الباحث القرآني

﴿فَلْيَنْظُرِ الإنْسانُ مِمَّ خُلِقَ﴾ لَمّا ذَكَرَ أنَّ كُلَّ نَفْسٍ عَلَيْها حافِظٌ أتْبَعَهُ تَوْصِيَةَ الإنْسانِ بِالنَّظَرِ في مَبْدَئِهِ لِيَعْلَمَ صِحَّةَ إعادَتِهِ فَلا يُمْلِيَ عَلى حافِظِهِ إلّا ما يَسُرُّهُ في عاقِبَتِهِ. ﴿خُلِقَ مِن ماءٍ دافِقٍ﴾ جَوابُ الِاسْتِفْهامِ وماءٍ بِمَعْنى ذِي دَفْقٍ، وهو صَبٌّ فِيهِ دَفْعٌ والمُرادُ المُمْتَزِجُ مِنَ الماءَيْنِ في الرَّحِمِ لِقَوْلِهِ: ﴿يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ والتَّرائِبِ﴾ مِن بَيْنِ صُلْبِ الرَّجُلِ وتَرائِبِ المَرْأةِ وهي عِظامُ صَدْرِها، ولَوْ صَحَّ أنَّ النُّطْفَةَ تَتَوَلَّدُ مِن فَضْلِ الهَضْمِ الرّابِعِ وتَنْفَصِلُ عَنْ جَمِيعِ الأعْضاءِ حَتّى تَسْتَعِدَّ لِأنْ يَتَوَلَّدَ مِنها مِثْلُ تِلْكَ الأعْضاءِ، ومَقَرُّها عُرُوقٌ مُلْتَفٌّ بَعْضُها بِالبَعْضِ عِنْدَ البَيْضَتَيْنِ، فَلا شَكَّ أنَّ الدِّماغَ أعْظَمُ الأعْضاءِ مَعُونَةً في تَوْلِيدِها، ولِذَلِكَ تُشْبِهُهُ، ويُسْرِعُ الإفْراطُ في الجِماعِ بِالضَّعْفِ فِيهِ ولَهُ خَلِيفَةٌ وهو النُّخاعُ وهو في الصُّلْبِ وشُعَبٌ كَثِيرَةٌ نازِلَةٌ إلى التَّرائِبِ، وهُما أقْرَبُ إلى أوْعِيَةِ المَنِيِّ فَلِذَلِكَ خُصّا بِالذَّكَرِ. وقُرِئَ «الصَّلَبِ» بِفَتْحَتَيْنِ و «الصُّلُبِ» بِضَمَّتَيْنِ وفِيهِ لُغَةٌ رابِعَةٌ وهي «صالِبٌ» .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب