قَوْلُهُ تَعالى: ﴿قُلْ مَن رَبُّ السَّماواتِ والأرْضِ قُلِ اللَّهُ﴾ .
أخْرَجَ ابْنُ مَرْدُوَيْهِ، «عَنْ أنَسٍ قالَ: قالُوا يا رَسُولَ اللَّهِ إنّا نَكُونُ عِنْدَكَ عَلى حالٍ فَإذا فارَقْناكَ كُنّا عَلى غَيْرِهِ فَنَخافُ أنْ يَكُونَ ذَلِكَ النِّفاقَ، قالَ: كَيْفَ أنْتُمْ ورَبَّكم قالُوا: اللَّهُ رَبُّنا في السِّرِّ والعَلانِيَةِ، قالَ: كَيْفَ أنْتُمْ ونَبِيَّكم قالُوا: أنْتَ نَبِيُّنا في السِّرِّ والعَلانِيَةِ، قالَ: لَيْسَ ذاكم بِالنِّفاقِ» . (p-٤١٧)
* * *
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعْمى والبَصِيرُ﴾ الآيَةَ.
أخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ( ﴿هَلْ يَسْتَوِي الأعْمى والبَصِيرُ﴾ ) قالَ: المُؤْمِنُ والكافِرُ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُجاهِدٍ ( ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعْمى والبَصِيرُ أمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ والنُّورُ﴾ ) قالَ: أمّا الأعْمى والبَصِيرُ فالكافِرُ والمُؤْمِنُ. وأمّا الظُّلُماتُ والنُّورُ فالهُدى والضَّلالَةُ.
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وأبُو الشَّيْخِ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ( ﴿أمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الخَلْقُ عَلَيْهِمْ﴾ ) قالَ: ( ﴿خَلَقُوا كَخَلْقِهِ﴾ ) فَحَمَلَهم ذَلِكَ عَلى أنْ شَكُّوا في الأوْثانِ.
وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ( ﴿أمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ﴾ ) قالَ: ضُرِبَتْ مَثَلًا.
وأخْرَجَ أبُو يَعْلى وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ في قَوْلِهِ تَعالى ( ﴿أمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ﴾ ) قالَ: أخْبَرَنِي لَيْثُ بْنُ أبِي سُلَيْمٍ عَنِ أبِي مُحَمَّدٍ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمانِ عَنْ أبِي بَكْرٍ إمّا حَضَرَ ذَلِكَ حُذَيْفَةُ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ مَعَ أبِي بَكْرٍ وإمّا حَدَّثَهُ إيّاهُ أبُو بَكْرٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «الشِّرْكُ فِيكم أخْفى مِن دَبِيبِ النَّمْلِ، قالَ أبُو (p-٤١٨)بَكْرٍ: يا رَسُولَ اللَّهِ وهَلِ الشِّرْكُ إلّا ما عُبِدَ مِن دُونِ اللَّهِ أوْ ما دُعِيَ مَعَ اللَّهِ، قالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، الشِّرْكُ فِيكم أخْفى مِن دَبِيبِ النَّمْلِ ألا أُخْبِرُكَ بِقَوْلٍ يُذْهِبُ صِغارَهُ وكِبارَهُ أوْ قالَ: صَغِيرَهُ وكَبِيرَهُ قالَ: بَلى، قالَ: تَقُولُ كُلَّ يَوْمٍ ثَلاثَ مَرّاتٍ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ أنْ أُشْرِكَ بِكَ وأنا أعْلَمُ وأسْتَغْفِرُكَ لِما لا أعْلَمُ، والشِّرْكُ أنْ تَقُولَ أعْطانِي اللَّهُ وفُلانٌ والنِّدُّ أنْ يَقُولَ الإنْسانُ: لَوْلا فُلانٌ قَتَلَنِي فُلانٌ» .
وأخْرَجَ البُخارِيُّ في «الأدَبِ المُفْرَدِ» «عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسارٍ قالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ أبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: يا أبا بَكْرٍ لَلشِّرْكُ فِيكم أخْفى مِن دَبِيبِ النَّمْلِ فَقالَ أبُو بَكْرٍ وهَلِ الشِّرْكُ إلّا مَن جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَلشِّرْكُ فِيكم أخْفى مِن دَبِيبِ النَّمْلِ ألا أدُلُّكَ عَلى شَيْءٍ إذا قُلْتَهُ ذَهَبَ قَلِيلُهُ وكَثِيرُهُ قُلِ اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ أنْ أُشْرِكَ بِكَ وأنا أعْلَمُ وأسْتَغْفِرُكَ لِما لا أعْلَمُ» .
{"ayah":"قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ قُلِ ٱللَّهُۚ قُلۡ أَفَٱتَّخَذۡتُم مِّن دُونِهِۦۤ أَوۡلِیَاۤءَ لَا یَمۡلِكُونَ لِأَنفُسِهِمۡ نَفۡعࣰا وَلَا ضَرࣰّاۚ قُلۡ هَلۡ یَسۡتَوِی ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِیرُ أَمۡ هَلۡ تَسۡتَوِی ٱلظُّلُمَـٰتُ وَٱلنُّورُۗ أَمۡ جَعَلُوا۟ لِلَّهِ شُرَكَاۤءَ خَلَقُوا۟ كَخَلۡقِهِۦ فَتَشَـٰبَهَ ٱلۡخَلۡقُ عَلَیۡهِمۡۚ قُلِ ٱللَّهُ خَـٰلِقُ كُلِّ شَیۡءࣲ وَهُوَ ٱلۡوَ ٰحِدُ ٱلۡقَهَّـٰرُ"}