الباحث القرآني

﴿أرَأيْتَ إنْ كَذَّبَ وتَوَلّى﴾ ﴿ألَمْ يَعْلَمْ بِأنَّ اللَّهَ يَرى﴾ والشَّرْطِيَّةُ مَفْعُولُهُ الثّانِي وجَوابُ الشَّرْطِ مَحْذُوفٌ دَلَّ عَلَيْهِ جَوابُ الشَّرْطِ الثّانِي الواقِعِ مَوْقِعَ القَسِيمِ لَهُ. والمَعْنى أخْبِرْنِي عَمَّنْ يَنْهى بَعْضَ عِبادِ اللَّهِ عَنْ صَلاتِهِ إنْ كانَ ذَلِكَ النّاهِي عَلى هُدًى فِيما يَنْهى عَنْهُ، أوْ آمِرًا بِالتَّقْوى فِيما يَأْمُرُ بِهِ مِن عِبادَةِ الأوْثانِ كَما يَعْتَقِدُهُ، أوْ إنْ كانَ عَلى التَّكْذِيبِ لِلْحَقِّ والتَّوَلِّي عَنِ الصَّوابِ كَما تَقُولُ، ألَمْ يَعْلَمْ بِأنَّ اللَّهَ يَرى ويَطَّلِعُ عَلى أحْوالِهِ مِن هُداهُ وضَلالِهِ. وقِيلَ: المَعْنى أرَأيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْدًا يُصَلِّي والمَنهِيَّ عَلى الهُدى آمِرًا بِالتَّقْوى، والنّاهِي مُكَذِّبٌ مَتُوَلٍّ فَما أعْجَبُ مِن ذا؟ وقِيلَ: الخِطابُ في الثّانِيَةِ مَعَ الكافِرِ فَإنَّهُ سُبْحانَهُ وتَعالى كالحاكِمِ الَّذِي حَضَرَهُ الخَصْمانِ يُخاطِبُ هَذا مَرَّةً والآخَرَ أُخْرى، وكَأنَّهُ قالَ: يا كافِرُ أخْبِرْنِي إنْ كانَ صَلاتُهُ هُدًى ودُعاؤُهُ إلى اللَّهِ سُبْحانَهُ وتَعالى أمْرًا بِالتَّقْوى أتَنْهاهُ، ولَعَلَّهُ ذَكَرَ الأمْرَ بِالتَّقْوى في التَّعَجُّبِ والتَّوْبِيخِ ولَمْ يَتَعَرَّضْ لَهُ في النَّهْيِ لِأنَّ النَّهْيَ كانَ عَنِ الصَّلاةِ والأمْرِ بِالتَّقْوى، فاقْتَصَرَ عَلى ذِكْرِ الصَّلاةِ لِأنَّهُ دَعْوَةٌ بِالفِعْلِ أوْ لِأنَّ نَهْيَ العَبْدِ إذا صَلّى يَحْتَمِلُ أنْ يَكُونَ لَها ولِغَيْرِها، وعامَّةُ أحْوالِها مَحْصُورَةٌ في تَكْمِيلِ نَفْسِهِ بِالعِبادَةِ وغَيْرِهِ بِالدَّعْوَةِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب