الباحث القرآني

﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إلى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا﴾ بالِغَةً في النُّصْحِ وهو صِفَةُ التّائِبِ فَإنَّهُ يَنْصَحُ نَفْسَهُ بِالتَّوْبَةِ، وُصِفَتْ بِهِ عَلى الإسْنادِ المَجازِيِّ مُبالَغَةً أوْ في النَّصاحَةِ، وهي الخِياطَةُ كَأنَّها تَنْصَحُ ما خَرَقَ الذَّنْبُ. وَقَرَأ أبُو بَكْرٍ بِضَمِّ النُّونِ وهو مَصْدَرٌ بِمَعْنى النُّصْحِ كالشُّكْرِ والشَّكُورِ، أوِ النَّصاحَةِ كالثَّباتِ والثُّبُوتِ تَقْدِيرُهُ ذاتَ نَصُوحٍ أوْ تَنْصَحُ نَصُوحًا، أوْ تُوبُوا نَصُوحًا لِأنْفُسِكم. وَسُئِلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ تَعالى عَنْهُ عَنِ التَّوْبَةِ فَقالَ: (p-226)يَجْمَعُها سِتَّةُ أشْياءَ عَلى الماضِي مِنَ الذُّنُوبِ النَّدامَةُ، ولِلْفَرائِضِ الإعادَةُ، ورَدُّ المَظالِمِ، واسْتِحْلالُ الخُصُومِ، وأنْ تَعْزِمَ عَلى أنْ لا تَعُودَ، وأنْ تُرَبِّيَ نَفْسَكَ في طاعَةِ اللَّهِ كَما رَبَّيْتَها في المَعْصِيَةِ. ﴿عَسى رَبُّكم أنْ يُكَفِّرَ عَنْكم سَيِّئاتِكم ويُدْخِلَكم جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِها الأنْهارُ﴾ ذُكِرَ بِصِيغَةِ الأطْماعِ جَرْيًا عَلى عادَةِ المُلُوكِ، وإشْعارًا بِأنَّهُ تَفَضُّلُ والتَّوْبَةُ غَيْرُ مُوجِبَةٍ وأنَّ العَبْدَ يَنْبَغِي أنْ يَكُونَ بَيْنَ خَوْفٍ ورَجاءٍ. ﴿يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ﴾ ظَرْفٌ لِ يُدْخِلَكم. ﴿والَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ﴾ عَطْفٌ عَلى النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ إحْمادًا لَهم وتَعْرِيضًا لِمَن ناوَأهُمْ، وقِيلَ: مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ: ﴿نُورُهم يَسْعى بَيْنَ أيْدِيهِمْ وبِأيْمانِهِمْ﴾ أيْ عَلى الصِّراطِ. ﴿يَقُولُونَ﴾ إذا طَفِئَ نُورُ المُنافِقِينَ. ﴿رَبَّنا أتْمِمْ لَنا نُورَنا واغْفِرْ لَنا إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ وقِيلَ: تَتَفاوَتُ أنْوارُهم بِحَسَبِ أعْمالِهِمْ فَيَسْألُونَ إتْمامَهُ تَفَضُّلًا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب