الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ولا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلا عَمّا يَعْمَلُ الظّالِمُونَ﴾ . أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، والخَرائِطِيُّ في «مَساوِئِ الأخْلاقِ» عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرانَ في قَوْلِهِ: ( ﴿ولا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلا عَمّا يَعْمَلُ الظّالِمُونَ﴾ ) قالَ: هي تَعْزِيَةٌ لِلْمَظْلُومِ ووَعِيدٌ لِلظّالِمِ. وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في «شُعَبِ الإيمانِ» عَنْ مُعاذِ بْنِ جَبَلٍ قالَ: كانَ في بَنِي إسْرائِيلَ رَجُلٌ عَقِيمٌ لا يُولَدُ لَهُ ولَدٌ فَكانَ يَخْرُجُ، فَإذا رَأى غُلامًا مِن غِلْمانِ بَنِي (p-٥٦٣) إسْرائِيلَ عَلَيْهِ حُلِيٌّ يَخْدَعُهُ حَتّى يُدْخِلَهُ فَيَقْتُلَهُ ويُلْقِيَهُ في مَطْمُورَةٍ لَهُ، فَبَيْنا هو كَذَلِكَ إذا لَقِيَ غُلامَيْنِ أخَوَيْنِ عَلَيْهِما حُلِيٌّ لَهُما فَأدْخَلَهُما فَقَتَلَهُما وطَرَحَهُما في مَطْمُورَةٍ لَهُ، وكانَتْ لَهُ امْرَأةٌ مُسْلِمَةٌ تَنْهاهُ عَنْ ذَلِكَ فَتَقُولُ لَهُ: إنِّي أُحَذِّرُكَ النِّقْمَةَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ، وكانَ يَقُولُ: لَوْ أنَّ اللَّهَ آخَذَنِي عَلى شَيْءٍ آخَذَنِي يَوْمَ فَعَلْتُ كَذا وكَذا، فَتَقُولُ إنَّ صاعَكَ لَمْ يَمْتَلِئْ بَعْدُ ولَوْ قَدِ امْتَلَأ صاعُكَ أُخِذْتَ، فَلَمّا قَتَلَ الغُلامَيْنِ الأخَوَيْنِ خَرَجَ أبُوهُما يَطْلُبُهُما فَلَمْ يَجِدْ أحَدًا يُخْبِرُهُ عَنْهُما فَأتى نَبِيًّا مِن أنْبِياءِ بَنِي إسْرائِيلَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ: هَلْ كانَتْ لَهُما لُعْبَةً يَلْعَبانِ بِها قالَ: نَعَمْ، كانَ لَهُما جِرْوٌ فَأتى بِالجِرْوِ فَوَضَعَ النَّبِيُّ خاتَمَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ خَلّى سَبِيلَهُ وقالَ لَهُ: أوَّلُ دارٍ يَدْخُلُها مِن بَنِي إسْرائِيلَ فِيها تِبْيانٌ فَأقْبَلَ الجِرْوُ يَتَخَلَّلُ الدُّورَ بِهِ حَتّى دَخَلَ دارًا فَدَخَلُوا خَلْفَهُ فَوَجَدُوا الغُلامَيْنِ مَقْتُولَيْنِ مَعَ غُلامٍ قَدْ قَتَلَهُ وطَرَحَهم في المَطْمُورَةِ فانْطَلَقُوا بِهِ إلى النَّبِيِّ فَأمَرَ بِهِ أنْ يُصْلَبَ، فَلَمّا وُضِعَ عَلى خَشَبَتِهِ أتَتْهُ امْرَأتُهُ فَقالَتْ: يا فُلانُ قَدْ كُنْتُ أُحَذِّرُكَ هَذا اليَوْمَ وأُخْبِرُكَ أنَّ اللَّهَ غَيْرُ تارِكِكَ وأنْتَ تَقُولُ: لَوْ أنَّ اللَّهَ آخَذَنِي عَلى شَيْءٍ آخَذَنِي يَوْمَ فَعَلْتُ كَذا وكَذا فَأخْبَرْتُكَ أنَّ صاعَكَ بَعْدُ لَمْ يَمْتَلِئْ، ألا وإنَّ هَذا، قَدِ امْتَلَأ صاعُكَ. * * * قَوْلُهُ تَعالى: ﴿إنَّما يُؤَخِّرُهم لِيَوْمٍ﴾ الآيَةَ.(p-٥٦٤) أخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ( ﴿لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبْصارُ﴾ ) قالَ: شَخَصَتْ فِيهِ واللَّهِ أبْصارُهم فَلا تَرْتَدُّ إلَيْهِمْ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ( ﴿مُهْطِعِينَ﴾ ) قالَ: يَعْنِي بِالإهْطاعِ النَّظَرَ مِن غَيْرِ أنْ تَطْرِفَ ( ﴿مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ﴾ ) قالَ: الإقْناعُ رَفْعُ رُؤُوسِهِمْ ( ﴿لا يَرْتَدُّ إلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ﴾ ) قالَ: شاخِصَةٌ أبْصارُهم ( ﴿وأفْئِدَتُهم هَواءٌ﴾ ) لَيْسَ فِيها شَيْءٌ مِنَ الخَيْرِ فَهي كالخَرِبَةِ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُجاهِدٍ ( ﴿مُهْطِعِينَ﴾ ) قالَ: مُدِيمِي النَّظَرِ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتادَةَ ( ﴿مُهْطِعِينَ﴾ ) قالَ: مُسْرِعِينَ. وأخْرَجَ ابْنُ الأنْبارِيِّ في «الوَقْفِ» عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ: أنَّ نافِعَ بْنَ الأزْرَقِ قالَ لَهُ: أخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ: ( ﴿مُهْطِعِينَ﴾ ) ما المُهْطِعُ قالَ: النّاظِرُ، قالَ فِيهِ الشّاعِرُ: ؎إذا دَعانا فَأهْطَعْنا لِدَعْوَتِهِ داعٍ سَمِيعٌ فَلَفُّونا وساقُونا(p-٥٦٥) قالَ: فَأخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ: ( ﴿مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ﴾ ) ما المُقْنِعُ قالَ: الرّافِعُ رَأْسَهُ، قالَ فِيهِ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: ؎هِجانٌ وحُمْرٌ مُقْنِعاتٌ رُؤُوسَها ∗∗∗ وأصْفَرُ مَشْمُولٌ مِنَ الزَّهْرِ فاقِعُ وأخْرَجَ ابْنُ الأنْبارِيِّ عَنْ تَمِيمِ بْنِ حَذْلَمٍ في قَوْلِهِ: ( ﴿مُهْطِعِينَ﴾ ) قالَ: هو التَّجْمِيحُ والعَرَبُ تَقُولُ لِلرَّجُلِ إذا قَبَضَ ما بَيْنَ عَيْنَيْهِ: لَقَدْ جَمَحَ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ في قَوْلِهِ: ( ﴿مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ﴾ ) قالَ: رافِعِي رُؤُوسِهِمْ يَخُبُّونَ وهم يَنْظُرُونَ ( ﴿لا يَرْتَدُّ إلَيْهِمْ طَرْفُهم وأفْئِدَتُهم هَواءٌ﴾ ) تَمُورُ في أجْوافِهِمْ إلى حُلُوقِهِمْ لَيْسَ لَها مَكانٌ تَسْتَقِرُّ فِيهِ. وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتادَةَ في قَوْلِهِ: ( ﴿وأفْئِدَتُهم هَواءٌ﴾ ) قالَ: لَيْسَ فِيها شَيْءٌ خَرَجَتْ مِن صُدُورِهِمْ فَنَشِبَتْ في حُلُوقِهِمْ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ مُرَّةَ (p-٥٦٦) ( ﴿وأفْئِدَتُهم هَواءٌ﴾ ) قالَ: مُنْخَرِقَةٌ لا تَعِي شَيْئًا. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنْ أبِي صالِحٍ قالَ: يُحْشَرُ النّاسُ هَكَذا ووَضَعَ رَأسَهُ وأمْسَكَ بِيَمِينِهِ عَلى شِمالِهِ عِنْدَ صَدْرِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب