قَوْلُهُ تَعالى: ﴿المالُ والبَنُونَ زِينَةُ الحَياةِ الدُّنْيا﴾
أخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ، والخَطِيبُ، عَنْ سُفْيانَ الثَّوْرِيِّ قالَ: كانَ يُقالُ: إنَّما سُمِّيَ المالَ لِأنَّهُ يَمِيلُ بِالنّاسِ، وإنَّما سُمِّيَتِ الدُّنْيا لِأنَّها دَنَتْ.
(p-٥٥٢)وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ عِياضِ بْنِ عُقْبَةَ، أنَّهُ ماتَ لَهُ اِبْنٌ يُقالُ لَهُ: يَحْيى. فَلَمّا نَزَلَ في قَبْرِهِ قالَ رَجُلٌ: واللَّهِ إنْ كانَ لَسَيِّدَ الجَيْشِ، فاحْتَسِبْهُ. فَقالَ: وما يَمْنَعُنِي أنْ أحْتَسِبَهُ؟ وكانَ أمْسِ مِن زِينَةِ الدُّنْيا، وهو اليَوْمَ مِنَ الباقِياتِ الصّالِحاتِ.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ قالَ: المالُ والبَنُونَ حَرْثُ الدُّنْيا، والعَمَلُ الصّالِحُ حَرْثُ الآخِرَةِ، وقَدْ جَمَعَهُما اللَّهُ لِأقْوامٍ.
* * *
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿والباقِياتُ الصّالِحاتُ خَيْرٌ﴾ الآيَةَ.
أخْرَجَ اِبْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿والباقِياتُ الصّالِحاتُ﴾ . قالَ سُبْحانَ اللَّهِ، والحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وأحْمَدُ، وأبُو يَعْلى، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ حِبّانَ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «”اِسْتَكْثِرُوا مِنَ الباقِياتِ الصّالِحاتِ“ . قِيلَ: وما هُنَّ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قالَ: ”التَّكْبِيرُ، والتَّهْلِيلُ، والتَّسْبِيحُ، والتَّحْمِيدُ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللَّهِ“» .
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وأحْمَدُ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنِ النُّعْمانِ بْنِ بَشِيرٍ، أنَّ (p-٥٥٣)/رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «”ألا وإنَّ: سُبْحانَ اللَّهِ، والحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ، هُنَّ الباقِياتُ الصّالِحاتُ“» .
وأخْرَجَ النَّسائِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والطَّبَرانِيُّ في ”الصَّغِيرِ“، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”خُذُوا جُنَّتَكُمْ“ . قِيلَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أمِن عَدُوٍّ [٢٧٠و] قَدْ حَضَرَ؟ قالَ: ”لا، بَلْ جُنَّتَكم مِنَ النّارِ؛ قَوْلُ: سُبْحانَ اللَّهِ، والحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ، فَإنَّهُنَّ يَأْتِينَ يَوْمَ القِيامَةِ مُقَدِّماتٍ ومُعَقِّباتٍ ومُجَنِّباتٍ، وهُنَّ الباقِياتُ الصّالِحاتُ“» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، وابْنُ شاهِينٍ في ”التَّرْغِيبِ في الذِّكْرِ“، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ أبِي الدَّرْداءِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”سُبْحانَ اللَّهِ، والحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلّا (p-٥٥٤)بِاللَّهِ، هُنَّ الباقِياتُ الصّالِحاتُ، وهُنَّ يَحْطُطْنَ الخَطايا كَما تَحُطُّ الشَّجَرَةُ ورَقَها، وهُنَّ مِن كُنُوزِ الجَنَّةِ“» .
وأخْرَجَ اِبْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ قالَ: «مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِشَجَرَةٍ يابِسَةٍ، فَتَناوَلَ عُودًا مِن أعْوادِها، فَتَناثَرَ كُلُّ ورَقَةٍ عَلَيْها، فَقالَ: ”والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إنَّ قائِلًا يَقُولُ: سُبْحانَ اللَّهِ، والحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ. لَتَتَناثَرُ الذُّنُوبُ عَنْ قائِلِها، كَما يَتَناثَرُ الوَرَقُ عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، قَوْلُ اللَّهِ في كِتابِهِ، هُنَّ الباقِياتُ الصّالِحاتُ“» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ عَنْ أنَسٍ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «”إنَّ سُبْحانَ اللَّهِ، والحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ، تَنْفُضُ الخَطايا كَما تَنْفُضُ الشَّجَرَةُ ورَقَها“» .
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي شَيْبَةَ، ومُسْلِمٌ، والنَّسائِيُّ، والبَيْهَقِيُّ في ”الأسْماءِ والصِّفاتِ“، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «”ما مِنَ الكَلامِ شَيْءٌ (p-٥٥٥)أحَبُّ إلى اللَّهِ مِنَ: الحَمْدُ لِلَّهِ، وسُبْحانَ اللَّهِ، ولا إلَهَ إلّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ“ . هُنَّ أرْبَعٌ، فَلا تُكْثِرْ عَلَيَّ، لا يَضُرُّكَ بِأيِّهِنَّ بَدَأْتَ» .
وأخْرَجَ اِبْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”إنْ عَجَزْتُمْ عَنِ اللَّيْلِ أنْ تُكابِدُوهُ، والعَدُوِّ أنْ تُجاهِدُوهُ، فَلا تَعْجِزُوا عَنْ قَوْلِ: سُبْحانَ اللَّهِ، والحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ، فَإنَّهُنَّ الباقِياتُ الصّالِحاتُ» .
وأخْرَجَ اِبْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ أنَسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «“خُذُوا جُنَّتَكم مِنَ النّارِ؛ قُولُوا: سُبْحانَ اللَّهِ، والحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللَّهِ. فَإنَّهُنَّ المُقَدِّماتُ، وهُنَّ المُؤَخِّراتُ، وهُنَّ المُنَجِّياتُ، وهُنَّ الباقِياتُ الصّالِحاتُ”» .
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ عائِشَةَ، أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ ذاتَ يَوْمٍ لِأصْحابِهِ: «“خُذُوا جُنَّتَكُمْ”. مَرَّتَيْنِ، أوْ ثَلاثًا، قالُوا: مِن عَدُوٍّ حَضَرَ؟ قالَ:“بَلْ مِنَ النّارِ؛ قُولُوا سُبْحانَ اللَّهِ، والحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلّا اللَّهُ، (p-٥٥٦)واللَّهُ أكْبَرُ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللَّهِ. فَإنَّهُنَّ يَجِئْنَ يَوْمَ القِيامَةِ مُقَدِّماتٍ، ومُنْجِياتٍ، ومُعَقِّباتٍ، وهُنَّ الباقِياتُ الصّالِحاتُ» .
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ عَلِيٍّ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «”الباقِياتُ الصّالِحاتُ مَن قالَ: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ، وسُبْحانَ اللَّهِ، والحَمْدُ لِلَّهِ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللَّهِ“» .
وأخْرَجَ اِبْنُ مَرْدُويَهْ، مِن طَرِيقِ الضَّحّاكِ، عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”إنْ تَضَبَّطَكُمُ اللَّيْلُ فَلَمْ تَقُومُوهُ، وعَجَزْتُمْ عَنِ النَّهارِ فَلَمْ تَصُومُوهُ، وبَخِلْتُمْ بِالمالِ فَلَمْ تُعْطُوهُ، وجَبُنْتُمْ عَنِ العَدُوِّ فَلَمْ تُقاتِلُوهُ، فَأكْثِرُوا مِن: سُبْحانَ اللَّهِ، والحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ. فَإنَّهُنَّ الباقِياتُ الصّالِحاتُ“» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ «عَنْ سَعْدِ بْنِ جُنادَةَ قالَ: أتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فَأسْلَمْتُ (p-٥٥٧)وعَلَّمَنِي: ﴿إذا زُلْزِلَتِ الأرْضُ﴾ [الزلزلة: ١]، و﴿قُلْ يا أيُّها الكافِرُونَ﴾ [الكافرون: ١] و﴿قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ﴾ [الإخلاص: ١] . وعَلَّمَنِي هَؤُلاءِ الكَلِماتِ: سُبْحانَ اللَّهِ، والحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ، وقالَ: ”هُنَّ الباقِياتُ الصّالِحاتُ“» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ عُثْمانَ بْنِ عَفّانَ، أنَّهُ سُئِلَ: ما الباقِياتُ الصّالِحاتُ؟ قالَ: هُنَّ: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، وسُبْحانَ اللَّهِ، والحَمْدُ لِلَّهِ، واللَّهُ أكْبَرُ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللَّهِ.
وأخْرَجَ البُخارِيُّ في ”تارِيخِهِ“، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ اِبْنِ عُمَرَ، أنَّهُ سُئِلَ عَنِ الباقِياتِ الصّالِحاتِ، قالَ: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ، وسُبْحانَ اللَّهِ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللَّهِ.
وأخْرَجَ اِبْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ: ﴿والباقِياتُ الصّالِحاتُ﴾ . قالَ: هي ذِكْرُ اللَّهِ؛ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ، وسُبْحانَ اللَّهِ، والحَمْدُ لِلَّهِ، وتَبارَكَ اللَّهُ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللَّهِ، وأسْتَغْفِرُ اللَّهَ، وصَلّى اللَّهُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ، والصَّلاةُ، والصِّيامُ، والحَجُّ، والصَّدَقَةُ، (p-٥٥٨)والعِتْقُ، والجِهادُ، والصِّلَةُ، وجَمِيعُ أعْمالِ الحَسَناتِ، وهُنَّ الباقِياتُ الصّالِحاتُ الَّتِي تَبْقى لِأهْلِها في الجَنَّةِ.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأحْمَدُ في ”الزُّهْدِ“، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ قالَ: كُنّا عِنْدَ سَعْدِ بْنِ أبِي وقّاصٍ، فَسَكَتَ سَكْتَةً فَقالَ: لَقَدْ قُلْتُ في سَكْتَتِي هَذِهِ خَيْرًا مِمّا سَقى النِّيلُ والفُراتُ. قِيلَ لَهُ: وما قُلْتَ؟ قالَ: قُلْتُ: سُبْحانَ اللَّهِ، والحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ: ﴿والباقِياتُ الصّالِحاتُ﴾ . قالَ: الكَلامُ الطَّيِّبُ.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنِ النُّعْمانِ بْنِ بَشِيرٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”الَّذِينَ يَذْكُرُونَ مِن جَلالِ اللَّهِ؛ مِن تَسْبِيحِهِ وتَحْمِيدِهِ وتَكْبِيرِهِ وتَهْلِيلِهِ، يَتَعاطَفْنَ حَوْلَ العَرْشِ، لَهُنَّ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، يُذْكَرْنَ بِصاحِبِهِنَّ، أوَلا يُحِبُّ أحَدُكم ألّا يَزالَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ شَيْءٌ يُذْكَرُ بِهِ؟“» .
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبِي أوْفى قالَ: «أتى رَجُلٌ النَّبِيَّ ﷺ، (p-٥٥٩)فَذَكَرَ أنَّهُ لا يَسْتَطِيعُ أنْ يَأْخُذَ مِنَ القُرْآنِ، وسَألَهُ شَيْئًا يُجْزِئُ مِنَ القُرْآنِ، فَقالَ لَهُ: ”قُلْ: سُبْحانَ اللَّهِ، والحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللَّهِ“» .
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ مُوسى بْنِ طَلْحَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”كَلِماتٌ إذا قالَهُنَّ العَبْدُ وضَعَهُنَّ مَلَكٌ في جَناحِهِ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِنَّ، فَلا يَمُرُّ عَلى مَلَأٍ مِنَ المَلائِكَةِ إلّا صَلَّوْا عَلَيْهِنَّ، وعَلى قائِلِهِنَّ، حَتّى يُوضَعْنَ بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللَّهِ، والحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللَّهِ، وسُبْحانَ اللَّهِ بَراءَةٌ عَنِ السُّوءِ“» .
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ قالَ: رَأى رَجُلٌ في المَنامِ أنَّ مُنادِيًا يُنادِي في السَّماءِ: أيُّها النّاسُ، خُذُوا سِلاحَ فَزَعِكم. فَعَمَدَ النّاسُ فَأخَذُوا السِّلاحَ، حَتّى إنَّ الرَّجُلَ لَيَجِيءُ وما مَعَهُ عَصًا، فَنادى مُنادٍ مِنَ السَّماءِ: لَيْسَ هَذا سِلاحَ فَزَعِكم. فَقالَ رَجُلٌ مِنَ الأرْضِ: ما سِلاحُ فَزَعِنا؟ فَقالَ: (p-٥٦٠)سُبْحانَ اللَّهِ، والحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”لَأنْ أقُولَ: سُبْحانَ اللَّهِ، والحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ. أحَبُّ إلَيَّ مِمّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ“» .
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قالَ: لَأنْ أقُولَ: سُبْحانَ اللَّهِ، والحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ. أحَبُّ إلَيَّ مِن أنْ أتَصَدَّقَ بِعَدَدِها دَنانِيرَ.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: لَأنْ أقُولَ: سُبْحانَ اللَّهِ، والحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ. أحَبُّ إلَيَّ مِن أنْ أحْمِلَ عَلى عِدَّتِها مِن خَيْلٍ بِأرْسانِها.
وأخْرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أحْمَدَ في زَوائِدِ ”الزُّهْدِ“ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: مَن قالَ مِن قِبَلِ نَفْسِهِ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ. كَتَبَ اللَّهُ لَهُ ثَلاثِينَ حَسَنَةً، ومَحا (p-٥٦١)عَنْهُ ثَلاثِينَ سَيِّئَةً، ومَن قالَ: اللَّهُ أكْبَرُ. كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِها عِشْرِينَ حَسَنَةً، ومَحا عَنْهُ بِها عِشْرِينَ سَيِّئَةً، ومَن قالَ: سُبْحانَ اللَّهِ. كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِها عِشْرِينَ حَسَنَةً، ومَحا عَنْهُ بِها عِشْرِينَ سَيِّئَةً، ومَن قالَ: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ. كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِها عِشْرِينَ حَسَنَةً، ومَحا عَنْهُ بِها عِشْرِينَ سَيِّئَةً.
وأخْرَجَ اِبْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ، أنَّهُ قالَ في قَوْلِهِ: ﴿والباقِياتُ الصّالِحاتُ﴾، و: ﴿الحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ﴾ [هود: ١١٤]: الصَّلَواتُ الخَمْسُ.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿والباقِياتُ الصّالِحاتُ﴾ . قالَ: كُلُّ شَيْءٍ مِن طاعَةِ اللَّهِ فَهو مِنَ الباقِياتِ الصّالِحاتِ.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ قَتادَةَ، أنَّهُ سُئِلَ عَنِ الباقِياتِ الصّالِحاتِ، فَقالَ: كُلُّ ما أُرِيدَ بِهِ وجْهُ اللَّهِ.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ في قَوْلِهِ: ﴿خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوابًا﴾ . قالَ: خَيْرٌ جَزاءً مِن جَزاءِ المُشْرِكِينَ.
(p-٥٦٢)وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿وخَيْرٌ أمَلا﴾ . قالَ: إنَّ لِكُلِّ عامِلٍ أمَلًا يُؤَمِّلُهُ، وإنَّ المُؤْمِنَ مِن خَيْرِ النّاسِ أمَلًا.
{"ayah":"ٱلۡمَالُ وَٱلۡبَنُونَ زِینَةُ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۖ وَٱلۡبَـٰقِیَـٰتُ ٱلصَّـٰلِحَـٰتُ خَیۡرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابࣰا وَخَیۡرٌ أَمَلࣰا"}