الباحث القرآني
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿والخَيْلَ والبِغالَ والحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وزِينَةً﴾ .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ﴿لِتَرْكَبُوها وزِينَةً﴾ . قالَ: جَعَلَها لِتَرْكَبُوها، وجَعَلَها زِينَةً لَكم.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ قَتادَةَ، أنَّ أبا عِياضٍ كانَ يَقْرَؤُها ( والخَيْلَ والبِغالَ والحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها زِينَةً ) يَقُولُ: جَعَلَها زِينَةً.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ قالَ: كانَتِ الخَيْلُ وحْشِيَّةً، فَذَلَّلَها اللَّهُ لِإسْماعِيلَ بْنِ إبْراهِيمَ عَلَيْهِما السَّلامُ.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ في ”العَظَمَةِ“، عَنْ وهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قالَ: بَلَغَنِي أنَّ اللَّهَ لَمّا أرادَ أنْ يَخْلُقَ الفُرْسَ قالَ لِرِيحِ الجَنُوبِ: إنِّي خالِقٌ مِنكِ خَلْقًا؛ (p-١٤)أجْعَلُهُ عِزًّا لِأوْلِيائِي، ومَذَلَّةً لِأعْدائِي، وحِمًى لِأهْلِ طاعَتِي، فَقَبَضَ مِنَ الرِّيحِ قَبْضَةً، فَخَلَقَ مِنها فُرْسًا، فَقالَ: سَمَّيْتُكَ فَرَسًا، وجَعَلْتُكَ عَرَبِيًّا، الخَيْرُ مَعْقُودٌ بِناصِيَتِكَ، والغَنائِمُ مُحازَةٌ عَلى ظَهْرِكَ، والغِنى مَعَكَ حَيْثُ كُنْتَ، أرْعاكَ بِسَعَةِ الرِّزْقِ عَلى غَيْرِكَ مِنَ الدَّوابِّ، وجَعَلْتُكَ لَها سَيِّدًا، وجَعَلْتُكَ تَطِيرُ بِلا جَناحَيْنِ، فَأنْتَ لِلطَّلَبِ، وأنْتَ لِلْهَرَبِ، وسَأحْمِلُ عَلَيْكَ رِجالًا يُسَبِّحُونِي فَتُسَبِّحْنِي مَعَهم إذا سَبَّحُوا، ويُهَلِّلُونِي فَتُهَلِّلُنِي مَعَهم إذا هَلَّلُوا، ويُكَبِّرُونِي فَتُكَبِّرُنِي مَعَهم إذا كَبَّرُوا. فَلَمّا صَهَلَ الفَرَسُ قالَ: بارَكْتُ عَلَيْكَ، أُرْهِبُ بِصَهِيلِكَ المُشْرِكِينَ؛ أمْلَأُ مِنهُ آذانَهُمْ، وأُرْعِبُ مِنهُ قُلُوبَهُمْ، وأُذِلُّ بِهِ أعْناقَهم. فَلَمّا عَرَضَ الخَلْقَ عَلى آدَمَ وسَمّاهُمْ، قالَ اللَّهُ: يا آدَمُ، اِخْتَرْ مِن خُلُقِي مَن أحْبَبْتَ. فاخْتارَ الفَرَسَ، فَقالَ اللَّهُ: اِخْتَرْتَ عِزَّكَ وعِزَّ ولَدِكَ، باقٍ فِيهِمْ ما بَقُوا، ويَنْتِجُ مِنهُ أوْلادُكَ أوْلادًا، فَبَرَكَتِي عَلَيْكَ وعَلَيْهِمْ، فَما مِن تَسْبِيحَةٍ ولا تَهْلِيلَةٍ ولا تَكْبِيرَةٍ تَكُونُ مِن راكِبِ الفَرَسِ إلّا والفَرَسُ يَسْمَعُها ويُجِيبُهُ بِمِثْلِ قَوْلِهِ.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قالَ: سَألَ رَجُلٌ اِبْنَ عَبّاسٍ عَنْ أكْلِ لُحُومِ الخَيْلِ، فَكَرِهَها وقَرَأ ﴿والخَيْلَ والبِغالَ والحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وزِينَةً﴾ . .
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ، أنَّهُ (p-١٥)كانَ يَكْرَهُ لُحُومَ الخَيْلِ ويَقُولُ: قالَ اللَّهُ: ﴿والأنْعامَ خَلَقَها لَكم فِيها دِفْءٌ ومَنافِعُ ومِنها تَأْكُلُونَ﴾ [النحل: ٥] .؛ فَهَذِهِ لِلْأكْلِ، ﴿والخَيْلَ والبِغالَ والحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها﴾ .؛ فَهَذِهِ لِلرُّكُوبِ.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ مُجاهِدٍ، أنَّهُ سُئِلَ عَنْ لُحُومِ الخَيْلِ فَقالَ: ﴿والخَيْلَ والبِغالَ والحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها﴾ . .
وأخْرَجَ اِبْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ الحَكَمِ في قَوْلِهِ: ﴿والأنْعامَ خَلَقَها لَكم فِيها دِفْءٌ ومَنافِعُ ومِنها تَأْكُلُونَ﴾ [النحل: ٥] . فَجَعَلَ مِنهُ الأكْلَ. ثُمَّ قَرَأ ﴿والخَيْلَ والبِغالَ والحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وزِينَةً﴾ . قالَ: لَمْ يُجْعَلْ لَكم فِيها أكْلًا. وكانَ الحَكَمُ يَقُولُ: الخَيْلُ والبِغالُ والحَمِيرُ حَرامٌ في كِتابِ اللَّهِ.
وأخْرَجَ أبُو عَبِيدٍ، وأبُو داوُدَ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ خالِدِ بْنِ الوَلِيدِ قالَ: «نَهى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ أكْلِ كُلِّ ذِي نابٍ مِنَ السِّباعِ، وعَنْ لُحُومِ الخَيْلِ والبِغالِ والحَمِيرِ» .
وأخْرَجَ أبُو عَبِيدٍ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، والتِّرْمِذِيُّ وصَحَّحَهُ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، مِن طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ دِينارٍ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: «أطْعَمَنا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لُحُومَ الخَيْلِ، ونَهانا عَنْ لُحُومِ الحُمُرِ الأهْلِيَّةِ» . (p-١٦)وأخْرَجَ أبُو داوُدَ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، مِن طَرِيقِ أبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، «أنَّهم ذَبَحُوا يَوْمَ خَيْبَرَ الحَمِيرَ والبِغالَ والخَيْلَ، فَنَهاهُمُ النَّبِيُّ ﷺ عَنِ الحَمِيرِ والبِغالِ، ولَمْ يَنْهَهم عَنِ الخَيْلِ» .
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي شَيْبَةَ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، مِن طَرِيقِ عَطاءٍ، عَنْ جابِرٍ قالَ: «كُنّا نَأْكُلُ لَحْمَ الخَيْلِ عَلى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، قُلْتُ: فالبِغالُ؟ قالَ: أمّا البِغالُ فَلا» .
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي شَيْبَةَ، والبُخارِيُّ، ومُسْلِمٌ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ أسْماءَ قالَتْ: «نَحَرْنا عَلى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَرَسًا فَأكَلْناهُ» .
وأخْرَجَ أحْمَدُ عَنْ دِحْيَةَ الكَلْبِيِّ قالَ: «قُلْتُ يا رَسُولَ اللَّهِ، أحْمِلُ لَكَ حِمارًا عَلى فَرَسٍ، فَيَنْتِجُ لَكَ بَغْلًا وتَرْكَبُها؟ قالَ: ”إنَّما يَفْعَلُ ذَلِكَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ“» .
* * *
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ويَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ﴾ . وأخْرَجَ الخَطِيبُ، وابْنُ عَساكِرَ، عَنِ اِبْنِ عُمَرَ قالَ: «قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ في قَوْلِهِ: ﴿ويَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ﴾ . قالَ ”البَراذِينُ“» . (p-١٧)وأخْرَجَ اِبْنُ عَساكِرَ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿ويَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ﴾ . قالَ: السُّوسُ في الثِّيابِ.
وأخْرَجَ اِبْنُ مَرْدُويَهْ عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”إنَّ مِمّا خَلَقَ اللَّهُ لَأرْضًا مِن لُؤْلُؤَةٍ بَيْضاءَ مَسِيرَةَ ألْفِ عامٍ، عَلَيْها جَبَلٌ مِن ياقُوتَةٍ حَمْراءَ مُحْدِقٌ بِها، في تِلْكَ الأرْضِ مَلَكٌ قَدْ مَلَأ شَرْقَها وغَرْبَها، لَهُ سِتُّمِائَةِ رَأْسٍ، في كُلِّ رَأْسٍ سِتُّمِائَةِ وجْهٍ، في كُلِّ وجْهٍ سِتُّمِائَةِ ألْفٍ وسِتُّونَ ألْفَ فَمٍ، في كُلِّ فَمٍ سِتُّونَ ألْفَ لِسانٍ، يُثْنِي عَلى اللَّهِ ويُقَدِّسُهُ ويُهَلِّلُهُ ويُكَبِّرُهُ، بِكُلِّ لِسانٍ سِتُّمِائَةِ ألْفٍ وسِتُّونَ ألْفَ مَرَّةٍ، فَإذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ نَظَرَ إلى عَظَمَةِ اللَّهِ، فَيَقُولُ: وعِزَّتِكَ ما عَبَدْتُكَ حَقَّ عِبادَتِكَ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿ويَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل»: ٨] . .
وأخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ في“ العَظَمَةِ ”، والبَيْهَقِيُّ في“ الأسْماءِ والصِّفاتِ "، عَنِ الشَّعْبِيِّ قالَ: إنَّ لِلَّهِ عِبادًا مِن وراءِ الأنْدُلُسِ، كَما بَيْنَنا وبَيْنَ الأنْدُلُسِ، ما يَرَوْنَ أنَّ اللَّهَ عَصاهُ مَخْلُوقٌ رَضْراضُهُمُ الدُّرُّ والياقُوتُ، وجِبالُهُمُ الذَّهَبُ والفِضَّةُ، لا يَحْرُثُونَ ولا يَزْرَعُونَ ولا يَعْمَلُونَ عَمَلًا، لَهم شَجَرٌ عَلى أبْوابِهِمْ لَها ثَمَرٌ هي طَعامُهُمْ، وشَجَرٌ لَها أوْراقٌ عِراضٌ هي لِباسُهم. (p-١٨)وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ وهْبٍ، أنَّهُ قِيلَ لَهُ: أخْبَرَنا مَن أتى سُفالَةَ الرِّيحِ، وأنَّهُ رَأى بِها أرْبَعَ نُجُومٍ كانَها أرْبَعَةُ أقْمارٍ. فَقالَ وهْبٌ: ﴿ويَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ﴾ . .
{"ayah":"وَٱلۡخَیۡلَ وَٱلۡبِغَالَ وَٱلۡحَمِیرَ لِتَرۡكَبُوهَا وَزِینَةࣰۚ وَیَخۡلُقُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق











