخْبِرُكم فَـ ﴿إنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا﴾ [مريم: ٢٦] ألّا أُكَلِّمَكم في أمْرِهِ، فَإنَّهُ سَيُعَبِّرُ عَنِّي ويَكُونُ لَكم آيَةً وعِبْرَةً ( ﴿قالُوا﴾ [مريم: ٢٩] ) يا عَجَبًا ﴿كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كانَ في المَهْدِ صَبِيًّا﴾ [مريم: ٢٩] ؟ يَعْنِي مَن هو في الخِرَقِ طِفْلًا لا يَنْطِقُ، إذْ أنْطَقَهُ اللَّهُ فَعَبَّرَ عَنْ أُمِّهِ، (p-٤٥)وكانَ عِبْرَةً لَهم فَقالَ: ﴿إنِّي عَبْدُ اللَّهِ﴾ [مريم: ٣٠] فَلَمّا أنْ قالَها ابْتَدَأ يَحْيى، وهو ابْنُ ثَلاثِ سِنِينَ، فَكانَ أوَّلَ مَن صَدَّقَ بِهِ فَقالَ: إنِّي أشْهَدُ أنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ ورَسُولُهُ، لِتَصْدِيقِ قَوْلِ اللَّهِ: ﴿مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ﴾ [آل عمران: ٣٩] [ آلِ عِمْرانَ: ٣٩ ] فَقالَ عِيسى: ﴿آتانِيَ الكِتابَ وجَعَلَنِي نَبِيًّا﴾ [مريم: ٣٠] إلَيْكم ﴿وجَعَلَنِي مُبارَكًا أيْنَ ما كُنْتُ﴾ [مريم: ٣١] قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «البَرَكَةُ الَّتِي جَعَلَها اللَّهُ لِعِيسى أنَّهُ كانَ مُعَلِّمًا مُؤَدِّبًا حَيْثُما تَوَجَّهَ» . ﴿وأوْصانِي بِالصَّلاةِ والزَّكاةِ﴾ [مريم: ٣١] يَعْنِي وأمَرَنِي ﴿وبَرًّا بِوالِدَتِي﴾ [مريم: ٣٢] فَلا أعُقُّها، قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: حِينَ قالَ: ﴿وبَرًّا بِوالِدَتِي﴾ [مريم: ٣٢] قالَ زَكَرِيّا: اللَّهُ أكْبَرُ. فَأخَذَهُ فَضَمَّهُ إلى صَدْرِهِ فَعَلِمُوا أنَّهُ خُلِقَ مِن غَيْرِ بَشَرٍ ﴿ولَمْ يَجْعَلْنِي جَبّارًا شَقِيًّا﴾ [مريم: ٣٢] يَعْنِي مُتَعَظِّمًا سَفّاكًا لِلدَّمِ، ﴿والسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ ويَوْمَ أمُوتُ ويَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴾ [مريم: ٣٣] يَقُولُ اللَّهُ: ﴿ذَلِكَ عِيسى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ﴾ [مريم: ٣٤] يَعْنِي يَشُكُّونَ بِقَوْلِهِ لِلْيَهُودِ ثُمَّ أمْسَكَ عِيسى عَنِ الكَلامِ حَتّى بَلَغَ ما يَبْلُغُ النّاسُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ أبِي حاتِمٍ، وأبُو نُعَيْمٍ عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: قالَتْ مَرْيَمُ: كُنْتُ إذا خَلَوْتُ حَدَّثَنِي عِيسى وكَلَّمَنِي وهو في بَطْنِي، وإذا كُنْتُ مَعَ النّاسِ سَبَّحَ في بَطْنِي وكَبَّرَ وأنا أسْمَعُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، والفِرْيابِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في مَرْيَمَ قالَ: حِينَ حَمَلَتْ وضَعَتْ.
(p-٤٦)وأخْرَجَ ابْنُ عَساكِرَ عَنِ الحَسَنِ قالَ: بَلَغَنِي أنَّ مَرْيَمَ حَمَلَتْ لِسَبْعِ أوْ لِتِسْعِ ساعاتٍ، ووَضَعَتْهُ مِن يَوْمِها.
وأخْرَجَ ابْنُ عَساكِرَ، مِن طَرِيقِ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: وضَعَتْ مَرْيَمُ لِثَمانِيَةِ أشْهُرٍ؛ ولِذَلِكَ لا يُولَدُ مَوْلُودٌ لِثَمانِيَةِ أشْهُرٍ إلّا ماتَ، لِئَلّا تُسَبَّ مَرْيَمُ بِعِيسى.
وأخْرَجَ الحاكِمُ عَنْ زَيْدٍ العَمِّيِّ قالَ: وُلِدَ عِيسى يَوْمَ عاشُوراءَ.
وأخْرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أحْمَدَ في زَوائِدِ“ الزُّهْدِ " عَنْ نَوْفٍ قالَ: كانَتْ مَرْيَمُ عَلَيْها السَّلامُ فَتاةً بَتُولًا، وكانَ زَكَرِيّا زَوْجَ أُخْتِها، كَفَلَها فَكانَتْ مَعَهُ، فَكانَ يَدْخُلُ عَلَيْها يُسَلِّمُ عَلَيْها، فَتُقَرِّبُ إلَيْهِ فاكِهَةَ الشِّتاءِ في الصَّيْفِ وفاكِهَةَ الصَّيْفِ في الشِّتاءِ، فَدَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيّا مَرَّةً، فَقَرَّبَتْ إلَيْهِ بَعْضَ ما كانَتْ تُقَرِّبُ ﴿قالَ يا مَرْيَمُ أنّى لَكِ هَذا قالَتْ هو مِن عِنْدِ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ﴾ [آل عمران: ٣٧] ﴿هُنالِكَ دَعا زَكَرِيّا رَبَّهُ﴾ [آل عمران: ٣٨] إلى قَوْلِهِ: ﴿آيَتُكَ ألا تُكَلِّمَ النّاسَ ثَلاثَةَ أيّامٍ إلا رَمْزًا﴾ [آل عمران: ٤١] [ آلِ عِمْرانَ: ٣٧ - ٤١ ] قالَ يُخْتَتَمُ عَلى لِسانِكَ فَلا تُكَلِّمُ النّاسَ ﴿ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا﴾ [مريم: ١٠] صَحِيحًا، ﴿فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ مِنَ المِحْرابِ فَأوْحى إلَيْهِمْ﴾ [مريم: ١١] كَتَبَ لَهم ﴿أنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وعَشِيًّا﴾ [مريم: ١١] قالَ: فَبَيْنا هي جالِسَةٌ في مَنزِلِها إذا رَجُلٌ قائِمٌ بَيْنَ يَدَيْها قَدْ هَتَكَ الحُجُبَ، فَلَمّا أنْ رَأتْهُ (p-٤٧)قالَتْ: ﴿إنِّي أعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنكَ إنْ كُنْتَ تَقِيًّا﴾ [مريم: ١٨] فَلَمّا ذَكَرَتِ الرَّحْمَنَ فَزِعَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ قالَ: ﴿إنَّما أنا رَسُولُ رَبِّكِ لأهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا﴾ [مريم: ١٩] إلى قَوْلِهِ: ﴿وكانَ أمْرًا مَقْضِيًّا﴾ [مريم: ٢١] فَنَفَخَ في جَيْبِها جِبْرِيلُ فَحَمَلَتْ حَتّى إذا أثْقَلَتْ وجِعَتْ ما تَجِعُ النِّساءُ، وكانَتْ في بَيْتِ النُّبُوَّةِ فاسْتَحْيَتْ وهَرَبَتْ حَياءً مِن قَوْمِها، فَأخَذَتْ نَحْوَ المَشْرِقِ، وأخَذَ قَوْمُها في طَلَبِها، فَجَعَلُوا يَسْألُونَ: رَأيْتُمْ فَتاةً كَذا وكَذا؟ فَلا يُخْبِرُهم أحَدٌ، وأخَذَها ﴿المَخاضُ إلى جِذْعِ النَّخْلَةِ﴾ [مريم: ٢٣] فَتَسانَدَتْ إلى النَّخْلَةِ، قالَتْ: ﴿يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذا وكُنْتُ نَسْيًا مَنسِيًّا﴾ [مريم: ٢٣] قالَ: حَيْضَةً بَعْدَ حَيْضَةٍ ﴿فَناداها مِن تَحْتِها﴾ [مريم: ٢٤] قالَ: جِبْرِيلُ مِن أقْصى الوادِي ﴿ألا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا﴾ [مريم: ٢٤] قالَ: جَدْوَلا ﴿وهُزِّي إلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا﴾ [مريم: ٢٥] فَلَمّا قالَ لَها جِبْرِيلُ، اشْتَدَّ ظَهْرُها وطابَتْ نَفْسُها، فَقَطَعَتْ سَرَرَهُ ولَفَّتْهُ في خِرْقَةٍ وحَمَلَتْهُ، فَلَقِيَ قَوْمُها راعِيَ بَقَرٍ وهم في طَلَبِها، قالُوا: يا راعِي، هَلْ رَأيْتَ فَتاةً كَذا وكَذا؟ قالَ: لا، ولَكِنْ رَأيْتُ اللَّيْلَةَ مِن بَقَرِي شَيْئًا لَمْ أرَهُ مِنها قَطُّ فِيما خَلا، قالَ: رَأيْتُها باتَتْ سُجَّدًا نَحْوَ هَذا (p-٤٨)الوادِي، فانْطَلَقُوا حَيْثُ وصَفَ لَهُمْ، فَلَمّا رَأتْهم مَرْيَمُ جَلَسَتْ وجَعَلَتْ تُرْضِعُ عِيسى، فَجاءُوا حَتّى وقَفُوا عَلَيْها ﴿قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا﴾ [مريم: ٢٧] قالَ: أمْرًا عَظِيمًا: ﴿فَأشارَتْ إلَيْهِ﴾ [مريم: ٢٩] أنْ كَلِّمُوهُ، فَعَجِبُوا مِنها: قالُوا: ﴿كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كانَ في المَهْدِ صَبِيًّا﴾ [مريم: ٢٩] والمَهْدُ حِجْرُها، فَلَمّا قالُوا ذَلِكَ تَرَكَ عِيسى ثَدْيَها واتَّكَأ عَلى يَسارِهِ ثُمَّ تَكَلَّمَ ﴿قالَ إنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الكِتابَ وجَعَلَنِي نَبِيًّا﴾ [مريم: ٣٠] ﴿وجَعَلَنِي مُبارَكًا أيْنَ ما كُنْتُ وأوْصانِي بِالصَّلاةِ والزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا﴾ [مريم: ٣١] ﴿وبَرًّا بِوالِدَتِي ولَمْ يَجْعَلْنِي جَبّارًا شَقِيًّا﴾ [مريم: ٣٢] ﴿والسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ ويَوْمَ أمُوتُ ويَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴾ [مريم: ٣٣] قالَ: واخْتَلَفَ النّاسُ فِيهِ.
{"ayah":"وَٱذۡكُرۡ فِی ٱلۡكِتَـٰبِ مَرۡیَمَ إِذِ ٱنتَبَذَتۡ مِنۡ أَهۡلِهَا مَكَانࣰا شَرۡقِیࣰّا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











