الباحث القرآني

﴿وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الغَيْبِ﴾ خَزائِنُهُ جَمْعُ مَفْتَحٍ بِفَتْحِ المِيمِ، وهو المَخْزَنُ أوْ ما يَتَوَصَّلُ بِهِ إلى المُغَيَّباتِ مُسْتَعارٌ مِنَ المَفاتِحِ الَّذِي هو جَمْعُ مِفْتَحٍ بِكَسْرِ المِيمِ وهو المِفْتاحُ، ويُؤَيِّدُهُ أنَّهُ قُرِئَ «مَفاتِيحُ» والمَعْنى أنَّهُ المُتَوَصِّلُ إلى المُغَيَّباتِ المُحِيطُ عِلْمُهُ بِها. ﴿لا يَعْلَمُها إلا هُوَ﴾ فَيَعْلَمُ أوْقاتَها وما في تَعْجِيلِها وتَأْخِيرِها مِنَ الحُكْمِ فَيُظْهِرُها عَلى ما اقْتَضَتْهُ حِكْمَتُهُ وتَعَلَّقَتْ بِهِ مَشِيئَتُهُ، وفِيهِ دَلِيلٌ عَلى أنَّهُ سُبْحانَهُ وتَعالى يَعْلَمُ الأشْياءَ قَبْلَ وُقُوعِها. ﴿وَيَعْلَمُ ما في البَرِّ والبَحْرِ﴾ عَطْفٌ لِلْأخْبارِ عَنْ تَعَلُّقِ عِلْمِهِ تَعالى بِالمُشاهَداتِ عَلى الإخْبارِ عَنِ اخْتِصاصِ العِلْمِ بِالمُغَيَّباتِ بِهِ. ﴿وَما تَسْقُطُ مِن ورَقَةٍ إلا يَعْلَمُها﴾ مُبالَغَةً في إحاطَةِ عِلْمِهِ بِالجُزْئِيّاتِ. ﴿وَلا حَبَّةٍ في ظُلُماتِ الأرْضِ ولا رَطْبٍ ولا يابِسٍ﴾ مَعْطُوفاتٌ عَلى ورَقَةٍ وقَوْلُهُ: ﴿إلا في كِتابٍ مُبِينٍ﴾ بَدَلٌ مِنِ الِاسْتِثْناءِ الأوَّلِ بَدَلُ الكُلِّ عَلى أنَّ الكِتابَ المُبِينَ عِلْمُ اللَّهِ سُبْحانَهُ وتَعالى، أوْ بَدَلُ الِاشْتِمالِ إنْ أُرِيدَ بِهِ اللَّوْحُ وقُرِئَتْ بِالرَّفْعِ لِلْعَطْفِ عَلى مَحَلِّ ورَقَةٍ أوْ رَفْعًا عَلى الِابْتِداءِ والخَبَرُ إلّا في كِتابٍ مُبِينٍ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب