الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وما أرْسَلْنا مِن قَبْلِكَ﴾ الآيَةَ. أخْرَجَ اِبْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ قالَ: لَمّا بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا ﷺ رَسُولًا أنْكَرَتِ العَرَبُ ذَلِكَ، أوْ مَن أنْكَرَ مِنهُمْ، فَقالُوا: اللَّهُ أعْظَمُ مِن أنْ يَكُونَ رَسُولُهُ بَشَرًا مِثْلَ مُحَمَّدٍ، فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿أكانَ لِلنّاسِ عَجَبًا أنْ أوْحَيْنا إلى رَجُلٍ مِنهُمْ﴾ [يونس: ٢] [يُونُسَ: ٢] . وقالَ: ( وما أرْسَلْنا مِن قَبْلِكَ إلّا رِجالًا يُوحى إلَيْهِمْ (p-٥١)فاسْألُوا أهْلَ الذِّكْرِ إنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) . يَعْنِي: فاسْألُوا أهْلَ الكُتُبِ الماضِيَةِ: أبَشَرًا كانَتِ الرُّسُلُ الَّذِينَ أتَتْهم أمْ مَلائِكَةً؟ فَإنْ كانُوا مَلائِكَةً، أتَتْكُمْ، وإنْ كانُوا بَشَرًا فَلا تُنْكِرُوا أنْ يَكُونَ رَسُولًا. ثُمَّ قالَ: ( وما أرْسَلْنا مِن قَبْلِكَ إلّا رِجالًا يُوحى إلَيْهِمْ مِن أهْلِ القُرى ) . أيْ: لَيْسُوا مِن أهْلِ السَّماءِ كَما قُلْتُمْ. وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ عَنِ السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ: ﴿وما أرْسَلْنا مِن قَبْلِكَ إلا رِجالا﴾ . قالَ: قالَتِ العَرَبُ: لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْنا المَلائِكَةُ؟ قالَ اللَّهُ: ما أرْسَلْتُ الرُّسُلَ إلّا بَشَرًا، ﴿فاسْألُوا﴾ . يا مَعْشَرَ العَرَبِ، ﴿أهْلَ الذِّكْرِ﴾ . وهم أهْلُ الكِتابِ مِنَ اليَهُودِ والنَّصارى، الَّذِينَ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ قَبْلَكم ﴿إنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ أنَّ الرُّسُلَ الَّذِينَ كانُوا قَبْلَ مُحَمَّدٍ ﷺ كانُوا بَشَرًا مِثْلَهُ، فَإنَّهم سَيُخْبِرُونَكم أنَّهم كانُوا بَشَرًا مِثْلَهُ. وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ ﴿فاسْألُوا أهْلَ الذِّكْرِ﴾: يَعْنِي مُشْرِكِي قُرَيْشٍ، أنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ في التَّوْراةِ والإنْجِيلِ. وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ في قَوْلِهِ: ﴿فاسْألُوا أهْلَ الذِّكْرِ﴾ . قالَ: نَزَلَتْ في عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، ونَفَرٍ مِن أهْلِ التَّوْراةِ، كانُوا أهْلَ الكُتُبِ (p-٥٢)يَقُولُ: فاسْألُوهُمْ، ﴿إنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ . وأخْرَجَ اِبْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ أنَسٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «”إنَّ الرَّجُلَ لِيُصَلِّي ويَصُومُ ويَحُجُّ ويَعْتَمِرُ ويَغْزُو، وإنَّهُ لَمُنافِقٌ“ .، قِيلَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، بِماذا دَخَلَ عَلَيْهِ النِّفاقُ؟ قالَ: ”يَطْعَنُ عَلى إمامِهِ، وإمامُهُ مَن قالَ اللَّهُ في كِتابِهِ: ﴿فاسْألُوا أهْلَ الذِّكْرِ إنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾“» . وأخْرَجَ اِبْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ جابِرٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «”لا يَنْبَغِي لِعالِمٍ أنْ يَسْكُتَ عَلى عِلْمِهِ، ولا لِجاهِلٍ أنْ يَسْكُتَ عَلى جَهْلِهِ، وقَدْ قالَ اللَّهُ: ﴿فاسْألُوا أهْلَ الذِّكْرِ إنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ . فَيَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أنْ يَعْرِفَ عِلْمَهُ؛ عَلى هُدًى أمْ عَلى ضَلالَةٍ“» .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب