الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وآتِ ذا القُرْبى حَقَّهُ﴾ الآياتِ.
أخْرَجَ البُخارِيُّ في ”تارِيخِهِ“، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿وآتِ ذا القُرْبى حَقَّهُ﴾ قالَ: أمَرَهُ بِأحَقِّ الحُقُوقِ، وعَلَّمَهُ كَيْفَ يَصْنَعُ إذا كانَ عِنْدَهُ، وكَيْفَ يَصْنَعُ إذا لَمْ يَكُنْ، فَقالَ: ﴿وإمّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِن رَبِّكَ﴾ . قالَ: إذا سَألُوكَ ولَيْسَ عِنْدَكَ شَيْءٌ اِنْتَظَرْتَ رِزْقًا مِنَ اللَّهِ، ﴿فَقُلْ لَهم قَوْلا مَيْسُورًا﴾: يَكُونُ إنْ شاءَ اللَّهُ. ”يَكُونُ“ شِبْهُ العِدَةِ. قالَ سُفْيانُ: العِدَةُ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ دَيْنٌ.
وأخْرَجَ اِبْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿وآتِ ذا القُرْبى حَقَّهُ﴾ الآيَةَ. قالَ: هو أنْ تَصِلَ ذا القَرابَةِ، وتُطْعِمَ المِسْكِينَ، وتُحْسِنَ إلى اِبْنِ السَّبِيلِ.
وأخْرَجَ اِبْنُ جَرِيرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ، أنَّهُ قالَ لِرَجُلٍ مِن أهْلِ الشّامِ: أقَرَأْتَ القُرْآنَ؟ قالَ: نَعَمْ. قالَ: أفَما قَرَأْتَ في ”بَنِي إسْرائِيلَ“: ﴿وآتِ ذا القُرْبى حَقَّهُ﴾ ؟ قالَ: وإنَّكم لَلْقُرابَةُ الَّذِي أمَرَ اللَّهُ أنْ يُؤْتى حَقَّهُ؟ قالَ: نَعَمْ.
(p-٣١٧)وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ السُّدِّيِّ في الآيَةِ قالَ: «كانَ ناسٌ مِن بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ يَأْتُونَ النَّبِيَّ ﷺ يَسْألُونَهُ، فَإذا صادَفُوا عِنْدَهُ شَيْئًا أعْطاهُمْ، وإنْ لَمْ يُصادِفُوا عِنْدَهُ شَيْئًا سَكَتَ، ولَمْ يَقُلْ لَهم: نَعَمْ. ولا: لا. والقُرْبى قُرْبى بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ» .
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ الحَسَنِ في قَوْلِهِ: ﴿وآتِ ذا القُرْبى حَقَّهُ والمِسْكِينَ وابْنَ السَّبِيلِ﴾ . قالَ: هو أنْ تُوَفِّيَهِمْ حَقَّهم إنْ كانَ يَسِيرًا، وإنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَكَ فَقُلْ لَهم قَوْلًا مَيْسُورًا، وقُلْ لَهُمُ الخَيْرَ.
وأخْرَجَ البُخارِيُّ في ”الأدَبِ المُفْرَدِ“، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿وآتِ ذا القُرْبى حَقَّهُ﴾ الآيَةَ. قالَ: بَدَأ فَأمَرَهُ بِأوْجَبِ الحُقُوقِ، ودَلَّهُ عَلى أفْضَلِ الأعْمالِ إذا كانَ عِنْدَهُ شَيْءٌ، فَقالَ: ﴿وآتِ ذا القُرْبى حَقَّهُ والمِسْكِينَ وابْنَ السَّبِيلِ﴾ . وعَلَّمَهُ إذا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ شَيْءٌ كَيْفَ يَقُولُ فَقالَ: ﴿وإمّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِن رَبِّكَ تَرْجُوها فَقُلْ لَهم قَوْلا مَيْسُورًا﴾: عِدَةً حَسَنَةً، كَأنَّهُ قَدْ كانَ، ولَعَلَّهُ أنْ يَكُونَ إنْ شاءَ اللَّهُ، ﴿ولا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ﴾ [الإسراء: ٢٩]: لا تُعْطِي شَيْئًا، ﴿ولا تَبْسُطْها كُلَّ البَسْطِ﴾ [الإسراء: ٢٩]: تُعْطِي ما عِنْدَكَ، ﴿فَتَقْعُدَ مَلُومًا﴾ [الإسراء: ٢٩] يَلُومُكَ مَن يَأْتِيكَ بَعْدُ ولا يَجِدُ عِنْدَكَ شَيْئًا، ﴿مَحْسُورًا﴾ [الإسراء: ٢٩] . قالَ: قَدْ حَسَرَكَ مَن قَدْ [٢٥٨ظ] أعْطَيْتَهُ.
وأخْرَجَ البُخارِيُّ في ”الأدَبِ“ عَنْ كُلَيْبِ بْنِ مَنفَعَةَ قالَ: «قالَ جَدِّي: يا رَسُولَ اللَّهِ، مَن أبَرُّ؟ قالَ: ”أُمَّكَ وأباكَ، وأُخْتَكَ وأخاكَ، ومَوْلاكَ الَّذِي يَلِي (p-٣١٨)ذاكَ؛ حَقٌّ واجِبٌ ورَحِمٌ مَوْصُولَةٌ“» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والبُخارِيُّ في ”الأدَبِ“، وابْنُ ماجَهْ، والحاكِمُ، والطَّبَرانِيُّ، والبَيْهَقِيُّ في ”شُعَبِ الإيمانِ“، عَنِ المِقْدامِ بْنِ مَعْدِيكَرِبَ، أنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «”إنَّ اللَّهَ يُوصِيكم بِأُمَّهاتِكُمْ، ثُمَّ يُوصِيكم بِأُمَّهاتِكُمْ، ثُمَّ يُوصِيكم بِآبائِكُمْ، ثُمَّ يُوصِيكم بِالأقْرَبِ فالأقْرَبِ“» .
وأخْرَجَ البُخارِيُّ في ”الأدَبِ“ عَنِ اِبْنِ عُمَرَ قالَ: ما أنْفَقَ الرَّجُلُ نَفَقَةً عَلى نَفْسِهِ وأهْلِهِ يَحْتَسِبُها، إلّا آجَرَهُ اللَّهُ فِيها، وابْدَأْ بِمَن تَعُولُ، فَإنْ كانَ فَضْلٌ فالأقْرَبَ الأقْرَبَ، وإنْ كانَ فَضْلٌ فَناوِلْ.
وأخْرَجَ البُخارِيُّ في ”الأدَبِ“، والبَيْهَقِيُّ في ”شُعَبِ الإيمانِ“ واللَّفْظُ لَهُ، عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”اِحْفَظُوا أنْسابَكم تَصِلُوا أرْحامَكُمْ، فَإنَّهُ لا بُعْدَ لِلرَّحِمِ إذا قَرُبَتْ وإنْ كانَتْ بَعِيدَةً، ولا قُرْبَ لَها إذا بَعُدَتْ وإنْ كانَتْ قَرِيبَةً، وكُلُّ رَحِمٍ آتِيَةٌ يَوْمَ القِيامَةِ أمامَ صاحِبِها تَشْهَدُ لَهُ بِصِلَةٍ إنْ كانَ وصَلَها، وعَلَيْهِ بِقَطِيعَةٍ إنْ كانَ قَطَعَها“» .
(p-٣١٩)وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في ”شُعَبِ الإيمانِ“ عَنِ اِبْنِ مَسْعُودٍ، «أنَّ أعْرابِيًّا قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إنِّي رَجُلٌ مُوسِرٌ، وإنَّ لِي أُمًّا وأبًا، وأُخْتًا وأخًا، وعَمًّا وعَمَّةً، وخالًا وخالَةً، فَأيُّهم أوْلى بِصِلَتِي؟ فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ”أُمَّكَ وأباكَ، وأُخْتَكَ وأخاكَ، وأدْناكَ أدْناكَ“» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والحاكِمُ، والبَيْهَقِيُّ، «عَنْ أبِي رِمْثَةَ التَّيْمِيِّ؛ تَيْمِ الرَّبابِ، قالَ: أتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ وهو يَخْطُبُ ويَقُولُ: ”يَدُ المُعْطِي العُلْيا؛ أُمَّكَ وأباكَ، وأُخْتَكَ وأخاكَ، ثُمَّ أدْناكَ أدْناكَ“» .
وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، والحاكِمُ، والشِّيرازِيُّ في ”الألْقابِ“، والبَيْهَقِيُّ، عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”إنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ لَيَعْمُرُ لِلْقَوْمِ الدِّيارَ، ويُكْثِرُ لَهُمُ الأمْوالَ، وما نَظَرَ إلَيْهِمْ مُنْذُ خَلَقَهم بُغْضًا لَهُمْ“ . قِيلَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، وبِمَ ذَلِكَ؟ قالَ: ”بِصِلَتِهِمْ أرْحامَهُمْ“» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، وابْنُ عَدِيٍّ، وابْنُ لالٍ في ”مَكارِمِ الأخْلاقِ“، وابْنُ عَساكِرَ، عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «”إنَّ أهْلَ البَيْتِ إذا تَواصَلُوا (p-٣٢٠)أُجْرِيَ عَلَيْهِمُ الرِّزْقُ، وكانُوا في كَنَفِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وجَلَّ“» .
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، والخَرائِطِيُّ في ”مَكارِمِ الأخْلاقِ“، مِن طَرِيقِ أبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أبِيهِ، أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «”إنَّ أعْجَلَ الطّاعَةِ ثَوابًا صِلَةُ الرَّحِمِ، حَتّى إنَّ أهْلَ البَيْتِ لَيَكُونُونَ فُجّارًا، فَتَنْمِي أمْوالُهُمْ، ويَكْثُرُ عَدَدُهم إذا وصَلُوا الرَّحِمَ، وإنَّ أعْجَلَ المَعْصِيَةِ عِقابًا البَغْيُ، واليَمِينُ الفاجِرَةُ تُذْهِبُ المالَ، وتَعْقِمُ الرَّحِمَ، وتَدَعُ الدِّيارَ بَلاقِعَ“» .
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَهْدَمٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وهو يَخْطُبُ: «”يَدُ المُعْطِي العُلْيا، ويَدُ السّائِلِ السُّفْلى، وابْدَأْ بِمَن تَعُولُ؛ أُمَّكَ وأباكَ، وأُخْتَكَ وأخاكَ، وأدْناكَ فَأدْناكَ“» .
وأخْرَجَ البَزّارُ، وأبُو يَعْلى، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قالَ: «لَمّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿وآتِ ذا القُرْبى حَقَّهُ﴾ دَعا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فاطِمَةَ فَأعْطاها فَدَكَ» .
(p-٣٢١)وأخْرَجَ اِبْنُ مَرْدُويَهْ عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ قالَ: «لَمّا نَزَلَتْ: ﴿وآتِ ذا القُرْبى حَقَّهُ﴾ أقْطَعَ رَسُولُ اللَّهِ فاطِمَةَ فَدَكَ» .
وأخْرَجَ اِبْنُ مَرْدُويَهْ عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ قالَ: «أمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَن يُعْطِي وكَيْفَ يُعْطِي وبِمَن يَبْدَأُ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وآتِ ذا القُرْبى حَقَّهُ والمِسْكِينَ وابْنَ السَّبِيلِ﴾ فَأمَرَهُ اللَّهُ أنْ يَبْدَأ بِذِي القُرْبى، ثُمَّ بِالمِسْكِينِ وابْنِ السَّبِيلِ مِن بَعْدِهِمْ، وقالَ: ﴿ولا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا﴾ . يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: ولا تُعْطِ مالَكَ كُلَّهُ فَتَقْعُدَ بِغَيْرِ شَيْءٍ. ثُمَّ قالَ: ﴿ولا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ﴾ [الإسراء: ٢٩] فَتَمْنَعَ ما عِنْدَكَ، فَلا تُعْطِيَ أحَدًا، ﴿ولا تَبْسُطْها كُلَّ البَسْطِ﴾ [الإسراء: ٢٩] . فَنَهاهُ أنْ يُعْطِيَ إلّا ما بَيَّنَ لَهُ، وقالَ لَهُ: ﴿وإمّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ﴾ . يَقُولُ: تُمْسِكُ عَنْ عَطائِهِمْ، ﴿فَقُلْ لَهم قَوْلا مَيْسُورًا﴾ . يَعْنِي قَوْلًا مَعْرُوفًا؛ لَعَلَّهُ أنْ يَكُونَ، عَسى أنْ يَكُونَ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، عَنْ أنَسٍ، «أنَّ رَجُلًا قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إنِّي ذُو مالٍ كَثِيرٍ، وذُو أهْلٍ ووَلَدٍ وحاضِرَةٍ، فَأخْبِرْنِي كَيْفَ أُنْفِقَ وكَيْفَ أصْنَعُ؟ قالَ: ”تُخْرِجُ الزَّكاةَ المَفْرُوضَةَ، فَإنَّها طُهْرَةٌ تُطَهِّرُكَ، وتَصِلُ أقْرِباءَكَ، وتَعْرِفُ حَقَّ السّائِلِ والجارِ والمِسْكِينِ“ . فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، أقْلِلْ لِي؟ قالَ: ﴿وآتِ ذا القُرْبى حَقَّهُ والمِسْكِينَ وابْنَ السَّبِيلِ ولا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا﴾ قالَ: حَسْبِي (p-٣٢٢)يا رَسُولَ اللَّهِ» .
وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وسَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والبُخارِيُّ في ”الأدَبِ“، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والطَّبَرانِيُّ، والحاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ في ”الشُّعَبِ“، عَنِ اِبْنِ مَسْعُودٍ في قَوْلِهِ: ﴿ولا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا﴾ . قالَ: التَّبْذِيرُ إنْفاقُ المالِ في غَيْرِ حَقِّهِ.
وأخْرَجَ اِبْنُ جَرِيرٍ عَنِ اِبْنِ مَسْعُودٍ قالَ: كُنّا أصْحابَ مُحَمَّدٍ نَتَحَدَّثُ أنَّ التَّبْذِيرَ النَّفَقَةُ في غَيْرِ حَقِّهِ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، والبُخارِيُّ في الأدَبِ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، والبَيْهَقِيُّ في ”الشُّعَبِ“، عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿إنَّ المُبَذِّرِينَ﴾ . قالَ: هُمُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ المالَ في غَيْرِ حَقِّهِ.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ: ﴿ولا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا﴾ . يَقُولُ: لا تُعْطِ مالَكَ كُلَّهُ.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ وهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قالَ: مِنَ السَّرَفِ أنْ يَكْتَسِيَ الإنْسانُ (p-٣٢٣)ويَأْكُلُ ويَشْرَبُ مِمّا لَيْسَ عِنْدَهُ، وما جاوَزَ الكَفافَ فَهو التَّبْذِيرُ.
وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في ”شُعَبِ الإيمانِ“ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ قالَ: ما أنْفَقْتَ عَلى نَفْسِكَ وأهْلِ بَيْتِكَ في غَيْرِ سَرِفٍ ولا تَبْذِيرٍ، وما تَصَدَّقْتَ فَلَكَ، وما أنْفَقْتَ رِياءً وسُمْعَةً فَذَلِكَ حَظُّ الشَّيْطانِ.
وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ عَطاءٍ الخُراسانِيِّ قالَ: «جاءَ ناسٌ مِن مُزَيْنَةَ يَسْتَحْمِلُونَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: ”﴿لا أجِدُ ما أحْمِلُكم عَلَيْهِ﴾ [التوبة: ٩٢]“ . ﴿تَوَلَّوْا وأعْيُنُهم تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا﴾ [التوبة: ٩٢] [التَّوْبَةِ: ٩٢] . ظَنُّوا ذَلِكَ مِن غَضَبِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَلَيْهِمْ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وإمّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِن رَبِّكَ﴾ الآيَةَ. قالَ: الرَّحْمَةُ الفَيْءُ» .
وأخْرَجَ اِبْنُ جَرِيرٍ، مِن طَرِيقِ عَطاءٍ الخُراسانِيِّ، عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ﴾ . قالَ: رِزْقٍ.
وأخْرَجَ اِبْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿وإمّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِن رَبِّكَ تَرْجُوها﴾ قالَ: اِنْتِظارَ رِزْقِ اللَّهِ.
وأخْرَجَ اِبْنُ جَرِيرٍ عَنِ الضَّحّاكِ في قَوْلِهِ: ﴿وإمّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ﴾ يَقُولُ: لا (p-٣٢٤)تَجِدُ شَيْئًا تُعْطِيهِمْ، ﴿ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِن رَبِّكَ﴾ . يَقُولُ: اِنْتِظارَ الرِّزْقِ مِن رَبِّكَ، نَزَلَتْ فِيمَن كانَ يَسْألُ النَّبِيَّ ﷺ مِنَ المَساكِينِ.
وأخْرَجَ اِبْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ الحَسَنِ في قَوْلِهِ: ﴿فَقُلْ لَهم قَوْلا مَيْسُورًا﴾ . قالَ: لَيِّنًا سَهْلًا؛ سَيَكُونُ إنْ شاءَ اللَّهُ فَأفْعَلُ، سَنُصِيبُ إنْ شاءَ اللَّهُ فَأفْعَلُ.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ: ﴿فَقُلْ لَهم قَوْلا مَيْسُورًا﴾ . يَقُولُ: قُلْ لَهم: نَعَمْ وكَرامَةٌ، ولَيْسَ عِنْدَنا اليَوْمَ، فَإنْ يَأْتِنا شَيْءٌ نَعْرِفْ حَقَّكم.
وأخْرَجَ اِبْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ اِبْنِ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: ﴿قَوْلا مَيْسُورًا﴾ . قالَ: قَوْلًا جَمِيلًا؛ رَزَقَنا اللَّهُ وإيّاكَ، بارَكَ اللَّهُ فِيكَ.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿فَقُلْ لَهم قَوْلا مَيْسُورًا﴾ . قالَ: العِدَةُ. قالَ سُفْيانُ: والعِدَةُ مِن رَسُولِ اللَّهِ دَيْنٌ.
{"ayahs_start":26,"ayahs":["وَءَاتِ ذَا ٱلۡقُرۡبَىٰ حَقَّهُۥ وَٱلۡمِسۡكِینَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِیلِ وَلَا تُبَذِّرۡ تَبۡذِیرًا","إِنَّ ٱلۡمُبَذِّرِینَ كَانُوۤا۟ إِخۡوَ ٰنَ ٱلشَّیَـٰطِینِۖ وَكَانَ ٱلشَّیۡطَـٰنُ لِرَبِّهِۦ كَفُورࣰا","وَإِمَّا تُعۡرِضَنَّ عَنۡهُمُ ٱبۡتِغَاۤءَ رَحۡمَةࣲ مِّن رَّبِّكَ تَرۡجُوهَا فَقُل لَّهُمۡ قَوۡلࣰا مَّیۡسُورࣰا"],"ayah":"إِنَّ ٱلۡمُبَذِّرِینَ كَانُوۤا۟ إِخۡوَ ٰنَ ٱلشَّیَـٰطِینِۖ وَكَانَ ٱلشَّیۡطَـٰنُ لِرَبِّهِۦ كَفُورࣰا"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











