الباحث القرآني

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكم في البَرِّ والبَحْرِ﴾ . الآيَةَ. أخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في ”سُنَنِهِ“ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أنَّ تَمِيمًا الدّارِيَّ سَألَ عُمَرَ بْنَ الخَطّابِ عَنْ رُكُوبِ البَحْرِ فَأمَرَهُ بِتَقْصِيرِ الصَّلاةِ قالَ: يَقُولُ اللَّهُ: ﴿هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكم في البَرِّ والبَحْرِ﴾ . وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: ﴿حَتّى إذا كُنْتُمْ في الفُلْكِ وجَرَيْنَ بِهِمْ﴾ قالَ: ذَكَرَ هَذا ثُمَّ عَدّى الحَدِيثَ في حَدِيثٍ آخَرَ عَنْهُ لِغَيْرِهِمْ، قالَ: ﴿وجَرَيْنَ بِهِمْ﴾ قالَ: فَعَدّى الحَدِيثَ عَنْهم فَأوَّلَ شَيْءٍ كُنْتُمْ في الفُلْكِ، وجَرَيْنَ بِهَؤُلاءِ لا يَسْتَطِيعُ يَقُولُ: جَرَيْنَ بِكم. وهو يُحَدِّثُ قَوْمًا آخَرِينَ ثُمَّ ذَكَرَ هَذا لِيَجْمَعَهم وغَيْرَهُمْ، وجَرَيْنَ بِهِمْ؛ هَؤُلاءِ وغَيْرِهِمْ مِنَ الخَلْقِ. وأخْرَجَ ابْنُ المُنْذِرِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ في قَوْلِهِ: ﴿وظَنُّوا أنَّهم أُحِيطَ بِهِمْ﴾ قالَ: أُهْلِكُوا. (p-٦٤٣)وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في ”الدَّلائِلِ“، عَنْ عُرْوَةَ قالَ: فَرَّ عِكْرِمَةُ بْنُ أبِي جَهْلٍ يَوْمَ الفَتْحِ فَرَكِبَ البَحْرَ فَأخَذَتْهُ الرِّيحُ فَنادى بِاللّاتِ والعُزّى، فَقالَ أصْحابُ السَّفِينَةِ: لا يَجُوزُ هَهُنا أحَدٌ يَدْعُوَ شَيْئًا إلّا اللَّهَ وحْدَهُ مُخْلِصًا. فَقالَ عِكْرِمَةُ: واللَّهِ لَئِنْ كانَ في البَحْرِ وحْدَهُ إنَّهُ لَفي البَرِّ وحْدَهُ. فَرَجَعَ فَأسْلَمَ. وأخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أبِي مُلَيْكَةَ قالَ: لَمّا كانَ يَوْمُ الفَتْحِ رَكِبَ عِكْرِمَةُ بْنُ أبِي جَهْلٍ البَحْرَ هارِبًا فَخَبَّ بِهِمُ البَحْرُ فَجَعَلَتِ الصَّرارِيُّ، أيِ المَلاحُ، يَدْعُونَ اللَّهَ ويُوَحِّدُونَهُ، فَقالَ: ما هَذا؟ قالُوا: هَذا مَكانٌ لا يَنْفَعُ فِيهِ إلّا اللَّهُ. قالَ: فَهَذا إلَهُ مُحَمَّدٍ الَّذِي يَدْعُونا إلَيْهِ، فارْجِعُوا بِنا. فَرَجَعَ فَأسْلَمَ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وأبُو داوُدَ، والنَّسائِيُّ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أبِي وقّاصٍ قالَ: «لَمّا كانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ أمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ النّاسَ إلّا أرْبَعَةَ نَفَرٍ وامْرَأتَيْنِ وقالَ: اقْتُلُوهم وإنْ وجَدْتُمُوهم مُتَعَلِّقِينَ بِأسْتارِ الكَعْبَةِ؛ عِكْرِمَةُ بْنُ أبِي جَهْلٍ، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَطَلٍ ومِقْيَسُ بْنُ ضُبابَةَ وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أبِي سَرْحٍ، فَأمّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَطَلٍ فَأُدْرِكَ وهو مُتَعَلِّقٌ بِأسْتارِ الكَعْبَةِ، فاسْتَبَقَ إلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ وعَمّارٌ فَسَبَقَ سَعِيدٌ عَمّارًا، وكانَ أشَبَّ الرَّجُلَيْنِ فَقَتَلَهُ، وأمّا (p-٦٤٤)مِقْيَسُ بْنُ ضُبابَةَ فَأدْرَكَهُ النّاسُ في السُّوقِ فَقَتَلُوهُ، وأمّا عِكْرِمَةُ فَرَكِبَ البَحْرَ فَأصابَتْهم عاصِفٌ، فَقالَ أصْحابُ السَّفِينَةِ لِأهْلِ السَّفِينَةِ: أخْلِصُوا فَإنَّ آلِهَتَكم لا تُغْنِي عَنْكم شَيْئًا. فَقالَ عِكْرِمَةُ: لَئِنْ لَمْ يُنَجِّنِي في البَحْرِ إلّا الإخْلاصُ ما يُنَجِّينِي في البَرِّ غَيْرُهُ، اللَّهُمَّ إنَّ لَكَ عَهْدًا إنْ أنْتَ عافَيْتَنِي مِمّا أنا فِيهِ أنْ آتِيَ مُحَمَّدًا حَتّى أضَعَ يَدِي في يَدِهِ، فَلَأجِدَنَّهُ عَفُوًّا كَرِيمًا. قالَ: فَجاءَ فَأسْلَمَ. وأمّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أبِي سَرْحٍ فَإنَّهُ اخْتَبَأ عِنْدَ عُثْمانَ فَلَمّا دَعا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِلْبَيْعَةِ جاءَ بِهِ حَتّى أوْقَفَهُ عَلى النَّبِيِّ ﷺ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، بايِعْ عَبْدَ اللَّهِ. قالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إلَيْهِ ثَلاثًا، كُلَّ ذَلِكَ يَأْبى، فَبايَعَهُ بَعْدَ الثَّلاثِ، ثُمَّ أقْبَلَ عَلى أصْحابِهِ فَقالَ: أما كانَ فِيكم رَجُلٌ رَشِيدٌ يَقُومُ إلى هَذا حَيْثُ رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي عَنْ بَيْعَتِهِ فَيَقْتُلَهُ؟ قالُوا: وما يُدْرِينا يا رَسُولَ اللَّهِ ما في نَفْسِكَ؟ ألا أوْمَأْتَ إلَيْنا بِعَيْنِكَ. قالَ: إنَّهُ لا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أنْ تَكُونَ لَهُ خائِنَةُ أعْيُنٍ» .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب