الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿يُحَلَّوْنَ فِيها مِن أساوِرَ مِن ذَهَبٍ﴾
أخْرَجَ اِبْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «”لَوْ أنَّ رَجُلًا مِن أهْلِ الجَنَّةِ اِطَّلَعَ فَبَدَتْ أساوِرُهُ، لَطَمَسَ ضَوْءُهُ ضَوْءَ الشَّمْسِ كَما يُطْمَسُ ضَوْءُ النُّجُومِ“» .
(p-٥٣٤)وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ في ”الأوْسَطِ“، والبَيْهَقِيُّ في ”البَعْثِ“، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «”لَوْ أنَّ أدْنى أهْلِ الجَنَّةِ حِلْيَةً عُدِلَتْ حِلْيَتُهُ بِحِلْيَةِ أهْلِ الدُّنْيا جَمِيعًا، لَكانَ ما يُحَلِّيهِ اللَّهُ بِهِ في الآخِرَةِ أفْضَلَ مِن حِلْيَةِ أهْلِ الدُّنْيا جَمِيعًا“» .
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ في ”العَظَمَةِ“، عَنْ كَعْبِ الأحْبارِ قالَ: إنَّ لِلَّهِ مَلَكًا - وفي لَفْظٍ -: في الجَنَّةِ مَلَكٌ - لَوْ شِئْتُ أنْ أُسَمِّيَهُ لَسَمَّيْتُهُ، يَصُوغُ حُلِيَّ أهْلِ الجَنَّةِ مِن يَوْمِ خُلِقَ إلى أنْ تَقُومَ السّاعَةُ، ولَوْ أنَّ حُلِيًّا مِنها أُخْرِجَ لَرَدَّ شُعاعَ الشَّمْسِ، وإنَّ لِأهْلِ الجَنَّةِ أكالِيلَ مِن دُرٍّ، لَوْ أنَّ إكْلِيلًا مِنها دُلِّيَ مِنَ السَّماءِ الدُّنْيا لَذَهَبَ بِضَوْءِ الشَّمْسِ، كَما تَذْهَبُ الشَّمْسُ بِضَوْءِ القَمَرِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ قالَ: إنَّ أهْلَ الجَنَّةِ يُحَلَّوْنَ أسْوِرَةً مِن ذَهَبٍ ولُؤْلُؤٍ وفِضَّةٍ، هي أخَفُّ عَلَيْهِمْ مِن كُلِّ شَيْءٍ، إنَّما هي نُورٌ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿أساوِرَ مِن ذَهَبٍ﴾ . قالَ: الأساوِرُ المَسَكُ.
(p-٥٣٥)وأخْرَجَ البُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «”تَبْلُغُ الحِلْيَةُ مِنَ المُؤْمِنِ حَيْثُ يَبْلُغُ الوُضُوءُ“» .
وأخْرَجَ النَّسائِيُّ، والحاكِمُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عامِرٍ، «أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كانَ يَمْنَعُ أهْلَهُ الحِلْيَةَ والحَرِيرَ، ويَقُولُ: ”إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ حِلْيَةَ الجَنَّةِ وحَرِيرَها فَلا تَلْبَسُوهُما في الدُّنْيا“» .
* * *
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ويَلْبَسُونَ ثِيابًا خُضْرًا مِن سُنْدُسٍ وإسْتَبْرَقٍ﴾
أخْرَجَ الطَّيالِسِيُّ، والبُخارِيُّ في ”تارِيخِهِ“ والنَّسائِيُّ والبَزّارُ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ في ”البَعْثِ“، عَنِ اِبْنِ عَمْرٍو قالَ: «قالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أخْبِرْنا عَنْ ثِيابِ أهْلِ الجَنَّةِ، أخَلْقٌ تُخْلَقُ أمْ نَسْجٌ تُنْسَجُ؟ قالَ: ”بَلْ تَشَقَّقُ عَنْها ثَمَرُ الجَنَّةِ“» .
(p-٥٣٦)وأخْرَجَ اِبْنُ مَرْدُويَهْ مِن حَدِيثِ جابِرٍ، نَحْوَهُ.
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عَنْ أبِي الخَيْرِ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: في الجَنَّةِ شَجَرَةٌ تُنْبِتُ السُّنْدُسَ، مِنهُ يَكُونُ ثِيابُ أهْلِ الجَنَّةِ.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ الضَّحّاكِ قالَ: الإسْتَبْرَقُ الدِّيباجُ الغَلِيظُ، وهو بِلُغَةِ العَجَمِ إسْتَبْرَهْ.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قالَ: الإسْتَبْرَقُ الدِّيباجُ الغَلِيظُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتادَةَ قالَ: الإسْتَبْرَقُ الغَلِيظُ مِنَ الدِّيباجِ.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سابِطٍ قالَ: يَبْعَثُ اللَّهُ إلى العَبْدِ مِن أهْلِ الجَنَّةِ بِالكُسْوَةِ فَتُعْجِبُهُ، فَيَقُولُ: لَقَدْ رَأيْتُ الجِنانَ فَما رَأيْتُ مِثْلَ هَذِهِ الكُسْوَةِ قَطُّ! فَيَقُولُ الرَّسُولُ الَّذِي جاءَ بِالكُسْوَةِ: إنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُ أنْ يُهَيَّأ لِهَذا العَبْدِ مِثْلُ هَذِهِ الكُسْوَةِ ما شاءَ.
(p-٥٣٧)وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ كَعْبٍ قالَ: لَوْ أنَّ ثَوْبًا مِن ثِيابِ أهْلِ الجَنَّةِ نُشِرَ اليَوْمَ في الدُّنْيا، لَصَعِقَ مَن يَنْظُرُ إلَيْهِ، وما حَمَلَتْهُ أبْصارُهم.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عامِرٍ قالَ: إنَّ الرَّجُلَ مِن أهْلِ الجَنَّةِ يَلْبَسُ الحُلَّةَ مِن حُلَلِ الجَنَّةِ، فَيَضَعُها بَيْنَ إصْبَعَيْهِ، فَما يُرى مِنها شَيْءٌ، وإنَّهُ يَلْبَسُها فَيَتَعَفَّرُ حَتّى تُغَطِّيَ قَدَمَيْهِ، يُكْسى في السّاعَةِ الواحِدَةِ سَبْعِينَ ثَوْبًا، إنَّ أدْناها مِثْلُ شَقِيقِ النُّعْمانِ، وإنَّهُ يَلْبَسُ سَبْعِينَ ثَوْبًا يَكادُ أنْ يَتَوارى، وما يَسْتَطِيعُ أحَدٌ في الدُّنْيا أنْ يَلْبَسَ سَبْعَةَ أثْوابٍ؛ ما يَسَعُهُ عُنُقُهُ.
وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ عَنْ أبِي رافِعٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”مَن كَفَّنَ مَيِّتًا، كَساهُ اللَّهُ مِن سُنْدُسِ وإسْتَبْرَقِ الجَنَّةِ“» .
* * *
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿مُتَّكِئِينَ فِيها عَلى الأرائِكِ﴾
أخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ الهَيْثَمِ بْنِ مالِكٍ الطّائِيِّ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: (p-٥٣٨)«”إنَّ الرَّجُلَ لَيَتَّكِئُ المُتَّكَأ مِقْدارَ أرْبَعِينَ سَنَةً ما يَتَحَوَّلُ عَنْهُ ولا يَمَلُّهُ، يَأْتِيهِ ما اِشْتَهَتْ نَفْسُهُ ولَذَّتْ عَيْنُهُ“» .
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ ثابِتٍ قالَ: بَلَغَنا أنَّ الرَّجُلَ يَتَّكِئُ في الجَنَّةِ سَبْعِينَ سَنَةً، عِنْدَهُ مِن أزْواجِهِ، وخَدَمِهِ، وما أعْطاهُ اللَّهُ مِنَ الكَرامَةِ والنَّعِيمِ، فَإذا حانَتْ مِنهُ نَظْرَةٌ، فَإذا أزْواجٌ لَهُ لَمْ يَكُنْ يَراهُنَّ قَبْلَ ذَلِكَ، فَيَقُلْنَ: قَدْ آنَ لَكَ أنْ تَجْعَلَ لَنا مِنكَ نَصِيبًا.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ قالَ: الأرائِكُ السُّرُرُ في جَوْفِ الحِجالِ، عَلَيْها الفُرُشُ مَنضُودٌ في السَّماءِ، فَرْسَخٌ.
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في ”البَعْثِ“ عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ قالَ: لا تَكُونُ أرِيكَةٌ حَتّى يَكُونَ السَّرِيرُ في الحَجَلَةِ، فَإنْ كانَ سَرِيرٌ بِغَيْرِ حَجَلَةٍ لَمْ يَكُنْ أرِيكَةً، وإنْ كانَتْ حَجَلَةٌ بِغَيْرِ سَرِيرٍ لَمْ يَكُنْ أرِيكَةً، فَإذا اِجْتَمَعَتا كانَتْ أرِيكَةً.
(p-٥٣٩)وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي شَيْبَةَ، وهَنّادٌ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿عَلى الأرائِكِ﴾ . قالَ: السُّرُرُ عَلَيْها الحِجالُ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، والبَيْهَقِيُّ، عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: الأرائِكُ مِن لُؤْلُؤٍ وياقُوتٍ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ الأنْبارِيِّ في ”الوَقْفِ والِابْتِداءِ“، عَنِ الحَسَنِ قالَ: لَمْ نَكُنْ نَدْرِي ما الأرائِكُ حَتّى لَقِينا رَجُلًا مِن أهْلِ اليَمَنِ، فَأخْبَرَنا أنَّ الأرِيكَةَ عِنْدَهُمُ الحَجَلَةُ إذا كانَ فِيها سَرِيرٌ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أبِي رَجاءٍ قالَ: سُئِلَ الحَسَنُ عَنِ الأرائِكِ فَقالَ: هي الحِجالُ؛ أهْلُ اليَمَنِ يَقُولُونَ: أرِيكَةُ فُلانٍ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ أنَّهُ سُئِلَ عَنِ الأرائِكِ فَقالَ: هي الحِجالُ عَلى السُّرُرِ.
وأخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتادَةَ قالَ: الأرائِكُ الحِجالُ فِيها السُّرُرُ.
{"ayah":"أُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمۡ جَنَّـٰتُ عَدۡنࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَـٰرُ یُحَلَّوۡنَ فِیهَا مِنۡ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبࣲ وَیَلۡبَسُونَ ثِیَابًا خُضۡرࣰا مِّن سُندُسࣲ وَإِسۡتَبۡرَقࣲ مُّتَّكِـِٔینَ فِیهَا عَلَى ٱلۡأَرَاۤىِٕكِۚ نِعۡمَ ٱلثَّوَابُ وَحَسُنَتۡ مُرۡتَفَقࣰا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











