الباحث القرآني

(p-233)سُورَةُ ن مَكِّيَّةٌ وآيُها ثَنَتانِ وخَمْسُونَ آيَةً بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿ن﴾ مِن أسْماءِ الحُرُوفِ، وقِيلَ: اسْمُ الحُوتِ والمُرادُ بِهِ الجِنْسُ أوِ البَهَمُوتُ وهو الَّذِي عَلَيْهِ الأرْضُ، أوِ الدَّواةُ فَإنَّ بَعْضَ الحِيتانِ يُسْتَخْرَجُ مِنهُ شَيْءٌ أشَدُّ سَوادًا مِنَ النَّفْسِ يُكْتَبُ بِهِ، ويُؤَيِّدُ الأوَّلَ سُكُونُهُ وكَتْبُهُ بِصُورَةِ الحَرْفِ. ﴿والقَلَمِ﴾ وهو الَّذِي خَطَّ اللَّوْحَ، أوِ الَّذِي يَخُطُّ بِهِ أقْسَمَ بِهِ تَعالى لِكَثْرَةِ فَوائِدِهِ وأخْفى ابْنُ عامِرٍ والكِسائِيُّ ويَعْقُوبُ النُّونَ إجْراءً لِلْواوِ المُنْفَصِلِ مَجْرى المُتَّصِلِ، فَإنَّ النُّونَ السّاكِنَةَ تَخْفى مَعَ حُرُوفِ الفَمِ إذا اتَّصَلَتْ بِها. وقَدْ رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ نافِعٍ وعاصِمٍ، وقُرِئَتْ بِالفَتْحِ والكَسْرِ كَـ ( ص ) . ﴿وَما يَسْطُرُونَ﴾ وما يَكْتُبُونَ والضَّمِيرُ لِـ ( القَلَمِ ) بِالمَعْنى الأوَّلِ عَلى التَّعْظِيمِ، أوْ بِالمَعْنى الثّانِي عَلى إرادَةِ الجِنْسِ وإسْنادِ الفِعْلِ إلى الأدِلَّةِ وإجْراؤُهُ مَجْرى أُولِي العِلْمِ لِإقامَتِهِ مَقامِهِمْ، أوْ لِأصْحابِهِ أوْ لِلْحَفَظَةِ وما مَصْدَرِيَّةٌ أوْ مَوْصُولَةٌ. ﴿ما أنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ﴾ جَوابُ القِسْمِ والمَعْنى ما أنْتَ بِمَجْنُونٍ مُنْعِمًا عَلَيْكَ بِالنُّبُوَّةِ وحَصافَةِ الرَّأْيِ، والعامِلُ في الحالِ مَعْنى النَّفْيِ وقِيلَ: بِمَجْنُونٍ الباءُ لا تَمْنَعُ عَمَلَهُ فِيما قَبْلَهُ لِأنَّها مَزِيدَةٌ، وفِيهِ نَظَرٌ مِن حَيْثُ المَعْنى. ﴿وَإنَّ لَكَ لأجْرًا﴾ عَلى الِاحْتِمالِ والإبْلاغِ. ﴿غَيْرَ مَمْنُونٍ﴾ مَقْطُوعٌ أوْ مَمْنُونٌ بِهِ عَلَيْكَ مِنَ النّاسِ فَإنَّهُ تَعالى يُعْطِيكَ بِلا تَوَسُّطٍ. ﴿وَإنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ إذْ تَتَحَمَّلُ مِن قَوْمِكَ ما لا يَتَحَمَّلُ أمْثالُكَ، «وَسُئِلَتْ عائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ تَعالى عَنْها عَنْ خُلُقِهِ ﷺ فَقالَتْ: كانَ خُلُقُهُ القُرْآنَ، ألَسْتَ تَقْرَأُ القُرْآنَ ﴿قَدْ أفْلَحَ المُؤْمِنُونَ﴾»
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب