الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وإذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ﴾ الآيَةَ.
(p-٥٦٥)أخْرَجَ اِبْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وأبُو الشَّيْخِ في ”العَظَمَةِ“، والبَيْهَقِيُّ في ”شُعَبِ الإيمانِ“، عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ قالَ: إنَّ مِنَ المَلائِكَةِ قَبِيلَةً يُقالُ لَهُمُ: الجِنُّ. فَكانَ إبْلِيسُ مِنهُمْ، وكانَ يَسُوسُ ما بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، فَعَصى، فَسَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَمَسَخَهُ اللَّهُ شَيْطانًا رَجِيمًا.
وأخْرَجَ اِبْنُ جَرِيرٍ عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿إلا إبْلِيسَ كانَ مِنَ الجِنِّ﴾ . قالَ: كانَ خازِنَ الجِنانِ، فَسُمِّيَ بِالجَنّانِ.
وأخْرَجَ اِبْنُ المُنْذِرِ، وأبُو الشَّيْخِ في ”العَظَمَةِ“، عَنِ الضَّحّاكِ قالَ: اِخْتَلَفَ اِبْنُ عَبّاسٍ وابْنُ مَسْعُودٍ في إبْلِيسَ؛ فَقالَ أحَدُهُما: كانَ مِن سِبْطٍ مِنَ المَلائِكَةِ يُقالُ لَهُمُ: الجِنُّ.
وأخْرَجَ اِبْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ قالَ: إنَّ إبْلِيسَ كانَ مِن أشْرافِ المَلائِكَةِ وأكْرَمِهِمْ قَبِيلَةً، وكانَ خازِنًا عَلى الجِنانِ، وكانَ لَهُ سُلْطانُ السَّماءِ الدُّنْيا، وكانَ لَهُ مَجْمَعُ البَحْرَيْنِ - بَحْرِ الرُّومِ وفارِسَ؛ أحَدُهُما قِبَلَ المَشْرِقِ، [٢٧٠ظ] والآخِرُ قِبَلَ المَغْرِبِ - وسُلْطانُ الأرْضِ، وكانَ مِمّا سَوَّلَتْ لَهُ نَفْسُهُ مَعَ قَضاءِ اللَّهِ، أنَّهُ يَرى أنَّ لَهُ بِذَلِكَ عَظْمَةً وشَرَفًا عَلى أهْلِ السَّماءِ، فَوَقَعَ (p-٥٦٦)فِي نَفْسِهِ مِن ذَلِكَ كِبْرٌ، لَمْ يَعْلَمْ بِهِ أحَدٌ إلّا اللَّهُ، فَلَمّا كانَ عِنْدَ السُّجُودِ حِينَ أمَرَهُ اللَّهُ أنْ يَسْجُدَ لِآدَمَ، اِسْتَخْرَجَ اللَّهُ كِبْرَهُ عِنْدَ السُّجُودِ، فَلَعَنَهُ إلى يَوْمِ القِيامَةِ، و: ﴿كانَ مِنَ الجِنِّ﴾ . قالَ اِبْنُ عَبّاسٍ: إنَّما سُمِّيَ بِالجَنّانِ لِأنَّهُ كانَ خازِنًا عَلَيْها.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿إلا إبْلِيسَ كانَ مِنَ الجِنِّ﴾ . قالَ: كانَ مِن قَبِيلٍ مِنَ المَلائِكَةِ يُقالُ لَهُمُ: الجِنُّ. وكانَ اِبْنُ عَبّاسٍ يَقُولُ: لَوْ لَمْ يَكُنْ مِنَ المَلائِكَةِ، لَمْ يُؤْمَرْ بِالسُّجُودِ، وكانَ عَلى خِزانَةِ السَّماءِ الدُّنْيا.
وأخْرَجَ اِبْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ الأنْبارِيِّ في كِتابِ ”الأضْدادِ“ وأبُو الشَّيْخِ في ”العَظَمَةِ“ عَنِ الحَسَنِ قالَ: ما كانَ إبْلِيسُ مِنَ المَلائِكَةِ طَرْفَةَ عَيْنٍ، وإنَّهُ لَأصْلُ الجِنِّ، كَما أنَّ آدَمَ أصْلُ الإنْسِ.
وأخْرَجَ اِبْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ الحَسَنِ قالَ: قاتَلَ اللَّهُ أقْوامًا (p-٥٦٧)زَعَمُوا أنَّ إبْلِيسَ كانَ مِنَ المَلائِكَةِ، واللَّهُ يَقُولُ: ﴿كانَ مِنَ الجِنِّ﴾ .
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ في ”العَظَمَةِ“، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ في قَوْلِهِ: ﴿كانَ مِنَ الجِنِّ﴾ . قالَ: مِن خَزَنَةِ الجِنانِ.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ الأنْبارِيِّ في كِتابِ ”الأضْدادِ“، وأبُو الشَّيْخِ، مِن وجْهٍ آخَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ في قَوْلِهِ: ﴿كانَ مِنَ الجِنِّ﴾ . قالَ: هم حَيٌّ مِنَ المَلائِكَةِ لَمْ يَزالُوا يَصُوغُونَ حُلِيَّ أهْلِ الجَنَّةِ حَتّى تَقُومَ السّاعَةُ.
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في ”الشُّعَبِ“ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ في قَوْلِهِ: ﴿كانَ مِنَ الجِنِّ﴾ . قالَ: مِنَ الجَنّانِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ في الجَنَّةِ.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ في ”العَظَمَةِ“، عَنِ اِبْنِ شِهابٍ في قَوْلِهِ: ﴿إلا إبْلِيسَ كانَ مِنَ الجِنِّ﴾ . قالَ: إبْلِيسُ أبُو الجِنِّ، كَما أنَّ آدَمَ أبُو الإنْسِ، وآدَمُ مِنَ الإنْسِ وهو أبُوهُمْ، وإبْلِيسُ مِنَ الجِنِّ وهو أبُوهُمْ، وقَدْ تَبَيَّنَ لِلنّاسِ ذَلِكَ حِينَ قالَ اللَّهُ: ﴿أفَتَتَّخِذُونَهُ وذُرِّيَّتَهُ أوْلِياءَ مِن دُونِي﴾ .
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ قالَ: كانَ إبْلِيسُ رَئِيسًا مِنَ مَلائِكَةِ سَماءِ الدُّنْيا.
وأخْرَجَ اِبْنُ جَرِيرٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ قالَ: كانَتِ المَلائِكَةُ تُقاتِلُ الجِنَّ (p-٥٦٨)فَسُبِيَ إبْلِيسُ وكانَ صَغِيرًا، فَكانَ مَعَ المَلائِكَةِ فَتَعَبَّدَ مَعَها.
وأخْرَجَ اِبْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قالَ: كانَ إبْلِيسُ مِنَ الجِنِّ الَّذِينَ طَرَدَتْهُمُ المَلائِكَةُ، فَأسَرَهُ بَعْضُ المَلائِكَةِ، فَذَهَبَ بِهِ إلى السَّماءِ.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ في ”العَظَمَةِ“ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿إلا إبْلِيسَ كانَ مِنَ الجِنِّ﴾ . قالَ: أجَنَّ عَنْ طاعَةِ اللَّهِ.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قالَ: لَمّا لُعِنَ إبْلِيسُ تَغَيَّرَتْ صُورَتُهُ عَنْ صُورَةِ المَلائِكَةِ، فَجَزِعَ لِذَلِكَ، فَرَنَّ رَنَّةً، فَكُلُّ رَنَّةٍ في الدُّنْيا إلى يَوْمِ القِيامَةِ مِنها.
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ عَنْ نَوْفٍ قالَ: كانَ إبْلِيسُ رَئِيسَ سَماءِ الدُّنْيا.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَفَسَقَ عَنْ أمْرِ رَبِّهِ﴾ . قالَ: في السُّجُودِ لِآدَمَ.
وأخْرَجَ اِبْنُ المُنْذِرِ عَنِ الشَّعْبِيِّ، أنَّهُ سُئِلَ عَنْ إبْلِيسَ هَلْ لَهُ زَوْجَةٌ؟ فَقالَ: إنَّ ذَلِكَ لَعُرْسٌ ما سَمِعْتُ بِهِ.
(p-٥٦٩)وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي الدُّنْيا في ”مَكايِدِ الشَّيْطانِ“، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿أفَتَتَّخِذُونَهُ وذُرِّيَّتَهُ﴾ . قالَ: ولَدَ إبْلِيسُ خَمْسَةً؛ ثَبْرَ والأعْوَرَ وزَلَنْبُورَ ومِسْوَطَ وداسِمَ، فَمِسْوَطُ صاحِبُ الصَّخَبِ، والأعْوَرُ وداسِمُ لا أدْرِي ما يَعْمَلانِ، والثَّبْرُ صاحِبُ المَصائِبِ، وزَلَنْبُورُ الَّذِي يُفَرِّقُ بَيْنَ النّاسِ، ويُبَصِّرُ الرَّجُلَ عُيُوبَ أهْلِهِ.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي الدُّنْيا، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿أفَتَتَّخِذُونَهُ وذُرِّيَّتَهُ﴾ . قالَ: باضَ إبْلِيسُ خَمْسَ بَيْضاتٍ؛ زَلَنْبُورَ وداسِمَ وثَبْرَ ومِسْوَطَ والأعْوَرَ؛ فَأمّا الأعْوَرُ، فَصاحِبُ الزِّنى، وأمّا ثَبْرُ فَصاحِبُ المَصائِبِ، وأمّا مِسْوَطُ فَصاحِبُ أخْبارِ الكَذِبِ يُلْقِيها عَلى أفْواهِ النّاسِ ولا يَجِدُونَ لَها أصْلًا، وأما داسِمُ فَصاحِبُ البُيُوتِ، إذا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ ولَمْ يُسَلِّمْ دَخَلَ مَعَهُ، وإذا أكَلَ ولَمْ يُسَمِّ أكَلَ مَعَهُ، ويُرِيهِ مِن مَتاعِ البَيْتِ ما لا يُحْصى مَوْضِعُهُ وأمّا زَلَنْبُورُ فَصاحِبُ الأسْواقِ، ويَضَعُ رايَتَهُ في كُلِّ سُوقٍ بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ.
(p-٥٧٠)وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿أفَتَتَّخِذُونَهُ وذُرِّيَّتَهُ﴾ . قالَ: هم أوْلادُهُ، يَتَوالَدُونَ كَما يَتَوالَدُ بَنُو آدَمَ، وهم أكْثَرُ عَدَدًا.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ سُفْيانَ قالَ: باضَ إبْلِيسُ خَمْسَ بَيْضاتٍ، فَذُرِّيَّتُهُ مِن ذَلِكَ. قالَ: وبَلَغَنِي أنَّهُ يَجْتَمِعُ عَلى مُؤْمِنٍ واحِدٍ أكْثَرُ مِن رَبِيعَةَ ومُضَرَ.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿بِئْسَ لِلظّالِمِينَ بَدَلا﴾ . قالَ بِئْسَما اِسْتَبْدَلُوا بِعِبادَةِ رَبِّهِمْ إذْ أطاعُوا إبْلِيسَ.
{"ayah":"وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦۤۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُۥ وَذُرِّیَّتَهُۥۤ أَوۡلِیَاۤءَ مِن دُونِی وَهُمۡ لَكُمۡ عَدُوُّۢۚ بِئۡسَ لِلظَّـٰلِمِینَ بَدَلࣰا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق