الباحث القرآني

﴿وَإذْ أسَرَّ النَّبِيُّ إلى بَعْضِ أزْواجِهِ﴾ يَعْنِي حَفْصَةَ ﴿حَدِيثًا﴾ تَحْرِيمَ مارِيَةَ أوِ العَسَلِ أوْ أنَّ الخِلافَةَ بَعْدَهُ لِأبِي بَكْرٍ وعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعالى عَنْهُما ﴿فَلَمّا نَبَّأتْ بِهِ﴾ أيْ فَلَمّا أخْبَرَتْ حَفْصَةُ عائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعالى عَنْهُما بِالحَدِيثِ. ﴿وَأظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ﴾ واطَّلَعَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى الحَدِيثِ أيْ عَلى إفْشائِهِ. ﴿عَرَّفَ بَعْضَهُ﴾ عَرَّفَ الرَّسُولُ ﷺ حَفْصَةَ بَعْضَ ما فَعَلَتْ. ﴿وَأعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ﴾ عَنْ إعْلامِ بَعْضٍ تَكَرُّمًا أوْ جازاها عَلى بَعْضٍ بِتَطْلِيقِهِ إيّاها وتَجاوَزَ عَنْ بَعْضٍ، ويُؤَيِّدُهُ قِراءَةُ الكِسائِيِّ بِالتَّخْفِيفِ فَإنَّهُ لا يَحْتَمِلُ هاهُنا غَيْرُهُ لَكِنَّ المُشَدَّدَ مِن بابِ إطْلاقِ اسْمِ المُسَبِّبِ عَلى السَّبَبِ والمُخَفَّفُ بِالعَكْسِ، ويُؤَيِّدُ الأوَّلَ قَوْلُهُ: ﴿فَلَمّا نَبَّأها بِهِ قالَتْ مَن أنْبَأكَ هَذا قالَ نَبَّأنِيَ العَلِيمُ الخَبِيرُ﴾ فَإنَّهُ أوْفَقُ لِلْإعْلامِ. ﴿إنْ تَتُوبا إلى اللَّهِ﴾ خِطابٌ لِحَفْصَةَ وعائِشَةَ عَلى الِالتِفاتِ لِلْمُبالَغَةِ في المُعاتَبَةِ. ﴿فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما﴾ فَقَدْ وجَدَ مِنكُما ما يُوجِبُ التَّوْبَةَ، وهو مَيْلُ قُلُوبِكُما عَنِ الواجِبِ مِن مُخالَصَةِ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ بِحُبِّ ما يُحِبُّهُ وكَراهَةِ ما يَكْرَهُهُ. ﴿وَإنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ﴾ وإنْ تَتَظاهَرا عَلَيْهِ بِما يَسْؤُوهُ، وقَرَأ الكُوفِيُّونَ بِالتَّخْفِيفِ. (p-225)﴿فَإنَّ اللَّهَ هو مَوْلاهُ وجِبْرِيلُ وصالِحُ المُؤْمِنِينَ﴾ فَلَنْ يَعْدَمَ مَن يُظاهِرُهُ مِنَ اللَّهِ والمَلائِكَةِ وصُلَحاءِ المُؤْمِنِينَ، فَإنَّ اللَّهَ ناصِرُهُ وجِبْرِيلُ رَئِيسُ الكُرُوبِيِّينَ قَرِينُهُ، ومَن صَلَحَ مِنَ المُؤْمِنِينَ أتْباعُهُ وأعْوانُهُ. ﴿والمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ﴾ مُتَظاهِرُونَ، وتَخْصِيصُ جِبْرِيلَ لِتَعْظِيمِهِ، والمُرادُ بِالصّالِحِ الجِنْسُ ولِذَلِكَ عَمَّمَ بِالإضافَةِ وبِقَوْلِهِ بَعْدَ ذَلِكَ تَعْظِيمٌ لِمُظاهَرَةِ المَلائِكَةِ مِن جُمْلَةِ ما يَنْصُرُهُ اللَّهُ تَعالى بِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب