الباحث القرآني

﴿وَلِلَّهِ الأسْماءُ الحُسْنى﴾ لِأنَّها دالَّةٌ عَلى مَعانٍ هي أحْسَنُ المَعانِي، والمُرادُ بِها الألْفاظُ وقِيلَ الصِّفاتُ. ﴿فادْعُوهُ بِها﴾ فَسَمُّوهُ بِتِلْكَ الأسْماءِ. ﴿وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ في أسْمائِهِ﴾ واتْرُكُوا تَسْمِيَةَ الزّائِغِينَ فِيها الَّذِينَ يُسَمُّونَهُ بِما لا تَوْقِيفَ فِيهِ، إذْ رُبَّما يُوهِمُ مَعْنًى فاسِدًا كَقَوْلِهِمْ يا أبا المَكارِمِ يا أبْيَضَ الوَجْهِ، أوْ لا تُبالُوا بِإنْكارِهِمْ ما سَمّى بِهِ نَفْسَهُ كَقَوْلِهِمْ: ما نَعْرِفُ إلّا رَحْمانَ اليَمامَةِ، أوْ وذَرُوهم وإلْحادَهم فِيها بِإطْلاقِها عَلى الأصْنامِ واشْتِقاقِ أسْمائِها مِنها كاللّاتِ مِنَ « اللَّهِ»، والعُزّى مِنَ « العَزِيزِ» ولا تُوافِقُوهم عَلَيْهِ أوْ أعْرِضُوا عَنْهم فَإنَّ اللَّهَ مُجازِيهِمْ كَما قالَ: ﴿سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ وقَرَأ حَمْزَةُ هُنا وفي « فُصِّلَتْ» ﴿يُلْحِدُونَ﴾ بِالفَتْحِ يُقالُ: لَحَدَ وألْحَدَ إذا مالَ عَنِ القَصْدِ. ﴿وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالحَقِّ وبِهِ يَعْدِلُونَ﴾ ذَكَرَ ذَلِكَ بَعْدَ ما بَيَّنَ أنَّهُ خَلَقَ لِلنّارِ طائِفَةً ضالِّينَ مُلْحِدِينَ عَنِ الحَقِّ لِلدَّلالَةِ عَلى أنَّهُ خَلَقَ أيْضًا لِلْجَنَّةِ أُمَّةً هادِينَ بِالحَقِّ عادِلِينَ في الأمْرِ، واسْتُدِلَّ بِهِ عَلى صِحَّةِ الإجْماعِ لِأنَّ المُرادَ مِنهُ أنَّ في كُلِّ قَرْنٍ طائِفَةً بِهَذِهِ الصِّفَةِ لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ «لا تَزالُ مِن أُمَّتِي طائِفَةٌ عَلى الحَقِّ إلى أنْ يَأْتِيَ أمْرُ اللَّهِ»، إذْ لَوِ اخْتُصَّ بِعَهْدِ الرَّسُولِ أوْ غَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ فائِدَةٌ فَإنَّهُ مَعْلُومٌ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب