الباحث القرآني

﴿ما أفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِن أهْلِ القُرى﴾ بَيانٌ لِلْأوَّلِ ولِذَلِكَ لَمْ يَعْطِفُ عَلَيْهِ. ﴿فَلِلَّهِ ولِلرَّسُولِ ولِذِي القُرْبى واليَتامى والمَساكِينِ وابْنِ السَّبِيلِ﴾ اخْتُلِفَ في قَسْمِ الفَيْءِ، فَقِيلَ: يُسَدَّسُ لِظاهِرِ الآيَةِ ويُصْرَفُ سَهْمُ اللَّهِ في عِمارَةِ الكَعْبَةِ وسائِرِ المَساجِدِ، وقِيلَ: يُخَمَّسُ لِأنَّ ذِكْرَ اللَّهِ لِلتَّعْظِيمِ ويُصْرَفُ الآنَ سَهْمُ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ (p-200)والسَّلامُ إلى الإمامِ عَلى قَوْلٍ وإلى العَساكِرِ والثُّغُورِ عَلى قَوْلٍ وإلى مَصالِحِ المُسْلِمِينَ عَلى قَوْلٍ. وقِيلَ: يُخَمَّسُ خُمُسُهُ كالغَنِيمَةِ فَإنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ كانَ يُقَسِّمُ الخُمُسَ كَذَلِكَ ويَصْرِفُ الأخْماسَ الأرْبَعَةَ كَما يَشاءُ والآنَ عَلى الخِلافِ المَذْكُورِ. ﴿كَيْ لا يَكُونَ﴾ أيِ الفَيْءُ الَّذِي حَقُّهُ أنْ يَكُونَ لِلْفُقَراءِ. وقَرَأ هِشامٌ في رِوايَةٍ بِالتّاءِ. ﴿دُولَةً بَيْنَ الأغْنِياءِ مِنكُمْ﴾ الدُّولَةُ ما يَتَداوَلُهُ الأغْنِياءُ ويَدُورُ بَيْنَهم كَما كانَ في الجاهِلِيَّةِ، وقُرِئَ «دُولَةً» بِمَعْنى كَيْلا يَكُونَ الفَيْءُ ذا تَداوُلٍ بَيْنَهم أوْ أخْذُهُ غَلَبَةً تَكُونُ بَيْنَهُمْ، وقَرَأ هِشامٌ دُولَةٌ بِالرَّفْعِ عَلى كانَ التّامَّةِ أيْ كَيْلا يَقَعَ دُولَةً جاهِلِيَّةً. ﴿وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ﴾ وما أعْطاكم مِنَ الفَيْءِ أوْ مِنَ الأمْرِ. ﴿فَخُذُوهُ﴾ لِأنَّهُ حَلالٌ لَكُمْ، أوْ فَتَمَسَّكُوا بِهِ لِأنَّهُ واجِبُ الطّاعَةِ. ﴿وَما نَهاكم عَنْهُ﴾ عَنْ أخْذِهِ مِنهُ، أوْ عَنْ إتْيانِهِ. ﴿فانْتَهُوا﴾ عَنْهُ. ﴿واتَّقُوا اللَّهَ﴾ في مُخالَفَةِ رَسُولِهِ. ﴿إنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقابِ﴾ لِمَن خالَفَهُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب