الباحث القرآني

(p-274)سُورَةُ المُرْسَلاتِ مَكِّيَّةٌ وآيُها خَمْسُونَ آيَةً بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿والمُرْسَلاتِ عُرْفًا﴾ ﴿فالعاصِفاتِ عَصْفًا﴾ ﴿والنّاشِراتِ نَشْرًا﴾ ﴿فالفارِقاتِ فَرْقًا﴾ ﴿فالمُلْقِياتِ ذِكْرًا﴾ إقْسامٌ بِطَوائِفَ مِنَ المَلائِكَةِ أرْسَلَهُنَّ اللَّهُ تَعالى بِأوامِرِهِ مُتَتابِعَةً. فَعَصَفْنَ عَصْفَ الرِّياحِ في امْتِثالِ أمْرِهِ، ونَشَرْنَ الشَّرائِعَ في الأرْضِ، أوْ نَشَرْنَ النُّفُوسَ المَوْتى بِالجَهْلِ بِما أوْحَيْنَ مِنَ العِلْمِ، فَفَرَّقْنَ بَيْنَ الحَقِّ والباطِلِ، فَألْقَيْنَ إلى الأنْبِياءِ ذِكْرًا عُذْرًا لِلْمُحِقِّينَ ونُذْرًا لِلْمُبْطِلِينَ، أوْ بِآياتِ القُرْآنِ المُرْسَلَةِ بِكُلِّ عُرْفٍ إلى مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، فَعَصَفْنَ سائِرَ الكُتُبِ والأدْيانِ بِالنَّسْخِ ونَشَرْنَ آثارَ الهُدى والحِكَمِ في الشَّرْقِ والغَرْبِ، وفَرَّقْنَ بَيْنَ الحَقِّ والباطِلِ فَألْقَيْنَ ذِكْرَ الحَقِّ فِيما بَيْنَ العالَمِينَ. أوْ بِالنُّفُوسِ الكامِلَةِ المُرْسَلَةِ إلى الأبْدانِ لِاسْتِكْمالِها فَعَصَفْنَ ما سِوى الحَقِّ ونَشَرْنَ أثَرَ ذَلِكَ في جَمِيعِ الأعْضاءِ، فَفَرَّقْنَ بَيْنَ الحَقِّ بِذاتِهِ والباطِلِ في نَفْسِهِ فَيَرَوْنَ كُلَّ شَيْءٍ هالِكًا إلّا وجْهَهُ، فَألْقَيْنَ ذِكْرًا بِحَيْثُ لا يَكُونُ في القُلُوبِ والألْسِنَةِ إلّا ذِكْرُ اللَّهِ تَعالى. أوْ بِرِياحِ عَذابٍ أُرْسِلْنَ فَعَصَفْنَ، ورِياحِ رَحْمَةٍ نَشَرْنَ السَّحابَ في الجَوِّ، فَفُرِّقْنَ فَألْقَيْنَ ذِكْرًا أيْ تَسَبَّبْنَ لَهُ، فَإنَّ العاقِلَ إذا شاهَدَ هُبُوبَها وآثارَها ذَكَرَ اللَّهَ تَعالى وتَذَكَّرَ كَمالَ قُدْرَتِهِ، وعُرْفًا إمّا نَقِيضُ النُّكْرِ وانْتِصابُهُ عَلى العِلَّةِ أيْ أُرْسِلْنَ لِلْإحْسانِ والمَعْرُوفِ، أوْ بِمَعْنى المُتَتابَعَةِ مِن عُرْفِ الفَرَسِ وانْتِصابُهُ عَلى الحالِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب