﴿فَلا أُقْسِمُ﴾ إذِ الأمْرُ أوْضَحُ مِن أنْ يَحْتاجَ إلى قَسَمٍ، أوْ فَأُقْسِمُ و «لا» مَزِيدَةٌ لِلتَّأْكِيدِ كَما في لِئَلّا يَعْلَمَ أوْ فَلَأنا أُقْسِمُ فَحَذَفَ المُبْتَدَأ وأشْبَعَ فَتْحَةَ لامِ الِابْتِداءِ، ويَدُلُّ عَلَيْهِ قِراءَةُ فَلا قِسِمُ أوْ فَلا رَدَّ لِكَلامٍ يُخالِفُ المُقْسَمَ عَلَيْهِ. ﴿بِمَواقِعِ النُّجُومِ﴾ بِمَساقِطِها، وتَخْصِيصُ المَغارِبِ لِما في غُرُوبِها مِن زَوالِ أثَرِها والدَّلالَةُ عَلى وُجُودِ مُؤَثِّرٍ لا يَزُولُ تَأْثِيرُهُ، أوْ بِمَنازِلِها ومَجارِيها. وقِيلَ: النُّجُومُ نُجُومُ القُرْآنِ ومَواقِعُها أوْقاتُ نُزُولِها، وقَرَأ حَمْزَةُ والكِسائِيُّ بِمَوْقِعٍ.
﴿وَإنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ﴾ لِما في المُقْسَمِ بِهِ مِنَ الدَّلالَةِ عَلى عِظَمِ القُدْرَةِ وكَمالِ الحِكْمَةِ وفَرْطِ الرَّحْمَةِ، ومِن مُقْتَضَياتِ رَحْمَتِهِ أنْ لا يَتْرُكَ عِبادَهُ سُدًى، وهو اعْتِراضٌ في اعْتِراضٍ فَإنَّهُ اعْتِراضٌ بَيْنَ القَسَمِ والمُقْسَمِ عَلَيْهِ، ولَوْ تَعْلَمُونَ اعْتِراضٌ بَيْنَ المَوْصُوفِ والصِّفَةِ.
{"ayahs_start":75,"ayahs":["۞ فَلَاۤ أُقۡسِمُ بِمَوَ ٰقِعِ ٱلنُّجُومِ","وَإِنَّهُۥ لَقَسَمࣱ لَّوۡ تَعۡلَمُونَ عَظِیمٌ"],"ayah":"۞ فَلَاۤ أُقۡسِمُ بِمَوَ ٰقِعِ ٱلنُّجُومِ"}