الباحث القرآني

﴿وَإلى مَدْيَنَ أخاهم شُعَيْبًا﴾ أيْ وأرْسَلَنا إلَيْهِمْ، وهم أوْلادُ مَدْيَنَ بْنِ إبْراهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ شُعَيْبِ بْنِ مِيكائِيلَ (p-23)ابْنِ يَسْجُرِ بْنِ مَدْيَنَ، وكانَ يُقالُ لَهُ خَطِيبُ الأنْبِياءِ عَلَيْهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ لِحُسْنِ مُراجَعَتِهِ قَوْمَهُ. ﴿قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكم مِن إلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكم بَيِّنَةٌ مِن رَبِّكُمْ﴾ يُرِيدُ المُعْجِزَةَ الَّتِي كانَتْ لَهُ ولَيْسَ في القُرْآنِ أنَّها ما هي، وما رُوِيَ مِن مُحارَبَةِ عَصا مُوسى عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ التِّنِّينَ ووِلادَةِ الغَنَمِ الَّتِي دَفَعَها إلَيْهِ الدِّرْعُ خاصَّةً وكانَتِ المَوْعُودَةَ لَهُ مِن أوْلادِها، ووُقُوعِ عَصا آدَمَ عَلى يَدِهِ في المَرّاتِ السَّبْعِ مُتَأخِّرَةً عَنْ هَذِهِ المُقاوَلَةِ، ويَحْتَمِلُ أنْ تَكُونَ كَرامَةً لِمُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ أوْ إرْهاصًا لِنُبُوَّتِهِ. ﴿فَأوْفُوا الكَيْلَ﴾ أيْ آلَةَ الكَيْلِ عَلى الإضْمارِ، أوْ إطْلاقِ الكَيْلِ عَلى المِكْيالِ كالعَيْشِ عَلى المَعاشِ لِقَوْلِهِ: ﴿والمِيزانَ﴾ كَما قالَ في سُورَةِ « هُودٍ» ﴿أوْفُوا المِكْيالَ والمِيزانَ﴾ أوِ الكَيْلَ ووَزْنَ المِيزانِ، ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ المِيزانُ مَصْدَرًا كالمِيعادِ. ﴿وَلا تَبْخَسُوا النّاسَ أشْياءَهُمْ﴾ ولا تَنْقُصُوهم حُقُوقَهم، وإنَّما قالَ أشْياءَهم لِلتَّعْمِيمِ تَنْبِيهًا عَلى أنَّهم كانُوا يَبْخَسُونَ الجَلِيلَ والحَقِيرَ والقَلِيلَ والكَثِيرَ. وقِيلَ كانُوا مُكاسِبِينَ لا يَدَعُونَ شَيْئًا إلّا مَكَسُوهُ. ﴿وَلا تُفْسِدُوا في الأرْضِ﴾ بِالكُفْرِ والحَيْفِ. ﴿بَعْدَ إصْلاحِها﴾ بَعْدَ ما أصْلَحَ أمْرَها أوْ أهْلَها الأنْبِياءُ وأتْباعُهم بِالشَّرائِعِ، أوْ أصْلَحُوا فِيها والإضافَةُ إلَيْها كالإضافَةِ في ﴿بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ والنَّهارِ﴾ . ﴿ذَلِكم خَيْرٌ لَكم إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ إشارَةٌ إلى العَمَلِ بِما أمَرَهم بِهِ ونَهاهم عَنْهُ، ومَعْنى الخَيْرِيَّةِ إمّا الزِّيادَةُ مُطْلَقًا أوْ في الإنْسانِيَّةِ وحُسْنِ الأُحْدُوثَةِ وجَمْعِ المالِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب