الباحث القرآني

﴿وَيَرْزُقْهُ مِن حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾ جُمْلَةٌ اعْتِراضِيَّةٌ مُؤَكِّدَةٌ لِما سَبَقَ بِالوَعْدِ عَلى الِاتِّقاءِ عَمّا نَهى عَنْهُ صَرِيحًا أوْ ضِمْنًا مِنَ الطَّلاقِ في الحَيْضِ، والإضْرارِ بِالمُعْتَدَّةِ وإخْراجِها مِنَ المَسْكَنِ، وتَعَدِّي حُدُودِ اللَّهِ وكِتْمانِ الشَّهادَةِ وتَوَقُّعِ جُعْلٍ عَلى إقامَتِها بِأنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُ مَخْرَجًا مِمّا في شَأْنِ الأزْواجِ مِنَ المَضايِقِ والغُمُومِ، ويَرْزُقَهُ فَرَجًا وخَلَفًا مِن وجْهٍ لَمْ يَخْطِرْ بِبالِهِ. أوْ بِالوَعْدِ لِعامَّةِ المُتَّقِينَ بِالخَلاصِ عَنْ مَضارِّ الدّارَيْنِ والفَوْزِ بِخَيْرِهِما مِن حَيْثُ لا يَحْتَسِبُونَ. أوْ كَلامٌ جِيءَ بِهِ لِلِاسْتِطْرادِ عِنْدَ ذِكْرِ المُؤْمِنِينَ. وَعَنْهُ ﷺ: «إنِّي لَأعْلَمُ آيَةً لَوْ أخَذَ النّاسُ بِها لَكَفَتْهُمْ» . ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ﴾ فَما زالَ يَقْرَؤُها ويُعِيدُها». وَرُوِيَ «أنَّ سالِمَ بْنَ عَوْفِ بْنِ مالِكٍ الأشْجَعِيَّ أسَرَهُ العَدُوُّ، فَشَكا أبُوهُ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقالَ لَهُ: «اتَّقِ اللَّهَ وأكْثِرْ قَوْلَ: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللَّهِ. فَفَعَلَ فَبَيْنَما هو في بَيْتِهِ إذْ قَرَعَ ابْنُهُ البابَ ومَعَهُ مِائَةٌ مِنَ الإبِلِ غَفَلَ عَنْها العَدُوُّ فاسْتاقَها». وَفِي رِوايَةٍ «رَجَعَ ومَعَهُ غُنَيْماتٌ ومَتاعٌ».» ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلى اللَّهِ فَهو حَسْبُهُ﴾ كافِيهِ. ﴿إنَّ اللَّهَ بالِغُ أمْرِهِ﴾ يَبْلُغُ ما يُرِيدُهُ ولا يَفُوتُهُ مُرادٌ، وقَرَأ حَفْصٌ بِالإضافَةِ، وقُرِئَ «بالِغٌ أمْرُهُ» أيْ نافِذٌ و «بالِغًا» عَلى أنَّهُ حالٌ والخَبَرُ: ﴿قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ تَقْدِيرًا أوْ مُقَدَّرًا، أوْ أجَلًا لا يَتَأتّى تَغْيِيرُهُ، وهو بَيانٌ لِوُجُوبِ التَّوَكُّلِ وتَقْرِيرٌ لِما تَقَدَّمَ مِن تَأْقِيتِ الطَّلاقِ بِزَمانِ العِدَّةِ والأمْرِ بِإحْصائِها، وتَمْهِيدٌ لِما سَيَأْتِي مِن مَقادِيرِها.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب