﴿أوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأرْضَ مِن بَعْدِ أهْلِها﴾ أيْ يَخْلُفُونَ مَن خَلا قَبْلَهم ويَرِثُونَ دِيارَهم، وإنَّما عُدِّيَ يَهْدِ بِاللّامِ لِأنَّهُ بِمَعْنى يُبَيِّنُ. ﴿أنْ لَوْ نَشاءُ أصَبْناهم بِذُنُوبِهِمْ﴾ أنَّ الشَّأْنَ لَوْ نَشاءُ أصَبْناهم بِجَزاءِ ذُنُوبِهِمْ كَما أصَبْنا مَن قَبْلَهم، وهو فاعِلُ يَهْدِ ومَن قَرَأهُ بِالنُّونِ جَعَلَهُ مَفْعُولًا. ﴿وَنَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ﴾ عُطِفَ عَلى ما دَلَّ عَلَيْهِ، أوْ لَمْ يَهْدِ أيْ يَغْفُلُونَ عَنِ الهِدايَةِ أوْ مُنْقَطِعٌ عَنْهُ بِمَعْنى ونَحْنُ نَطْبَعُ، ولا يَجُوزُ عَطْفُهُ عَلى أصَبْناهم عَلى (p-26)أنَّهُ بِمَعْنى وطَبَعْنا لِأنَّهُ في سِياقِهِ جَوابُ لَوْ لِإفْضائِهِ إلى نَفْيِ الطَّبْعِ عَنْهم ﴿فَهم لا يَسْمَعُونَ﴾ سَماعَ تَفَهُّمٍ واعْتِبارٍ.
{"ayah":"أَوَلَمۡ یَهۡدِ لِلَّذِینَ یَرِثُونَ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِ أَهۡلِهَاۤ أَن لَّوۡ نَشَاۤءُ أَصَبۡنَـٰهُم بِذُنُوبِهِمۡۚ وَنَطۡبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا یَسۡمَعُونَ"}