الباحث القرآني

(p-194)﴿ألَمْ تَرَ أنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما في السَّماواتِ وما في الأرْضِ﴾ كُلِّيًّا وجُزْئِيًّا. ﴿ما يَكُونُ مِن نَجْوى ثَلاثَةٍ﴾ أيْ ما يَقَعُ مِن تَناجِي ثَلاثَةٍ، ويَجُوزُ أنْ يُقَدَّرَ مُضافٌ أوْ يُؤَوَّلَ نَجْوى بِمُتَناجِينَ ويُجْعَلَ ( ثَلاثَةٍ ) صِفَةً لَها، واشْتِقاقُها مِنَ النَّجْوَةِ وهي ما ارْتَفَعَ مِنَ الأرْضِ فَإنَّ السِّرَّ أمْرٌ مَرْفُوعٌ إلى الذِّهْنِ لا يَتَيَسَّرُ لِكُلِّ أحَدٍ أنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ. ﴿إلا هو رابِعُهُمْ﴾ إلّا اللَّهُ يَجْعَلُهم أرْبَعَةً مِن حَيْثُ إنَّهُ يُشارِكُهم في الِاطِّلاعِ عَلَيْها، والِاسْتِثْناءُ مِن أعَمِّ الأحْوالِ. ﴿وَلا خَمْسَةٍ﴾ ولا نَجْوى خَمْسَةٍ. ﴿إلا هو سادِسُهُمْ﴾ وتَخْصِيصُ العَدَدَيْنِ إمّا لِخُصُوصِ الواقِعَةِ فَإنَّ الآيَةَ نَزَلَتْ في تَناجِي المُنافِقِينَ، أوْ لِأنَّ اللَّهَ تَعالى وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ، والثَّلاثَةُ أوَّلِ الأوْتارِ أوْ لِأنَّ التَّشاوُرَ لا بُدَّ لَهُ مِنِ اثْنَيْنِ يَكُونانِ كالمُتَنازِعَيْنِ وثالِثٌ يَتَوَسَّطُ بَيْنَهُما، وقُرِئَ ثَلاثَةً و «خَمْسَةً» بِالنَّصْبِ عَلى الحالِ بِإضْمارِ يَتَناجَوْنَ أوْ تَأْوِيلِ نَجْوى بِمُتَناجِينَ. ﴿وَلا أدْنى مِن ذَلِكَ﴾ ولا أقَلَّ مِمّا ذَكَرَ كالواحِدِ والِاثْنَيْنِ. ﴿وَلا أكْثَرَ﴾ كالسِّتَّةِ وما فَوْقَها. ﴿إلا هو مَعَهُمْ﴾ يَعْلَمُ ما يَجْرِي بَيْنَهم. وقَرَأ يَعْقُوبُ ولا أكْثَرُ بِالرَّفْعِ عَطْفًا عَلى مَحَلِّ مِن نَجْوى أوْ مَحَلِّ لا أدْنى بِأنْ جُعِلَتْ لا لِنَفْيِ الجِنْسِ. ﴿أيْنَ ما كانُوا﴾ فَإنَّ عِلْمَهُ بِالأشْياءِ لَيْسَ لِقُرْبٍ مَكانِيٍّ حَتّى يَتَفاوَتَ بِاخْتِلافِ الأمْكِنَةِ. ﴿ثُمَّ يُنَبِّئُهم بِما عَمِلُوا يَوْمَ القِيامَةِ﴾ تَفْضِيحًا لَهم وتَقْرِيرًا لِما يَسْتَحِقُّونَهُ مِنَ الجَزاءِ. ﴿إنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ لِأنَّ نِسْبَةَ ذاتِهِ المُقْتَضِيَةَ لِلْعِلْمِ إلى الكُلِّ عَلى السَّواءِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب