الباحث القرآني

﴿وَقالُوا مَهْما﴾ أصْلُها ما الشَّرْطِيَّةُ ضُمَّتْ إلَيْها ما المَزِيدَةُ لِلتَّأْكِيدِ، ثُمَّ قُلِبَتْ ألِفُها هاءً اسْتِثْقالًا لِلتَّكْرِيرِ. وَقِيلَ مُرَكَّبَةٌ مِن مَهْ الَّذِي يُصَوَّتُ بِهِ الكافُ وما الجَزائِيَّةِ ومَحَلُّها الرَّفْعُ عَلى الِابْتِداءِ أوِ النَّصْبُ بِفِعْلٍ يُفَسِّرُهُ. ﴿تَأْتِنا بِهِ﴾ أيْ أيُّما شَيْءٍ تَحْضُرُنا تَأْتِنا بِهِ. ﴿مِن آيَةٍ﴾ بَيانٌ لِمَهْما، وإنَّما سَمَّوْها آيَةً عَلى زَعْمِ مُوسى لا لِاعْتِقادِهِمْ ولِذَلِكَ قالُوا: ﴿لِتَسْحَرَنا بِها فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ أيْ لِتَسْحَرَ بِها أعْيُنَنا وتُشَبِّهَ عَلَيْنا، والضَّمِيرُ في بِهِ وبِها لِمَّهْما ذَكَرَهُ قَبْلَ التَّبْيِينِ بِاعْتِبارِ اللَّفْظِ وأنَّثَهُ بَعْدَهُ بِاعْتِبارِ المَعْنى. ﴿فَأرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ﴾ ماءٌ طافَ بِهِمْ وغَشِيَ أماكِنَهم وحُرُوثَهم مِن مَطَرٍ أوْ سَيْلٍ. وقِيلَ الجُدَرِيُّ، وقِيلَ المَوَتانُ وقِيلَ الطّاعُونُ. ﴿والجَرادَ والقُمَّلَ﴾ قِيلَ هو كِبارُ القِرْدانِ، وقِيلَ أوْلادُ الجَرادِ قَبْلَ نَباتِ أجْنِحَتِها. ﴿والضَّفادِعَ والدَّمَ﴾ رُوِيَ: أنَّهم مُطِرُوا ثَمانِيَةَ أيّامٍ في ظُلْمَةٍ شَدِيدَةٍ لا يَقْدِرُ أحَدٌ أنْ يَخْرُجَ مِن بَيْتِهِ، ودَخَلَ (p-31)الماءُ بُيُوتَهم حَتّى قامُوا فِيهِ إلى تَرِاقِيِّهِمْ، وكانَتْ بُيُوتُ بَنِي إسْرائِيلَ مُشْتَبِكَةً بِبُيُوتِهِمْ فَلَمْ يَدْخُلْ فِيها قَطْرَةٌ، ورَكَدَ عَلى أراضِيهِمْ فَمَنَعَهم مِنَ الحَرْثِ والتَّصَرُّفِ فِيها، ودامَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ أُسْبُوعًا فَقالُوا لِمُوسى: ﴿ادْعُ لَنا رَبَّكَ﴾ يَكْشِفْ عَنّا ونَحْنُ نُؤْمِنُ بِكَ، فَدَعا فَكَشَفَ عَنْهم ونَبَتَ لَهم مِنَ الكَلَإ والزَّرْعِ ما لَمْ يُعْهَدْ مِثْلُهُ ولَمْ يُؤْمِنُوا، فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الجَرادَ فَأكَلَتْ زُرُوعَهم وثِمارَهم، ثُمَّ أخَذَتْ تَأْكُلُ الأبْوابَ والسُّقُوفَ والثِّيابَ فَفَزِعُوا إلَيْهِ ثانِيًا فَدَعا وخَرَجَ إلى الصَّحْراءِ، وأشارَ بِعَصاهُ نَحْوَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ فَرَجَعَتْ إلى النَّواحِي الَّتِي جاءَتْ مِنها فَلَمْ يُؤْمِنُوا، فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ القُمَّلَ فَأكَلَ ما أبْقاهُ الجَرادُ وكانَ يَقَعُ في أطْعِمَتِهِمْ ويَدْخُلُ بَيْنَ أثْوابِهِمْ وجُلُودِهِمْ فَيَمُصُّها، فَفَزِعُوا إلَيْهِ فَرَفَعَ عَنْهم فَقالُوا: قَدْ تَحَقَّقْنا الآنَ أنَّكَ ساحِرٌ، ثُمَّ أرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الضَّفادِعَ بِحَيْثُ لا يُكْشَفُ ثَوْبٌ ولا طَعامٌ إلّا وُجِدَتْ فِيهِ، وكانَتْ تَمْتَلِئُ مِنها مَضاجِعُهم وتَثِبُ إلى قُدُورِهِمْ وهي تَغْلِي، وأفْواهِهِمْ عِنْدَ التَّكَلُّمِ فَفَزِعُوا إلَيْهِ وتَضَرَّعُوا، فَأخَذَ عَلَيْهِمُ العُهُودَ ودَعا فَكَشَفَ اللَّهُ عَنْهم ثُمَّ نَقَضُوا العُهُودَ، ثُمَّ أرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الدَّمَ فَصارَتْ مِياهُهم دَمًا حَتّى كانَ يَجْتَمِعُ القِبْطِيُّ مَعَ الإسْرائِيلِيِّ عَلى إناءٍ فَيَكُونُ ما يَلِي القِبْطِيَّ دَمًا وما يَلِي الإسْرائِيلِيَّ ماءً، ويَمُصُّ الماءَ مِن فَمِ الإسْرائِيلِيِّ فَيَصِيرُ دَمًا في فِيهِ. وَقِيلَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الرُّعافَ. ﴿آياتٍ﴾ نُصِبَ عَلى الحالِ. ﴿مُفَصَّلاتٍ﴾ مُبَيَّناتٍ لا تُشْكِلُ عَلى عاقِلٍ أنَّها آياتُ اللَّهِ ونِقْمَتُهُ عَلَيْهِمْ، أوْ مُفَصَّلاتٍ لِامْتِحانِ أحْوالِهِمْ إذْ كانَ بَيْنَ كُلِّ اثْنَتَيْنِ مِنها شَهْرٌ وكانَ امْتِدادُ كُلِّ واحِدَةٍ أُسْبُوعًا، وقِيلَ إنَّ مُوسى لَبِثَ فِيهِمْ بَعْدَ ما غَلَبَ السَّحَرَةُ عِشْرِينَ سَنَةً يُرِيهِمْ هَذِهِ الآياتِ عَلى مَهَلٍ. ﴿فاسْتَكْبَرُوا﴾ عَنِ الإيمانِ. ﴿وَكانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ﴾ .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب